الفروسية وأهميتها عند العرب والمسلمين خلال العصور الوسطى
- التفاصيل
- مقالات
- مقالات اجتماعية
- في: الثلاثاء، 18 تشرين1/أكتوير 2016 22:02
- د. تامر مندور
- القراءات: 74034
لقد ذكر صاحب النجوم الزاهرة في تعريف الفروسية: أنها نوع آخر غير الشجاعة والإقدام، فالشجاع هو الذي يلقى غريمه بقوة جنان، وفارس الخيل هو الرجل الذي يُحسن تسريح فرسه وسلاحه، وتدبير ذلك كله، بحيث إنه يسير في ذلك على القوانين المقررة المعروفة بين أرباب هذا الشأن. ويُذكر أيضًا أن الفروسية أو الفروسة أو الفراسة: هي الحذق بركوب الخيل وأمرها. هذا ويُقال أن أصل الفروسية هو الثبات على الفرس العُريّ - أي الفرس العاري الغير مُسرج.
ويُذكر أيضًا أن أصل الفروسية وكمالها هو حفظ العنان، ونظر الفارس أمام فرسه وحيث يضع يديه، وتعهده لآلته من سرجه ولجامه، ويُقصِّر ما يحتاج إلى تقصير ويُضيِّق ما يحتاج إلى تضييقيه، ويطوِّل ما يحتاج إلى تطويله، كل ذلك يفعله بوزن.
وكانت الفروسية في العصور الإسلامية هي مطمع أنظار الشباب إذ تستهوى قلوبهم لما فيها من ألوان الشجاعة لذا مارسوها واتخذوا لها زيًا خاصاً، وتدربوا على استعمال السلاح كالضرب بالسيف أو الرماح أو الرمي عن القسي بالنبل، وغيرها من هذه الأمور.
وبشكل عام فإن المسلمين كانوا يعتمدون على الخيل اعتمادًا أساسياً في شتى مجالات الحياة، بجانب باقي أنواع الدواب وأجناسها (كالبغال والحمير)، ومن أهم هذه المجالات الجهاد في سبيل الله (الحروب والمعارك)، وكوسيلة للنقل والمواصلات، وفي أعمال الزراعة والصناعة، بالإضافة إلى استعمالها في الصيد، وكذلك استخدامها في القيام بأمور الرياضة والسباقات والفروسية، مع الاعتماد عليها كوسيلة للتسلية وهزل الفرسان، مثل القيام بالألعاب المختلفة كلعبة الكرة والصولجان.
ولذلك فقد لزم الأمر القيام بتدريب وتربية وتأديب وتعليم الخيول لإعدادها وتجهيزها لكي تكون صالحة لما سبق ذكره بالأعلى وعلى الأخص في أمور الجهاد في سبيل الله، والسباقات، والصيد والطرد، وممارسة بعض الألعاب مثل لعبة الكرة والصولجان، وجميع هذه الأمور تندرج تحت مفهوم الفروسية بمدلولها الواسع الذي يشمل معظم الأعمال التي يقوم بها الفارس وهو يمتطى فرسه.
اِقرأ المزيد: الفروسية وأهميتها عند العرب والمسلمين خلال العصور الوسطى