أذكر عندما فازت الكويت بكأس الخليج وقامت القناة الثالثة باخذ رأي الجمهور وصيد لحظة الفرحة! سألوا شخص: ما هو شعورك في فوز الكويت بكأس الخليج؟ قال: والله شعوري شعور أي مواطن كويتي يفرح بهذا الفوز! قرأت في كتاب الاسبوع الماضي وتعلمت منه أن الإنسان يمر بمراحل في عمره تبدأ في التكوين وتنتقل إلى مرحلة النهوض (Emerging Stage) وفي هذه المرحلة يكسر فيها الإنسان (قشرة البيضة) أي تنتهي فترة الحماية والرعاية والتكوين وتبدأ فترة التعبير عن الذات (Expressing yourself) ويقول الكاتب أن هناك نوعين من الناس في هذه المرحلة نوع يريد أن يثبت للآخرين ذاته ونوع يريد أن يعبر عن ذاته وشتان بين النوعين.
النوع الأول يحدد له الآخرين أفعاله وتصرفاته وغاياته وحركاته وهمساته واستثماره لأوقاته
وأما النوع الثاني فهو يحدد لنفسه أهداف ويرسم الغايات ويسعى لتحقيقها فهو يعبر عن ذاته من خلال أقواله وأفعاله وإنجازاته وليس للناس علاقة في ذلك. ومن هنا أقول أن الإنسان في مرحلة النهوض وكلنا في هذه المرحلة (حتى نتقاعد عن أهدافنا) يجب علينا ممارسة التعبير عن الذات والتعبير ليس فقط بالأقوال بل (وهو الأقوى) بالأفعال أيضا. من أنت ؟ وماذا تريد من هذه الدنيا؟
وما هي رسالتك؟ وما هي غايتك؟ وما هي وسيلتك؟ ما هي إيجابياتك وصفاتك؟
عبر عن ذاتك قبل أن يقال (فلان ولد وعاش ومات).
التعليقات
و هذا الفرق نراه بين طلبة المدارس الأجنبية بالمقارنة مع المدارس العربية.. حيث ان طلبة المدارس الأجنبية يعبرون عن ارائهم بحرية و من غير تخوف من ردة فعل السامع .. و لقد تعاملت مع طالبات احدى مدارس الأجنبية لمدة اسبوعين ..و قارنت بين جرأتهم في التعبير عن انفسهم و بين زملائي و زميلاتي في الجامعة !!! فالفرق ليس لصالح طلبة الجامعة بالمرة ..
ما هي الخطوات اللازمة اتخاذها للنهوض بالمجتمع الى هذه المرحلة ؟ اي مرحلة التعبير عن النفس ؟و ما هو دور المدارس في هذه النقطة.. الموضوع يحتاج الى دراسة ..
لو حاور الأب ابنه والأم ابنتها في أبسط الأمور مثل: ماذا تريد للعشاء اليوم؟ ما رأيك بالبرنامج المقترح لنهاية الأسبوع؟ هل تتفقين مع ما قالته خالتك فلانة خلال عشاء البارحة؟ ... الخ، لما واجهنا - والله تعالى أعلم - مثل هذه المشكلة المعيقة للتنمية والمعززة للتخلف.
كما أن الحّكام العرب إلا من رحم ربي - وقليل ما هم - يعززون عدم ممارسة التعبير في إطار بطانتهم وعموم الشعب المحكوم منهم، رغم أنه قد كان فيمن قبلنا من يقول: لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها.
1- المعلم
2- المنهج
3- النظام
وكل من هذه العناصر له استراتيجياته الخاصة في تطبيقه ولنأخذ مثال المعلم. إن مستوى المعلمين الذي يدرّسون الآن في مدارس الكويت (أتكلم عن الكويت لمعرفتي بها لا لسوء حالتها) كلهم خريجين بمعدل (جيد) من مختلف البلدان..وقد يكون السبب رخص رواتب هؤلاء المعلمين..ولكننا بهذا التوفير ندفع الثمن غالي..شكرا لك
الأخ الفاضل أسامة الماجد إنني متابع لكتاباتك الرائعة وإنه ليسعدني مشاركتك في هذا الموضوع وإنك دائما ما تشير إلى قضايا جوهرية وإني أوافقك الرأي على أن للاسرة دور كبير ومهم جدا وإنه المحضن التربوي الذي يرجع إليه الطلبة فيصفوا الأفكار ويهذبوا الأخلاق وينقوا المعتقدات والقيم..وإنني اتوقع (من حديثك) أن أبناءك (إنشاءالله) سيكونون ممن يمارسون التعبير..بقوة! شكرا لك
موضوع جد خطير ومهم، ولي إضافة علي إلي ما سبق من طرح وتعليقات ألا وهي "حرية التعبير".
من خلال المقال والتعليقات والتعاملات علي أرض الواقع، رأيت تشوشا وتخبطا في هذا المفهوم عند الكثير من أبناء العرب -إلا من رحم ربي- لإنهم يظنون أن الحرية هي هجاء الناس وقذفهم وهذا خطأ.
المفترض أنك إذ لم تتفق مع فكرة ما أن تعبر عن رأيك في الفكرة لا في الشخص وتنقدها نقدا بناءا مفيدا وليس نقد الأشخاص وهدمهم كما يحلو للناس.
وختاما: الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت (متعمق) في الأرض أما الخبيثة فهي كالشجرة الخبيثة إجتثت (أي بلا جذور) فسرعان ما تذروها الرياح ولو بعد حين.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة