"لمن هذه الصرخة ، أسرع يا عماد ، انظر إن كان أى شخص قد أصابه حادث ما"

كان عماد يهبط السلم وقلبه يكاد يتوقف من فرط القلق والخوف ، فقد سمع هو وأمه أثناء مشاهدتهم للتلفاز صرخة مدوية تأتى من الشارع الواسع الذى يطل منزلهم عليه ، وقد انخلعت قلوبهم على أثر هذه الصرخة ، فهم لم يسمعوا مثلها من قبل قط ، لاحظ عماد انه ليس الشخص الوحيد الذى كان يهبط السلم بل العديد من سكان البناية التى يقطنها وأيضا البنايات المجاورة ، وصل عماد لوسط الشارع الواسع ، وكان حوله أيضا عشرات الناس الذين يقفون بملابس النوم ، وقد عرف أنهم أيضا قد سمعوا تلك الصرخة المدوية ، أخذ عماد ينظر حوله متشككا ولم يجد أى إشارة أن هناك شخص ما قد وقع له حادث.

" أسمعتم هذه الصرخة أيها القوم " قال أحدهم

رد اخر" نعم سمعناها ، بل على العكس فقد استيقظت من نومى على أثرها ، كأنها تأتى من الجحيم "

وأردف ثالث " ولكن من أين أتت ، فكل من فى الشارع مثلنا ، قد هرعوا الى الشارع ليتبينوا ما سمعوا "

ثم أكمل وقد رفع صوته " أوجد أحدكم شيئا  "

أخذ الجميع يرددون واحدا تلو الاخر بانهم لم يجدوا شيئا ، أما عماد فقد نظر الى امه التى تقف فى الشرفة وأومأ إليها بإشارة مغزاها ، أنه لم يجد شيئا

" هنا يا قوم ، هنا " كان هذا أحد سكان الشارع الذى كان يقف فى مكان بعيد ، " هنا ، تعالوا بسرعة"

هرع الجميع ، بما فيهم عماد ، ليلحقوا بذلك الرجل الذى كان يبعد عنهم قرابة الخمسين مترا ، وقد كان ينظر الى الأرض ولا يرفع عينيه عنها ، أخذ عماد يحاول اختراق الدائرة البشرية التى تشكلت حول الرجل ، إلى ان وصل مندفعا الى وسط الدائرة البشرية وقد كاد ان يقع ، فأمسك به الرجل الذى نادى عليهم وهو يقول "احذر يا بنى ، سوف تقع " ، كادت عينا عماد ان تخرجا من مكانها وهو يرى تلك الحفرة التى لا يتجاوز قطرها إطار سيارة ، وقد كان هناك دخانا كثيفا يخرج منها ، حاول عماد أن يرى ما بداخل الحفرة ولكن الدخان حال دون ذلك ، لاحظ الجميع أن الدخان تزداد كثافته بصورة مستمرة ، ما أصاب الجميع بالقلق ، فقال أحدهم " لا أشعر بالاطمئنان أيها الناس ، إن الدخان يزداد " بدأ الناس يتراجعون الى الخلف ببطئ ، وعيونهم مسلطة على الحفرة التى يزداد دخانها ثانية بعد الأخرى.

" هل شعرتم بها"

" ماذا "

" تلك الهزة وذلك الصوت "

" نعم، أسمعه، إنه يبدوا كصوت اصطكاك معدني، كصوت ضغط الماء على السطح المعدني للغواصات، هل تعرفون هذا الصوت"

لم يجيبه أحد فقد اخذ الجميع يتراجعون وهم يسمعون ذلك الصوت المعدني ويرون الدخان يتصاعد بكثافة من تلك الحفرة ، بدأ الجميع يتمتمون بكلمات غير مفهومة وقد لا حظوا أن تلك الهزة الأرضية تزداد ثم تتوقف ثم تحدث مرة أخرى كأن ديناصورا عملاقا يمشى ببطء خطوة تلو الأخرى، ازدادت حدة الهزات الأرضية تصحبها بعض الصرخات ، الى أن ازدادت الصرخات وتحولت الى هلع والكل يعدوا محاولا الفرار من تلك الهزات المتلاحقة ، التفت عماد ورائه ليرى تلك الحفرة وقد ازداد اتساعها وأخذت الأرض تنهار من حولها ، والكل يجرى بلا توقف ، شعر عماد أن الحفرة تجذبه إليها هو وغيره من السكان ، صرخ عماد ، صرخ وهو ينظر الى امه فى الشرفة التى أخذت تصرخ وهى تنادى عليه.

***

"عماد ، عماد ، أفق يا بنى "

فتح عماد عينيه بصعوبة وهو يكاد يتبين ما حوله ، ولكن الظلام كان يحيط به من كل مكان ، بدأ النور يتسلل إلى عينيه وقد كان نورا ضعيفا ، نظر حوله فوجد أمه تجلس بجانبه ، حاول أن يقوم من مكانه ولكنه شعر بثقل فى رأسه كأن احدهم طرق بمطرقة عليها ، فاستلقى بجسمه على الاريكة مرة أخرى.

" ماذا حدث يا أماه ، وأين أنا "

" الحمد لله أنك أفقت يا بنى "

" ومنذ متى وأنا على هذا الحال "

" ما يقرب من ساعتين "

" وماذا حدث لى "

" لقد ارتطم رأسك أثناء هذا الاعصار أو الزلزال ، لا أعرف ما هو بالتحديد ، ثم فقدت وعيك "

" ومن احضرنى الى هنا "

" بعد أن استعدت أنا وعى ، قمت ..."

قاطعها عماد قائلا " وهل فقدت أنت وعيك أيضا يا أماه "

" نعم يا بنى"

" لماذا ؟"

" لا أعلم فمعظم من شاهدوا الحادث قد فقدوا وعيهم "

أخذ عماد يغمغم قائلا لنفسه " غريب ما حدث " ثم اردف سائلا أماه " وكم مر عليك فاقدة الوعى يا أمى"

أخذت الأم تفكر قليلا إلى ان قالت " لا أعلم بالتحديد ، أظن أنها دقائق معدودة "

أخذ عماد ينظر حوله إلى ذلك الظلام المحيط به ، لا ينيره إلا نور الشمعة الموضوعة على المنضدة قائلا " وما هذا الظلام "

ردت الأم " لقد انقطعت الكهرباء عن كل الشارع "

" وهل اتصلتم بشركة الكهرباء "

أردفت الأم " إن التليفونات قد تعطلت أيضا "

أخرج عماد تليفونه المحمول من جيبه ، ليتفقده فوجد أن الشكبة لا تصل اليه ، تحامل على نفسه وقام بصعوبة وخرج الى الشرفة التى تطل على الشارع ليرى إن كانت الشبكة ستعود لتليفونه ، وهذا ما لم يحدث ، نظر عماد الى الشارع الواسع ، الذى لم يكن به أحد على الإطلاق ، ولكنه شعر أن هناك شيئ مختلف ، شئ تغير فى ذلك الشارع ، على الرغم من أنه نفس الظلام الذى كان يحيط بكل شئ ، والذى تعود ان يراه من قبل ، فكثيرا ما كان يقف فى شرفته فى ظلام الليل ينظر لنفس الشارع ، ولم يشعربالخوف من الظلام مطلقا من قبل ، إلا هذه المرة فكان يشعر بالخوف ، حتما هناك شيئا تغير.

" لقد اختفى القمر" أخذ عماد يحدث نفسه بهذا وهو ينظر الى السماء المظلمة ، " لقد كانت ليلة مقمرة ، أين اختفى القمر "، شعر عماد أن الشارع قد أصبح لوحة قاتمة لا يوجد بها رياح ولا هواء ولا قمرا منيرا . عاد عماد للداخل ليحدث أمه بما يراه، ولكنه لمح شخصا او شيئا يمر بسرعة البرق من أمامه ، وقع قلبه بين قدميه ووقع هو أرضا من فرط الخوف ، ثم قام بسرعة وهو يستعيذ بالله من الشياطين وأخذ ينادى على امه ولكنها لم تجيبه ، ذهب الى حجرتها يتحسس الأشياء من حوله بعد أن اختفت الشمعة التى كانت تضئ المنزل ، أخذ عماد يحاول أن يفتح حجرة أمه ولكن الباب كان مغلقا ، سكت عمدا وأرهف السمع ، فقد شعر أنه يسمع صوتا من داخل حجرة أمه يبدو كالفحيح

" ماذا هناك يا عماد " قالتها الأم وهى تمسك بالشمعة فى يديها بعد أن فتحت الباب فجأة لترى عماد وهو يتصنت على حجرتها.

" لماذا أغلقت الباب يا أماه"

" لم أغلقه يا بنى ، لقد كان مفتوحا ، ألم تلاحظ أنى عندما فتحت الباب فقد أدرت المقبض فقط ، هل سمعت صوت مفتاح أو ما شابه؟ "

أدرك عماد انه بالفعل لم يسمع صوت المفتاح ، ف أردف عماد قائلا " وماذا كنت تفعلين بالداخل يا أمى ، كأنى سمعتك تتكلمين "

نظرت الام مستنكرة اليه قائلة " كنت أقرأ القرءان يا بنى ، وقد أخذت الشمعة لهذا السبب "

أخذ عماد يمسك رأسه وهو يقول " اعذرينى يا أمى ، أشعر أنى قد فقدت اتزانى قليلا مما حدث ، وأشعر بالتوتر "

احتضنت الأم ابنها قائلة " لا عليك يا بنى ، سأظل معك "

أثناء ذلك سمع الاثنان صراخ إمراة يأتى من الخارج ، خرج عماد وأمه الى الشرفة ليتبينا ما حدث ، فوجدا أن جارتهما فى البناية المجاورة ، تقف فى شرفتها وهى ترتجف وزوجها يحاول تهدئتها ، وهى تشير بأصبعها إلى الحفرة "

" ماذا هناك يا أستاذ على " قالها عماد بصوت مرتفع لذلك الزوج فرد الأخير " لا شئ ، مجرد تهيؤات ، تقول انها رات أشخاصا أو ظلالا تجرى بسرعة البرق ثم تقفز فى الحفرة "

تذكر عماد ما قد رءاه لتوه فى صالة المنزل ، فقال " ألم تتبين شكلهم "

رد الزوج " كيف يا بنى ، والظلام يحيط بنا من كل مكان ، حتى القمر قد اختفى "

انتبه عماد لما قاله الزوج عن القمر ، فهناك من يشاركه فى نفس الأشياء التى لاحظها ، سمع الجميع شهقة امرأة تقف فى شرفتها فى البناية المقابلة للناحية الاخرى من الشارع ، وقد كان كثير من السكان يقفون فى شرفاتهم بعدما سمعوا صراخ المرأة .

" ماذا هناك " قالها احدهم لتلك المرأة التى شهقت من الخوف ، فأشارت المرأة بأصبعها الى نهاية الشارع ، فنظر الجميع الى حيث تشير ، تعالت الصرخات والصيحات ، ووقع عماد أرضا وهو ينظر الى حيث اشارت المرأة فقد كان يقف نهاية الشارع مجموعة من الأشخاص كأنهم يضعون ايديهم فى جيوبهم ، والغريب ان احجامهم واحدة ، بل ملابسهم كذلك ،كانهم يلبسون معاطف طويلة تكاد تلمس الارض ، وكانوا يقفون بلا حراك ، وكان عددهم ما يقرب من أحد عشر شخصا .

قال أحدهم" من يأتى معى لنتحدث مع هؤلاء القوم ، لنرى ما حقيقة ما يحدث لنا فى هذا الشارع اللعين "

رد احدهم " أنا معك ، سالتقى بك بالأسفل "

نزل عماد ليلتقى بهم فى الأسفل ، بالرغم من توسلات أمه له ألا ينزل ، وقف عماد فى منتصف الشارع المظلم ، وكان اول من نزل ، تجمع بعض الرجال من السكان حول عماد حتى وصل عددهم لخمسة أشخاص ، ثم ذهبوا فى إتجاه الأحد عشر شخصا ، ولكنهم لم يجدوهم كانهم لم يكونوا ، سال أحد الرجال الخمسة بصوت عال " أرأى احدكم من شرفته إلى أين ذهب هؤلاء الأشخاص" ، رد الجميع بأنهم ما زالوا يقفون فى نفس المكان ، إتجه الرجال مرة أخرى الى نفس المكان ولكنهم لم يروا شيئا ، فعادوا الى وسط الشارع مرة اخرى وسألوا السكان من جديد ، فأصروا أن الأحد عشر شخصا ما زالوا يقفون فى أماكنهم.

الأستاذ على " أشعر بخوف شديد ، هناك شئ غير غريب يتعدى حدود الطبيعة يحدث هنا"

رد أحد الرجال الخمسة " نعم وانا أيضا أشعر بذلك "

الأستاذ على " لقد قررت أن أخرج من الشارع وأذهب إلى قسم الشرطة القريب وأتى بهم إلى هنا "

قال أحدهم " فلتصبر قليلا ، بعد ساعتين سيأتى نور الفجر ، بعدها اذهب "

الأستاذ على " لا ، سأذهب الان ، أعتقد أننا لن نستطيع ان نظل فى هذا الخوف والقلق حتى الصباح "

رد عماد " سأذهب معك "

الأستاذ على " لا سأذهب وحدى ، ولكن اذهب إلى منزلى يا عماد ، وخذ زوجتى الى منزلكم لتظل مع والدتك حتى أعود ، ولا تتركوها بمفردها لانها خائفة بعدما هيئ لها أنها رأت تلك الاشباح أو الأشخاص يقفزون فى الحفرة "

رد عماد " لا تقلق ، إذهب انت وسنتعتنى جيدا بزوجتك "


صعد عماد إلى منزل الأستاذ على ، وقد وجد الباب مفتوحا ، فقد نسى الاستاذ على أن يغلقه قبل أن يغادر ، أخذ عماد يطرق الباب ولكن لم يصله أى رد ، فقرر أن يدخل إلى المنزل، فقد خاف أن تكون السيدة زوجة الأستاذ على قد فقدت وعيها ، دخل عماد وأخذ ينادى عليها فى الظلام ، سكت قليلا وأرهف سمعه لذلك الصوت الأتى من اخر الرواق ، إتجه عماد بخطوات خائفة حتى وصل الى تلك الحجرة التى يصدر منها الصوت الذى يبدوا كصوت فحيح ، فتح الباب فجأة ليجد الزوجة وهى تنظر اليه ، وقد خيل إليه فى الظلام أنها تبتسم ، تراجع عماد قليلا وقد شعر بالحرج ، نظر إليها مرة اخرى وقد اجتاحت جسده قشعشيرة لا يعرف مصدرها ، فقد كانت تنظر اليه نظرة غريبة ، وعلى ضوء الشمعة التى كانت توجد فى حجرتها رأى يدها الممسكة بسكينة ذات نصل أبيض .

" سيدتى ، إنه أنا ، عماد جاركم ، أتأسف أنى قد دخلت بدون ..."

ولكن عماد قطع كلامه وهو يراها تتقدم نحوه ببطئ وعينيها تطل منهما نفس النظرة الحادة التى تخترق اعماقه ، لم يتحرك عماد إلا عندما أطلقت الزوجة صرخة بشعة وهجمت عليه محاولة أن تطعنه بالنصل الحاد ، أمسك عماد بها وأخذ السكين منها ، ثم طرحها أرضا .
أخذت الزوجة تتحسس وجهها قائلة " ماذا هناك ، ماذا حدث ، إنه انت يا عماد "

أخذ صدرعماد يعلو ويهبط وهو لا يصدق ما حدث ، حتى انفجر قائلا " ماذا حدث ، لقد كدت أن تقتليننى"

فتحت الزوجة عيناها غير مصدقة وهى تقول " صدقنى يا عماد ، لا اتذكر شيئا ، كل ما أذكره أنى كنت أجلس فى غرفتى على الأرض انتظر زوجى وأنا خائفة ، لا أذكر اى شيئا اخر"

جلس عماد على أقرب مقعد وجده ، ثم اجترع كأسا من الماء كان يوجد بجانبه ، ثم قال " من الواضح أنه رد فعل تلقائى لما تشعرين به من الخوف ، هلمى معى يا سيدتى لنذهب الى منزلى لتمكثى مع والدتى ، كما طلب منى زوجك "

ذهبت الزوجة مع عماد الى منزله ، وقد أخبرها عماد بنية زوجها فى الخروج من الشارع والذهاب الى الشرطة ، جلس عماد وأمه وزوجة الأستاذ على يتناقشون فيما حدث ، إلى أن دخل عليهم الأستاذ على وهو يلهث ولا يقوى على الكلام ، وكانت كل خلجة فى قسمات وجهه تعبر عن الخوف ، أجلسه عماد وأحضر له كوبا من الماء ، أخذ الاستاذ على يشرب الماء بشراهة والجميع ينظرون اليه وقد غلبهم الفضول ليعرفوا ماذا حدث .

قال عماد " ماذا حدث يا استاذ على "

نظر على إليه بعينين ذاهلتين قائلا " حاولت الخروج من الشارع ولكنى لم استطع"

عماد" وكيف هذا "

كلما أصل لنهاية الشارع أدخل فى ظلام دامس لأجد نفسى فى اول الشارع ، حاولت عدة مرات وكل مرة أجد أنى أدور فى نفس الدائرة ، عكست اتجاهى وذهبت للناحية الأخرى من الشارع ولكنى وصلت لنفس النتيجة ، وعندما كنت أمر بجانب الحفرة الغريبة التى وجدناها والتى ازداد إتساعها ، سمعت صوت بكاء ، ذهبت إلى هناك فسمعت صوت امرأة تبكى داخل الحفرة ، مددت اليها يدى وسالتها أن تمسكها جيدا حتى ارفعها ، خرجت معى ولم تزل تبكى ، وحين انتهت من البكاء قالت لى ماذا حدث و أين أنا ، وعندما أخبرتها انها كانت تجلس داخل الحفرة على حافة ذلك النتوء الصغير وتكاد ان تقع فى هوتها السحيقة ، أخبرتنى أنها لا تتذكر إلا انها كانت تقف فى شرفتها ثم احست بحنين غريب إلى تلك الحفرة ، فغادرت منزلها متجهة اليها ، ثم لا تتذكر ماذا حدث بعدها "

فتح عماد فمه من الذهول وشعر أن الأمر قد خرج عن حدود العقل ، وان الجميع يفقدون عقولهم ويفعلون أشياء لا يتذكرونها ، انتظر الجميع لحين طلوع الشمس وقد غلبهم النعاس ، حتى استيقظ عماد على ذلك الصوت يأتى من الخارج ، خرج إلى الشرفة ليرى رجال ونساء من السكان يقفون فى منتصف الشارع .

هبط عماد إلى الشارع مع أمه وجاره الأستاذ على وزوجته لينضموا إليهم ـ، وقف الجميع يتناقشون فيما يحدث وقد لاحظوا جميعهم أن الفجر لم يأتى وأن النهار قد تأخر كثيرا ، حيث أن شروق الشمس كاk يجب أن يحدث منذ ساعتين ، والظلام الان هو السائد كأنهم فى منتصف الليل ، وقد لا حظ الجميع أنهم كانوا يرون ظلالا تجرى بسرعة داخل شققهم كأنها أشباح ، ولذلك فضل جميعهم النزول لأرض الشارع ، اقترح الأستاذ على عليهم أن يتجمعوا فى مكان واحد الى حين أن تتضح الأمور وخاصة بعد أن قص عليهم ما حدث له عندما حاول أن يخرج من الشارع ليذهب إلى مقر الشرطة ، فاقترح أحدهم أن يبيتوا تلك الليلة الطويلة سويا داخل صالة المناسبات التى توجد فى نهاية الشارع وأن يضيئوها بالشموع ومصابيح الجازولين .

أخذ الشباب يجهزون القاعة الكبيرة بمراتب النوم والمأكولات الخفيفة ومياه الشرب، ولكن وبدون أية مقدمات سطع نور هائل فى الشارع لم يستطع السكان تحمل النظر إليه كأن الشمس أضحت على مسافة قدم وساق منهم فهرع السكان إلى صالة المناسبات وهم يصرخون خوفا من المجهول ، دخل الجميع فأغلق الأستاذ على باب القاعة الكبيرة ولكن الأضواء كانت تأتيهم من الشبابيك الزجاجية للقاعة يصحبها صوت غريب كصوت الطائرة النفاثة ، كان السكان يضعون أيديهم على أذانهم ويغمضون عيونهم وبعضهم كان يتلوا الشهادة ، حتى هدأ كل شئ كأن لم يحدث ، أخذ الجميع ينظر حوله في خوف وكان عددهم ما يقرب من الستين فردا ، خطب الأستاذ على فيهم بصوت عالى ، أن ما يحدث غير مفهوم ويجب أن ينتظروا هنا سويا حتى يأتى النهار ، لعل ذلك ظاهرة كونية أو ما شابه .

جلس عماد أرضا بجانب والدته وكان يجلس أمامه  الأستاذ على وزوجته وأحد السكان الآخرين واسمه رأفت.
عماد " ما يحدث غير مفهوم على الإطلاق يا أستاذ على "

الأستاذ على " وأنا أيضا يا عماد أجده هكذا ، فبرغم عملى فى مجال الفلك ولكنى لا أفهم ما يجرى أبدا"

رأفت " أنا خائف جدا ، ماذا كانت تلك الظلال التى كانت تمر بسرعة البرق ، وما تلك الفتحة فى باطن الأرض ومن أين أتت تلك الأضواء ، أيعقل أن ما يحدث بفعل الجان"

الأستاذ على " بالطبع لا ، الجن ليس قادرا على فعل تلك الظواهر المخيفة ، ولكن عندى احتمال أخر أخاف أن أطرحه"

قال عماد فى لهفة " أرجوك يا أستاذ على ، اخبرنا به "

قال الأستاذ على بتردد " أخاف أن تكون تلك الظواهر بفعل كائنات من عالم أخر "

قال عماد فى ذهول " أتقصد كائنات فضائية كالتى نراها فى الأفلام "

على " مع أنى لا أؤمن بوجودها ولكن ما أراه الان هو الاحتمال الأقرب"

رأفت " هل سيحتلون الأرض"

الأستاذ على وهو يضحك " نحن لم نتاكد بعد من أن ما يحدث بفعل كائنات من عالم اخر ، وإن كان فمن الممكن أنهم قد أتوا للدراسة والتعرف على شكل حضارتنا فى الأرض"

عماد " ومن حظنا السئ أنهم قد اختاروا شارعنا لتلك المهمة "

رأفت " ولو افترضنا أنهم سيغزون الأرض ، فيجب علينا أن نجهز أنفسنا لذلك "

قام رأفت من مكانه ليخبر الناس بما توصلوا إليه فنادى عليه الأستاذ على قائلا " عد يا مجنون إنه مجرد افتراض" ولكن رأفت لم يستمع إليه وأخذ يتكلم بصوت عالى والكل ملتف حوله ، وبمجرد أن ذكر ان ما يحدث هو غزو فضائى ويجب أن يسلحوا أنفسهم حتى ارتفعت الصيحات وصرخت النساء وأخذ الأطفال يبكون بلا توقف.

قام الأستاذ على من مكانه وأخذ يهدئ الناس وقبل أن يتفوه بشئ ، سمع الجميع صوت طرقات عنيفة على باب القاعة فتراجع الجميع وسكتوا كأن على رؤوسهم الطير فتقدم الأستاذ على ليفتح الباب وهو يسمع بعض السكان يترجونه بألا يفتحه ، ولكنه على الرغم من ذلك فتحه بلا تردد ، ليجد أمامه سعيد  - وهو أحد السكان الذى يعيش بمفرده بعد موت زوجته - وهو يلهث ووجه اصفر تماما ليحاكى وجوه الموتى ، وقع سعيد أرضا وهو يتمتم " أدركونى ، إنهم هنا"

أخذ بعض الرجال بيده ليضعوه على أحد المراتب وأحضروا له كوبا من الماء ، وكلهم فضول ليستمعوا إلى قصته.

قال له الأستاذ على فى هدوء " ماذا حدث لك يا أستاذ سعيد ، أخبرنى "

قال سعيد فى خوف والكلمات تخرج منه بصعوبة " لقد كنت نائما وعندما استيقظت أحسست أن هناك شخصا ينام بجانبى وعندما فتحت عينى وجدته ينظر إلى"

الأستاذ على " من هو"

سعيد " لا أعلم "

الأستاذ على " هل هو إنسان "

سعيد " لا ، ولم يكن له عينان على الإطلاق بل كأنى كنت أنظر فى كهف عميق ملئ بالخبايا والأسرار ، حتى أنه لم يكن له جسد ثابت ، بل شكل غريب يأتى بكل مخاوفى فما كنت أفكر فيه أجده أمام عينى "

على " لا أفهم شيئا مما تقول "

سعيد " لا أستطيع أن أصف لك ما رأيته لأنى لم ارى شيئا كأنى كنت احلم أو أطفو أو أغرق وأرى أشياء غريبة ، ولكن كنت أشعر به يلامسنى ، كأنه يعرفنى منذ القدم "

على " وماذا حدث بعد ذلك "

" خرجت من حجرة النوم بسرعة فوجدت فى الصالة ظلالا تجرى بسرعة البرق "

قال على فى اسف " هذا ما رءاه معظمنا "

أكمل الرجل كأنه لا يسمع إلا صوته فقط وقد ارتسمت على وجهه علامات الخوف " فهرعت لأخرج إلى الشارع لأجدكم تجرون ناحية صالة المناسبات وهناك ضياءا تغمر الشارع فى كل مكان ، فأخذت أجرى لعلى ألحق بكم ، ولكنكم أغلقتم الباب وقبل أن أصل لمنتصف الشارع وجدت نفسى وحيدا ، فنظرت إلى الأعلى ويا ليتنى لم أنظر "

فال رأفت فى لهفة " ماذا رأيت "

لم يرد سعيد على الإطلاق كأنه قد غاب عن الوعى ، ثم صرخ فى هيستريا " أبعدوهم عنى ، لقد أخذونى ، أدركونى "

أخذ أحد السكان وهو يعمل طبيبا أن يحاول تهدئته فلم يجد سبيلا إلا أن يحقنه بمهدئ فنام الرجل ولكن وجهه لم يكن كما عهدوه من قبل ، بل كان وجها مرعوبا وخائفا وقد امتلئ بالتجاعيد وقد فقد رونقه تماما.

أخذ السكان ينظرون لبعضهم البعض فى خوف ولم يخرجهم من صمتهم إلا صرخة أم عماد وهو تشير بيدها وتقول "أدركوا إبنى ، أدركو عماد "

نظر الجميع إلى باب القاعة وقد نسوا أن يغلقوه بعد أن أدخلوا سعيد وقد خرج عماد إلى الشارع وأخذ يمشى ببطء فى اتجاه الحفرة الكبيرة، لم يجرأ احد من السكان على الخروج خلف عماد إلى ذلك الشارع المظلم المخيف ، فلم يجد الأستاذ على مفرا من أن يحلق به ، خرج الأستاذ على إلى الشارع وأخذ يجرى خلف عماد وهو ينادى عليه والأخير لا يرد حتى لحق به ووضع يده على كتفه ، فاستدار عماد فتراجع على فى خوف وهو ينظر لعينيى عماد اللتان كانتا مختلفتان تماما ، استدار عماد مرة أخرى وأخذ يمشى فى اتجاه الحفرة ، حاول على أن يتغلب على خوفه ويلحق به مرة أخرى ولكنه لم يستطع  فكأن قوة خفية تمنعه من التقدم ، حتى وصل عماد إلى الحفرة ونظر خلفه حيث يقف الأستاذ على من بعيد ثم ألقى بنفسه داخل الحفرة و الأستاذ على يصرخ قائلا "لا يا عماد لا " ، ولكن عماد قد إختفى تماما.

***

كانت بعض الأمهات والزوجات يحاولن التخفيف عن أم عماد التى أخذت تبكى بلا توقف وترثى إبنها وتنادى عليه بينما كان يجلس الأستاذ على مع رأفت والطبيب محسن وهو يقول

"هذا جنون"

قال الطبيب " أعتقد أنها ظاهرة كونية تسبب الجنون للبعض حتى أنهم يرون أشياءا غريبة "

الأستاذ على " لا أعتقد انها ظاهرة كونية فأنا أعمل فى مجال الفلك ، وإن كان فهل من الممكن أن تسبب تلك التهيؤات "

الطبيب محسن " هناك نوع من المرض يسمى الهوس الجماعى ، وهو يصيب مجموعة من الناس يعيشون نفس التجربة بنفس وقائعها فيجعلهم يصلون لدرجة من التوحد النفسى فى التهيؤات"

قال على باعتراض " أترى أن ما يحدث لنا هنا تهيؤات يا دكتور ، فما بالك بتلك الحفرة وذلك الزلزال وذلك الضوء "

قال محسن وهو يبستم ابتسامة باهتة " لا إنها ظواهر بالفعل غريبة وتحتاج لتفسير وقد رأيناها جميعا ، ولكنى أتكلم عن رؤية تلك الأشباح وهى تجرى فى البيوت ، فأنا لم أراها أبدا ، وأيضا حالة سعيد من التوهم ، وحالة عماد من المس الجنونى "

الأستاذ على " من الممكن "

***

أخذ عماد يفتح يفتح عنيه بصعوبه وهو يشعر شعورا غريبا يسرى فى أوصاله وهو يرى تلك الأجساد المحيطة به ، وكانت غريبة الشكل بل لم يكن لها شكلا أبدا ، كأنه يرى نفسه وماضيه وجامعته وأصدقائه ، أطياف الذكريات تأتى من هنا وهناك وهو يسمع همهمات غريبة وأياد تعبث بجسده ، ولكن ذلك الشعور الذى غلب عليه جعله يخلد للنوم

***

" أدركى يا أم عماد ، عماد ات من بعيد "
قالها أحد السكان وهو ينظر من النافذة لذلك الشخص وهو يأتى من بعيد ، فتح رأفت الباب ليدخل عماد ووجهه قد اختلف تماما عما كان عليه ، احتضنته الأم ولكنه لم يكن يبالى على الإطلاق كأنه لا يعرفها ، جلس عماد وحاول الأستاذ على أن يسأله عما حدث ولكنه لم يرد عليه.

الطبيب محسن "لا تقلقوا ، إنه يعانى من صدمة سيفق منها فى بضع ساعات ، فلندعه ينام قليلا "
تركهم عماد مبتعدا ليجلس فى ركن بعيد وأخذ يبكى فى هدوء ولم ينم على الإطلاق.

مرت ساعتان حتى غلب الجميع النعاس ، فناموا نوما عميقا ولم يفيقوا إلا على صوت صاحب القاعة الذى أتى فى الصباح ليجد أن باب القاعة قد حطمه السكان وأقاموا فيها فلم يجد شيئا يفعله إلا أن صرخ فيهم وطردهم وقرر ان يقدم بلاغا ضدهم لدى الشرطة ، خرج السكان من القاعة وهم ينظرون حولهم لنور الصباح وهم لا يصدقون ما يرونه ، وذهب كل واحد فيهم إلى بيته غير مصدق أنه يرى الصباح مرة أخرى ، أما عماد فكان يبتسم لأمه التى اطمأنت عليه بعد أن استيقظت لتجده فى خير حال ، وقد قرر الجميع أنهم لن يذهبوا للعمل وسيذهبون للشرطة لتقديم بلاغات عما حدث.

***

جريدة السبق -  اليوم الأول بعد الحادثة – الصفحة الأولى
"سكان شارع .... يتقدمون بخمسين بلاغا لدى قسم الشرطة التابع لحيهم ، وقد ذكروا فيه أنهم قد تعرضوا لغزو فضائى لشارعهم وزلزال كبيرو ........"

***

جريدة الحدث - اليوم الثانى بعد الحادثة – المانشيت الرئيسى
"وزارة الداخلية تنفى ما يزعمه سكان الشارع وترجع أن انفجار الحفرة التى يتحدث عنها السكان قد حدثت نتيجة لانفجار الماسورة الرئيسة لخط الغاز الطبيعى فى الشارع وقد أكد رئيس الحى ذلك الإنفجار بالتعاون مع كافة الأجهزة المعنية وفنييى ومهندسى وزراة الكهرباء والطاقة وقد قام المسؤولون بتصليح العطل وردم الحفرة التى خلفها الإنفجار، وأيضا نفت وزراة البيئة حدوث الزلزال الذى تحدث عنه السكان فى ذلك الوقت ، ولم تسجل أجهزة القياس أى هزات أرضية قد حدثت منذ يومين وقد أرجعت الوزارة ما شعر به السكان من هزة هو نتيجة لانفجار خط الغاز الرئيسى كما أكدت وزراة الطاقة وقد أكد ...."

***

جريدة الهرم - اليوم الثالث من الحادثة – الصفحة قبل الأخيرة
" ما زال اعتصام سكان شارع .... دائرا أمام قسم الشرطة يؤكدون أن ما حدث لهم هو غزو فضائى وقد أكدوا أن لديهم الدلائل على ذلك ، وبسؤال الدكتور رسمى نظمى بروفوسير فى علم النفس ورئيس القسم الطب النفسى بكلية الطب بجامعة ..... أكد أن ما حدث هو نوع من الهوس الجماعى الذى أصاب سكان الشارع نتيجة لمعايشتهم وقع انفجار مستودع الغاز الموجود بالشارع ، والهوس الجماعى هو مرض يصيب الأفردا بتهيؤات وأحداث خيالية يرونها وقع العين ويتشارك عقلهم الباطن فى بناء تلك الأحداث ، وقد استمعنا لشهادة الدكتور محسن الذى كان من ضمن السكان وقد روى أن تلك الأضواء التى يرويها السكان لم تحدث وأيضا ذلك الصوت الغريب و كان ....."


***

جريدة السبق – الحدث – الهرم فى اليوم الرابع

"  .............................................. "

***

رأفت " هل بالفعل يا أستاذ على نحن كنا نعيش حالة من الهوس الجماعى "

نظر الأستاذ على إليه وقال بسخرية  " لقد تمكنوا من جعلنا نكذب انفسنا ، يال براعتهم ، أين ذهب الطبيب محسن بعدما أدلى بشهادته فى رأيك"

قال رأفت بلامبالاة "يقولون أنه باع شقته بعد أن ورث مبلغا كبيرا من المال وذهب ليسكن فى حى اخر"

ابتسم الدكتور على وترك رأفت فى حيرته وذهب يجلس فى المقهى الموجود فى الشارع وهو ينظر لشقة الأستاذ سعيد الذى اختفى تماما عن الأنظار ولا يراه الناس إلا نادرا وقد أغلق بابه على نفسه ولا يخرج من منزله بالأيام ولا يتحدث مع احد أبدا ، أما عماد فقد قطع علاقاته بكل زملاؤه فى الجامعة وأصبح يفضل الوحدة ويجده أصحابه ينظر دائما إلى السماء كأنه يتكلم معها ، فأصبحوا يلقبونه بعماد المجنون ، أما أمه فتجده يغلق حجرته على نفسه دائما وكلما أردات أن تدخل عليه تسمع ذلك الصوت الغريب كأنه فحيح فتتذكر الهوس الجماعى فلا تأبه وتدخل عليه لتجده يجلس أمام الحائط وينظر إليه ، أما المرأة التى وجدها الأستاذ على تجلس فى الحفرة ، فقد باعت ذهبها واشترت تليسكوبا كبيرا ووضعته أعلى البناية التى تقطن فيها ومع اذان كل فجر تصعد إلى سطح البناية ، دون أن يراها أحد - إلا هو -، لتنظر إلى السماء ثم تمد يدها إلى السماء وتتمتم بكلمات غريبة.

أنهى الأستاذ على كوب الشاى وقد وجد أمامه بائع الصحف وهو يقول " صباح الخير يا أستاذ على ، أراك قد شربت الشاى قبل أن اتيك بالجريدة على عكس عادتك "

أخذ الأستاذ على الصحيفة وقال " لقد تغير كل شئ ولا تأتى إلى مرة أخرى بتلك الصحف " ثم مزق الجريدة بعنف ورماها على الأرض وترك البائع وانصرف فلم يفهم البائع ما حدث وفتح فمه قليلا من فرط الدهشة ثم أخذ ينادى على الأستاذ على لينقضه ثمن الصحيفة التى مزقها ولكن هذا الأخير لم يرد عليه أبدا ، أخذ البائع الصحيفة الممزقة من على الارض محدثا نفسه " من يمزق تلك الصحيفة ! إنها التى تأتينا بالأخبار وتجعلنا نعرف ما حولنا فى كل مكان"

نفض البائع عن تفكيره ما حدث وتذكر انه طالما تقاضى من الأستاذ على نقودا تزيد على ثمن الصحيفة اليومية فلم يكترث للصحيفة الممزقة وانصرف ينادى " الحدث – الهرم – السبق ، إقرأ الخبر ، حادثة قطر الصعيد بفعل "وابور جاز" ، 3000 موتى ومثلهم مصابين – إقرأ الخبر مقتل عائلة فى فيلا المقطم بفعل ماسورة مية – إقرأ الخبر 10 جرحى من رجال الشرطة وسلامة كل المصابين فى مظاهرة الأمس"





نبذة عن المؤلف:


أحمد محمد عبد الحميد أبوالنجا
بلد الجنسية
(مصر)
تاريخ الميلاد:25-سبتمبر-1982
العمل الحالى:محلل نظم ومشاريع–شركة الخرافى الوطنية بالكويت
الخبرات الادبية:
- الروايات : ثلاثة روايات
- قصص قصيرة : مجموعة قصصية ("القلادة" - من عشرة قصص)
-المقالات:ثلاثة وثلاثون خاطرة ومقال
- الأعمال المطبوعة: رواية  "أرض الغيبوبة – دار ليلى للنشر والتوزيع ، مصر/ ديسمبر 2009"

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية