التعليقات
أسئلة طرحتها الكاتبة تدعونا للتأمل، وتحرجنا أمام أنفسنا.
ولكن ذلك طبعًا ليس مبررًا لعدم نصرته عليه الصلاة والسلام عند محاولة الإساءة لمقامه الشريف، فالله تعالى أمرنا قائلاً: {فاتقوا الله ما استطعتم} التغابن/16 صدق الله العظيم، و"ما لا يدرك كله، لا يترك جلُّه" طبعًا.
"عجبت أول الامر أن هزت تلك الرسوم الكاريكاتورية علماء الأمة هذه الهزة العظمى دون أن يحركوا ساكنًا وقد أهين القرآن الكريم نفسه _قبل أسابيع من تاريخ فتح ملف الرسوم الكاريكاتورية_ أبلغ إهانة في "غوانتانمو" !
عجبت أن خرجوا بأصوات جهيرة يهزون المنابر والفضائيات وكانت صور الدماء النازفة في فلسطين لاتحرك في كثير منهم ساكنًا، حتى أنني كتبت في أول الانتفاضة رسالة مفتوحة تحت عنوان "فلسطين ..أيها الأئمة" نشرتها صحيفة الشرق القطرية، أذّكِر فيها الأئمة بالدعاء لفلسطين وبعضهم كان يشتد بالدعاء للشيشان والكشمير والشمال والجنوب والأبيض والأسود وكان لا يذكر فلسطين ومايجري فيها بحرف واحد – في حينه - !
عجبت أن صور انتهاك أعراض النساء والرجال في أبو غريب لم تصب علماء الأمة بانتفاضة مزلزلة ضد أنفسهم وواقعهم العفن المرّ الكئيب، وواقع الأمة المغتصب عرضها على مرأى ومسمع من العالم !
عجبت أن بلغ الغضب الإعلامي بمعظم علمائنا كل مبلغ بسبب تلك الرسوم القبيحة المتعدية على مقام الرسول الأعظم بينما لم يأبه واحد منهم بكل السباب والشتائم والإهانات التي كان يتعرض اليها مقام الرسول الأعظم في معظم بلاد العرب والمسلمين من قبل السلطات السياسية القمعية مرة ومن قبل المجتمعات الجاهلية البعيدة كل البعد عن روح الإسلام العظيم وتعاليم نبيه ألف مرة، أمة تَنتهك كل يوم كل تعاليم الرسول الأعظم في سلوكيات معظم أفرادها المغرقة في البعد عن أخلاق الرسول، وفي عاداتها الاجتماعية والأسرية القميئة، وتقاليدها الجاهلية وطريقة تفكيرها، دون أن يجرؤ أحد من هؤلاء العلماء – إلا القلة النادرة جدا- على وقف هذا الانتهاك ورد الأمور الى نصابها."
لا شلت يمينك أختاه.
أحسب أن المولى عز وجل قدم لنا اختبارا سهلا ميسرا في مسألة الرسوم المسيئة لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ليرى كيف نعمل.
وأقول سهلا وميسرا لأن حكومة الدنمارك ليس لها قيمة على المستوى الدولي، فمقاطعتها والهجوم عليها سهل، وليس الأمر بالحكومات التي احتلت العراق وفعلت ما فعلت في جوانتانامو وأبو غريب والبصرة وفلسطين.
كما أن مقاطعة المنتجات الدنمركية لا يضطر المسلم لعدم شراء السيارة المفضلة للأسرة الخليجية كما كانت الحالة من قبل.
الأسئلة التي سألتها أختاه، جوابها بسيط:
وجد العلماء خاصة وباقي المسلمون عامة في الدنمارك وصناعتها هدفا سهلا ميسورا لاستعراض عضلاتهم الشرعية، والتي إن استعرضوها لن يخافوا على مكانتهم أو سلامتهم إلخ، فأرخوا العنان.
لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أصبح في جل دولنا المسلمة، بتعريفه الدقيق الحديث، هو الأمر بالمعروف الذي يسمح بالأمر به والنهي عن المنكر الذي لا يمانع في النهي عنه.
أعجبتِ أختاه لم وجد المسلمون في الدنمارك فرصة لاستعراض عضلاتهم الصوتية؟ لا تعجبي فهذا حدّ المسلمين في عالمنا المعاصر.
قد يقول البعض، كما تفضل الأخ أسامة الماجد، بأنه تجب نصرته عليه السلام. وهو محق في ذلك قطعا.
ولكن، كما تفضلت فسلطت الضوء على تخاذل المسلمين القبيح، أين باقي النصرة؟
ما حدث مع الدنمارك كانت تجربة امتحننا بها المولى عز وجل، بجوانب ميسرة من كل جهاتها لكي نعمل معا يدا واحدة، مستغلين الحقيقة أن جهة الإساءة لا يختلف عليها مسلمان، فهل سنحسن استغلال الفرصة الذهبية التي أتاحها لها رب العباد لنتعلم العمل معا للدفاع عن الإسلام ومقدساته وأرضه وبنيه وبناته، كما فعلنا عندما حاولنا الدفاع عن سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم؟
ولله الأمر من قبل ومن بعد
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة