التعليقات
وحيث تحدث الأستاذ حسين معلوم عن مصر وروسيا تذكرت جلسة شهيرة في الكرملين تبين مدى النفوذ الذي كانت تتمتع به مصر.
إثر طرد الخبراء الروس من مصر عام 1972 أرسلت مصر وزير خارجيتها اللامع اسماعيل فهمي يرحمه الله لتصحيح مسيرة العلاقات الروسية المصرية، فاجتمع في الكرملين مع القيادة الروسية برئاسة بريجنيف الرهيب. فأخذ هذا يصيح ويرغي ويزبد لمدة ثلاثة ساعات بدون توقف.
وأخيرًا سحب اسماعيل فهمي كرسيه للخلف واستدار به قليلا بعيدًا عن برجنيف، و أشعل سيجارًا ووضع رجلا فوق أخرى .
انتبه بريجنيف وأراد أن يستفسر ما معنى هذا التصرف، لكنه لمح منفضة السجائر أمامه وهي ملأى بأعقاب السجائر. فقال: أنا دخنت كثيرًا، فهز اسماعيل فهمي رأسه بالإيجاب. فقال بريجنيف: ودخنّت كثيرًا. فهز اسماعيل فهمي رأسه بالإيجاب. فقال بريجنيف : خلاص انتهيت، تفضل أنت.
وهنا الشاهد :
قال اسماعيل فهمي. اتعرف مع من تتكلم ؟ أنا لست وزير خارجية جمهورية موز لتصيح فيه ثلاث ساعات بدون توقف. أنا وزير خارجية مصر. مصر الدولةالتي عمرها سبعة آلاف سنة.
نحن الذين أعطيناكم تذكرة دخول لأفريقيا، و نستطيع أن نكتب لكم تذكرة خروج متى شئنا.
لا يمكن الحديث عن إصلاح العلاقات بين بلدينا قبل أن تقوم برد الزيارة للرئيس السادات وقد زارك أكثر من مرة. فقال صحيح وسأبذل جهدي للتم هذه الزيارة في أقرب وقت ممكن.
رحم الله أيام العز.
ورحم الله الرئيس السادات لأنه اختار اسماعيل فهمي وزيرًا للخارجية لأنه طرح وجهة نظر لحل أزمة الشرق الأوسط مخالفة لوجهة زظر الحكومة وكان وقتها سفير مصر في النمسا.
- نقل معركتها مع النفوذ الأمريكي إلى ساحة أمريكية خالصة.
- إلهاء الشعب الروسي عن واقعه البئيس بمشاكل ومشاغل دولية.
- تفعيل تجارة السلاح وتوفير عملات صعبة للخزينة الروسية.
ولكن المهم كما تفضل كاتبنا "حسين معلوم" هو قابليتنا لاستثمار هذا الطموح الروسي، برأيي المتواضع إننا لسنا أهل لذلك فأبرز مهاراتنا اليوم هي قطع الصداقات وتعكير العلاقات وتدمير التحالفات! عدا الامبراطورية الأمريكية طبعًا لكونها غير محتاجة أساسًا لصداقتنا أو علاقاتنا أو تحالفاتنا.
أتفق مع معلقنا "محمد الملاح" في أننا نفتقد للرجالات القادرين على إدارة التفاوض وكسب أكبر ما يمكن مقابل أقل ما يمكن، فبالنهاية "السياسة فن الممكن".
ولكن إن كانت هذه السياسة فأين الساسة! صنفٌ في النوادي الليلية ولا نريده، وصنفٌ في المقابر العربية ولن نعيده
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة