إنّه الوحش! هناك مَن أخرج وحش فرانكنشتاين من مختبر التجارب، وأطلقه ليجوس بين بني آدم. صار وحش فرانكنشتاين... أعني الذكاء الاصطناعي التوليدي في متناول أيدي الجميع، حتى الأطفال. كانت تجارب الذكاء الاصطناعي في متناول أيد قليلة، ثم جاءت شركة OpenAI، ولأسباب بعضها اقتصادي وكثير منها غامض، وقررت أن تتيح منتجها ChatGPT للعامّة. بين ليلة وضحاها، ماجت البشرية، وتخلخلت طرائق التعليم، وصار البعض يشعر بتهديد مُحْدق ليس لوظيفته وحسب، بل لهويته وكينونته أيضاً. وبعدما كان المرء منا يفخر بما يتقنه ويَعده مجالاً لموهبته وخبرته، صار يشعر أن هناك مَن يعمل عمله، ولكن بشكل أسرع وأكفأ، ومجاناً أحياناً! وحينئذ، بدأ سباق خدمات الذكاء الاصطناعي، وجهدت الشركات ينافس بعضها بعضا. إمكانات الذكاء الاصطناعي مرعبة، وأقولها ذماً لا مدحاً.
منذ صغري وأنا أعشق السفر والترحال، فكلّ تفاصيل السفر تسعدني من التخطيط إلى الاستعداد إلى مرحلة إعداد حقيبةالسفر إلى مرحلة إنهاء إجراءات السفر ومن ثمّ الفندق ومن ثمّ التخطيط للرحلات داخل الوجهة السياحيّة، هناك دائما متعة ولذّة في كل شيء بل فائدة في كل خطوة، وهناك مشاعر حزن كانت تتولّد لدي عند انتهاء الإجازة والعودة إلى الوطن. وأنا صغيرة كنت أعتقد أنّها مشاعر طفوليّة ستنتهي عند الكبر.
في هذا الصيف كنت في زيارة إلى منطقة البحيرات في بريطانيا، وهناك حجزت في رحلة لرؤية العشر بحيرات الموجودة في تلك المنطقة، وأثناء الرحلة توقّف بنا المرشد السياحيّ عند حديقة دفن فيها الشاعر المشهور William Wordsworth. وعند مدخل الحديقة كان هناك مخبز صغير لبيع بسكويت الزنجبيل Bread، ولقد تفنن المرشد السياحيّ في وصف هذا البسكويت وكيف هو من ألذّ المخبوزات في هذه القرية Casmary وأننا يجب أن نتذوّقه لأنّه وصفة شهيرة اشتهرت بها هذه القرية، ووجدت طابورا طويلا مصطفًّا لشراء هذا البسكويت فقلت في نفسي لا بد أنّه لذيذ جدّا فوقفت معهم في الطابور حتى أشتري هذا البسكويت، وعند وصول دوري سألتني كم قطعة تريدين؟ فطلبت ٦ قطع وذلك بناء على كلام المرشد ورؤية كل هؤلاء الناس الواقفين بالدور لشرائه، وبعد الشراء والتجوّل في الحديقة ورؤية قبر الشاعر المعروف Wordsworth. ركبنا الحافلة مرّة أخرى للانتقال إلى مكان آخر وأثناء جلوسي في الباص مددت يدي إلى داخل الشنطة لأتذوّق بسكويت الزنجبيل وأنا أمنّي نفسي بالطعم اللذيذ الذي سيدخل فمي، ومع أوّل قضمة لسعتني حرارة الزنجبيل ولكني واصلت المضغ مدّة، ثمّ قلت لنفسي امم إنّه ليس بتلك اللذّة التي وصفها، فهو كطعم أي بسكويت عاديّ، وربّما لدينا في الكويت ما هو ألذّ منه بكثير، لم أكملها، ووضعتها داخل الكيس مرّة أخرى، ثم وضعتها في الشنطة.
صدر العدد الثامن عشر من مجلة ذخائر للعلوم الإنسانية متضمنا لجملة من الأبحاث والدراسات المهمة، والمتنوعة في تخصصاتها وجنسية كتابها.
وقد وردت المشاركات المندرجة ضمن محور "دراسات" كالآتي:
- القبيلة والأرض في البلاد التونسية خلال العصر الحديث، للدكتور عادل النفاتي، باحث في التاريخ الثقافي المغاربي والمتوسطي للفترة الحديثة، وعضو بمخبر التاريخ الاقتصادي للمتوسط ومجتمعاته، من جامعة تونس.
- مدينة تنبكت في مرآة الر حالة الأوروبيين خلال القرن التاسع عشر: روني كايي وهنري بارث نموذجان، للأستاذ هشام بلمسرحة، باحث في سلك الدكتوراه بجامعة الحسن الثاني، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية - المغرب.
- الطب في المغرب من مرحلة ما قبل الاستعمار إلى الاستقلال بين الجانب الشعبي والديني والنظرة الأوربية، للأستاذة حفصة أعبود، باحثة في سلك الدكتواره بجامعة عبد المالك السعدي، تطوان - المغرب.
يحتفل العالم في 23 يونيو من كل عام باليوم العالمي للخدمة العامة، وذلك تكريمًا لجهود الموظفين العموميين في جميع أنحاء العالم، وتقديرًا لمساهماتهم في بناء المجتمعات وتقدمها.
وتعود جذور يوم الخدمة العامة إلى عام 2003، عندما صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتخصيص يومٍ سنويٍ للاحتفال بجهود الموظفين العموميين.
جاء هذا القرار إيمانًا من قبل الأمم المتحدة بأهمية الخدمة العامة ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الحكم الرشيد وتحقيق الازدهار لمختلف المجتمعات، كان هذا القرار نتيجة لجهود في هذا الصدد، من أبرزها:
أولا: بدأت فكرة الاحتفال بيوم الخدمة العامة تتبلور في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، من خلال نقاشاتٍ ومبادراتٍ دوليةٍ مختلفةٍ، ركزت على أهمية دور الموظفين العموميين في التنمية.
ثانيا: أصدرت الأمم المتحدة في عام ١٩٩٨ تقريرًا بعنوان "الخدمة العامة في القرن الحادي والعشرين"، دعا إلى اتخاذ خطواتٍ ملموسةٍ لتحسين أوضاع الموظفين العموميين وتعزيز قدراتهم.