في تأبينِ مُتسوّلة
- التفاصيل
- مقالات
- أدب وفن
- في: السبت، 03 تشرين2/نوفمبر 2012 01:54
- ليث العبدويس
- القراءات: 4359
كانَ منظرُها يجْلِدُ بصيرتي كُلما تعثّرتْ بيَ الخُطوات على أرصفةِ تِلك المدينةِ المنْسيّة، مدينةٌ تعْتاشُ على الجوع وتَتَسربَلُ بالفاقَةِ وتعايش الحرمان، مدينةٌ تَشهقُ الذُلّ وتزفُر الضَنَك، أراني أنقادُ جبرًا إلى حيثُ الزاوية المُتربة القذرِة التي تحتويها مع طِفلها العليلِ الشاحِب. ولستُ أدري سِرّ هذا الإقبال على تِلك المخلوقةِ البائِسة، ولا خفايا غَشَيانيَ الدائب لرُكنها التعِس، فالسلائِقُ جَرَتْ أنْ نَفِرُّ مِمّا يُنفّر، ونزوغُ عمّا يُؤثّر، وفي العادة نصُمّ آذاننا عن كلّ صُراخ يؤذي أسماعنا ونُغلق عيوننا دونَ كلّ مشهدٍ يجرَح أنفسنا.