التعليقات
أود أن أؤكد الخلاصة التي انتهى إليها الكاتب الكريم و هي أن الإصلاح المطلوب يجب أن يتوجه أولاً : إلى جعل المواطن العربي يشعر بأنه مواطن كامل المواطنة في وطنه . هذا هو المهم و هذه هي الغاية .
و عندما نبلغ هذه العتبة فإن الدخول إلى عالم الانتاج و الابداع سهل جداً ، و التحول إلى مساواة الأمم الأخرى و مسابقتها ممكناً .
و كم كنت أتمنى على الكاتب الكريم أن يضرب لنا الأمثلة عن مواطنتنا المنقوصة و ما هي الفرص التي تتاح لنا لو عدنا مواطنين كاملي المواطنة . كيف نقاتل لو عدنا مواطنين كاملي المواطنة و كيف نحافظ على الأمانة و على المال العام لو عدنا مواطنين كاملي المواطنة .
و لكني أعذر الأستاذ ادريس فهذا حديث طويل و هو قد التزم باصول الكتابة للانترنت و لكني مع ذلك أجدها جافة جداً و مختصرة جداً – أرجو المغفرة .
و ما زالت ممارسات الفرز و التهميش إزاء شرائح من المواطنين قائمة في كل الدول العربية . و هناك ما هو مشترك بين كل الدول العربية : كتفضيل القبيلة الحاكمة ( أو جماعة النظام ) و من ألحق بها من أعوانها على مجمل الشعب ، و حرمان الإسلاميين من حقوقهم السياسية . و هناك ما هو خاص بكل دولة على حده .
- أهملت الدولة العثمانية سكان الجبال في سوريا و لم تمهد لهم الطرقات و لا فتحت لهم المدارس و لا أقامت لهم المساجد فكان مهم جنود حملة الاحتلال الفرنسي و عسكر الاحتلال الذين أخضعوا بقية البلاد .
- استبعد صدام الشيعة و الأكراد من المناصب العليا في الإدارة و الجيش فخلق لديهم حقداً على الوطن ، و تراهم يتمسكون بالاحتلال الأمريكي اليوم و لا يريدون ذهابه و ما صورة السلب و النهب عقب عزو العراق عنا ببعيد .
- قامت في مصر ممارسات تمييزية ضد الأقباط كما شرح السيد إلهامي الميرغني في مقال سابق في "ناشري".
و لذلك خلقت الحكومة مشكلة طائفية في مصر . كما أدى حرمان بدو سيناء من خدمات الدولة لتحول افراد منهم للعمل جواسيس لدى إسرائيل و معاملة الجيش المصري بكل بدو سيناء كعملاء محتملين للعدو .
- قام حزب البعث في سوريا و العراق بفرز المواطنين بحسب تفكيرهم السياسي و الاقتصادي : بعثي أو غير بعثي ، تقدمي أو رجعي . مما أدى لهجرة الكفاءات و رؤوس الأموال خارج البلاد ، و أدى أخيراً لعموم الفساد و الواسطة و المحسوبية و شيوع النهب للمال العام .
- في المغرب هناك تجاهل تام للمناطق الشمالية و تكاد خدمات الدولة أن تكون غائبة كلية هناك .
- في دول الخليج و في لبنان هناك مواطنون يطلقون عليهم البدون أي أنهم بدون هوية و بدون حقوق .
- أهملت الحكومى السودانية سكان شرق السودان و غرب السودان فثارت فيهما اليوم حركات انفصالية ,
- اللاجئون الفلسطينيون يعاملون معاملة شاذة و سيئة في كل الدول العربية حتى لا تضيع فلسطين . و كان الأولى معاملتهم كمواطنين فور هجرتهم .
و يبقى هدف الإصلاح الأول أن يشعر كل مخلوق على أرض الوطن أنه مواطن كامل المواطنة ، و أن لا يبقى هناك فرز و لا تهميش بعد اليوم .
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة