التعليقات
كنا نتألم لواقع أبنائنا المغاربة (والعرب من كل بلد أيضًا) ونفجع حين نسمع عن غرقهم في قوارب الموت، لكننا ما كنا نتصور ما تلاقيه بناتنا، ولم نكن ندري أصلا عن هجرة البنات شيئًا.
حدثنا إدريس ولد القابلة عن التسلط وغياب الديموقراطية.
وحدثنا عن الفساد وعن لصوصية الطبقة المتسلطة زاحتكارها لكل ثروة البلد و المواطنين.
وحدثنا عن انتشار زراعة المخدرات حتى أصبحت مصدر الدخل الوحيد للكثير من الناس.
كل هذه المقدمات أدت لما صدمنا به الكاتب أخيرًا في هذه المقالة .
وكان أكثر ما آلمني اعتداء الأب على ابنته. ويغلب على ظني أنه من مدمني المخدرات. فلا يرتكب هذا الجرم انسان صحيح العقل. ولقد رأيت مثل هذه الحالة من قبل، ولذلك أرفع صوتي بالتحذير:
إياكم ومحاولة تجربة المخدرات فقد ينتهي الأمر بكم إلى الاعتداء على محارمكم!
ضع عرضك وعرض محارمك نصب عينيك قبل أن تغلط وتجرّب هذه السموم. الأمر لا يتعلق بضياع الصحة و المال فقط بل بضياع العرض و الشرف وسوء المآل والعياذ بالله.
وأخيرًا فإن الدفاع عن الحرية هو في النهاية دفاع عن الشرف أيضًا.
أخي ادريس أنت تعرف جيدا من دمر اقتصاد البلد .. ومن سرقه .. ومن تواطأ ومن سكت .. ومن يملكه ..
واقتصاد البلد حتى اليوم ورغم كل المآسي لا زال بيد من دمروه بالأمس .. ماذا ينتطر من بلد تحكم فيه "وزير داخلية " ربع قرن ؟ لقد قرأت قبل سنوات لأحدهم بالحرف : ( على المغرب ديون تقدر ب 22 مليار دولار ، وتقاريرهم ـ وكان يقصد بعض المنظمات العالمية المختصة ـ تقول أن ضعف هذا الدين يملكه بضعة أشخاص وبالضبط من بيدهم السلطة ، ونحن نقول لهم خذوا منها ديونكم وأرجعوا لنا الباقي ) لكن لما وصلوا الى مركز القرار أتوا على ما تبقى وانشغلوا بمحاربة الإسلاميين .. وهيهات هيهات ..
وعلى كل حال إن لم تحاسب كل الاحزاب التي حكمت المغرب فليستعد الجميع لطوفان لا يبقي ولا يذر ..
أليس من العار بل من الحرام أن تنهب أرزاق أطفال أبرياء من طرف "قائد" أو "شيخ" مقابل "كوخ" من عدة أمتار ؟ وكأنهم ليسوا من هذه التربة ، عجيب وغريب أن يعامل المساكين والفقراء كلاجئين غير مرغوب إلا عرقهم ..!!
أليس من العار ومن الظلم كلما حاول شاب أو مواطن بسيط الارتماء في مبادرة شخصية للبحث عن رغيف يومه يصطدم بهراوات قوانين مديرية الضرائب ومراقبيها من الشهر الأول ؟ وأول هراوة هي هراوة الإفلاس ..
اليس من التخلف والظلم أن يقطع الماء مثلا عمن عجز عن اداء دراهم معدودة بينما ضيعات الوزراء تسقى على عرق ومن دم شعب جاهل مكلوم ؟
هذه أمثلة بسيطة لحال واقع موبوء .. واليوم يقولون هاهي السياسة أمامكم .. انخرطوا .. انقضوا .. وأي سياسة ؟ سياسة أحزاب مغضوب عليها من الجميع وهم يعلمون هذا جيدا .. ولكنهم لا يعتبرون .. بل لو اجتمعت كل الاحزاب ونادت بـ لا إله إلا الله لارتاب المغاربة ولما صدقوا دعواها .. فكيف بالانخراط في سياستهم المهترئة ؟!!
أنظر يا أخي إن بدا على شاب عاطل "أمارة ثراء" ـ كما يحلو لهم أن يسموها في التحقيق ـ طاروا به في الحال ولو فجرا ليعرفوا منبع "ثرائه" المزعوم .. بينما عيونهم عمياء وآدانهم صماء تجاه الذين نهبوا وينهبون البلاد والعباد بالجملة والتقسيط ..
انظر إن أطلق أحد اليائسين من الواقع المرير لحيته وقصر سرواله ماذا تكون النتيجة ؟ أليس أقلها أنه يصبح "إرهابيا" خطيرا تلزم محاربته بلا هوادة ..
بلد يتبع مثل هكذا سياسات لا عجب فيما نشاهد من مغامرات للـ"لحريك" شمالا وجنوبا .. ولا عجب مما هو آت ..
كم من منصب شغل يلزم ؟
وكم من مدرسة ؟
وكم من مستشفى ؟
وكم .. وكم .. وكم ..
أو نختصر هذه الـ"كمـ" ات كلها ونقول :
كم من سجن يلزم بناؤه لكي لا يعكر الشباب العاطل صفو حياة أحزاب أصبحت من شدة سطوع الحقيقة المرة لا " تقشع " شيئا ..
والحمد لله أن تاهوا حتى عن طريق الهروب ..
وأستسمح إن غردت بعيدا عن مقاصد مقالكم "خويا ادريس" ..[color=blue] [face=Simplified] [/face] [C]
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة