نضال نجّار لناشري.نت:
- نقادنا مثقـــِــفون وليسوا مثقــــَــفين
- طفولتي كانت وما تزال قلقة
- والدي قال لي: " لاتكوني مثل الحمار يحملُ أسفاراً فوق أسفار"
- لدينا حوار مجتمعات لا مجتمعات حوار
- قصيدة النثر نص كتابي معرفي تعتمدُ الوعي والتأمل كما النص القرآني
- الكاتب العربي بليغ الكتابة لكنه لا يكتب البلاغة
- النيات الداخلية الحسنة أثبتت عدم تفاعلها مع الاصلاحات
- تحول الدين إلى ظاهرة دياناتية يرفضه الشرع الالهي وكذلك العقل
- أطالب بعلمانية إسلامية
- هذا ما أخذته الفرانكوفونية منا، وهذا ما أعطته لنا
- كيف تتوقعون من العربي أن يميز بين الحب والجنس؟
- قصيدة النثر تتطلب أن نخلعَ "نعالنا"
- هذا سؤال تلزمه حبتا شوكولا!
حدثينا عن طفولتك أو بعبارة أخرى عنك طفلةً وكيف أصبحت كاتبة متعددة المواهب؟
طفولتي كانت وما تزال قلقة، كلانا ليس بمقدوره أن ينفصلَ عن الآخر.. قبل الثانية عشر قام والدي بحشو دماغي الصغير والعنيد بالاداب والعلوم الاقتصادية والسياسية والدينية.. ربما لأنني وحيدته حظيتُ باهتمامٍ ورعايةٍ تفوق تلك التي منحها لإخوتي الثلاثة الأصغر مني..
بين الثالثة والسابعة عشر كنتُ قد استغرقت وغرقتُ في عالم الكتب المختلفة عن المناهج المدرسية..
أول جرعةٍ قدَّمها لي كانت المعلقات التي لم أفهمها إلا بعد حين، وجدت فيها جمال المعنى وقوة الجِرس بالاضافة إلى أنني كونت فكرة عامة عن حياة العربي وإيديولوجيته.. الجرعة الثانية كانت سلسلة العقد الفريد التي لم أفهمها إلا بعد قراءات وقراءات تفكيكية تحليلية نقدية تعلمتها من والدي متأثِّرةً بمقولته:
" لاتكوني مثل الحمار يحملُ أسفاراً فوق أسفار"..
بعد ذلك بدأ سيل الأسئلة عن الحياة والموت، الجسد والروح، الجنة والنار، الانسان وغاية وجوده، الله وجوهره…إلخ بالطبع لم تكن أجوبة والدي بحجم أسئلة طفلة لم تبلغ الخامسة عشر بعد..
فقررتُ مواصلة رحلة البحث بنفسي معتمدةً على الكتب المحرَّمة التي لديه..
المطالعة صقلت فكري فأصبحتُ أميل إلى الشك والنقد والجدل والتحليل أوالهدم ثم البناء ، وكان للعلوم الانسانية وأقصد الفلسفة الدور الأكبر في ذلك..
فمن خلال أرسطو وسقراط وأفلاطون وجمهوريته الفاضلة وغيرهم مروراً بديكارت وسبينوزا وكانط ونيتشه وهيغل وسارتر وغيرهم. ثم المادية الديالكتيكية والتاريخية وعلوم السياسة والاقتصاد لماركس توصلتُ إلى أجوبة كثيرة للأسئلة التي كانت تؤرقني..
ونظراً للعزلة التي بدأتُ أميل إليها قرر والدي إغلاق مكتبته حتى إشعار آخر مكتفياً بتزويدي بمؤلف واحد أسبوعياً..فتعرفتُ إلى نبي جبران وأجنحته المتكسرة ، إلى فرويد، روسو، هيغو، وغيرهم .. هي ذي طفولتي حتى اللحظة.. وعمري ماخططت أو فكرت أن أصبح كاتبة..
حركة النقد العربي للآداب بأنواعها المختلفة، كيف ولماذا تراجعت ؟
لازم فنجان قهوة سادة بالأول… يطول الحديث حول هذه الاشكالية التي تعانينا / نعانيها عربياً وباختصار ألخص الأسباب في نقاط:
1ـ عدم اهتمام واجتهاد الناقد في فهم وتفهم واقعه.
2ـ اهتمامه بالاجابة عن أسئلة مختلفة عن واقعه وزمانه ومكانه..
3ـ غالباً يعتمد هدم النص لبناء أناه المتورمة..
4ـ يستخدم أدوات تقليدية وربما سلفية تعود إلى منهجيةٍ تعلَّقتْ بزمنٍ محذوف منع من ظهوره هيمنة
ايديولوجيا الولاء للسلطة..
5ـ بما أن ناقدنا العربي خريج مدارس ومذاهب أدبية شرعية فقطعاً سيعالج ( ماهو غير شرعي أو غير
معترَف به ـ الحداثة على سبيل المثال) على طريقته أقصد بموجب منهجية مدارسه أو المذاهب التي
ينتمي إليها.
6ـ ناقدنا غير مثقف ( بفتح القاف) لكنه مثقف ( بكسرها أقصد القاف) محققاً بذلك مبدأ الاكتفاء بثقافته
الثرة والثرية والغنية عن التعريف رافضاً ثقافة الاختلاف أو على الأقل أن يكون بمستوى ثقافة الكاتب..
7ـ الناقد العربي ( عموماً ) يجهل العلوم الفلسفية والتاريخية واللغوية والدينية و..
8ـ عاجز عن فض بكارة النص لهذا نراه يتجه أفقياً (شكلانياً) مبتعداً في تقييميه عن الغوص في بنية
وجمالية النص..
9ـ ينتهج إما التهريج أو المدح معتمداً بذلك على منقولات أو مقولات غيره ( قياس لغوي)..
10ـ انتهى فنجان القهوة .. إلنا عودة..
تبدعين في ساحة التحليل الاجتماعي أو لنقل الحضاري ، ولكنكِ مقلة فما السبب؟
لا أعلم إن كنتُ حقاً كذلك.. هي مجرد آراء ووجهات نظر ليس إلاَّ،
أما السبب فيعود إلى المضايقات الرجعية السلفية والحواجز الأخرى المقنَّعة بالديني وبسبب إصرار الفكر العربي وخاصة الاسلامي على موضوع ( الخوف من مواجهة الذات ) أقصد الحقيقة ..
كيف ترين مسيرة القصيدة العربية الان بأطوارها وتحولاتها، هل ترين تيارا سائدا أومدرسة معينة لها الغلبة؟
شهدت القصيدة العربية تغيراً واضحاً فيما يتعلق بالشكل ( كثيراً) وبالمضمون ( قليلاً) ، هذا التغير ارتبط بمعطيات حضارية جديدة أفرزتها المؤثرات الغربية وعلوم النفس والفلسفة والاجتماع كما فرضتها الرغبة في التعبير عن رؤيا جديدة للواقع.. رؤيا تجسد القلق النفسي والمعاناة والتمزق والتشظي اتجاه قضايا انسانية مصيرية كالانتماء والهوية والوجود…إلخ. من هنا نشأت ا لقصيدة العربية الحديثة ( قصيدة النثر) المنفلتة من الوزن والقافية والقائمة على التشكيل في البنية والدلالة والايقاع.
أما عن سيادة تيار أدبي معين فهذا ماتحدده الأعمال الأدبية السائدة والتي كما يبدو لاعلاقة لها بعمود الفراهيدي إنما تتنوع بين الشعر الحر القائم على وحدة التفعيلة وبين قصيدة النثر.
هل انسحبت قصيدة التفعيلة من المشهد الشعرى السورى امام زحف قصيدة النثر كما هو حادث فى العديد من البلدان العربية مثل لبنان ومصر؟
أعتقد أن انسحاب قصيدة التفعيلة من المشهد العربي ككل كان بسبب وصولها إلى مايشبه القوانين، إلى عمود شعري كانت تدعي أنها تخترقه.. ولم يكن السبب زحف قصيدة النثر..
نشهد تجافيا عن القصيدة الموزونة، ومن شروط القصائد المغناة أن تكون موزونةهل أنت ممن يرون أن الشعر يكتب ليقرأ أم يكتب ليغنى. وكيف ترين مستقبل القصيدة التي لا تلتزم بالقوافي؟
برأيي ، إن الشعر يُكتَب ليُقرَأ.. ولكل زمان إيقاع، وإيقاع الشعر الحديث مرتبطٌ بالصوت المنبعث من الحرف وصداه المختَرِق للنفس ما يدفع بالمشاعر والأحاسيس لدى المتلقي ( الجديد والمتجدد) إلى التفاعل والانفعال..
قصيدة النثر أعتبرها نصاً كتابياً معرفياً تعتمدُ الوعي والتأمل.. تماماً كما النص القرآني..
أما عن الشق الثاني من السؤال، فلا يمكنني الحديث أو التنبؤ عن مستقبل نوعٍ أدبي ( سفاح) لما يعترف به أسلافه الشرعيين بعد، فقصيدة النثر ماتزال منبوذة كونها تمردت ..
وأضيف بأن ليست كل كتابة نثرية أو منثورة بقصيدة نثر فهذه الأخيرة تخضع لشروط أقصد تشكيلات حيوية يصيغها الزمكــــاني بالاضافة إلى الرمز والادهاش مايؤدي إلى جملةٍ من التفاعلات تتأطر نهايةً باللون والضوء والظلال والصور والصوت والصمت والصدى….إلخ.
ومانراه، غالباً لايخضع إلى هذه التشكيلات إنما تقليد لتجارب حداثوية من أجل أن يُقال بأنه شاعرٌ حداثوي أو منفلت أو متمرد من أو على..
هكذا ببساطة.إن قصيدة التفعيلة كانت مستقبل الشعر العمودي، فأصبحت قصيدة النثر مستقبل قصيدة التفعيلة ولاندري ما يخبىء المستقبل.. فالشعرُ حياة،حركة دائمة، تشابك الزمان بالمكان..وباختصار فإن مستقبلها يعني مسايرتها للزمان ومعطياته..
كيف ترين مستقبل شعر الحداثة؟
أعود للقول؛ إن الواقع الفكري والحضاري الذي أدى إلى نشوء شعر الحداثة يختلف عن الذي ( أدى، يؤدي، سيؤدي) إلى نشوء شعر أكثرَ حداثةً سيحملُ بذوره من الحداثة ذاتها لكنه سيتخطاها نحو رؤى من نوعٍ جديد ربما تتكون من النظام أو اللانظام.. إنه الشعر الوحشي أو اللاشعر..إنه شعر التشظي والتحول والتجدد المستمر، شعر اللامكان.. شعر اللاانتماء..
حبذا لو ضربت مثلاً صغيراً بمقطع من شعر الحداثة و شرحت معانيه و كيفية تركيبه و جماليات صياغته وسبب اللجوء إلى هذا الأسلوب بالذات ؟
اخلع نعليكَ أنت في الوادي المقدس… هذا ماقاله الرب لموسى.. لكن مامعناه؟..
قد تفسره الغالبية بأن الرب طلب أو فرض على موسى الطهارة كونه في مكانٍ مقدس ..
أما أنا فأفسِّرُه كما يلي: ( تخلَّى ياإنسان عن أفكاركَ السابقة حين تفكِّر)
لماذا فسَّرتُه كما سبق؟.. النعل للمشي.. وفعل المشي ( كما بقية الأفعال ) يتم بموجب العقل..
إذن حين ينتعلُ العقلُ مايعيقه عن التفكير حتماً لن يصل إلى الحقيقة ( الرب)..
موسى إنسان..فخطاب الرب كان موجهاً لكل إنسان ..
وقصيدة النثر تتطلب أن نخلعَ نعالنا .. أقصد أفكارنا وماتعلمناه..
هكذا نصَّبت ذاتها إلهاً ، ففئةٌ من الناس علمت ماهيتها فآمنتْ بها..
وفئةٌ ماتزال تستنكرُ وجودها وتجادل في ألوهيتها فلم ولن تؤمن بها..
أما سبب اللجوء إلى هكذا أسلوب فأعتقد لأنها أرادت أن نشعرَ بها
بحضورها فينا.. وحلولنا فيها.. يعني التوحد ..وغير هيك ماراح نفهمها..
اخترتُ نصاً قرآنياً باعتبار القرآن من أقدم النصوص النثرية ..
ما تقييمك للنشر عبر الإنترنت؟ وهل يتعود قارئ الشعر العربي على القراءة غير الورقية؟
قياساً إلى النشر الورقي، أصبح النشر الالكتروني ضرورة لكسر القيود والحواجز اللامنتهية التي يعانيها المبدع والفنان والاديب والمفكر والمثقف والمجتمع العربي عموماً..
فالنشر الالكتروني يوطد العلاقة بين المثقفين والشعوب والدول مايرفع من قيمة الانسان والثقافة على حدٍّ سواء [url]
لي رأيٌ سجَّلتُه في موقع صحيفة الحقائق بالاضافة إلى آراء بعض الأصدقاء فيما يتعلق بالنشر الالكتروني
أما عن قارىء الشعر واعتياده القراءة الالكترونية فهذا يعود إليه أقصد إلى رغبته ..
وأعتقد أن الورق فيه ما يثير الحواس ويشعل الرغبة بالقراءة..
ما رأيك فى التواصل والاتصال بين المبدعين العرب عبر الشبكة؟
هو ضرورةٌ وحاجة لأنه يُسهِّل تبادل الأعمال ووجهات النظر والآراء والنقد مايدفعهم إلى الارتقاء بأعمالهم وأيديولوجياتهم أيضاً مايؤدي إلى مايسمى صناعة الابداع وليس إلى الابداع الصُنعي ( المزيف) كما هي الحال حين ينعزلون وأعمالهم..
يلاحظ عليك اهتمامك بالتفاعل مع القرّاء والرد على تعليقاتهم، في حين يتجاهل كثير من الكتّاب قرّائهم. كيف ترين الموضوع؟
سبق وأجبت عن هذا السؤال في صفحة الموقع.. لكن لابأس من الاضافة،للكاتب خصوصيته في التعامل مع النص أو القارىء وبما أن الكاتب العربي مشهورٌ ببلاغة الكتابة وليس بكتابة البلاغة فربما لهذا السبب يتجنب الرد..
ماذا تحملين لوطنك الصغير سورية ولوطنك الكبير العالم العربي والإسلامي؟
العالم العربي و( الاسلامي) هو بلدي الذي أحمل له الكتابة، ذلك الجدل المتناهي واللامتناهي في قضايا الانسان ووجوده الغائب في محارق جهل التراجيديا المجتمعية من خرافةٍ وتعصب وعادات وتقاليد و…
أحملُ كتابة التشرد والتشظي والاختلاف والتمرد على المسكوت عنه والمنفي إلى متاهات الضياع....
والله يستر..
كثر الحديث عن الإصلاحات، فكيف ترين السبيل إليها؟ قرار وشراكة من الخارج أم أن النيات الحسنة الداخلية كافية؟
بالقضاء على التخلف الفكري ثم بمكافحة الفساد العام الذي أطاح بمؤسسات الدولة والمجتمعات العربية..
ثم بالتنمية في كل المجالات .. النيات الداخلية الحسنة أثبتت عجزها بل عدم تفاعلها مع الاصلاحات
كون الأخيرة لاتخدم مصالحها لهذا لابد من قرار ودعمٍ خارجي وقبل ذلك من قرار داخلي أقصد قرار الشعوب ورغبتها بالتطور والتنمية وإلاَّ كان الحديث عن الاصلاح مجرد فقاعات هواء..
متي نطلق علي من يكتب أنه كاتب بحق ؟
حين لانُطلِق على من لايكتب بأنه كاتب.. ههااااا.. لغز بس حقيقة..
كل كاتب يود أن تبقي كتاباته في وجدان الشعب تؤثر فيه، فما هي الخطوات المنهجية اللازمة لذلك ؟
قبل الحديث عن الخطوات يجب أن نعرِّفَ الوجدان وفلسفياً هو الشعور بالمتعة أو الألم، وهو نوعٌ من الحالات النفسية المتأثِّرة بالمتعة أوالألم يقابلها حالاتٌ أخرى تمتاز بالمعرفة أوالادراك..
وبموجبه فهناك أربعة تصنيفات من الكتابة ( كاتب ـ نص ـ متلقي) وهي:
الكتابةـ المتعة/ الكتابة ـ الألم/ الكتابة ـ المتعة المصحوبة بالمعرفة/ الكتابة ـ الألم المصحوب بالمعرفة..ومن خلال هذه التصنيفات الأربع يتمكن أي كاتب من التأثير في الوجدان العام ( السائد أو المرغوب)..
القضية الفلسطينية هل استحوذت على الأدب العربي وعلى المشهد السياسي. هل ترينها قضية من القضايا أم أنها القضية؟
هي مجرد قضية مثلها مثل بقية القضايا الشائكة في العالم العربي والاسلامي وما أكثرها..
ولو كانت ( القضية) لكانت انتهت الاشكالية منذ زمن بعيد ، حتى الآن لاعودة لللاجئين والمنفيين، لاسلطة
فلسطينية وطنية تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني ، لايوجد تضامن عربي ـ عربي لدعم حركات التحرر
الوطني إلاَّ بالكلام، ماذا قدمت الجامعة العربية للقضية العربية الفلسطينية؟..
لو كانت ( القضية) لما ظهرت الأزمة العراقية وربما في الغد الأزمة أو القضية الخليجية ..
ثلةٌ تتاجر بالوطن والشعوب تحت اسم ( القضية) والراهنُ واضح والقادم أعظم..
وكل قضية والشعوب العربية بخير..
كيف ترين دور الدين في الحياة؟ هل تفضلينه شأنا فرديا أو شأنا عاما في الحكم والسياسة والمجتمع؟
من الطبيعي أن يكون الدين شأناً فردياً كونه يمثل العلاقة بين الرب والعبد لكن أن يتحول إلى ظاهرة دياناتية
هذا مايرفضه الشرع الالهي وكذلك العقل.. لأنه في هذا التحول يقفد جوهره أو معناه الحقيقي فيصبح حينذاك ديناً ساسياً أو أيديولوجية سياسية، وفي الدين ليس هناك من تسييسٍ أو أدلجة لأن ذلك يشكل خطراً كبيراً يهدد أمن واستقرار المجتمعات ( ابن لادن نموذجاً).. لهذا أفضِّلُ أن يبقى شأناً فردياً لاعلاقة له بمؤسسات الدولة ..أما عن دوره في الحياة فهو يعلم الانسان كيف يتناغم وينسجم مع القوانين الكونية تلك التي تقول بأن الكون كله في حركة دائمة…
تقولين (قد لا نختلف ولكننا لن نتفق) هناك قول يقول الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. فكيف يمكن التوفيق بين هذين القولين؟
بطبعي، أميلُ إلى زعزعة العبارة ؛ فشكلاً وشكلانياً قد تتشابه وجهات النظر والآراء ووو.. لكنها لن تحملَ مضموناً أو جوهراً واحداً.. هذا ماقصدته بمقولتي ، إذ لكلٍّ خصوصيته حتى لو كان المظهر واحد..
كل الكتب لها شكل واحد( غلاف، صفحات، فهرس، ووو) لكن مضمونها يختلف..
الانسان له شكل واحد ( رأس، أطراف، جذع ووو) لكن الجوّاني أيضاً يختلف..
ليس تشاؤماً مالمسته من مقولتي.. والخلاف لن يفسد للود قضية..هااا
ماهي أسباب تدني الحوار في مجتمعاتنا العربية؟ وماهي السبل والطرق للإرتفاع بمستوى الحوار والنقاش؟
حوار المجتمعات/ مجتمعات الحوار…نحن نعمل على العبارة الأولى بدل الثانية ، نتبادل السائد والمألوف والبائد والمُكرَّر والمستهلَك لهذا تدنّى بل انعدمَ الحوار..
بالاضافة إلى التعارض الايديولوجي الثقافي السياسي، فما أنتجه الأسلاف لم يعد قادراً على الاجابة عن أسئلة الواقع وتفهم مشكلاته فبقي الواقعُ واقعاً إلى أن حلَّ الفساد العام ..
ومن سبل الارتقاء به أولاً إيجاد لغة مشتركة بين المتحاورين إذ ليس من الطبيعي أن يتحاورَ الأصولي مع العلماني، أعتقد أن فكرتي واضحة،( الانفتاح الفكري) هو تلك اللغة المشتركة التي قصدت .
ثانياً ؛ الابتعاد عن الديني والدياناتي والمذهبي والطائفي والقومي ووووكل مايوصل الحوار إلى الجحيم أو إلى اللاحوار.. وأخيراً أعتقد أننا بحاجة إلى أن نفهم ذواتنا.. نعرف أين نحن وماذا نريد وكيف نحقق مانرغب به وماهي إمكاناتنا وهل نملك الارادة ومن قبلها الرغبة فالرب لن يغيِّرَ مابقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.. لاخلاصَ لهذه الأمة إلاَّ باللجوء إلى العقل أقصد (التفكير لا التكفير)..
تقومين بالترجمة من اللغة الفرنسية إلي العربية والعكس فهل هناك مشكلات مثل إزاحة لجماليات الشعر العربي أو الفرنسي كل على الآخر ؟
بالتأكيد، فاللغة الفرنسية جميلة ،تحب الاختصار أوالاختزال ( التكثيف) بينما العربية أيضاً جميلة لكنها تحب
الاسهاب والاطناب..
مثال جداً بسيط؛( في الفرنسية) حين يكون هناك تعداداً نضع فواصل بدل تكرار حرف الواو
هذه الفواصل تجعلكَ تقبض على المعنى بشكلٍ عميق لكأن هذه الفواصل تنبهكَ إلى التوقف من أجل تفهمٍ أكثر عمقاً ( كتّاب الحداثة ينتهجون ذلك).. بينما تكرار الواو لايخدم المعنى الحقيقي للجملة ..
أيضاً توضُّع الأفعال في الجملة أوالمقطع له تأثير جماليٌّ على المعنى والشكل ، ففي الفرنسية قد تجد
مقطعاً كاملاً وبالنهاية الفعل على عكس العربية..
وتفاصيل أخرى لا أحب ذكرها هنا حتى لايتحول الجواب إلى درس أو محاضرة..
الفرانكوفونية، ماذا أخذنا منها وماذا أخذت منا؟
الفرانكوفونية/اللغة الحية/ تصنيف الشعوب وفق اعتباراتٍ لغوية/ دمقرطة الثقافة أو لامركزيتها…
كل ذلك تعنيه هذه العبارة. أما عن الايجابيات التي اكتسبناها منها؛
1ـ الانفتاح على ثقافة الآخر..
2ـ التعددية الثقافية بمعنى أن الثقافة أصبحت تعبيراً عن التنوع والاختلاف.
3ـ الاعتراف بالآخر
4ـ الحرية الفكرية.
5ـ انتشار الأدب العربي بين فئةٍ واسعة من القراء والمثقفين في فرنسا..
6ـ ازدياد أعمال النشر والترجمة ..
7ـ ظهور أدب عالمي يشمل آداباً قومية ووطنية نتيجة لهذا التقارب بين الشعوب.
8ـ إلغاء مركزية أو هيمنة ثقافة الدولة الواحدة.
9ـ التجديد والتغيير في أعمالنا الابداعية فنيةً كانت أوأدبية..
أما عن الشق الثاني من السؤال ( الفرانكوفونية ماذا أخذت منا)..
فأعتقد أنها في الأصل كانت ردة فعلٍ لمواجهة الثقافة الأمريكية التي بدأت تشكل خطراً على الوجود الفرنسي(العالمي).. ففرنسا، مادياً ومعنوياً دعمت، اهتمت، ساهمت، منحت، وعملت أكثر مابوسعها للمحافظة على وجودها أو حضورها من خلال اللغة.. هذا هو الهدف المباشر للفرانكوفونية .
هل على من يترجم الشعر أن يكون شاعرا وعلى من يترجم القصة أن يكون قاصا وهكذا؟
بالتأكيد، فالشاعر وحده هو القادر على ترجمة الشعر ( روحاً وشكلاً ) وكذلك المحافظة على جمالية البنية ككل. الشيءُ ذاته ينطبقُ على القصة والرواية ووو.. بمعنى آخر يجب أن يكون المترجِم متخصصاً وإلا فقدَ
النص الأصل جماليته فإما يضيع المعنى أو يتشوَّه الشكل أو الحالتيْن معاً..
يتحكم في الكتابة ما يسمي بالمشهد سواء كان شعرا أو رواية أو قصة هل تختلف آليات القص حسب موقع القاص من بؤرة الحدث ماهو تعليقك؟
بالتأكيد تختلف آلية السرد بين روائي يقف خلف الأحداث أو يلاحقها واصفاً شخصياته من الخارج
( الروائي العليم بكل شيء) وبين آخر يقدم الأحداث أو يقودها من خلال رؤيته الذاتية والداخلية
( الروائي الشاهد على الحدث أو المساهم فيه)..
النوع الأول غالباً مايعتمد السرد الموضوعي ، ففي رواية ( كانديد) لفولتير تكشفت لنا حياة الأبطال
( كنيغوند، العالِم بانغلوس، الدرويش التركي، السيد تاندر تان ترونخ وآخرون) وصراعاتهم الداخلية ليس من خلال سردٍ قدمه فولتير إنما من خلال المنولوج الذي صاغه على ألسنة شخصياته تاركاً لها حرية البوح بما يدور في دواخلها..
إن قدرة فولتير على فهم العالم الموضوعي لم تدفعه إلى سرد مونوتوني معلوماتي إنما وظف هذا الفهم وفق رؤية فنية كانت أكثر إقناعاً للقارىء..فالشخصيات التي قدمت مشكلاتها مع الواقع كشفت عن البنى الفكرية والأخلاقية لمجتمعٍ بأسره دون أن نلمح أي أثرٍ للروائي..
أما النوع الثاني فيعتمد السرد الذاتي والذي يحتوي بالضرورة على صوت الروائي أو حضوره الكلي ..
ففي روايته الأخيرة ( بدايات) استطاع معلوف أن يرصد وبدقة بالغة حياة أسلافه معتمداً الطريقة التعددية في عرض الحقائق وتفسير الأحداث على ألسنة الشخصيات وذلك من خلال سردٍ ذاتي معلوماتي مثيرٍ
ـ بالنسبة لي ـ للملل والسأم.. فالبرغم من اعتماده تعددية الرواة وكذلك الحوارات المتبادلة لتوجيه الوظيفة السردية كان صوته أوحضوره طاغياً..
الرواية تسمي رواية لأن كل شخص فيها يروي عن نفسه ، من السيد المحترم الذي يفتتح لنا كل الروايات بعبارات ما، ثم نبحث عنه فلا نجده ويسمى لدي النقاد الغلابة الراوي العليم ببواطن الأمور فما رأيك؟
هذا برأيي من سمات الرواية الناجحة التي تشد القارىء ( المثقف الناقد ) وتخلق لغة حوارية بينها وبينه.. فقارىءٌ اليوم يختلف عن قارىء الأمس الذي اعتاد الفرجة على الأحداث دون مشاركة منه في تفسيرها مكتفياً بالتسلية والحيادية في استقبال الفعل ورد الفعل…
لكن وكما تعلم بأن المكان وتشكيله يعتمد على الوصف وهذا الأخير يعتمد صوت الروائي الذي قتلته
ربما باستخدامكَ تقنية مناسبة( وقلما نجد ذلك) كالابتعاد عن التفاصيل الدقيقة الشاملة للمكان، أو كالتعامل بوعي شديد مع الزمن.
كيف وجدتك الرواية ؟ وكيف وجدت ما تبقى في نشاطك الفني والثقافي بالقياس إليها ؟ هل الرواية صلب النص أم أن النص خرج عن مألوف الشكل الروائي ؟!
يبدو أنني كنتُ أبحثُ عنها .. ههههااااااا..
ومن خلال تجربتي الشعرية وحالياً الروائية وجدتُ أن العمل الروائي من الأنواع الأدبية الأكثر صعوبة كونه يتطلب التوفيق بين العاطفي والموضوعي ( العقلاني) وبصراحة أكثر أجدُ نفسي عاجزة عن التحكم بهذا العالم المختلف تماماً عن الشعر ..فالجانب الذاتي والشعوري ليس حراً في الرواية كما هوعليه في الشعر..
عن الشق الثالث للسؤال ، فأتركه للقراء إلى حين صدور الرواية بداية العام..
هل يوجد خلط بين الحب والجنس في مجتمعاتنا أو لنقل في أدبنا؟ ولماذا؟
إذا كان العربي حتى الآن ما بيفهم شو يعني الجنس فكيف له أن يميز بين الحب والجنس؟..
بالتأكيد هناك خلط واضح، فالحب في مجتمعاتنا يعني الجنس والعكس صحيح،
هذا الخلط يعود إلى رواسبَ ثقافية تراكمت في الفكر العربي الذي يمتاز باستقالةٍ مؤبَّدة إلاَّ فيما يتعلق بالشبقية أوالشهوانية التي يعتبرها حباً ( لخللٍ أو قصورٍ فكري وعاطفي وجنسي) أفرزه الاسلام السياسي والايديولوجي الحاكم.. بالاضافة إلى أن كل ممنوع( برَّاني) يتحول بالضرورة إلى مرغوب(جوَّاني) ودون التعرف والاعتراف بهذا الجواني لن نتمكن من التحكم بالبرَّاني أقصد ( التسامي والارتقاء)..
كان لك مقاربة تحدثت فيها عن الاسلام والعلمانية لكنكِ أنهيت المقال حول امكانية الحديث عن اسلام علماني ، وعلمانية اسلامية .قد يختلف البعض معك ويرى أن العلمانية تنفع في أوربا ، لكنها لاتنفع للشعوب التي ترزح تحت نير الفقر والاستعمار المختلف بأنواعه. هنالك من يقول أننا بحاجة الى اسلام صرف ، اسلام صافي ، اسلام بعيدا عن افتاء كل من هب ودب فيه،، لأن تصدر الجميع للحديث عن الاسلام وباسم الاسلام هو الذي أوصلنا لهذه المرحلة . فما رايك؟
أعتقد أنني لم أتحدث أوأطالب بعلمانية غربية إنما باسلام علماني/علمانية اسلامية أي ماقصدته أنت فيما يلي (نحن بحاجة الى اسلام صرف …………….. المرحلة)…
هل الشعر بالنسبة إليكِ تعبيرٌ عن الحياة أو بديلٌ عنها؟
يقال وراء كل شاعر عظيم ألم عظيم أو حب عظيم مادور الحب والألم في شعرك؟
لاحظتُ في شعرك حالة من التمرد اللغوي والشعوري هل تتمردين على الورق أو في الحياة؟
هل شعرك مرآةٌ لذاتكِ أم إنه الوجهُ الآخر؟
لازم حبتين شوكولا بالأول..
الشعر ياندى بالنسبة لي تعبيرٌ عن الموت/بديلٌ عن الحياة..
أما عن الحب ـ الألم/ الحب الأليم والمؤلِم/الألم المحبب أوالمحبوب.. سمِّه ماشئتِ،
هو توأمٌ يحيا أزليته المؤبدة في رحم قصائدي.. وفهمكِ كفاية..
عن التمرد وكما الأطفال فأنا أتمرد في كل شيء وعلى كل شيء ومن أجل لاشيء..
وعن آخر سؤال فحسب المزاج .. (أحياناً) تكون قصائدي هذا الوجه الآخر لكنها (غالباً) أنا..
كلمة في الختام؟
تحياتي للأخت حياة (راعي هذا الحوار) ولكل المشاركين ..
طرح الأسئلة:
أسامة الماجد
أسامة غريب
أيمن اللبدي
حياة الياقوت
د. الأحمد
صلاح والي
علي البطة
محمد سعيد الملاح
محمود الأزهري
ناصر ثابت
ندى الدانا
التعليقات
أنا سألت سؤالا موجها إلى الأخت الكاتبة نضال مباشرة: هل عندك طموح أن يتم غناء "قصائدك" كما هو عند كل شاعر؟ وإذا كان نعم فكيف سيتم ذلك بعدم وجود الوزن في قصيدة النثر التي لا تكتبينها؟ علما أن الوزن ضروري للتلحين.. وأنني أعرف أن من طموح كل الشعراء تقريباً أن تُغنى قصائدهم...
شكراً... أرجو أن نلغي الرقيب الذي في داخلنا حتى يمكن لنا أن نتقدم خطوة إلى الأمام...
تم تعديل بعض الأسئلة ومن ضمنها سؤالك تماشيا مع أصول الصياغة الصحافية الموضوعية. فسؤالك بصياغته التي أرسلتها أحتوى تعميمات كثيرة وتحميلا أو كان "سؤالا محمّلا" loaded question
مما يتعارض مع المهنية الصحافية التي نبتغيها في حوارات ناشري التفاعلية.
نهدف إلى اثراء ناشري باسئلتكم، لكننا نبغي فوق ذلك كله رصانة في الطرح والتزام بأصول الصحافة كمهنة، فكان لابد من التعديل ليس ممارسة لرقابة بغيضة، بل لنقل لـ"ضبط الجودة."
ولك دوما ولجميع قرّاء الموقع والمتفاعلين معه كل الود
دار ناشري للنشر الإلكتروني
لا أدري كيف كان سؤالي محملا (loaded) لكنني لست جاهلا.. حيث أن الصحافة تعشق الأسئلة المحملة... ويمكنني أن ألمس ذلك في الكثير من الحوارات على التلفاز وفي المواقع الأليكترونية والصحف المطبوعة.. إلا إن كانت الأسئلة مما يعده الضيف لنفسه !!!!
على كل حال أشكركِ.. وأقول لك بكل احترام لشخصك ولما تقدمينه لإثراء الصحافة الأليكترونية وللأخوية التي نتعامل معها منذ مدة ..إنني لم أقتنع برأيكِ ولنعتبر ذلك من الاختلاف الحضاري الطبيعي...
شكرا لك مرة أخرى وتحياتي..
ناصر
فمجالس الشعب والشوري وما شابه تختصر الشعب في فرد ليتكلم عنه وكأننا ققطيع من الخرس وهم يتكلمون عنا لكل هذا صار لدينا الكاتب السياسي الأوحد والمطرب الأوحد والمطربة الوحيدة وهناك من ينوب عن الشعب ولا يهم أن يعبر عن مصلحته أم لا كذلك أعطي ذلك مشروعية أن ينوب الكاتب عن كل شخوص الرواية ، لقد شرحت السبب فهل بطل العجب؟
أما بخصوص كيفيمكن التعبير عن الوصف الدقيق للمشهد فكل فرد يصف المشهد الذي يقابله برجاء الرجوع إلى روايات عائشة الخياطة ، كائنات هشة لليل ، نقيق الضفدع ، فتنتة الأسر على موقع الذاكرة الثققافية ، درب الياسمين والمبدعون العرب وناشري وشكرا صلاح والي
ذلك أن تعلم لغة ما و فهم أدبها و ثقافتها و الترجمة منها و إليها و فتح الحوار مع مثقفيها بغية التقارب بين الشعوب لهو شيء جميل جداً . لكن الفرنكوفونية شيْ آخر تماماً . أنها مشروع هيمنة فرنسية و عولمة فرنسية لا تعترف بالتعددية الثقافية و تهدف لمسح لغة و ثقافة و دين الشعوب الأخرى و إحلال الثقافة و القيم الفرنسية محلها .
و اسمحي لي أن أنقل عن الدتور عمر النمري من بحثه القيم عن الفرنكوفونية:
http://www.algeria-voice.org/Raii/Raii2/R13/hauptteil_r13.html
" الفرنكوفونيـة: حـركة فكرية، ذات بعد أيديولوجي، تهدف إلى تخليد قيم (فرنسا الأم) في كل مستعمراتها التي انسحبت منها عسكرياً، ومدافعة التيارات القومية واللغوية الأخرى؛ وذلك من خلال اعتماد اللغة الفرنسية باعتبارها ثقافة مشتركة بين الدول الناطقة بها كلياً أو جزئياً
ولما كانت اللغة هي أداة الثقافة والحضاره، وعنوان التمدن والعمران كان لزاماً على هذه الدول المستعمرة ـ في نظر فرنسا ـ أن تتخلى عن لغتها وثقافتها وتتعلم لغة المستعمِر وتتشرب ثقافته. ولما كانت الثورة الفرنسية إنما قامت على أساس استبعاد الدين ودوره في الحياة السياسية والاجتماعية، بما حقق لفرنسا التقدم والرقي كان لزاماً على هذه الدول أيضا أن تتخلى عن دينها (إسلامها) حتى ترقى في سلم المدنية، وتنعم بإنجازات الحضارة الحديثة؛ ومن مستلزمات هذا وذاك أن تتخلى عن لغتها الأصلية أي عن دينها وثقافتها الوطنية. وهكذا فقد شكلت اللغة، والدين، والهوية: الشخصية والوطنية، أهم المستهدفات لبرامج فرنسا الاستعمارية في الدول المغاربية وغيرها من المستعمرات الفرنسية.
وقد نبه الكاتب المغربي «محمد بنيس» أثناء حديثه عن تحول الفرنكوفونية إلى أيديولوجية تواجه بها فرنسا انتشار الإنجليزية على الصعيد العالمي إلى أن الفركوفونية : «تعني هذه الأيديولوجية - في السياق المغربي - فرض اللغة الفرنسية في الإدارة والثقافة والإعلام والاقتصاد والقطاع الخاص بجميع الوسائل الممكنة، بهدف انتزاع المكان الجغرافي الحضاري من اللغة العربية وتجنب احتمال انتشار الإنجليزية. والبعد المباشر لهذه الأيديولوجية سياسي واقتصادي في آن؛ إنها تهدف إلى ضمان المغرب كمنطقة مضمونة سياسيـاً واقتصاديـاً لصالح الامتيازات الفرنسية واستمرارها ضمن منطق الهيمنة المنتصر اليوم؛ فمن ينطق بالفرنسية يشتري ما هو فرنسي حسب شعار (الرابطة الفرنسية).
وقد عبر عن موقف مماثل د. المهدي المنجرة في مقال له بعنوان: «الفرنكوفونية وأسباب رفضي لها» : حين قال: تعتمد الفرنكوفونية على مركَّب النقص فينا، أكثر مما تعتمد على التعاون الثقافي الحقيقي؛ ففي الوقت الذي تأتي فيه وزيرة الفرنكوفونية في فرنسا للدفاع عن الفرنكوفونية في المغرب العربي علينا أن نتذكر مواقف فرنسا فيما يخص تعليم اللغة العربية لأزيد من مليون من أبناء المهاجرين.. إن الأمر لا يتعلق بتعاون ثقافي، وبانعدام الرغبة في الانفتاح، بل بسياسة هيمنة تريد أن تتدثر بلبوس التعاون والانفتاح ." .
و استشهد أيضاً بالأستاذ عبد الناصر المقري و أنقل عن مقال له بعنوان : الفرنكوفونية ومحنة اللغة العربية بالمغرب:
http://albayan-magazine.com/files/frankofoniah/4.htm
" في ظل النظام الجديد تقدم الفرنكوفونية نفسها بديلاً حضارياً، ومشروعاً سياسياً واقتصادياً وثقافياً ترعاه دولة فرنسا، وتسعى إلى توظيفه كسلاح تشهره في وجه العولمة؛ لتضمن به بقاءها على الساحة الدولية، وتفتح من خلاله فضاءات لإنعاش اقتصادها وتعزيز موقعها في وجه النزعة الأنجلو - أمريكية. ويحتل نظام التربية والتعليم ضمن هذا التوجه موقعاً أساسياً كخطة تعتمدها فرنسا لبسط فرنكوفونيتها؛ ولذلك فهي تعمل في كل المناحي، وبكل الوسائل للنهوض بلغتها وحماية ثقافتها في مختلف مَحمياتها ومستعمراتها الإفريقية التي ترى فيها امتداداً لوجودها." .
و يؤيده في ذلك الدكتور محمد محمد الحناش في مقال طويل له بجريدة الخليج الإماراتية يستحق القراءة ، و كذلك د. حسن قبيسي ، و د. علي حرب ، و شعبان ابراهيم و أخيراً لدينا المرجع الأكبر في ذلك أخينا و الكاتب المبدع الأستاذ يحي أبو زكريا و رأيه في ذلك معروف من خلال مقالاته العديدة بناشري حول هذا الموضوع .
أعتقد أنني حين تحدثتُ عن الفرانكوفونية ( ماذا أخذت منّا ) بموجب السؤال المطروع عليّ، كنتُ قد أشرتُ بوضوح إلى العديد من الأقوال والاراء التي أوردتَها أنتَ هنا.
وبالرجوع إلى جوابي مرة ثانية حتماً ستعلم ذلك..
أما أنها ( مشروع هيمنة فرنسية و عولمة فرنسية) فأوافقكَ الرأي ،
لكنني ضد أن تقول بأنها
( لا تعترف بالتعددية الثقافية و تهدف لمسح لغة و ثقافة و دين الشعوب الأخرى و إحلال الثقافة و القيم الفرنسية محلها ). لماذا أنا ضد مقولتكَ ؟..
لأننا نحن ( العرب والمسلمين) إن كنَّا حقاً نمتلك وسائل أو سبُل مواجهة هكذا نوع من الاحتلال أو الغزو
أو الهيمنة ( كما نعتقد) فقطعاً لن تندثرَ لغتنا ولن يطير ديننا ولن تُلغى ثقافتنا أو حضارتنا ..
أنتَ تعلم كما الجميع سمة العصر الذي يجتاحنا بكل شراسة.. وإن نحن بقينا كما اعتدنا منذ دهر؛
"نرفض كل مشروعٍ ( قادمٍ من الغرب) وننأى بأنفسنا بعيداً عن الواقع أو الراهن
خوفاً أو تخوُّفاً من أهدافه البعيدة أو القريبة ، قطعاً سنبقى في عزلتنا أقصد قوقعتنا المؤبَّدة بل سنزداد ضعفاً على ضعف"..
وأضيف أيضاً بأن اللغة العربية ومن خلال الاسلام الذي انتشر في أقاصي الغرب والشرق لم يكن هدفها
إلغاء أو مسح الحضارات واللغات والأديان الأخرى!..
فلنبحث معاً وسائلَ أو سبل مواجهة (الفرانجلوفونية) .. ماذا تعتقد بأننا فاعلون؟..
نرفض.. نبتعد.. نكيل التهم.. ننظِّر.. نحلِّل.. نعرِّف.. ..إلخ.. بهذا مافعلنا أي شيء..
لابدَّ من نظرةٍ عقلانية لقضايا عديدة في هذه الأمة تضمن لها البقاء في عصر العولمة..
لأن الانصهار العولمي لاشك وقد حصل لكن بدرجاتٍ متفاوتة بين بلدٍ وآخر..
فإما نضيع وسط هذا التشظي وإما نقف ونواجهه بكل قوة.. كيف.. الجواب عند القراء..
وقد أشرتُ إليه من خلال سطوري..
ثم هناك قضيةٌ في غاية الأهمية.. وهي مانقوله نحن ، وليس ذاك الكاتب أو الباحث أو الناقد
فلكلٍّ ظرفه وبيئته ومعتقداته وتصوراته..
حالياً وكما تعلم فرضت الفرنسية إلى جانب الانكليزية في سنوات الدراسة الأولىفي سوريا..
وأعتبر ذلك خطوة رائعة لبناء جيلٍ منفتحٍ يقبل بالتعددية لمواجهة القطبية أو المركزية الثقافية
التي يرفضها الاسلام…
ملاحظة هامة سبق ونوَّهتُ إليها ( القارىء العربي) لايفهم مايقرأ سواء على أرض الواقع أو من خلال الكتب
ففي ظل غياب منهجية ثقافية عربية على الأقل .. على الأقل ننتهج خطى الفرانجلوفونية فيما يتعلق بلغتنا العربية.. متى ستتبنى وزارات الثقافة والاعلام والسياحة والتراث لدينا مشروع الآرابفونية؟..
ودمتم بخير
نضال
:ROSE: :ROSE: :ROSE:
وصل السؤال بحلَّته أو هيئته الأصلية ..
ليس بالضرورة أن يكون طموح الشعراء مثلما ذكرت.. فالتعميم يفسد الأمر..
بالنسبة لي لا أطمح بأن تُغنَّى قصائدي لأنها ليست مشروعاً تجارياً هدفه الربح التصاعدي بموجب الاستهلاك اليومي ( العربي ) ..
ليس تواضعاً مبطَّناً إنما حقيقة يعلمها من يعرفني جيداً..
كما أنه ليس تهرُّباً من الشق الثاني لسؤالك فيما يتعلق بالوزن
في قصيدة النثر ( التي لا أكتبُها) برأيك الذي أحترمه جداً..
لكن اسمح لي بالقول إن قصيدة النثر وزنها جوهرها ومعناها وصورها وموسيقاها الداخلية (صدى حروفها المخترق للنفس)..
باختصار قصيدتي ـ أنا.. وغير وارد مشروع الغناء إنما تدريسها في إحدى الجامعات الغربية ذات يوم..
هكذا طموحي..والاختلاف لن يفسد أي ود في أي قضية..
وفيما يتعلق بالأسئلة التي صيغت ( كما تقول بموجب الضيف) فستعلم ذلك لاحقاً.. ونحترم بدورنا كل الاراء رغم الاختلاف الجيو ثقافي..
ولاداعي للمشاكسة اللطيفة من أديب محترم فيما يخص صاحبة الموقع
كل الود
نضال
:ROSE: :ROSE: :ROSE:
قبل كل شيء أود ان أؤكد على الاحترام الكبير الذي أحمله للأخت حياة، فهي من النوع الذي يفرض احترامه على من يتعامل معه.. وهي معروفة برصانتها وتفهمها وحبها لعملها وقبل كل شيء أخلاقها العالية.. فما يدور بيننا هو الاختلاف الذي يظل في إطار الأخوية الرائعة والاحترام المتبادل..
ثانيا أشكر لك إجابتك الدبلوماسية.. وكل الاحترام لطموحك الذي ذكرتيه.. مع انني لم أقصد من غناء القصيدة التكسب أو الربح إنما الرغبة في الانتشار عند القاعدة العريضة من جمهور الأغنية الذين هم أكبر من جمهور القصيدة في كل الاأحوال.
ما قصدته بالأسئلة التي يكتبها الضيف لنفسه هو ألا نزعجه وأن نسأله أسئلة مريحة له نفسيا.. مع أنني إن كان اللقاء معي فسأسعد بالأسئلة التي تتحداني وتستحضر مهارتي في الإجابة..
أنت كنت ماهرة في إجاباتك.. ربما هذه هي المرة الآولى التي نتحاور فيها، إلا أنني أراها فاتحة خير أيتها الكاتبة النشيطة... سعدتُ بها وإن كانت في موضوع خلافي.. أنا أختلف مع الآخرين لكنني لا أخاصمهم....
يا سيدتي المحترمة أرجو أن تعتبريني من أعداء قصيدة النثر :8 لكن ليس لي أعداء بالمفهوم العام للكلمة.. وهذه دعوة أوجهها لك لزيارة موقعي المتواضع على الشبكة.. راجيا من الله أن ينال إعجابك... وستجدين هناك إن شاء الله ما يسرك.. وبعض السكاكر والضيافة العربية الأصيلة.... وستقرأين بعض قصائدي التي أرجو من الله ألا تحرميني من رأيك فيها..
كل الاحترام لك مرة أخرى.. وأرجو ألا تكون الاخت حياة قد شابها الإزعاج مني.. فأنا من أشد المعجبين بموقعها الجميل.. الذي قلتُ لها قبل ذلك أنني اتوسم فيه خيرا.. وأرى له مستقبلا عظيماً... و
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
اخوكم ناصر ثابت :ROSE:
إلى الاخت نضال نجار تحية الوطن والحرية وبعد
حاولت الكتابة عبر موقع ناشري خلال اللقاء التفاعلي لكن يبدو ان خللاً تقنياً منعني من ذلك وها أنا أرسل مداخلتي إن تمكنت إلحاقها والرد عليها..
عزيزتي نضال
أيتها المشعلة ثقاباً في هذا الليل تعيدين هندسة الجمر في ضباب القوافي وأنت مأخوذة لانبهارِ المجرَّاتِ التي كلما قدَّتْ ثوبَ الحروف ارتديتِ نيروزَ القصيدة ..
فأنا أيضاً وبلا مساءات تائهة ولا روح متعبة أواصل مع من تبقى من أشلاء المجازر وأطلال البيوت المدمرة في رفح الفلسطينية الغارقة في تفاصيل المقاومة والبحث عن الوطن والخبز والحرية .
وتأتي همسات البزوغ والبذور التي تزرعينها حروفاً وبديعاً لتصيرَ خبزاً مغموساً بالأمل للجياع.
ونحن هنا عزيزتي نضال نحاول مثلك وبكل ما تيسر لنا من عزم أن نرسمَ من الوجعِ أقواسَ فرح، أن نصوغَ من الألم شموسَ أمل، من الجرح النازفِ أقمارَ تفاؤل، من البشاعةِ ينابيعَ جمال، من الكراهيةِ أشجارَ مودة، من الرجمةِ سهولَ رحمة، من الكآبةِ حدائقَ غبطة، ومن القلقِ أزهارَ طمأنينةٍ...
ورغم أني أحياناً أغرق و أغرقُ موغلاً في سرابات بلا نخيل وتهوى أشواق قلبي ليافا وحيفا والخليل
بيد أن الحرف وخيام اللغة في الغربة قد تداني البديل .
عزيزتي نضال رغم بعد عقارب الزمن التي فرقتنا بعد مساحة البوح والجدل في العروبة غير أني أتابعك عبر صوت الوطن وناشري وموقعك وتتتابع معي الدهشة .
فأصدقك القول قد تكونين أحياناً صادمة في شعرك ونقدك ومقالاتك غير أن هذه سنة الإختلاف وديدن المختلفين . حاولتِ غير مرة أن تغردين خارج السرب في أكثر من مجال من دروب الإبداع في محاولات لصنع مبدعة شاملة . غير أنك ولحسن حظي وحظ من يحتفي مثلي بفنك وإبداعك لم تحاولي ولا مرة أن تنشزي خارج السرب المحلق في فضاءات وبساتين الأخلاق والإلتزام الوطني والقومي ومنظومة مكارم الأخلاق . نضال لا أريد الإطالة لكن هنيئا لك
أخوك /أبو السعيد عوني
فلسطين /غزة/رفح
19/9/2004
لقد شرحتَ السبب حين أعطيتَ
للكاتب مشروعية أن ينوب عن كل شخوص الرواية
فأنتَ كنتَ تقصد
سؤال بيكيت "لا يهم من يتكلم "
مشيراً إلى تعددية الخطاب
أو
أنا أناس آخرون
منطلِقاً من مفهوم الواقع ـ الحقيقة
بينما أنا قصدتُ شيئاً آخر
منطلقةً من مفهوم العمل الأدبي
هلاَّ بطل العجب؟!..
كل الود
نضال
للشاعر ناصر ثابت
أخ ناصر .. تحياتي أولاً
ولابدَ من بعض الملاحظات حول هذا المقال…
سألتَ وقلتَ / متى كان الشعر ديوان الأمريكيين أو الأوروبيين؟ ومتى كان الشعر حكراً على أمة دون غيرها؟…
إنهم يستبدلون تراثهم مثلما يستبدلون أحذيتهم.
ومالضير في استبدال حذاءٍ اهترىءَ بفعل الزمن ، أليسَ ذلك ( الاستبدال) أفضل من انتعال حذاءٍ مهترىءٍ
قد يصيبُ القدمَ بآفةٍ ما ناهيكَ عن أنه ( الحذاء المهترىء) يعيقُ عملية السير ما يؤدي في النهاية إلى التأخُّر..
أو ربما عدم الوصول بسبب طول الطريق…
وفي رأيي لاشيءَ أصيل مطلقاً.. سواءً في الشعر العربي العمودي أو حتى في الثقافة العربية الاسلامية
كل ذلك وكما تعلم كان نتيجة تمازج بين شرق/ غرب..
وقلت نحن لا يمكن أن نستبدل تراثنا لأن منه لغة القرآن العربية السليمة
أعتقد يا أخ ناصر أنه يمكننا ( تجديد تراثنا وليس الاستغناء عنه) وذلك لأن منه لغة القرآن ( العربية) التي تتناسب وكل العصور
وعن الموشح قلت أنه جاء للتطور الكبير الذي حدث في فنون العزف والغناء عند العرب في الأندلس، بالله عليكم هل نحن الآن في عصر تطور فيه الغناء والعزف والطرب العربيين؟
نحن في عصر متعصرِنٍ جداً، لهذا تطوَّر الغناء والعزف والطرب متَّخِذاً سمة العصر.. ولهذا لايمكننا إطلاقَ أي تسمية لما يُغَنَّىحالياً سوى ( الفن المعاصر أو الحر أو فن الحداثة) أسوةً بالشعر ، أليس كذلك…؟..
وتساءلتَ ثم أجبت هل من الممكن أن نضع في كتاب القراءة للأطفال قصيدة نثر بغرض إنشادها؟ الجواب لا، وإذا أجبنا على السؤال "لماذا؟" عرفنا الفرق بين الشعر والنثر.
أنتَ على حق يا أخ ناصر، لايمكننا فرض قصيدة النثر على الأطفال لأنهم أطفالاً لن يفقهون معناها بسهولة..
لهذا لجأت وزارات المطبوعات المدرسية بالتعاون مع مختصين نفسيين وتربويين إلى وضع نوعٍ آخر من الغناء أو النشيد بهدف الغناء أو الانشاد.. إذن مايهمنا هو الغناء والطرب لأننا ( نحن العرب) وببساطة نحب الطرب ..
هذا كان في عصور الفراغ أو ما أسميه عصور الراحة النفسية والاستقرار لكننا اليوم على عكس ذلك فكيف نلجأُ من المعنى إلى المُغَنَّى.. هذا إن كنتَ تتنفقُ معي على أن الاداب مرآة المجتمعات؟..
أوردتَ آية من القرآن "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ" صدق الله العظيم.
أخي الكريم ناصر… إن مايثبتُ أو يبقى أو يمكثُ في الأرض يجب أن يواكبَ حركة الأرض
أما الزبد أو كل عنصر هش ضعيف بمعنى لايملك القوة لمواكبة هذه الحركة حتماً إلى زوال..
وعن النثر قلت المهم ألا ننسبه إلى الشعر حتى لا نؤدي إلى تشويه الشعر فهو ديوان العرب.
الشعر ديوان العرب لهذا ينبغي علينا أن نحافظَ عليه قدر المستطاع ولكن ليس بالطريقة التي ذكَرتَها
لأنها تقيِّدُ الشعر وتنسبُ إلى العرب تخلُّفَهم في هذا المجال.. العربي إنسانٌ متطور فلماذا تنسبُ إليه التخلف؟
وتطرَّأتَ إلى أن الكاتب في هذه الحالة ليس بشاعرٍ لأنه لا تتوفر فيه القدرة على قول الشعر الذي يحمل خصوصية ويتطلب قدراتٍ غريبة على غير أهله
أخي ناصر.. الخصوصية التي تتطلَّب قدرات غريبة (كما أعلنتَ عنها) ليست تنحصرُ في الشعر العمودي أو الحديث
ثم كيف تحكمُ على من يقول الشعر بأنه شاعر، وعلى من يكتب بأنه غير شاعر.. كيف اعتبرتَ أن ذلك هو مقياس الحكم .. فإذا كان نيتشه بالنسبة لي شاعراً فذلك لأنه دفعني للشعور بما يكتب فطُرِبَت نفسي لكتاباتهوليس من حقي أن أفرضَ ذائقتي على الجميع..
وعن القدرات الغريبة في قول الشعر فهي ليست غريبة كما تظن إذ بإمكان كل شخص أن يُغني طالما اعتبرتَ أن الشعر يجب أن يكون موزوناً لتطربَ به الأذن .. وبالمقابل ليس كل شخص بقادرٍ على كتابة النثر ولو استطاع لفعل .. وهذه حقيقة..
ثم قلتَ هنالك أيضا من يقول إن "قصيدة" النثر تمتلك الموسيقى الداخلية، فهل يوجد في التاريخ نص فيه موسيقى داخلية أكثر من القرآن الكريم؟ ما رأيكم؟ ماذا نسميه؟! أعني ان هذه الموسيقى موجودة في الكثير من النصوص والإبداعات النثرية الراقية، ولكن لا أحد اقترح أن نسميها شعراً. وبقيت سامية وراقية دون عبث.
أخي .. ألم ينبثق عن القرآن نصوصٌ من تأويلات وتفسيرات و…إلخ.. ولكن لايمكننا أن نسميها نصوصاً قرآنية لهذا من الصعب أن نطلقَ على قصيدة النثر بأنها شعر..
كيف نسمي الشاعر عبدالوهاب القطب شاعرا وفي نفس الوقت نسمي س شاعراً،هذا يا أخ ناصر يعود لذائقة المتلقي.. لثقافته ، لدرجة فهمه.. قد يكون المضمون يحمل تأويلات ورؤى عديدة لكننا لسنا نملكُ القدرة على الكشف.. ( نص مغلَق) أمامنا لأننا ( متلقي مغلق) هذا ما أريد قوله
وقلتَ عن تمييز الغث من السمين حتى في الشعر نفسه أو في النثر سواءٌ سمي قصيدة نثر أو خاطرة أو نسيقة.
أتفقُ معك // إذن يجب أن يكون هناك مقياساً عاماً أو معياراً للتمييز بين الغث والسمين ، برأيكَ ماهو.. وإن نحن حدَّدناه فهل سيبقى خالداً أبدا ؟.. الأرضُ تدور وكذلك المجتمعات أما نتاجاتها فتعبيرٌ عن واقع كل مرحلة من التاريخ لهذا لا يمكننا أن نفعل ذلك أقصد أن نقيد حركة التاريخ عموماً لأننا سنخسر الكثير الكثير وهذا ماحصل لأمتنا حين حدَّدت فقيَّدتْ فتخلَّفتْ
رابط المقال الأصلي
nasserthabet.com/articles/opinion.htm[ll]null :ROSE:
كل الود
نضال
:ROSE:
دمتنّ ذخراً للأمة وثقافتها الجادة المفتقدة ،،،
تحية طيبة
أرجو حتى لا يلتبس الفهم علينا أن نقرأ الرسائل بدقة ، لنجيب عليها بدقة ،ادرك حجم فرحتك باللقاء لكن فرحنا الأكبر أم يكون اللقاء تفاعليا ،
هل أخطأت بالمشاركة وام أتخير المكان الملائم ؟؟
لقد أحلتك إلي المواقع التى بها أعمالي حتى تقرئيها قبل الاجابة علي الأسئلة .
لكن لله في خلقه شئون وشكر .صلاح
تحية لك
هل الأدب يحتمل التحدي
وهل نحن في مرحلة لصيغة الجمال أم ماذا؟
الأسئلة كثيرة لكن المشروع منها قليل
لأن الأجوبة إذا لم تخرج من السؤال ، أو بقينا من دون أسئلة فنكون على مقربة من الجمال
ألا يكفي ذلك ؟؟؟
تحياتي
د.أسد محمد
assad2005maktoob.com
لأن فرحنا الأكبر أن يكون اللقاء تفاعلياً..
قطعاً كان وسيبقى لله في خلقه شؤون..
صالح لاأدري إن كنتَ أخطأتَ بالمشاركة أو لم تتخيَّر المكان الملائم
ولكن ـ في جوابي قلتُ لكَ ـ
إنكَ إذ قتلتَ صوت الروائي فذلك لأنكَ انتهجتَ روايةَ الواقع أي ("لا يهم من يتكلم "مشيراً إلى تعددية الخطاب ) وعن الوصف الدقيق للمشهد، قلت بأنكَ استخدمتَ تقنية مناسبة( وقلما نجد ذلك)
كالتعامل بوعي شديد مع الزمن. وأعتقد أنني لم أكن إلا على صواب..
فهاهي شخصيات روايتكَ ( ومن خلالكَ أقصد صوت الروائي الذي أعطيتَه مشروعية أن ينوب عن الشخوص) تكشفُ ذاتها فتتكشَّفُ لنا الرواية ( الواقع ) ، بيوغرافيا الروائي كانت كما
كوَّنتْها شخصياتكَ ( أنتَ) مثلاً : من ـ نقيق الضفادع ـ
وجوه ملثَّمةٌ تتآمرُ على قتلي..
( هذه العبارة تشير إلى مساءلة الواقع من أجل الاهتمام بقضايا المجتمع المعاصر من زيف ونفاق أدَّيا إلى سحق الانسان ـ الانسان).. ويستمر نقيق الضفادع طوال الليل. تتابعه …. ( فأنتَ إنسانٌ آخر..) الشارع ـ الظلام ـ فم تنين يبتلعني
( الذوبان مع ماحولكَ، اختفاء الهوية ـ الأنا ـ) بكى ـ أحمد ـ الطفل… ثم بدأ ينقُّ مع الضفدع الصغير..
لكن قطعاً ثمة نجم يلمع في السماء..أراقبه ..تراقبه.. أو ربما يراقبنا..
( استشعار ضخامة مسؤوليتك اتجاه المجتمع والواقع والوطن ربما بهدف التغيير نحو الأفضل)..
إن رواية الواقع قطعاً ستخلق أسئلة الواقع والآن….
كنتُ قد أجبتكَ عن واقع الرواية وليس عن رواية الواقع التي تكتبها أنت وربما عددٌ قليل..
ومن خلال سؤالكَ الأول وصلتني الرسالة
فأجبت وأذكِّركَ : ( هذا برأيي من سمات الرواية الناجحة التي تشد القارىء المثقف الناقد
وتخلق لغة حوارية بينها وبينه.. )..
وإذا أحببتَ متابعة الحوار بيننا ككاتب وقارىء فأنا على استعداد..
ولتكن البداية من العبارات التالية :
القط الذي يجري في قفزات سريعة ( الزمن)
صوت البكاء المكتوم..
هذه السويعات القصيرة تتمطى وتتمدد فيصير اليوم كألف سنة
أنتظر الذي واعدني للقاء بالحديقة ( الخوف) ..
علوت وسافرت فاختلفت..
من ـ فتنة الأسر ـ
كل الشكر
نضال
تحياتي د أسد
يجب أن يحمل ويحتملَ التحدي
كلٌّ من الأدب والسياسة والعائلة والحب وكذلك الحياة..
بالتأكيد هي مرحلة جمال الصيغة/صيغة الجمال إذ لايمكن الاحتفاظ أو الوثوق بصاغة أو صنَّاع إما أفكارهم بالية
أو أنهم غيروها بين ليلةٍ وضحاها..
الجمال قيمة مشيَّدة داخل الصيغة وهي ( القيمة ـ الجمال ) تخلِّصنا من صيغة القبح التي تُرغِمنا دوماً على الفرار..
وهي التي تبشِّرُنا بأبديةٍ غير ملوَّثة..
نضال
تحية طيبة
هل هذا حوار أما غاغة ومكلمة ؟
أول أشكرك على المتابعة والرد ، ولكن من الأخ الذي ألصقت رده بالرد على رسالتى لعلي أقرأها؟
هل تملكين دار نشر أم لأنك جميلة صار من يحاورك معرض للنيران الصديقة بلا سبب (إلا أنت)؟
من يكون الأستاذ ؟ هل ضل طريقه فوقع في الحوار بيني وبينك، أم سيعين مزير قريبا ؟ ، هناك آدآب للحوالار أقوم بنسفها على الفور عند تعرض الحوار معى لتلك الفلول الصغير من طالبي أي شيء
بعد قليل نتابع الحوار شكرا صلاح
(هل هذا حوار أما غاغة ومكلمة ؟ )
لاأدري كيف تحدد شكله ومضمونه..
وأشكرك على التواصل يا صالح..
عن الأخ لم ألصقه أو اسمه إنما خللٌ فني ( تحديد الكل .. قص.. لصق) وما انتبهتُ إلا الآن..
(هل تملكين دار نشر) .. أتمنى لا
(أم لأنك جميلة صار من يحاورك معرض للنيران الصديقة بلا سبب (إلا أنت)؟))
لستُ أشعرُ إلاَّ ببعض الشظايا.. ثم ماعلاقة المتحاورين معي.. هل أصابهم بعضاً منها..؟..
(من يكون الأستاذ ؟ هل ضل طريقه فوقع في الحوار بيني وبينك، أم سيعين مزير قريبا ؟ )
وهل هذه من أسئلة الواقع برأيك..؟..
(هناك آدآب للحوار أقوم بنسفها على الفور عند تعرض الحوار معى لتلك الفلول الصغير من طالبي أي شيء)
مهلاً .. وجهة نظري ، أعتقد أنها وصلتكَ معطَّرة بالمسك( خلل فني).. لكنكَ ربما ستعرفُ ذلك لاحقاً
(بعد قليل نتابع الحوار .. )
بلا شك..
بماذا نبدأ؟
كل الود
نضال
:ROSE:
ربما
سيزعل هو الآخر مما حصل بدون قصد
كل الود
نضال :ROSE:
كل الود وصباح أبيض بقدر رقعة السماء
هل كنت منفعلا ؟
شكرا لك وللدكتور الأسد
لعل وجهة نظري وصلت ولك خالص الشكر وكفي صلاح
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة