مجلات

  • من نعم الله على الإنسان المعاصر وسائل الاتصال الكثيفة التي يعوم فيها الإنسان، فلا يستطيع معرفة العمق لها ولا الطول ولا العرض، إنها متعددة التواصل: عبر الهاتف، وعبر الواتس اب ومجموعاته وأفراده، وعبر جوجل، وعبر الفيس بوك، وعبر تويتر، وعبر الصحف الإلكترونية ومداخلاتها. إنها ميدان للحوار والجدل والاختلاف وتارة الافتراق من بعد ما جاءهم العلم، وهي وسيلة للعلم والمعرفة والعمل والممارسة، ووسيلة لكشف المواهب، وعن طريقها تجمع المعلومات، وهي تضع الكتب أمامك، كأنها طائر الهدهد أمام سليمان بن داود، والكتب بين يديك حاضرة في لحظات نيرات مثمرات، إنها تواصل بين الأرحام في المشارق والمغارب، وهي طريق التعارف والتحابّ، وهي ملتقي الأفكار والمفكرين، وميدان للجدل والحوار الموصل للخير، وهي ناشرة الإبداع، ومعرّفة بالمبدعين. إنني أعترف بتقصيري، فأنا أعدّ من محاسنها ولا أستطيع أن أحصيها.
    إنها مولّد الحضارة السريعة المتوثبة، إنها ميدان عقول الموهوبين المبدعين وطرائق نتائجها، وقد استخدمها شباب الغرب في صالح الفرد أولا، ثم تطور إلى صالح العالم بأسرة، إنها جامعة المعلومات للفرد والدول، إنها اخترقت الخصوصيات وسبرت أغوار الساسة والخبراء وصانعي القرار، إن الاستخدام الأمثل لها يرقى بالأمم والأفراد، ويطور الصناعة، ويبدع الإبداع، وينجز الإنجاز، ويولد المعرفة، ويجسد الصناعة الدقيقة، كتوجّه الطائرة في الفضاء، وتوجّه السفن في البحار، وتصور الكواكب والنجوم والأعلى والأسفل من السموات والأرضين.

  • تعمقت أزمة الرأسمالية الليبرالية عندما لوحظ أنه بعد مرور ما يقرب من خمس عشرة سنة على فرض برامج التكيف الهيكلي على دول افريقيا ما تحت الصحراء الكبرى ، لم تنجح هذه البرامج في تحقيق النتائج المنشودة، وهو ما يظهر جليا في الأوضاع الاقتصادية المتردية في هذه الدول. كما جربت الاصلاحات الرامية لإقامة نظم رأسمالية في دول أمريكا اللاتينية منذ الاستقلال عن إسبانيا في عشرينيات القرن التاسع عشر. وفي كل مرة، يرتد أهل أمريكا اللاتينية عن السياسات الرأسمالية وسياسات اقتصاد السوق بعد نوبة الحماس الأولى.

  • الملخص
    تمثل المؤسسات التربوية عامةً قطب الرحى في عملية بناء وعي الإنسان وتشكله. ومن بين هذه المؤسسات، تأخذ المؤسسات الجامعية دورًا يتميز بالأهمية والخصوصية، وذلك لأن الجامعات في مستوى أدائها وتطورها كانت وما زالت تشكل قاطرات التاريخ نحو العلم والديمقراطية. ففي أحضان الجامعات نمت الحركات الديمقراطية، وتفتق العقل البشري عن طاقاته الإبداعية في مختلف الميادين والاتجاهات، وهذا هو المنطلق الذي جعل عددًا كبيرًا من الباحثين والمفكرين يعتقدون أن مستوى تطور مجتمع ما مرهون إلى حد كبير بمستوى تطور جامعاته.
    ومن خلال هذا المقال، نستعرض وجهات النظر المختلفة حول دور الجامعة في تشكيل الوعي السياسي للطلاب، وأهمية دور الجامعة في ذلك الميدان، وما يمكن أن تقوم به الجامعات العربية في ذلك المجال خصوصًا في أعقاب ثورات الربيع العربي، وما شهده الكثير من البلاد العربية من مظاهرات، وصراعات، وحروب تتزايد فيها أهمية تنمية الوعي السياسي والديمقراطي بين جموع الشباب، باعتبار أنهم القوى الدافعة لحركة المجتمعات العربية وتقدمها.

  • الملخص

    بعد أن أخذت العلوم بمختلف فروعها تتطور تطورًا سريعًا خدمة للإنسان وبدا الوعي ينمو لدى الناس في كيفية تسخير تلك العلوم في حياتهم اليومية، ومن ذلك اهتمام الناس بالتغيرات الحاصلة في عناصر الغلاف الجوي سواء في الطقس أو المناخ، ولكون النشرة الجوية هي إحدى الوسائل المرئية والمسموعة التي تبين للناس التغيرات اليومية في عناصر الطقس رغبنا في هذا البحث أن نطرح استبيانًا مكونًا من (19) سؤالًا، رُكِّز فيها على ثلاثة محاور: 1- مدى اهتمام الناس بالنشرة الجوية وما هي الأوقات المناسبة لهم لتقديمها، 2- قياس مدى الاستيعاب والفهم للمفردات الواردة في النشرة الجوية، 3- التعرف على رغبة الناس في تعزيز ثقافتهم وإدامتها من خلال عرض البرامج والندوات وتدريس مادة الأنواء الجوية في المناهج الدراسية.

    وقد تبين من الاستبيان أن هناك إجماعًا على أهمية النشرة ومشاهدتها أو الاستماع لها حيث بلغت نسبة الذين يشاهدونها ويسمعونها (88%)، كذلك تبين بأن أغلب الناس لا يفهمون بعض ما يرد في النشرة الجوية مثل منخفضات ومرتفعات جوية، وجبهات جوية، وكتل هوائية، وصور الأقمار الاصطناعية. واتضح بأن هذا يتناسب مع المستوى العلمي لدى الناس، حيث يزداد الفهم مع ارتفاع التحصيل العلمي. كذلك اتضح تركيز اهتمامهم في النشرة الجوية على عنصر الأمطار ودرجة الحرارة ومن ثم سرعة واتجاه الرياح والغيوم ويقل الاهتمام بالعناصر الأخرى.

    المقدمة

    منذ قرون كان الإنسان ينتقل من مكان إلى آخر قاطعًا مسافة قصيرة بحثًا عن الأمان والطعام والمكان الذي يجنبه قساوة الظروف والتقلبات الجوية القاسية، وقليلٌ منهم من كان ينتقل لمسافة بعيدة، وهؤلاء حينما ينتقلون يحتاجون إلى زمن طويل وذلك لأن وسائل النقل التي كانت سائدة آنذاك كانت بطيئة؛ لذلك فإنهم حينما ينتقلون ببطء لا يحسون بالتغيرات الحاصلة في الطقس بشكل سريع ومفاجئ. مع هذا كان الناس يهتمون بالتطلع إلى الجو الخاص بمناطقهم والى تقلباته وظواهره المختلفة. أما الآن فقد تطورت الحياة في جميع ميادينها وبشكل خاص في مجال النقل والمواصلات لذلك أصبح من الضروري للإنسان إن يتعرف على التغيرات التي تحصل للطقس خلال ساعات أو يوم أو عدد من الأيام لكي يهيئ نفسه لتلك التغيرات التي تؤثر سلبًا وإيجابًا على مجمل نواحي الحياة سواء كان لهؤلاء الناس علاقة وثيقة بين مهنهم وحرفهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالتغيرات الحاصلة في الطقس أو لم تكن. إن تحضّر الحياة في جميع ميادينها يفرض على الإنسان أن يتابع تغيرات الطقس؛ لأنها تحصل في الغلاف الجوي الذي يعد الوعاء الذي تعيش فيه جميع الكائنات الحية، وتمشيًّا مع حاجة المجتمع وتطوره فقد عملت وسائل الأعلام المرئية والسمعية على تخصيص وقت لتقديم نشرة الأحوال الجوية التي تعطي توقعات لمجمل التغيرات التي تحصل لعناصر الطقس الحاضرة والمستقبلية (المستقبل القريب ساعة أو يوم أو عدد من الأيام) من خلال مراكز التنبؤات الجوية التي تشرف وتدير وتنظم عملها منظمة الأنواء الجوية العالمية، ومنها المنظمات الإقليمية والمحلية لكل بلد.

    ولتسليط الضوء على أهمية النشرة الجوية للناس ومدى تفاعلهم معها أو فهمهم لمفرداتها المعلنة يوميًّا بالإضافة إلى حاجة الناس لها وما هو المطلوب من النشرة الجوية أن تقدمه للناس ومدى أهمية هذا الموضوع للناس والمجتمع لذلك عملنا على إجراء استبيان مكون من (19) سؤالًا استطلعنا به رأى عينة عشوائية من المجتمع والتي سوف نخوض في تفاصيلها. في النهاية لهذه المقدمة يمكن القول أن الطقس وتغيراته ذو أهمية حيوية بالنسبة إلينا، فهو يؤثر في كل مظاهر حياتنا تقريبًا، فهو لا يلعب دورًا أساسيًّا في أوجه النشاط البشري فحسب، بل إنه يؤثر تأثيرًا مباشرًا بكل ظروف البيئة التي تحيط بالإنسان.

    لماذا النشرة الجوية؟

    إن معرفة حالة الطقس من خلال النشرة الجوية اليومية ضرورة حياتية يتطلب من الجميع متابعتها؛ لأنها تعلمنا عن حالة الطقس الحالية واستشراف المستقبل الذي بدوره يساعدنا دائما على التخطيط الدقيق لحياتنا في مختلف ميادينها الاجتماعية والصحية والزراعية والصناعية والعمليات العسكرية والنقل بمختلف أشكاله، فنجد ربة البيت عندما تعرف حالة الطقس يمكن لها أن تقرر هل أنها سوف تقوم بغسل الملابس أم لا؟ وهل يرتدي أطفالها ملابس ثقيلة أم خفيفة؟ وهل ترسلهم إلى المدرسة أم هناك خطر عليهم من الظروف الجوية؟ كل ذلك يتقرر عندما تواصل متابعتها إلى الاستماع أو مشاهدة النشرة الجوية، ناهيك عن الميادين الأخرى التي سوف نتطرق إلى شيء منها. ففي ميدان النقل يوجد النقل الجوي الذي برزت فيه خدمات الأنواء الجوية منذ ظهور الطائرات، فمن الضروري مثلًا التعرف على مدى الرؤية الأفقية لتسهيل مهمة إقلاع الطائرات وهبوطها، كما أن تحديد سرعة واتجاه الرياح يحدد اتجاه وسرعة هبوط الطائرة، وعند تحليق الطائرة يحتاج الطيار إلى معلومات عن سرعة الرياح واتجاهها على ارتفاعات مختلفة، كذلك يحتاج معرفة درجة الحرارة لاختيار الارتفاع المناسب، ومن تلك العناصر أو غيرها تتقرر حركة الرحلات من عدمها، أما في مجال النقل البحري فإن البحّارة بحاجة ماسة إلى معرفة سرعة واتجاه الرياح لما لها من تأثير على سير السفن وتأثيرها على كمية وقودها فيما إذا كانت الرياح باتجاه السفينة أو ضدها، أما إذا كانت السفن شراعية فإنها تتحرك على أساس المعلومات عن سرعة واتجاه الرياح كذلك تؤثر على حالة البحر فيما إذا كان هناك أمواج عالية أم لا، وحتى معرفة سرعة واتجاه التيارات البحرية ومواعيد المدر (المد والجزر) مهمة في عملية إرساء السفن على المرفأ.

    إعداد وتصنيف الاستبيان:

    تم إعداد نموذج استبيان متكون من (19) سؤالًا، وقد وُزِّع منها (300) نموذجٍ على عينة عشوائية وبعد جمعها صُنِّفت كما يلي:

    1- تم فرزها على أساس الجنس (ذكورًا وإناثًا) فكان عدد الذكور (169)، وعدد الإناث (131).

    2- أعيد فرزها على أساس مستوى التحصيل العلمي لكونه أفضل وسيلة لتحديد المستوى الثقافي للفرد المستطلع رأيه وكما يلي:

    أ- حملة شهادة الدكتوراه والماجستير وكان عددهم (36).

    ب- حملة شهادة الدبلوم العالي والبكالوريوس فكان عددهم (161).

    ج- حملة الشهادة المتوسطة والثانوية والمعاهد المتوسطة فكان عددهم (87).

    د- حملة الشهادة الابتدائية فكان عددهم (16).

    وللأسف لم نتمكن من الحصول على من ليس لديهم تحصيل دراسي (أميين) لصعوبة إقناعهم ورفضهم تعبئة النموذج.

    شرح معاني لبعض الأسئلة:

    قبل الخوض في تحليل نتائج الاستبيان فلابد لنا أن نساهم من خلال هذا البحث بتوضيح بعض المفاهيم التي وردت في قسم من الأسئلة في الاستبيان لإغناء القارئ لهذا البحث بمعلومات هو بحاجة ماسة لفهمها وبالتالي فهم ما يرد من أمور في النشرة الجوية.

    · ماذا تعني الكتل الهوائية؟

    يمكن تعريف الكتلة الهوائية بأنها جسم كبير من الهواء له حجم يمتد على مساحة مئات الكيلومترات المربعة وارتفاع بعض الكيلومترات، ويتميز بتجانس خواصه الفيزيائية (درجة الحرارة الرطوبة الضغط الجوي)، وتتكون الكتلة الهوائية فوق مناطق واسعة المساحة من سطح الأرض الخالية من التضاريس أو فوق مناطق واسعة المساحة من سطح الماء (البحار والمحيطات) والتي تكون متجانسة في الخصائص الفيزيائية. عندما يمكث الهواء فوق سطح واسع ومتجانس، مثل: منطقة سيبيريا لعدة أيام أو أسابيع، والتي يكون فيها سطح الأرض مغطى بسطح الجليد مع وجود حركة رياح خفيفة فان الهواء الملامس لهذا السطح يكتسب خصائصه الفيزيائية بشكل تدريجي بفعل التغيرات التي تحدث في الهواء السفلي ومن ثم يمتد إلى الهواء العلوي، ويعمل الإشعاع الحراري الأرضي والهواء الصاعد إلى الأعلى vertical وحركة الهواء الدوامية turbulence داخل الكتلة الهوائية وحركة الحمل الحراري للهواء convection أو حركة التأفق الهوائي advection على تنظيم الخصائص الطبيعية للكتلة الهوائية وتنوعها من كتلة إلى أخرى. بالمثل الهواء الذي يمكث فوق سطح المحيطات سيكتسب رطوبة بالتدريج لذلك تميل درجة حرارة الهواء ومحتواه من الرطوبة إلى الاقتراب من حالة الاتزان مع السطح أسفله ويتوقف مدى الاقتراب الذي سيصل إليه الهواء أخيرًا من هذه الحالة على الظروف ومن الواضح أن الوقت الذي يمضيه (يقضيه) الهواء في المناطق سوف يكون من الأهمية بمكان. لذلك يمكن تصنيف الكتل الهوائية طبقًا إلى خصائصها الفيزيائية 1- كتلة هوائية باردة جافة ، 2- كتلة هوائية باردة رطبة ، 3- كتلة هوائية حارة جافة ، 4- كتلة هوائية حارة رطبة.

    · المنخفضات والمرتفعات الجوية:

    عندما نسمع في النشرة الجوية بان بلدًا أو منطقة ما يقع تحت تأثير منخفض جوي أو مرتفع جوي فماذا يعني المنخفض الجوي وماذا يعني المرتفع الجوي؟

    بشكل عام عندما يسخن الهواء في منطقة معينة وتقل كثافته فان مقدار الضغط الجوي سوف ينخفض هو الأخر في تلك المنطقة أو البلد وعندما وتنخفض درجة حرارة الهواء تزداد كثافته ويرتفع مقدار الضغط الجوي في تلك المنطقة. ويعبر عن الضغط الجوي على خرائط الطقس بخطوط تساوي الضغط (isobar) ويمكن أن تكون هذه الخطوط مغلقة أو شبة مغلقة شكل رقم (a1). في حالة المنخفض الجوي تكون قيمة الضغط الجوي عند المركز أقل قيمه له ويزداد

    1a

    شكل رقم (a1) يمثل المنخفض الجوي (L) والمرتفع الجوي (H) والجبهات الهوائية وخطوط تساوي

    الضغط الجوي باتجاه خارج عن المركز وتكون حركة الرياح عند المنخفض الجوي تدور باتجاه معاكس لعقارب الساعة في النصف الشمالي للكرة الأرضية والعكس في النصف الجنوبي للكرة الأرضية شكل رقم (1b). أما في حالة المرتفع الجوي تكون قيمة الضغط الجوي عند المركز أعلى قيمة له وينخفض مقدار الضغط الجوي باتجاه خارج عن المركز وتكون حركة اتجاه الرياح باتجاه حركة عقارب الساعة في النصف الشمالي للكرة الأرضية والعكس في النصف الجنوبي للكرة الأرضية. غالبًا ما يصاحب المنخفض الجوي طقس رديء وحدوث ظواهر جوية كثيرة منها تكاثر الغيوم وتساقط الأمطار وحدوث العواصف الرعدية والبرق والرعد وعواصف ترابية وزيادة سرعة الرياح...إلخ، ويكون ذلك تبعًا لنوع الجبهة الهوائية المتكونة في المنخفض الجوي. أما المرتفع الجوي فان الطقس يتصف غالبًا بطقس حسن وسماء صافية وشمس مشرقة.

     

    1b

    الشكل (b1) يمثل المرتفع الجوي (H) والمنخفض الجوي (L) وحركة دوران الرياح في نصفي الكرة الارضية الشمالي والجنوبي وانحدار الضغط الجوي

    · الجبهات الهوائية:

    الجبهة الهوائية في الأنواء الجوية هي سطح بيني أو منطقة انتقالية بين كتلتين هوائيتين مختلفتين في الخصائص الفيزيائية (الحرارة والرطوبة وبالتالي الكثافة) حيث أننا نعلم بأن درجة الحرارة منظم عظيم للكثافة، وبذلك يمكن القول بأن الجبهة دائمًا تفصل الكتل الهوائية المختلفة في درجات الحرارة شكل رقم (a1)

    يمكن تصنيف الجبهات الهوائية classification of front طبقا للخصائص الفيزيائية إلى ما يلي:

    1- الجبهة الباردة cold front

    وهي الجبهة التي فيها الهواء البارد يزيح (يدفع) الهواء الساخن في المنطقة المحددة شكل رقم (2) وتمثل على شكل خط عليه نتوءات cusps تشير إلى حركة الجبهة كما في شكل قم (3)[1]

    2- الجبهة الحارة warm front

    وهي الجبهة التي فيها الهواء الساخن يزيح (يدفع) الهواء البارد شكل رقم (2) وتمثل على شكل خط يحتوي على أشباه الدوائرsemicircles والتي تشير أيضًا إلى اتجاه حركة الجبهة كما في شكل رقم (3) [2]

    for2

    شكل رقم(2) يمثل حركة الهواء وشكل الغيوم في الجبهة الحارة والجبهة البارده

    1- الجبهة الواقفة (أو الشبه واقفة) stationary front

    عندما تتذبذب الجبهة أي ترصد في ساعة معينة على خط عرض معين، ثم في ساعة أخرى تتقدم مع حركة المنخفض، ثم بعد وقت أخر تعود إلى نفس المكان الأول، وهكذا تصبح شبه واقفة لفترة من الزمن ويكون من المناسب أن نشير إلى هذه الحالة بخط يتبادل علي جانبيه نتوءات cusps وأشباه الدوائرsemicircles كما في شكل رقم (3) [3]

    2- الجبهة المتحدة occlusion front

    وهي الجبهة التي تحصل عندما الجبهة الباردة النشطة عادة تتجاوز وتكتسح الجبهة الحارة ومثل هذه الجبهة تمثل بخط ويتناوب عليه نتوءات cusps وأشباه الدوائرsemicircles من جهة واحدة كما في شكل رقم (3) [4]

    for3

    شكل رقم (3) أنواع الجبهات 1 جبهة بارده 2- جبهة حاره 3- جبهة واقفة 4- جبهة متحدة

    · ماذا تعني درجة الحرارة العظمى؟

    درجة الحرارة العظمي هي أعلى درجة حرارة مسجلة خلال 24 ساعة، وعادة تكون بين الساعة الثانية والرابعة بعد الظهر.

    · ماذا تعني درجة الحرارة الصغرى؟

    درجة الحرارة الصغرى هي أقل درجة حرارة مسجلة خلال 24 ساعة، وعادة تكون قبل أو بعد شروق الشمس بقليل.

    · ماذا تعني حالة البحر؟

    نعني بحالة البحر هو وصف للبحر فيما إذا كان هائجًا أو ساكنًا نتيجة إلى حركة الموج

    مع بيان: ارتفاع تلك الأمواج، وسرعة التيار، وارتفاع وانخفاض مستوى سطح البحر أثناء مرور المنخفضات الجوية المصحوبة بعواصف شديدة أو نتيجة للمد والجزر والتي تنتج من حركة الرياح كذلك وصف حالة المد والجزر وأوقات حدوثهما.

    · صور الأقمار الاصطناعية الخاصة بنشرة الأحوال الجوية:

    يعتبر مجال الأنواء الجوية من أولى المجالات التي استخدمت تقنية الأقمار الاصطناعية ونظرًا للتطور الهائل في العلم الحديث الذي زاد من إمكانيات هذه الأقمار بشكل كبير من الدقة والقدرة على رصد عناصر كثيرة من الغلاف الجوي وإرسال صور تفصيلية لعديد من أشكال الظواهر الجوية ومتابعة مسارها مما ساعد في تحسين التنبؤات الجوية وإصدار التحذيرات اللازمة. تقسم هذه الأقمار إلى قسمين:

    1- الأقمار الاصطناعية القطبية السيارة Landsat

    تدور هذه الأقمار حول الكرة الأرضية في مدارات رئيسية تمتد من القطب الشمالي إلى قطبها الجنوبي ومن بين هذه الأقمار الخاصة بالأنواء الجوية والتي تعرف باسم (Television Infa-Red Observation Satellites ) TIROS التـي تمثـل السـلسـلة الأولى (TIROS1 إلى TIROS10 ) من الأقمـار الاصطـناعيـة أما السـلسـلة الثـانـية TOS

    (TIROS Operational System) والتـي أعيـد تسـميـتها ESSA (Environmental survey Satellites) وقد طورت هذه الأقمار بعد تجهيزها بالة تصوير نوع APT تنقل الصور آليًّا إلى المحطات الأرضية ضمن مدى الموجات الراديو وقد سميت ITOS (Improved TIROS Operational System) أما نظام الجيل الثاني الذي أطلق عليه تسمية NOAA (National Oceanic and Atmospheric Administration) الذي يحمل آلة تصوير نوع APT التي تبعث صورها مباشرة إلى المحطات الأرضية بالإضافة إلى آلة تصوير تخزن المعلومات وقد أطلقت جميع هذه الأقمار من قبل الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 0)196(. كما أطلقت روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقًا) مثل هذه المجموعة من الأقمار والتي تسمى cosmos يستغرق كل من تلك الأقمار لإكمال دورة واحدة من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي نحو ساعة واثنتان وأربعون دقيقة، ولا تبتعد هذه الأقمار عن سطح الأرض بأكثر من (700- 1500 كم). تنقل هذه الأقمار السيارة Landsat البيانات المسجلة على أشرطه متشابهة الهيئة، تظهر صورًا على أفلام موجبة أو سالبة كما يمكن تحويل هذه البيانات على أشرطة رقمية بحيث يسهل استخدامها في التحليل الخاص بالحاسب الآلي وأن كل صورة من هذه الصور تغطي مساحة مربعة من سطح الأرض طول ضلعها 185 كم.

    2- الأقمار الاصطناعية الاستوائية الثابتة Meteosat :

    وهي الأقمار الاصطناعية التي ترتكز في موقع محدد وعلى ارتفاعات عالية من سطح الكرة الأرضية (لأنها تدور حول الأرض بنفس سرعة دوران الأرض تدور الأرض باتجاه معاكس لحركة عقارب الساعة) من هذه الأقمار خمسة أقمار اصطناعية: اثنان يتبعان الولايات المتحدة الأمريكية وثالث يتبع اليابان، والرابع الهند وتشرف على الخامس وكالة الفضاء الأوربية. ويتركز القمر الأوربي (الميتوسات) على ارتفاع 35 ألف كم، ويهتم هذا القمر الصناعي بحالة الطقس فوق سطح الكرة الأرضية. وهذه الأقمار مزوده بأجهزة الاستشعار من بعد (Remote sensing equipments) والتي بواسطتها تسجل عناصر الطقس، وتصور الأرض وما يقع تحت سطح الأرض. وعملية التصوير تتم باستخدام:

    1- الأشعة المنعكسة في الضوء المرئي visible light (µm 0.4 - µm0.75) وتكون المناطق البيضاء اللون بهذه الصورة تدل على أنها مناطق تعكس أكبر قيمة ممكنة من الطاقة الشمسية.

    2- الأشعة المنعكسة من بخار الماء water vapor طولها الموجي (µm 5.7 - µm7.1) وتكون المناطق البيضاء بهذه الصورة تدل على أنها مناطق تمثل فيها نسبة عالية جدًّا من بخار الماء.

    3- الأشعة تحت الحمراء طولها الموجي (µm 10.5 - µm12.5) وتدل المناطق البيضاء اللون بهذه الصورة على أنها مناطق الأسطح منخفضة الحرارة في حين المناطق السوداء اللون فيها على أنها مناطق مرتفعة الحرارة. كذلك من خلال الصورة يمكن أن تشاهد حركة المنخفضات الجوية وكثافة الغيوم أو الغبار بعد عرضها على شكل شريط فيديو.

    حالة الطقس والزراعة:

    ترتبط الشؤون والإعمال الزراعية ارتباطًا وثيقًا بالحقائق الطقسية والمناخية، ولا يخفى على أحد أثر كلٍّ من: الإشعاع الشمسي، والرطوبة، والرياح، وحدوث الصقيع والندى والبرد، والضباب، والأمطار، والعواصف الترابية على نمو النباتات أثناء مراحل نموها المختلفة؛ لذلك اهتمت كثير من دول العالم التي تتميز بطقس متغير من وقت إلى أخر بإذاعة وتلفزة نشرات جوية كلَّ عدة ساعات توضح حالة الطقس المتغير؛ وذلك لخدمة المهتمين بالشؤون الزراعية لغرض تلافي الأضرار التي تنجم عن تلك التغيرات في الطقس واتخاذ الإجراءات الاحترازية لذلك أو التقليل منها، وبذلك أصبح من الضروري أن يمتلك المزارعون ثقافة بالأنواء الجوية تساعدهم على فهم كلِّ المصطلحات والمعلومات التي ترد في النشرة الجوية وأن يتابعوها يوميًّا. مثلًا: معرفة اتجاه الرياح تساعدهم في معرفة اتجاه سير أسراب الجراد التي تهلك المزارع أن مرت بها، ومعرفة درجة الحرارة المنخفضة تساعدهم في تدارك خطر ذلك الانخفاض بعد قيامهم بتغطية مزروعات لحمايتها من التلف، وسقوط المطر وكميته التي تعد أحد مصادر الري الآنية أو المستقبلية بعد تجميعها في المياه الجوفية وتصبح على شكل مخزون ماء يستخدم لاحقًا أو من خلال تجميعها في خزانات. لذلك فإن المعرفة المسبقة بأحوال الطقس من قبل المزارع تساعد كثيرًا في حماية مزروعات وحقول الحيوانات.

    الطقس والصناعة والتجارة:

    تهتم العلوم التجارية والصناعية اليوم بالتغيرات في الطقس بشكل كبير وأصبح المهندسون و رجال الإعمال عند تقدير تكاليف الإنتاج لابد أن يضعوا في الحسبان التكاليف الناتجة من وراء تغيرات الطقس و تأثيرها على التدفئة شتاءً والتبريد صيفًا، و زيادة استهلاك المياه صيفًا (في الأيام الحارة) حيث هناك عوامل رئيسية تؤثر بشكل مباشر على كثير من المشروعات الصناعية: درجة الحرارة (خاصة درجة الحرارة الصغرى ومدى حدوث الصقيع)، تساقط الثلج، الرياح الشديدة والأعاصير المدمرة، الأمطار الغزيرة، وعوامل أخرى (مثل: ارتفاع نسبة الرطوبة وسوء حالة الرؤية)، كذلك مثلًا: من الصعب القيام بعمليات دهان الحيطان والجدران إذا انخفضت درجة حرارة الهواء ، كما أن زيادة الرطوبة أو تساقط الإمطار يؤثر على تلك العملية ، كذلك قدرة العمال الإنتاجية تتأثر كثيرًا بارتفاع درجة حرارة الهواء أو انخفاضها، و أوضحت نتائج التجارب بأن إنتاجية العمال تنخفض بمعدل 75% إذا ما ارتفعت درجة حرارة المكان عن (30م) و إذا انخفضت عن (-20 م) أما عند درجة حرارة (49) فتنعدم القدرة الإنتاجية للعمال. كما أن معظم العمليات الصناعية والهندسية تتأثر كفاءة تشغيلها عند انخفض درجة حرارة المكان عن (-18 م) مثل القطارات تفقد (5%) من قدرة تشغيلها وحمولتها عند انخفاض درجة الحرارة عن (-18) وتفقد أكثر من ذلك إذا انخفضت درجة الحرارة أكثر. وللصقيع وتجمد التربة والإمطار الغزيرة آثارها المباشرة على العمليات الهندسية والإنشائية حيث يتعذر إنشاء الطرق وبناء المنازل في مثل تلك الظروف الجوية الصعبة. أيضًا من الصعب القيام ببعض الأعمال الهندسية خارج المصانع إذا ما كانت الرياح شديدة خاصة عند القيام بأعمال البناء في الأدوار العليا وأعمال الدهان وتركيب أسلاك الهواتف والكهرباء.

    الطقس والـنــقـــــــــــــل:

    1- النقل الجوي:

    برزت أهمية خدمات الأنواء الجوية في مجال الطيران منذ ظهور الطائرات. فمن الضروري مثلًا التعرف على مدى الرؤيا الأفقية لتسهيل مهمة إقلاع الطائرات وهبوطها، كما أن تحديد سرعة واتجاه الرياح يحدد اتجاه هبوط الطائرة والسرعة المطلوبة للهبوط، وأثناء تحليق الطائرة يحتاج الطيار معلومات عن سرعة واتجاه الرياح عند ارتفاعات مختلفة، كذلك يحتاج معرفة درجة الحرارة لاختيار الارتفاع المناسب بالإضافة إلى معرفة مناطق الزوابع الرعدية والغيوم وارتفاعاتها. لذلك فإن حالة الطقس تحدد حركة الطائرات فإذا كان الطقس رديئًا فإن الرحلات الجوية تلغى أو تؤجل.

    2- النقل البحري:

    يهتم البحارة بمعرفة سرعة واتجاه الرياح لما لها من تأثير على سير السفن وتأثيرها على وقود السفن فيما إذا كانت الرياح باتجاه السفينة أو ضدها أما إذا كانت السفن شراعية فإنها تتحرك على أساس المعلومات عن سرعة واتجاه الرياح كذلك تؤثر على حالة البحر فيما إذا كانت أمواج عاتية أم لا، وحتى معرفة سرعة واتجاه التيارات البحرية ومواعيد المدر (المد والجزر) مهم في عملية إرساء السفن على المرافئ. ويستفيد الصيادون في البحر من المعلومات المتعلقة بحالة الطقس؛ لأن الأسماك تتكاثر في مناطق معينة حسب الظروف الجوية مثل درجة الحرارة وشدة الرياح التي تؤدي إلى اضطراب البحر وهياجه، بالإضافة إلى ذلك فان الصيادون يستخدمون التنبؤات الجوية لتنظيم تحركات قوارب الصيد.

    3- النقل البري:

    تتأثر الطرق البرية وخطوط السكك الحديدية بمختلف العوامل الجوية. ففي بعض المناطق تؤدي غزارة الأمطار إلى تحويل مياه الأمطار إلى سيول جارفة تسبب في قطع خطوط السكك الحديدية والطرق الإسفلتية وتراكم الرمال والأتربة عليها، وتتعطل حركة المرور عندما تهب العواصف الرملية والأتربة، إضافة إلى انعدام مدى الرؤية الذي يؤثر على سرعة السيارات وتؤدي إلى حوادث مرورية كثيرة، ويمكن تجنّب ذلك بعد أن يعرف سائق المركبة الحالة الجوية ويقرر عدم الحركة إلا عندما تتحسن حالة الطقس لتجنب الخسائر المادية والبشرية.

    الطقس وصحة الإنسان:

    للطقس تأثير مزدوج على الإنسان تأثيرًا فسيولوجيًّا، وتأثيرًا نفسيًّا، وتكون هذه التأثيرات إما مباشرة، كما في حالة تعرض الإنسان لموجة برد شديدة، أو غير مباشرة عن طريق المكروبات والحشرات. لقد دلت الإحصاءات العالمية إلى وجود صلة وثيقة بين عدد الوفيات وحالة الجو، حيث تزداد الوفيات في الأيام التي تهب فيها الرياح بسرعة عالية وأكثر الظواهر الجوية تأثيرًا على صحة الإنسان هي انخفاض الضغط الجوي المترافق مع حرارةٍ مرتفعةٍ، وهطولٍ للأمطار، ورطوبةٍ جوية عالية، وحدوث عواصف هوائية، إضافة إلى أن حالة الطقس وتغيرات عناصره تلعب دورًا كبيرًا في المساعدة على الإصابة ببعض الأمراض والتأثير على بعض الأمراض المزمنة لدى كثير من الناس، مثل: الربو، حيث إن إثارة الغبار والأتربة تساعد على الإصابة بتلك الأمراض، كما أن ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الرطوبة يؤثر على مرض القلب.

    الطقس والسياحة:

    إن السائح يحتاج إلى معلومات عن الطقس ليهيئ نفسه لظروف الطقس المتوقعة، واختيار الملابس الملائمة، وتنظيم حركته وتنقلاته. ولكي يتمتع السائح برحلته وتجواله في مكان ما فانه بحاجة إلى معرفة الطقس الحسن.

    مناقشة نتائج الاستبيان

    بعد هذا العرض الموجز لأهمية ما يرد في النشرة الجوية نعود الآن إلى تحليل المعلومات التي حصلنا عليها من خلال الاستطلاع لكل العينة البالغ عددها (300) مستطلَع، حيث توضح الأشكال (4-10) النسبة المئوية للمستطلعين لكل سؤال من أسئلة الاستبيان باستثناء السؤال رقم (19) والذي سوف نحلل الإجابة عليه من قبل المستطلعين بصورة خاصة، وكما مبين بالأشكال (11 - 13). نعود للأجوبة المبينة في شكل رقم (4) والذي يمثل النسبة المئوية لأجوبة كل المساهمين في الاستطلاع ولنبدأ بالسؤال الأول والذي نلاحظ منه بأن هناك نسبة (88%) يشاهدون ويسمعون النشرة الجوية وهو مؤشر جيد لاهتمام الناس في النشرة الجوية نتمنى أن يزداد في المستقبل، بينما نسبة (12%) لا يسمعون النشرة الجوية ربما لأسباب ذاتية تتعلق بانشغالهم في شؤون الحياة أو لخلفيتهم الثقافية عن النشرة الجوية أو لصعوبات في فهم محتوى النشرة. أما الجواب على السؤال الثاني فان نسبة (77.2%) منهم يشاهدون ويسمعون النشرة الجوية نتيجة لمشاهدتهم ولاستماعهم لنشرة الأخبار أما

    for4

    الباقون والذين يشكلون نسبة (22.7%) فإنهم يسمعونها بصورة خاصة أي هناك رغبة لمشاهدة والاستماع للنشرة. ومن السؤال الثالث يتضح بأن الناس بنسبة (13.6%) يرغبون مشاهدة النشرة أو الاستماع لها صباحا بينما نسبة الذين لا يرغبون في سماعها عند الصباح (86.3%) أما الذين يفضلون مشاهدتها أو الاستماع لها مساءً فقد بلغت نسبتهم (86.3%) بينما الذين لا يرغبون (13.6%) أما الذين يرغبون بتقديم النشرة الجوية في التلفزيون أو الراديو كل ساعة فكانت نسبتهم (10.6) والذين لا يرغبون كانت (89.3%) أما الذين يفضلون تقديم النشرة مرة أو مرتين في اليوم فكانت نسبتهم (89.3%) والذين لا يفضلون (10.5%) ويمكن أن نستخلص من ذلك بأن أغلب الناس تفضل أن تقدم النشرة مرة واحدة في اليوم عند المساء ولا يفضلون أن تقدم كل ساعة أما الإجابة على السؤال السابع التي تعكس مدى ثقة المواطن في ما يرد في النشرة الجوية من تنبؤات مستقبلية كما أنه مؤشر على مدى صحة ما يرد في النشرة الجوية من توقعات لعناصر الطقس لذلك كانت نسبة (77.2%) يثقون بالتنبؤات بينما نسبة (22.7%) لا يثقون بها أما الأجوبة على الأسئلة (8 ، 9 ، 10 ، 11 ، 12 ، 13) فان الغرض منها هو التعرف على مدى فهم المشاهد والمستمع للمصطلحات والمفاهيم التي ترد في النشرة الجوية والتي تعطي صورة واضحة للجهات المسؤولة عن النشرة الجوية أن توضح بعض الشيء عما يرد في النشرة، مثلًا: توضيحٌ عن المرتفع والمنخفض الجوي أو الكتلة الهوائية وغيرها، أي: إعطاء فكرة بسيطة عند تقديم النشرة الجوية عما يرد فيها لذلك فقد كانت نسبة الذين لا يفهمون معنى المرتفعات والمنخفضات الجوية وكيف تؤثر على حالة الطقس (32.5%) والذين يفهمونها (67.4%). والذين لا يفهمون الجبهات الهوائية فكانت نسبتهم (76.2%) والذين يفهمون (23.8%). أما فهمهم لدرجة الحرارة العظمى كانت نسبتهم (88.7%) والذين لا يفهمون (11.3%) كذلك درجة الحرارة الصغرى فكانت نسبة الذين يفهمون (85.5%) والذين لا يفهمون (14.5%) أي هناك نسبة جيدة من الناس تفهم درجة الحرارة العظمى والصغرى بينما نسبة الذين يفهمون حالة البحر (82.9%) والذين لا يفهمون (17.1%) والذين لا يفهمون ماذا تعني الكتلة الهوائية فكانت نسبتهم (70.5%) والذين يفهمون (29.5%) أما صور الأقمار الاصطناعية الخاصة في النشرة الجوية فان الذين يفهمونها هم (53.5%) والذين لا يفهمونها (46.5%) من خلال ذلك نجد هناك ضرورة للتركيز على المواضيع التي يتضح من الاستطلاع بأن هناك حاجة لفهمها، أما الذين يقدرون أهمية النشرة الجوية ويشعرون بضرورة عرضها في التلفزيون أو إذاعتها في الراديو فقد كانت نسبتهم (96.2%) بينما الذين لا يجدون ضرورة لها فكانت نسبتهم (3.8%) والذين يفضلون طرح برامج ومحاضرات لتوضيح النشرة الجوية فكانت نسبتهم (79.9) بينما الذين يرون لا ضرورة منها فكانت نسبتهم (20.1%) ومن هذه النسب تستفيد الجهات المسؤولة عن تقديم النشرة الجوية كي تعمل على إعداد برامج يتم من خلالها توضيح الكثير عن عناصر الطقس والمناخ والذي يشكل هذه الأيام الهاجس لحياة الناس على الكرة الأرضية لما يتعرض له الغلاف الجوي من زيادة مطردة في الملوثات وتغيرات في المناخ خطيرة ومخيفة للبشر.

    أما الذين يعتقدون بأن المجتمع بحاجة إلى النشرة الجوية كما جاء في السؤال رقم (17) فقد كانت نسبتهم (97.7%) بينما الذين يعتقدون بأن المجتمع ليس بحاجة للنشرة الجوية فكانت نسبهم (2.3%) بينما هناك نسبة (75.5%) يرون ضرورة تدريس مادة الأنواء الجوية ومن ضمنها النشرة الجوية في المناهج الدراسية بينما نسبة (24.5%) لا يجدون ضرورة لذلك.

    تحليل نتائج الاستبيان بالنسبة لجنسي الذكور والإناث:

    في شكل رقم (5) والذي يمثل النسبة المئوية لآراء المستطلعين من الذكور نرى أن نسبة عالية من المساهمين الذكور في هذا الاستبيان تتجاوز (86) تقريبًا تشاهد النشرة الجوية نتيجة

    for5

    متابعتها لبرامج أخرى وليس بشكل مستقل، ومعظم هؤلاء لا يفضّلون مشاهدتها صباحًا، بل يرغبون مساء بحيث لا تتجاوز المرة أو المرتين يوميًّا ويثقون بهذه النشرة الجوية وما تحمله من تنبؤات عن حالة الطقس المتوقعة، وهم على دراية عالية جدًّا بمعرفتهم كلًّا من: درجة الحرارة العظمى والصغرى وحالة البحر إلا أن نسبة كبيرة منهم تجهل مفهوم كلٍّ من الجبهات والكتل الهوائية. كما أن الشكل يوضح اتفاقًا شبه مجمع عليه من قبل هذه الشريحة (الذكور) في ضرورة عرض النشرة الجوية لحاجة أفراد المجتمع إليها ويؤيدون تطوير هذه النشرة من خلال المحاضرات والبرامج الخاصة عن الطقس لزيادة استيعاب المشاهدين لها. شكل رقم (6) الذي يبين النسبة المئوية للإناث نلاحظه يماثل الشكل رقم (5) الخاص بالذكور إلى حد كبير في كل فقرات الاستبيان مع ملاحظة زيادة في نسبة المشاهدات في الإناث حيث تصل إلى

    for6

    (89%) تقريبًا وتقل نسبة الإناث في معرفة مفهوم درجة الحرارة العظمى والصغرى مقارنة بالذكور إلا أنها لا زالت تعتبر عالية حيث تتجاوز (75%) تقريبًا. بشكل عام –تقريبًا- الجنسان متشابهان في تقدير أهمية النشرة وفهمهم لما يرد فيها. الأشكال (7 ، 8 ، 9 ، 10) المشاركون في الاستبيان من حملة الدكتوراه والماجستير، والبكالوريوس والدبلوم العالي، والثانوية الإعدادية، والابتدائية على الترتيب في هذه الأشكال نلاحظ:

    أولًا: أن نسبة المشاهدين من المشاركين جيده بشكل عام وتزداد مع ارتفاع المستوى التعليمي حيث تكون الأقل من حملة الابتدائية (62.5%) وتكون الأعلى (100%) عند حملة الدكتوراه والماجستير

    for7

    ثانيًا: يتفق حملة الشهادات الأعلى وكذلك الأدنى بشكل كامل (100%) في عدم تفضيل وقتها صباحًا ويوجد لديهم إدراك لمعنى درجة الحرارة العظمى والصغرى وكذلك حالة البحر (100%) ويوافقهم في ذلك حملة الشهادات الأخرى إلا أن النسبة تقل عن ذلك.

    ثالثًا: عدم الإلمام بمفهوم الجبهات الهوائية بشكل عام حيث تتراوح بين (41.6 %) إلى (0%) عند الشهادات الأعلى والأدنى على الترتيب.

    رابعًا: تزداد نسبة الوعي بمفهوم الكتل الهوائية مقارنة بمفهوم الجبهات الهوائية حيث في الكتل الهوائية تصل إلى نسبة (75%) وحتى (17.5%) في الشهادات الأعلى والأدنى على الترتيب.

    خامسًا: يتفق المشاركون من حملة الشهادات المختلفة وبنسبة عالية جدًّا تصل (100%) تقريبًا -باستثناء حملة الابتدائية- (50%) على ضرورة عرض النشرة الجوية مع اتفاقهم جميعا بحاجة

    for8

    for9

    المجتمع إليها ووضعها ضمن المناهج الدراسية على أن تكون هناك برامج توعية إضافية (محاضرات وندوات) تساهم في زيادة الإدراك والفهم لمفردات هذا العلم.

    for10

    تحليل نتائج الاستطلاع على عناصر الطقس المفضلة حسب الجنس والمستوى العلمي والمجموع الكلي والمبينة في الأشكال كما يلي:

    شكل رقم (11) هذا الشكل يمثل النسبة المئوية لعناصر الطقس المفضلةعند الجنسين (ذكور واناث) والذي يتضح منه أن عنصريْ (الأمطار ودرجة الحرارة) يحظيان بالاهتمام الأكبر من قبل الجنسين بشكل عام، بينما نجد أن العناصر الأخرى لا تجد ذلك الاهتمام، ويمثل عنصر الجبهات الهوائية الأدنى اهتمامًا من قبل الجنسين كما أن الإناث يتجاوزن الذكور في تفضيل أربع من العناصر هي: درجة الحرارة، الغيوم، حالة البحر، الجبهات الهوائية وجميع العناصر.

    شكل رقم (12) الذي يمثل النسبة المئوية المفضلة حسب التوزيع العلمي نلاحظ فيه أن عنصريْ (الأمطار ودرجة الحرارة) يمثلان العنصرين الأهم من قبل جميع المشاركين في الاستبيان مهما

    for11

    اختلفت درجاتهم العلمية ويلاحظ أيضًا في هذا الشكل اتفاق جميع المشاركين من حملة الابتدائية في الاهتمام بعنصر درجة الحرارة والأمطار وحالة البحر بينما يتركز اهتمام حملة الشهادات العليا (دكتوراه وماجستير) بالأمطار ودرجة الحرارة والمنخفضات والمرتفعات الجوية على الترتيب كما نجد أن اهتمام حملة شهادات البكالوريوس والدبلوم العالي والثانوية والإعدادية يتركز في عنصريْ

    for12

    (الأمطار ودرجة الحرارة) بينما بقية العناصر الأخرى لا تجد ذلك الاهتمام من قبل معظم حملة الشهادات. شكل رقم (13) الذي يمثل النسبة المئوية لعناصر الطقس المفضلة من قبل جميع المساهمين يؤكد هذا الشكل ما استنتج بالشكلين (11 ،12) وهو اهتمام جميع المشاركين بعنصريْ (الأمطار ودرجة الحرارة) على الترتيب في المقام الأول، ثم يضعف الاهتمام بشكل كبير من جميع المشاركين مع بقية العناصر ليكون شبه معدوم.

    for13

    خلاصة النتائج

    من خلال الاستبيان تبين ما يلي:

    1- هناك نسبة عالية تشاهد وتسمع النشرة الجوية.

    2- هناك نسيبة قليلة تتابع برامج النشرة بشكل خاص اى عنوة والنسبة الاكبر يشاهدون النشرة ويسمعونها نتيجة لسماع الأخبار.

    3- نسبة عالية تفضل عرض النشرة الجوية مساءً.

    4- نسبة عالية تفضل عرض النشرة الجوية مرة أو مرتين في اليوم.

    5- أغلب الناس يثقون بما يرد في النشرة الجوية من توقعات مستقبلية.

    6- هناك نسبة كبيرة تجهل بعض المفردات الواردة في النشرة مثل جبهه هوائية او كتلة هوائية...إلخ.

    7- نسبة عالية جدًّا تؤيد عرض النشرة الجوية في الراديو والتلفزيون.

    8- هناك نسبة جيده تؤيد طرح محاضرات وتقديم برامج في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءه تهتم بمجال الأرصاد الجوية.

    9- هناك نسبة جيدة تؤيد أن تدرس مادة الأنواء الجوية في المناهج الدراسية.

    التوصيات:

    نجد من هذه الدراسة فرصة جيدة للجهات المسؤلة عن إعداد وتقديم النشرة الجوية أن تقوم بما يلي:

    1- العمل على تلافي التقصير الحاصل في توضيح المفاهيم التي ترد في النشرة الجوية من خلال محاضرات أو ندوات أو عرض ملخصات توضيحية بسيطة أثناء تقديم النشرة الجوية.

    2- زيادة تعزيز ثقة المواطن بالنشرة الجوية من خلال الارتقاء في مستوى التنبؤات ودقتها لما يحدث في المستقبل القريب من ظواهر جوية.

    3- نقترح تقديم النشرة الجوية مرة أو مرتين في اليوم بشكل تفصيلي وإعطاء وقت أكبر لعرضها في التلفزيون أو تقديمها في الراديو.

    المراجع

    1- د.علي موسى، الوجيز في المناخ التطبيقي، مطبعة دار الفكر

    2- Franklyn W. Cole , introduction to meteorology , third edition

    3- Neiburger / Edinger / Bonner , understanding Our Atmospheric Environment , second edition

    4- www.fas.org/irp

     

  • 1- الدرس الثقافي والتاريخي في الحراك العربي.

    إذا كانت من حيلة قد انطلت على العرب المعاصرين فلن تكون غير السقوط كضحية أو فريسة في براثن وهم الإعلام المعولم والموجه والهدام في الآن نفسه، والذي يشكل في الحقيقة من حيث التأثير والتوجيه قوة طيعة في خدمة الدوائر الاقتصادية والسياسية العالمية المعاصرة، وريثة الاستعمار أو الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، الشركات العابرة للقارات ولوبيات الطاقة وصناعة وتجارة السلاح. على أساس أن صراع المصالح قد أرخى بظلاله المعقدة أمنيا وعسكريا على ضفة البحر الأبيض المتوسط ودوله وثقافاته من مصر وليبيا وتونس. والمغرب وما أدراك ما موقعه الطوبوغرافي وأهمية مناعته الأمنية والسياسية في المنطقة: أي مفترق طرق القارات الخمس في اتجاه أوربا، أفريقيا وآسيا.

    هل هي الصدفة أم إرادة النسف مع سبق الإصرار والترصد في استهداف دول عربية شرقية ومغاربية؟ أم أن ما يقع هو امتداد طبيعي لما كان يعرف تاريخيا بجدل الاحتلال والمقاومة، والذي له علاقة مباشرة بالصراع التاريخي والحضاري بين الغرب الاستعماري الإمبريالي والوطن العربي؟ والواقع هو أن نظمه التقنية والمعلوماتية الجهنمية قد كرست حركية ارتباط جهات أو فئات محلية بقوى خارجية تشتغل بالوكالة ميدانيا لخدمة مصالحها. وإلا كيف نفسر تطورات الحركة "الاحتجاجية بالحسيمة" بالمغرب والهالة الإعلامية المهولة التي ترافقها في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا إلى فضائيات عربية مأجورة؟ وعليه لا يمكن إلا أن نسلم منذ البداية بأن كل الدول العربية مستهدفة في وحدتها وسيادتها في زمن عولمة الذي يؤثثه تدليس الصورة الإعلامية للتطبيع مع كل ما يهدد الإنسانية من عنف وقتل. فإذن لا أحد يستطيع أن ينفي حجم الدمار والتلاشي الذي لحق روافد وأسس الحضارة العربية والذاكرة الإنسانية؛ من عراق وبلاد الشام بسبب ورم ما يسمى "داعش" في العالم العربي.

  •   رحل عن الدنيا المؤرخ العربي المصري الأستاذ الدكتور السيد محمد الدقن، وذلك عصر يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر رمضان المعظم عام 1436 هجريا الموافق التاسع من شهر يوليو عام 2015 ميلاديا، وذلك في مدينة القاهرة، عن عمر يناهز 76 عاما؛ حيث تمت صلاة الجنازة عليه عقب صلاة الجمعة الثالث والعشرين من رمضان عام 1436 هجريا في مسجد نوري خطاب بحي مدينة نصر في مدينة القاهرة، ثم صاحبه موكب كبير من أفراد الأسرة والأقارب والزملاء والتلاميذ والأحباء إلى قبره في مدينة 15 مايو في مشهد مهيب، ثم أقيم في مساء اليوم التالي عزاء للفقيد في دار مناسبات مسجد القوات المسلحة بحي مدينة نصر في مدينة القاهرة.

     

      ولد السيد محمد الدقن في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من صفر عام 1358 هجريا الموافق الثاني عشر من أبريل عام 1939 ميلاديا في قرية هورين(التي كانت تابعة حينذاك لمحافظة الغربية والتابعة الآن لمحافظة المنوفية) حيث التحق بكتاب القرية منذ صغره، وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالمعهد الثانوي الأزهري في مدينة طنطا، ثم التحق بقسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف في مدينة القاهرة، حيث حصل على الليسانس بتفوق على زملائه، وتم تكليفه معيدا بالجامعة، ثم التحق بالجيش المصري كجندي فيه عقب نكسة 1967؛ حيث كان جندي مشاه ثم التحق بعد ذلك بالشئون المعنوية بالجيش بعدما أظهر تفوقا في إحدى الدورات التدريبية بالجيش. جاء خروجه من الجيش عام 1970 م بقرار من رئيس الجمهورية مع مجموعة من المعيدين حرصا على استكمال مشوارهم العلمي.

     

       حرص السيد الدقن عقب خروجه من الجيش على استكمال مشواره العلمي بجده وتفوقه المعهود به ؛ حيث حصل على الماجستير ثم الدكتوراه ثم واصل أبحاثه حتى حصل درجة أستاذ مساعد ثم درجة أستاذ، ثم أصبح عضوا في اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين في التاريخ بجامعة الأزهر، وأصبح رئيسا لقسم التاريخ والحضارة، وكان يتولى سنويا مراجعة وضع امتحانات الثانوية الأزهرية في مادة التاريخ في السنوات الأخيرة من عمره.

     

        قام الأستاذ الدكتور السيد الدقن بالتدريس لعشرات الأعوام داخل مصر وخارجها في الجامعات السعودية؛ حيث أعير إليها لبضعة سنوات، وأشرف الفقيد على العشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه، كما ناقش عشرات أخرى من هذه الرسائل في تخصص التاريخ الحديث لطلاب مصريين وعرب وأفارقة ومن شرق آسيا، كما قام بتحكيم العديد من الأبحاث للترقية إلى درجتي الأستاذ والأستاذ المساعد داخل وخارج مصر، كما شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات.

     

        ترك الأستاذ الدكتور السيد الدقن رحمه الله أولادا ثلاث ندعو الله بأن يكونوا من الصالحين الذين يدعون له فيتقبل الله منهم، كما ترك الفقيد العديد من التلاميذ الذين أصبحوا وزراء وأساتذة وعمداء ومسئولين كبار ومدراء داخل وخارج مصر، ندعوا الله بأن يكونوا من الشخصيات التي  تسهم في نشر العلم الذين تعلموه ، وندعوا الله بأن يكونوا من الأوفياء لأستاذهم ويدعون الله له بالرحمة والغفران.  

     

          كما ترك الأستاذ الدكتور السيد الدقن رحمه الله عدة مقالات وحوارات صحفية وإذاعية وتليفزيونية خاصة في إذاعة القرآن الكريم المصرية والبرامج الدينية بالقناة الأولى للتليفزيون المصري، حول التاريخ الحديث والإسلامي، كما ترك العديد من الكتب من أبرزها: كسوة الكعبة المعظمة عبر التاريخ، الخلفاء الراشدون، سكة حديد الحجاز الحميدية دراسة وثائقية، السلطان الأشرف طومان باي والمقاومة المصرية للغزو العثماني، دراسات في تاريخ الدولة العثمانية، دراسات في تاريخ مصر العثمانية، وغيرها من الكتب. وتمت ترجمة أحد مؤلفاته إلى اللغة الألبانية؛ حيث تم تدريسه في جامعة بألبانيا، كما شارك في إعداد موسوعات عربية وإسلامية.

     

        ولقد قام اتحاد المؤرخين العرب بتكريم الأستاذ الدكتور السيد محمد الدقن عام 2009؛ باعتباره أحد شوامخ المؤرخين العرب.

     

        رحم الله الرحمن الرحيم الفقيد رحمة واسعة، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأسكنه الله سبحانه وتعالى فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه وزملائه وتلاميذه الأوفياء الصبر والسلوان، اللهم آمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

    نسألكم الدعاء والفاتحة للفقيد، ولكم بمثل ما دعوتم وجزاكم الله خيرا.

    موقع العبد الفقير إلى الله تعالى الأستاذ الدكتور السيد محمد الدقن رحمه الله

    غفر الله ورحم عبده الدكتور السيد محمد الدقن وزوجته

     

    التدقيق اللغوي: خيرية الألمعي.

  • KAN_Cover33تحت عنوان "المصادر التاريخية.. نتاج عملية بناء" جاءت افتتاحية العدد الثالث والثلاثون من دَّورِيةُ كَان الْتَّارِيْخية (سبتمبر 2016/ ذو القعدة 1437)، حيث حفل العدد بمجموعة متخصصة من المقالات والدراسات لأساتذة وباحثين من سبع دول عربية وأجنبية، نذكر منهم: دراسة بعنوان "الآثار الحضارية لرحلة حج السلطان أسكيا محمد سنة (902هـ/ 1496م)" للدكتور محمد أحمد الكامل (جامعة صنعاء – اليمن)، ودراسة بعنوان "عائلة كوليبالي ودورها في مملكة البمبارا خلال الفترة (1600 - 1800م)" للدكتور نور الدين شعباني (جامعة الجيلالي بونعامة –  الجزائر)، ودراسة بعنوان "الدور الاجتماعي للإسلام في فضاء السنغامبيا خلال القرن السابع عشر الميلادي" للأستاذ عبد الله عيسى (جامعة الحسن الثاني– المغرب)، ودراسة بعنوان "المبادلات التجارية بين إقليم توات وحواضر المغرب الإسلامي والسودان الغربي" للدكتور خير الدين شترة (جامعة المسيلة – الجزائر)، ومقال بعنوان "دور الصحراء في العلاقات التجارية بين المغرب الأقصى والسودان الغربي خلال العهد المرابطي" للدكتور البشير أبرزاق (باحث في تاريخ المغرب الحديث – المغرب)، ومقال بعنوان "العلاقات المتبادلة بين شمال وغرب إفريقيا: الجذور التاريخية" للباحث الأستاذ عبد الرحمن قدوري (جامعة تلمسان– الجزائر)، ومقال بعنوان "جذور العلاقات المغربية الأفريقية: انتماء قاري ببعد عربي إسلامي" للدكتور نور الدين الداودي (جامعة محمد الخامس –  المغرب).

  • غلاف العدد الثامن والثلاثينصدر العدد الثامن والثلاثين من دَّورِيةُ كَان الْتَّارِيْخية (ديسمبر 2017/ ربيع أول 1439)، التي تصدر عن مؤسسة كان التاريخية (القاهرة). وقد حفل العدد بمجموعة متخصصة من المقالات والدراسات التاريخية لأساتذة وباحثين من تسع دول عربية، نذكر منهم: دراسة عن "هندسة التاريخ، تجريبية المعنى ومعنى التجريبية: استعادة الراهن وعقلنة المستقبل" للأستاذ الدكتور عبد العزيز غوردو (المركز التربوي الجهوي في وجدة – المغرب)، ودراسة عن "مظاهر اهتمام حكام دولة بني رسول في اليمن بالعلوم الطبيـة" للأستاذ الدكتور محمد أحمد الكامل (جامعة صنعاء – اليمن)، ودراسة عن "العنف في السياسة الجبائية المرينية: من خلال كتاب المسند لابن مرزوق التلمساني" للأستاذ نور الدين امعيط (الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين – المغرب)، ودراسة عن "مسلمو أفريقيا في كتابات الدكتور عماد الدين خليل" للدكتور بشار أكرم جميل الملاح (جامعة الموصل – العراق)، ودراسة عن "العمارة العلمية في مغرب العصر الوسيط: الخزانة المرينية العتيقة في جامع تازة نموذجًا" للدكتور عبد السلام انويكُة (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – المغرب)، ودراسة عن "الضرر على المساكن من خلال فقه عمارة المدن الإسلامية" للدكتور محمد بن حمو (جامعة أبي بكر بلقايد – الجزائر)، ومقال عن "الدفن السماوي في الأناضول خلال العصر الحجري الحديث: دراسة مقارنة مع هضبة التبت" للدكتورة زينب عبد التواب رياض (جامعة أسوان – مصر).

    وقد احتوى هذا العدد على دراسة عن "الواقع الصحي خلال الثورة التحريرية في الولاية الخامسة: المنطقة السادسة نموذجًا" للأستاذة ليلى نهاري (الديوان الوطني للتكوين عن بعد – الجزائر)، ودراسة عن "العلاقات الجزائرية السعودية في عهد الملك فهد من خلال الصحف الجزائرية (1982 – 1989)" للدكتور محمد بن عبد الكريم مراح (جامعة قطر – قطر)، ودراسة عن "مظاهر العلاقات الثقافية بين سلطنة عمان وبلاد المغرب العربي منذ دخول الإسلام إلى منطقة المغرب حتى القرن العشرين" للأستاذ الدكتور أحمد حسن عمر حسن شلوبة (جامعة الإمام المهدي – السودان)، ومقال عن "الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لعمان في كتب الرحالة الأوروبيين خلال القرن التاسع عشر الميلادي "جيمس ولستد" نموذجًا" للباحثة نجية محمد سالم السيابية (جامعة السلطان قابوس – سلطنة عمان)، ومقال عن "سفراء فرنسيون في المغرب خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي: أدوارهم في صياغة السياسة الاستعمارية الفرنسية" للأستاذ محمد العواد (جامعة ابن زهر – المغرب)، ومقال عن "المغرب في مرآة الآخر: تحليل صورة المغرب في الكتابات الكولونيالية" للدكتور محمد مزيان (أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي – المغرب)، وفي باب ترجمات "الأسلحة الكيماوية في الريف" للأستاذ محمد عبد المومن (أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي – المغرب).

    وقد اشتمل العدد أيضًا في باب تقارير على: "قضية جنوب السودان وتطــوراتهــا التـــاريخيــة" للأستاذ حيدر زكي عبد الكريم (وزارة التربية – العراق)، وعرض أطروحة "المشرق العربي من خلال جريدة الأمة لأبي اليقظان (1352 – 1357هـ/ 1933 – 1938م)" للأستاذ خيري الرزقي (أستاذ التاريخ بالتعليم الثانوي – الجزائر)، وعرض كتاب "من أجل قراءة تاريخية لألف ليلة وليلة" للدكتور أحمد يحيى العامر (جامعة اكس مارسيليا – فرنسا)، وجاء ملف العدد تحت عنوان "الإنـجازات العِلْمِيَّة لطِّب الأسْنَان في الأَنْدَلُس وأثره على التطور العِلْمِي الأُورُوبي منذ عصر الْخِلافَة وحتى نهاية دولة المُوَحِّدِين" للدكتور أنور محمود زناتي (جامعة عين شمس – مصر). ودراسة باللغة الإنجليزية عن "كيفية نجاح الحلفاء في تعبئة التكنولوجيا خلال الحرب العالمية الثانية 1939- 1945" للدكتور خليل مصطفى عثمان، والأستاذة ديمن إبراهيم أمين (جامعة دهوك – إقليم كوردستان، العراق)، ومقال باللغة الإنجليزية عن "إحياء التراث الإيراني" للدكتورة إيمان محمد العابد ياسين (وزارة الآثار - جمهورية مصر العربية).

    العدد الثامن والثلاثين من دَّورِيةُ كَان الْتَّارِيْخية متوفر للقراءة والتحميل عبر موقع الدورية على شبكة الإنترنت (www.kanhistorique.org)، ومتوفر برعاية كريمة من دار ناشري (الكويت) عبر صفحة المجلات الإلكترونية في موقع الدار (www.kan.nashiri.net). وترحب الدورية دائمًا بمساهمات الأستاذة والباحثين من داخل الوطن العربي وخارجه في مجال البحوث والدراسات التاريخية، وعروض الكتب والأطاريح العلمية المتخصصة، والترجمات وتقارير الندوات والمؤتمرات العلمية باللغة العربية والإنجليزية.

  • kan_Cover28تحت عنوان "التراث العمراني العربي" جاءت افتتاحية العدد الثامن والعشرين من دَّورِيةُ كَان الْتَّارِيْخية (يونيو 2015/ رمضان 1436)، حيث حفل العدد بمجموعة من المقالات والدراسات في العمارة والعمران والمدن لأساتذة وباحثين من أربع دول عربية، نذكر منهم في مجال المدن: دراسة بعنوان "بغداد مدينة الحوار الحضاري: رحلة ابن فضلان أنموذجًا (الدوافع والنتائج)" للأستاذة الدكتورة/ وجدان فريق عناد (مركز إحياء التراث العلمي العربي–  العراق)، ودراسة بعنوان "جوانب من التاريخ الاقتصادي للجنوب المغربي: مدينة نول لمطة نموذجًا" للدكتور/ محمد الصافي (أكاديمية جهة كلميم السمارة –  المغرب)، ودراسة بعنوان "مدينة فاس التاريخية: رؤية جديدة في تاريخ التأسيس ودلالات التسمية" للأستاذ/ طارق يشي (مختبر البيبليوغرافيا التاريخية والتوثيق للتراث المغاربي –  المغرب)، ومقال بعنوان "المنستير: رائدة الرباطات في العصر الوسيط" للدكتورة/ إكرام شقرون (أستاذة باحثة في التاريخ الإسلامي –  المغرب)، ومقال بعنوان "بادس: حاضرة بلاد الريف في المغرب" للدكتور/ عُمر أشهبار (أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي –  المغرب)، ومقال بعنوان "تافيلالت: الدلالة والمجال" للدكتور/ محمد امراني علوي (الكلية المتعددة التخصصات الرشيدية –  المغرب)، ومقال بعنوان "سجلماسة من المدينة إلى القصور" للدكتور/ لحسن تاوشيخت (المكتبة الوطنية –  المغرب)، ومقال بعنوان "مدن الازدواجية الحضرية في الغرب الإسلامي خلال العصر المريني" للدكتور/ محمد لملوكي (جامعة أبن زهر –  المغرب)، ودراسة بعنوان "تاريخ تُنْبُكْتو منذ نشأتها إلى غاية القرن الحادي عشر الهجريّ: دراسة ثقافية تاريخية" للدكتور/ الحاج بنيرد (جامعة مولود معمري –  الجزائر)، ومقال بعنوان "قراءة في تاريخ مدينة هُنَيْن" للأستاذ/ محمد بن زغادي (جامعة أبي بكر بلقايد –  الجزائر).

  • Issue 32 Coverتحت عنوان "الأندلس.. الفردوس الموعود" جاءت افتتاحية العدد الثاني والثلاثون من دَّورِيةُ كَان الْتَّارِيْخية (يونيو 2016/ شعبان 1437)، حيث حفل العدد بمجموعة من المقالات والدراسات في تاريخ المغرب والأندلس لأساتذة وباحثين من أربع دول عربية، نذكر منهم: دراسة بعنوان "التنظيم الاجتماعي والديني لبلاد المغرب قبيل الفتوحات العربية الإسلامية" للدكتور/ أحمد العثماني (كاتب وباحث – المغرب)، ودراسة بعنوان "ظاهرة الخطف كأحد روافد الاسترقاق في بلاد المغرب خلال القرون الأربعة الأولى للإسلام" للدكتور/ خالد حسين محمود (جامعة عين شمس – مصر)، ومقال بعنوان "التعايش الإسلامي– المسيحي في قرطبة خلال القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي" للأستاذ الدكتور/ إبراهيم القادري بوتشيش (جامعة مولاي إسماعيل – المغرب)، ودراسة بعنوان "الإعاقة الجسدية في المغرب والأندلس خلال العصر الوسيط" للدكتور سعيد بنحمادة (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – المغرب)، ومقال بعنوان "دور المحتسب في منع التحرش الجنسي والمعاكسات اللفظية والبصرية في المجتمع الأندلسي" للدكتور/ محمود أحمد علي هدية (قصور الثقافة – مصر)، ومقال بعنوان "طقوس الولادة والموت عند مورسكيو هورناتشوس" للأستاذ/ محمد عبد المومن (كاتب وباحث – المغرب)، ومقال بعنوان "الحركة العلمية في المغرب الإسلامي خلال عصر الموحدين" للأستاذ/ حساين عبد الكريم (جامعة الجيلالي اليابس – الجزائر).

  • kan_Cover30تحت عنوان "بين التاريخ والآثار" جاءت افتتاحية العدد الثلاثين من دَّورِيةُ كَان الْتَّارِيْخية (ديسمبر 2015/ صفر 1437)، حيث حفل العدد بمجموعة من المقالات والدراسات في التاريخ القديم والآثار لأساتذة وباحثين من ست دول عربية وأوربية، نذكر منهم: الدكتورة/ زينب عبد التواب رياض (جامعة أسوان – مصر) في دراسة بعنوان "الكهف بين الحياة والموت في عصور ما قبل التاريخ"، ودراسة بعنوان "الأجور والمرتبات في مصر القديمة حتى نهاية الدولة الحديثة" للأستاذ/ محمود أحمد محمد حجر (جامعة دمهنور– مصر)، ومقال بعنوان "المدافن الملكية في العراق القديم: المدافن المكتشفة في مدينة أور أنموذج (2800 – 2004 ق.م)" للدكتور/ محمود فارس عثمان الوردي (جامعة تكريت – العراق)، ودراسة بعنوان "الشرق الأدنى القديم تحت حكم الإسكندر المقدوني (334 – 323ق.م)" للدكتور/ أسامة عدنان يحيى (الجامعة المستنصرية – العراق)، ومقال بعنوان الملك مكوسن من خلال النقوش الأثرية (148 – 118 ق.م) للأستاذة/ تيغرمين المجيد (الجمعية الثقافية ثاموغلي – الجزائر)، ومقال بعنوان "عبادة الإله آمون والإلهة تانيت في بلاد المغرب القديم: بين الأصل المحلي والاحتواء الأجنبي" للأستاذ/ الصالح بن سالم (جامعة الأمير عبد القادر – الجزائر)، ومقال بعنوان "المستعمرة الرومانية كولونيا يوليا زليس" للأستاذ/ هشام الغرباوي (باحث دكتوراه في الأركيولوجية الكلاسيكية – المغرب)، ودراسة بعنوان "المحتوى التاريخي للنقوش الصخرية في الصحراء الجزائرية" للدكتور/ بعيطيش عبد الحميد (جامعة الحاج لخضر – الجزائر).

  • Kan_Cover31تحت عنوان "حضارتنا الكونية" جاءت افتتاحية العدد الحادي والثلاثين من دَّورِيةُ كَان الْتَّارِيْخية (مارس 2016/ جمادى الأول 1437)، حيث حفل العدد بمجموعة من المقالات والدراسات في التاريخ القديم والآثار لأساتذة وباحثين من تسع دول عربية، نذكر منهم: دراسة عن "صورة المرأة في كتب الرحلة في عصر الحضارة الإسلامية" للأستاذ الدكتور/ أحمد علي السري (جامعة الإمارات – الإمارات)، ودراسة بعنوان "أصالة حقوق الإنسان في الإسلام خلال العصرين النبوي والراشدي" للدكتور/ عبد الباسط المستعين (مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات – المغرب)، ودراسة عن "المواطنة في الإسلام: مقاربة تاريخية" للدكتور/ زكريا صادق الرفاعي (جامعة حائل – السعودية)، ومقال بعنوان "السُّنَن الإلهية في التَّصَرُفات النَّبَوية: التَّدَرُج في الدعوة الإسلامية أُنْمُوذَجًا" للدكتور/ رَشِيد كُهُوسْ (جامعة ألقرويين – المغرب)، ودراسة عن "فن الحوار سبيل من سبل التواصل الاجتماعي: الواقع النبوي أنموذج" للدكتور/ أحمد محمد عبد الحميد محمد (جامعة ألمنصورة – مصر)، ودراسة بعنوان "تأويل النص التاريخي.. الإمكانية والواقع: كتابة السيرة النبوية مثالاً" للأستاذ الدكتور/ صالح محمد زكي محمود اللهيبي (جامعة الجزيرة – الإمارات)، ودراسة عن "منهج أبي الفداء الحموي (ت. 732هـ/ 1332م) في كتابة السيرة النبوية" للأستاذ المساعد الدكتور/ رائد أمير عبد الله الراشد (جامعة الموصل – العراق)، ودراسة بعنوان "الهجرة النبوية الشريفة: الدوافع والطريق" للدكتور/ خليل فياض محمد الفياض (السعودية)، والدكتور/ عبد المنعم يوسف الزبير (جامعة القضارف – السودان).

  • Issue37 Coverصدر العدد السابع والثلاثين من دَّورِيةُ كَان الْتَّارِيْخية (سبتمبر 2017/ ذو الحجة 1438)، التي تصدر عن مؤسسة كان التاريخية (القاهرة). وقد حفل العدد بمجموعة متخصصة من المقالات والدراسات التاريخية لأساتذة وباحثين من أربع دول عربية، نذكر منهم: مقال بعنوان "الحكم العثماني في الجزائر وتونس: دراسة مقارنة" للأستاذة فاطمة زهرة آيت بلقاسم (جامعة أبي بكر بلقايد – الجزائر)، دراسة عن "الدور السياسي والاجتماعي لعلماء الجزائر خلال العهد العثماني (1518 – 1830م)" للأستاذ مخفي مختار (جامعة التكوين المتواصل – الجزائر)، مقال عن "واقع التعليم في الجزائر أواخر العهد العثماني" للدكتور حميد أيت حبوش (جامعة أبي بكر بلقايد – الجزائر)، مقال عن "العلاقات الجزائرية الإنجليزية (1661 – 1682) قراءة جديدة في العلاقة بين الطرفين" للباحث بلقاسم قرباش (جامعة معسكر – الجزائر)، مقال عن "الصراع الجيوستراتيجي على قاعدة المرسى الكبير في البحر الأبيض المتوسط: قراءة تاريخية" للأستاذ كريم مقنوش (المركز الوطني للدراسات التاريخية – الجزائر)، ودراسة عن "تأثير الثورة الجزائرية على طبيعة العلاقات الفرنسية التونسية (1954 – 1958م)" للدكتورة لمياء بوقريوة (جامعة باتنة – الجزائر).

    وقد احتوى هذا العدد على دراسة عن "المواقف العربية والدولية من تأسيس الحكومة المؤقتة الجزائرية خلال الثورة التحريرية 1958 – 1960" للأستاذة سهام ميلودي (باحثة دكتوراه تاريخ حديث ومعاصر – الجزائر)، ودراسة عن "الأدوار الجديدة لمؤسسات المعرفة وأشكالها في مغرب الحماية" للدكتور أنس الصنهاجي (أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي – المغرب)، ومقال عن "التضامن بين المغاربة من خلال وثيقة 11 يناير 1944م" للأستاذ خالد صقلي (جامعة سيدي محمد بن عبد الله – المغرب)، ومقال عن "إسهام الحسبة في مراقبة وتنظيم النشاط الحرفي في المغرب زمن العلويين الأوائل" للدكتور محمد أعطيطي (باحث في تاريخ المغرب الحديث – المغرب)، ودراسة عن "التاريخ السياسي لمملكة كوموخ الحيثية الحديثة" للأستاذ محمد رشاد جبر المقدم (جامعة دمنهور – مصر)، ودراسة عن "جوانب من تاريخ شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام: كتاب أرابيكا للملك الموريطاني يوبا الثاني" للأستاذة خالدية مضوي (جامعة معسكر – الجزائر)، ودراسة عن "التعليم والمؤسسات التعليمية في المغرب الأوسط من خلال كتاب المعيار للونشريسي" للأستاذ نسيم حسبلاوي (جامعة البويرة – الجزائر).

    وقد اشتمل العدد أيضًا على دراسة عن "تقدير الخصوبة وتمجيد الذكورة في المغرب الأقصى خلال العصر المريني" للدكتور محماد لطيف (جامعة ابن زهر – المغرب)، ومقال عن "ألقاب الحكام الحفصيين: النشأة والتطور" للدكتور عامر حسن أحمد عجلان (جامعة سوهاج – مصر)، ومقال عن "أبو إسحاق إبراهيم الساحلي الأديب والمهندس المعماري وأثره في نشر فن العمارة الإسلامية في السودان الغربي" للدكتور خالدي مسعود (جامعة 8 ماي 1945 – الجزائر)، ومقال عن "الدور العسكري للمغاربة في الحروب الصليبية في المشرق الإسلامي خلال العهدين الفاطمي والزنكي" للأستاذ محمد عيساوة (المدرسة العليا للأساتذة بوزريعة – الجزائر)، وعرض كتاب "التاريخ من أسفل: في تاريخ الهامش والمهمش" للأستاذ مولاي عبد الحكيم الزاوي (جامعة القاضي عياض – المغرب)، وعرض أطروحة "الضرائب في الغرب الإسلامي وأثرها في التاريخ السياسي (441 – 868هـ/ 1147 – 1469م)" للدكتور رشيد اليملولي (أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي – المغرب)، وجاء ملف العدد تحت عنوان "مصر وفلسطين في رحلة البلوي (ت. قبل 780هـ) دراسة مقارنة" للدكتور عمار مرضي علاوي (الجامعة العراقية – العراق).

    العدد السابع والثلاثون من دَّورِيةُ كَان الْتَّارِيْخية متوفر للقراءة والتحميل عبر موقع الدورية على شبكة الإنترنت (www.kanhistorique.org)، ومتوفر برعاية كريمة من دار ناشري (الكويت) عبر صفحة المجلات الإلكترونية في موقع الدار (www.kan.nashiri.net). وترحب الدورية دائمًا بمساهمات الأستاذة والباحثين من داخل الوطن العربي وخارجه في مجال البحوث والدراسات التاريخية، وعروض الكتب والأطاريح العلمية المتخصصة، والترجمات وتقارير الندوات والمؤتمرات العلمية باللغة العربية والإنجليزية.

  •  

    من صحرائنا، وفي إحدى الغرف المظلمة، على الجانب الآخر من البيت، أضع هذه الكلمات بين يديك، لتفكر فيها مليا قبل أن تصدر أية أحكام..وقبل أن تخطو أولى خطواتك بعد أن تنتهي من قراءة هذا المقال، أطلق العنان لخيالك..بعيدا جدا..لترى مستقبلك في حدود سنوات الخمسينيات من القرن الواحد والعشرين..بين عالم تملؤه أنهارا من الدماء..وأطرافا مترامية من الجثث والأشلاء بعضها لأبنائك، وبعضها الآخر لجيرانك...وأخرى لمن معك في فلك واحد قتلوا بعضهم البعض..وبجهل أتقنوا هذه الفنون، لأن الجهل بإمكانه أن يصنع من الرذائل فضائل...أم عالم مزدهر الأفكار...متفتح العقول...رغم الإختلاف..إلا أن الجميع متسامحون...لا تشغلهم الرذائل عن الفضائل..لتسمو أخلاقهم..وترتفع هممهم..فترى أطفالا ينعمون بسلام العلم..وشيوخا – وأنت أحدهم – ترتفع قاماتهم بالحكمة...


    ومابين زمننا هذا – 2016- و الزمن الذي سنسعى إلى رسمه على أذهاننا – 2050 – هو فارق قصير جدا، لا يتعدى الـ 34 سنة، أي ثلث القرن فقط، فهل هذا كاف لأن نردع العالم السلبي من أن يقطن في أعماقنا، ويعشش فوق رؤوسنا؟

    شتان بين الواقع الذي نريده وبين ما هو موجود، فالتغيير ينبع من داخلنا نحن، فلا يمكن أن نلوم إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها، ولا يمكن أن نلوم أمريكا على تقسيمنا..لأننا بضعفنا ومذلتنا..وجهلنا..أعطيناهم الموافقة على أن يفعلوا بنا هذا...فإن كانت هناك لائمة..فهي علينا..ولنا.. وليس لسوانا...

    وعلى الأرجح – بالنسبة لي – أن نرسم من الخيال واقعا جديدا، وبدلا من أن نسبح وراء التغزل وشطحات من الإهانات الخلقية التي نتلقاها من الغرب، يجب أن نصيغ أفكارا تقلب عقولنا، وتعيد مسيرتا في ركب التاريخ؛ لهذا أود أن أقدم إليك هدية بسيطة، والهدية بطبعها ثمينة، وغير قابلة للمناقشة، بقدر ما هي قابلة للتأمل...

    فالخيال اليوم هو حقيقة الغد..هو المستقبل...والخيال الإبداعي لا يكون إلا عن طريق القراءة الجيدة والواعية، والقراءة دون تفكير وتساؤلات فهي ليست بذات منفعة، والتفكير دون كتابته فلا فائدة منه تُرجى...لذلك سأترك لك فسحة تفكر فيها أيُّ العوالم تفضل... عالم المذلة والعبودية...أم عالم الكرامة والحرية...

    في هذا العالم، وفي خضم كل هذه المشكلات، لماذا لا نسعى إلى تثقيف الشعوب، وبث روح الوعي بينهم، بدلا من حل مشاكلهم؟ ولماذا لا تكون القراءة هي أول تلك المشاريع التثقيفية؟ أليست مناهج التنمية البشرية هي المسؤولة عن هذه التوعية؟ فكيف نحاول بناء القدرات الفكرية المعطلة للإنسان البسيط وتحويلها إلى عملية حركية مستمرة؟ أليس التفكير هو العملية الملازمة للقراءة؟ فكيف يمكننا تكوين رغبة القراءة؟ وكيف نستفيد منها؟ وما علاقة القراءة بالكتابة؟ وهل بالضرورة أن يكون كل كاتب عظيم هو قارئ جيد قبل أن يكون كاتبا؟

    القراءة وسيلة للرقي...وليست هواية

    الكثير منا – بدءا بنفسي – يعتقد بأن القراءة هواية، مثلها مثل كل الهوايات التي نمارسها، نتعلمها ببساطة، وعندما لا تعجبنا نتركها ببساطة، وكأنها لعبة الشطرنج، ولكن المنطق يكشف لنا بأن القراءة هي عملية التحول داخل البُنى المجتمعية، من الركود إلى الحركة، ومن خارج دائرة التاريخ، إلى عمق التاريخ، لأن ما يدفعنا لهذا السلوك هو القضايا العالقة بجذورها داخل المجتمعات، والتي تعطل حركة التاريخ من..إلى، وبالتالي لا بد لأن تكون هناك حركة، يجب أن تسبقها بناء الطرق وتعبيدها، فيسير عليها المفكر قبل المثقف، والمثقف قبل البسيط...وهكذا..

    واليوم؛ نحن بأشد الحاجة لهذه الحركة، بعد جمود دام لقرون طويلة، وفي هذا المقام سنسعى – على الأقل – إلى الكشف عن بعض الطرقات التي تؤدي بنا في نهايتها، إلى الخروج من جحيم الجهل إلى جنة الفكر ، و رسم منعطف تاريخي عملي، من خلال كشف الثغرات التي تعيقنا على هذا، ورفع الغطاء عن أم المصائب التي تنهال علينا، سوى كانت سياسية، أو إجتماعية وعسكرية، أو إقتصادية، لأن هذا يذكرني بالعمل الذي قامت على إثره جل الحضارات التي كانت راكدة مثل الحضارة اليونانية والمتمثلة في الحضارة الأوروبية اليوم، أو الحضارة الكونفشيوسية والمتمثلة في الصين اليوم...، أو التي لم تكن أصلا في الوجود مثل الولايات المتحدة الأمريكية اليوم... كل هذا كان سببه الأول هو الكتاب...فماذا يُمثل الكتاب بالنسبة لنا؟

    الكتاب معلم وفيّ...وليس صديقاً

    ليست الكتب المستلقية على الأرفف هي مجرد زينة للتباهي، أو هي علامة على الثقافة والرقي، إن لم تكن بواطنها في ذهنك، وتساؤلاتها تشغل تفكيرك، والقضايا المطروحة فيها ترهق كاهلك فلا تشتريها، لأن الكتب هي ماضي الأمم والحضارات، أو هي أفكار كبار العقول، أو هي حلول لقضايا إحدى المجتمعات، أو هي مستقبل غامض، والكتب بتصنيفاتها هي عقول تتكلم بصمت، لأن حكمتها لا تنادي البغال والحمير، بل تستدعي العقول الناشئة والمنيرة، والتي تفكر بصمت أيضا، وتتساءل دون إنقطاع، فالكتاب كما يصفه الجاحظ في قوله: "...هو الذي إذا نظرت فيه، أطال متاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجوّد بيانك، وفخّم ألفاظك، ونجّح نفسك، وعمّر صدرك، ومنحك تعظيم العوام، وصداقة الملوك، وعرفت به في شهر، مالا تعرفه في أفواه الرجال في دهر إنه خير أنيس وجليس".

    إذا كنت تقرأ الكتاب لتتباهى ببعض الأفكار، فلا تقرأ..وإذا كنت تشتري الكتب لتزين بها ركنا من أركان الغرفة فلا تدخل للمكتبات، وإذا كنت تقرأ للمتعة فإبحث عن غير هذا، إلا إذا كنت تقرأ لأن تجعل من القضايا والمشكلات التي تعيق حركة المجتمع نصب عينيك، فذلك هو الهدف الأسمى من إمساكك لكتاب، وقراءته، حتى تفيض أفكاره من جنبيه، ويصبح إضافة على ما تريد أن تضيفه لإحدى القضايا التي تهتم بها... لأن عقولنا تحتاج لتمرين يومي، حتى لا يصبح التفكير في شيء عملية روتينية، تموت حماستها ببطئ شديد دون أن تعيها... ويصبح العقل مقبرة لكل الأفكار العبقرية، كما هي عقولنا اليوم دون تفكير..

    والعقل في طبيعته له وظيفة غير الوظيفة التي نستعملها في بث الفتن، فإما أن يكون إيجابي كما هي العقول التي تفكر في بناء الإنسانية، أو سلبي كما هي العقول التي تفكر في موت الإنسانية، والعقل عندنا – بكل صراحة - لا يرقى إلى مستوى المعدة، ومن ثمّ فإن الكتاب عندنا لا يرقى إلى مستوى الرغيف، وغذاء الأفكار لا يلقى من الإهتمام معشار ما يلقاه غذاء البطون، وأفكارنا عن الكون والحياة والإنسان محشوة بالخرافات والأوهام، وثقافتنا تعاني عقدة انفصام بين أفكار ميتة محنطة، لا زالت تحتفظ بحق الصدارة، ورغم عجزها عن فهم الواقع، وأفكار قاتلة، حملت جواز المرور لتأخذ مكانتها المرموقة عندنا، رغم غربتها وعجزها عن التكيف " كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" إبراهيم – 14؛ ومناخنا الفكري لا يزال ملوثا بأنواع من الجراثيم ( الإيديولوجية) التي تفتك بعقولنا، دون أن يتاح لها من يكشف عنها اللثام، كما فعل باستور حين خلص البشرية من أذى الجراثيم (البيولوجية).

    فلا بدّ لنا إزاء هذه الجراثيم من تكوين وتنمية جهاز المناعة الفكرية لدى قرائنا، وهذا الجهاز لا يتكون ولا ينمو إلا في جو القراءة الحرة، وتنمية عادة القراءة، فالقراءة نفسها هي الخريطة والبوصلة وهي طوق النجاة، وليس شيء مثل القراءة، يعلم التجاوز ويصحح الخطأ، فالقراءة تصحح أخطاءها، وتراجع نفسها، فتحذف ما فات أوانه، فلا تحمله آصاراً وأغلالاً، وتلفظ ما لا جدوى فيه ولا طائل تحته، فلا تضيع فيه وقتا ولا جهداً.

    وما كانت عصورنا السابقة، حين كان العالم الإسلامي يحكم الأمم، وقائد الشعوب، وسيدهم، كان فيه الكتاب هو المعلم الأول بعد مشايخ العلم، فحملوا على أكتافهم أمانة الرقي للعالم الآخر – أوروبا- وصاحبها ترجمات للفكر اليوناني والروماني، حتى ظن بعضهم أن العصر اليوناني قد ولى من جديد، لأن الحركة العلمية /الفكرية جعلت الطلب والإستهلاك عمليتين متوازيتين، فكانت لكتب العلم مكانة عظيمة في نفوس علمائنا؛ فهي جليسهم الذي لا يُملّ، ورفيقهم في السفر، ومائدتهم في الجلسات، وأنيسهم في الخلوات، حتى قيل لإبن مبارك ذات مرة: يا أبا عبد الرحمن، لو خرجت فجلست مع أصحابك، قال: إني إذا كنت في المنزل جالست أًصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، يعني النظر في الكتب، وقال شفيق بن إبراهيم البلخي: قلنا لإبن مبارك: إذا صليت معنا لمَ لا تجلس معنا؟ قال أذهب فأجلس مع التابعين والصحابة، قلنا: فأين التابعون والصحابة؟ قال: أذهب فأنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم؛ ما أصنع معكم؟ أنتم تجلسون تغتابون الناس؛ وكان الزهري – رحمه الله- قد جمع من الكتب شيئا عظيماً، وكان يلازمها ملازمة شديدة حتى أن زوجته قالت: " والله إن هذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر"؛ وقيل لبعضهم: من يؤنسك؟ فضرب بيده إلى كتبه وقال: هذه؛ فقيل: من الناس؟ فقال: الذين فيها.

    وكانوا – رحمهم الله- يقرؤون في جميع أحوالهم، وروى عن الحسن اللؤلؤي أنه قال: لقد غبرت لي أربعون عاما ما قمت ولا نمت إلا والكتاب على صدري، وكان بعضهم ينام والدفاتر حول فراشه ينظر فيها متى انتبه من نومه وقبل أن ينام؛ وكان الحافظ الخطيب البغدادي – رحمه الله- يمشي وفي يديه جزء يطالعه، كان بعض أهل العلم يشترط على من يدعوه أن يوفر له مكاناً في المجلس يضع فيه كتاباً ليقرأ فيه، وربما احترق طرف عمامة أحدهم بالسراج الذي يضعه أمامه للقراءة وهو لا يشعر حتى يصل ذلك إلى بعض شعره، وقال أبو العباس المبرد: ما رأيت أحرص على العلم من ثلاثة: الجاحظ، والفتح بن خاقان، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، فأما الجاحظ فإنه كان إذا وقع في يده كتاب قرأه من أوله إلى آخره، وأيّ كتاب كان، وأما الفتح فكان يحمل الكتاب في خُفه فإذا قام من بين يدي المتوكل ليبول أو ليصلي أخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي حتى يبلغ الموضع الذي يريد ثم يصنع مثل ذلك في رجوعه إلى أن يأخذ مجلسه؛ وأما إسماعيل بن إسحاق فإني ما دخلت عليه قط إلا وفي يده كتاب ينظر فيه أو يقلب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه.

    فالكتاب والواقع شيئان متلازمان، ولا ينفصلان، لأن الأول يحتوي على بعض القضايا التي تهمنا، والثاني هو مصدر تلك القضايا، فعندما نقرأ كتابا عن إنحراف الشباب، فهذا يعني بالضرورة أن الواقع يعج بهذا الإنحراف، ونظرتنا للواقع بعد القراءة تزيدنا عمقا في تلك القضية؛ لهذا – بالنسبة لي – فالكتاب هو المعلم الوفي، الذي يعلمنا دون مقابل وفي هذا يقول نيل جايمان: " تُعد الكتب طريقا للتواصل مع من سلف، وللتعلم منهم كيفية تشييد إنسانية ذات معرفة خلاقة لا تكرر نفسها، ساهمت بعض الحكايات في تطوير البلدان التي نشأت منها، وعمران الثقافات التي أنتجتها، وما زالت خالدة وتتداول حتى اليوم".

    فماضي الأمم نطالعه في كتب التاريخ، وأفكارهم تسردها كتب الفلسفة، و حاضرنا هو نتاج لما سبقنا من الأفكار، أما مستقبلنا فهو ما تصنعه أيدينا نحن، وأفكاره هو نتيجة لمخرجات عقولنا...فأصنعوا مستقبلكم من الآن...الآن..وهذه هي فرصتكم الذهبية، قبل أن يمر عليها قطار الزمن..فنتأخر قرون أخرى كما تأخر من قبلنا...

    والكتاب ليس مجرد أوراق مصطفة بين دفتين من الورق الخشن، بل هو نظرات من عالم لم نره من قبل، أو هو شعور بعالم تتملكنا فيه أمنيات أشبه بالمعجزات، حتى ننتهي منه – الكتاب - فنخرج للعالم الذي نحن فيه، لنشعر حقا بالغربة، وعدم الرضا لما نحن فيه من تخلف وجهل، ولن نتوافق معه إلا ونحن نسعى للتغيير من قواعده، وإعادة بناء أسسه بقوام، وهذا الغرض بحد ذاته أمر يستحق العناء، لأنه يبث فينا روحا جديدة تسعى إلى تعديل عالمنا وتغيير ما يحتاج للتغيير، وحذف الأساطير التي لا طائل منها، ليصبح عالمنا أفضل من العالم الذي نعيش فيه ألف ألف مرة، لأنه سيصبح مختلفا تماماً..

    وما يهمنا الآن، وأولا - هو ما يجب أن نسارع به – هو أن الكتب الجيدة، ستعطينا معرفة جديدة حول الواقع الذي ولدت فيه، وبالأحرى ستقدم لنا حلولا لقضايا كانت من أكبر المشكلات في ذلك الزمن، لأن الأفكار بطبيعتها هي وليدة الزمن، فالكتب تعطينا مفاهيم عن الطبيعة والواقع، عن الذات والنفس والإنسان، فهي السلاح الذي يحمينا من عداوة الجهل والشر، والكتب هي التي تعلمنا أساليب الحماية، لأنها هي التي تزودنا بمعرفة مسبقة عن هذا الواقع البائس، ومن خلال المعرفة يمكننا أن نتحرر، ونتغلب على كل الصعوبات، ونحقق بفضلها النجاح، ونمضي قدما في ركب التاريخ، وننافس في عالم الحضارات، ونفرض أنفسنا في هذا الكون الإنساني، فلا تجعلوا من الكتب مجرد كتب...لأنها والله عقول ساكنة..فلنكافح لأجل هذا العالم الذي نطمح إليه كما يقول ج.ر.ر.تولكين بأنه : " وحدهم السجانون هم من يناضل ضد الخروج"، وأنا أقول لكم: " وحدهم المتحضرون هم من يناضلون لبناء حضارة...والقراءة وحدها هي التي تؤدي بنا للتحضّر..."

    قم من مكانك الآن..وإبحث عن كتاب جيد على قدر حجم تفكيرك.. ويعلمك ما لم تكن تعلم...وكما يقول غيلبر تهايت: "الكُتب ليست أكوامًا من الورق الميت؛ إنها عقول تعيش على الأرفُف"، فإختر من العقول ما يسهل عليك فهم الواقع..

    القراءة... مفهوم جديد للواقع

    التطرق لتعريف القراءة ، هو أشبه بالغوص في أعماق البحار، فسطحه لا يحمل مثلما يحمله باطنه من سحر المرجان والأسماك، وتنوع في الحياة التي تختلف عن الحياة البرية، كذلك القراءة الواعية، فهي ليست تتبع الكلمات بمجرد العين، بل هي رموز ومفاتيح تمكننا من فهم العالم الذي يدور من حولنا، عن طريق تجارب بعض العقول المفكرة من الذين خاضوا غمار البحث، ودونوها بأقلامهم الزكية، وفي هذا سنحاول التدقيق في تعريف القراءة ليس من باب التعرف على القراءة فقط، بل من الباب الذي تعتبر فيه القراءة من اللوازم التي تفرض نفسها على بني البشر مثلما يفرض الغذاء نفسه من أجل نمو الجسد، وسد الجوع، فالعقل أيضا له من الحاجيات لتغذيته لا تكون إلا في القراءة، والواقع له من المشكلات لا تعالج إلا من جذورها، وفي هذا سنضع بدايةً تعريفا للقراءة حتى نرسم للقارئ أي أنواع القراءة التي نريد:

    يقول عبد اللطيف الصوفي معرّفا هذا المصطلح بـ: " القراءة هي حب البحث، وتنمية العقل، بكل ما فيها من ارتباط بالثقافة والإبداع، أو من مباهج وجدانية، وإقبال تلقائي على العلم والمعرفة، وتزكية أوقات الفراغ بالنافع المفيد"

    ويقدم لنا تعريفا آخر أدق من التعريف السابق فيقول بأنها: " تعد القراءة، منذ القدم، أهم ما يميز الإنسان من غيره من أفراد المجتمع، بل هي من أهم المعايير، التي تقاس بها المجتمعات، تقدما أو تخلفا، ولا نعني بالإنسان القارئ هنا، الذي يعرف القراءة والكتابة فحسب، بل الذي يحب القراءة، ويقبل تلقائيا عليها، بل يكاد يفضلها على طعامه وشرابه، لأنها غذاء عقله، ونور بصيرته، بها يعرف نفسه، ومن خلالها، يعيش محيطه، ويتفاعل معه بصورة واعية، وأخذا وعطاء، قبولا ورفضا".

    فالقراءة هي عملية عقلية تشمل تفسير الرموز التي يتلقاها القارئ عن طريق عينيه، و تتطلب هذه الرموز فهم المعاني، كما تتطلب الربط بين الخبرة الشخصية و هذه المعاني، فالقراءة ليست عملية سهلة كما تظهر للوهلة الأولى، لكنها عملية تشترك في أدائها حواس و قوى و قابليات مختلفة عديدة، و لخبرة الفرد أيضاً و لمعارفه الأولية و لذكائه عمل لا يستهان به في القراءة، لأنها المرآة التي تعكس لنا واقعنا، وتنير دربنا، وبفضلها يستطيع العقل كمصنع، أن يولد أفكارا إبداعية جديدة، وحلولا لقضايا عالقة، كما تمكننا من الخروج من العبودية للطبيعة عن طريق فهمها، وإستيعاب درسها، وإخضاعها، خدمة للإنسان والإنسانية..

    ولو تأملنا واقعنا الذي تخلو فيه مكتباته من القُرّاء، وتعج مجتمعاته بالمشاكل، لأقررنا فعلا أن غياب القراءة المثمرة هي أولى المشاكل التي يجب أن تعالج قبل أن نعالج مشكلة الحكم، أو الفساد، أو الحرية أو غيرها الكثير من القضايا، لأنها جميعا تندرج تحت شجرة الجهل.

    للقراءة أهمية...أين تكمن؟

    المجتمع القارئ هو المجتمع الذي يحكم العالم بقبضة من حديد، والمجتمع الذي يقرأ لا يستطيع حتى أن يعرف نفسه، ولا أن يعرف غيره، والقراءة هي التي تقول لنا: هنا وقف السلف من قبلكم، هنا وصل العالم من حولكم، من هنا يجب أن تبدؤوا؛ لكي لا تكرروا الجهود التي سبق أن بذلها الآخرون، ولا تعيدوا التجارب التي مروا بها، ولا ترتكبوا الأخطاء التي ارتكبوها.

    فكيف نسعى إلى بناء مثل هذا المجتمع؟

    لكي نجعل من مجتمعاتنا الإسلامية مجتمعات تتسابق إلى القراءة كما يتسابق الساسة إلى نهب ثروات الشعوب، نطرح ما طرحه بعض المفكرين الأمريكيين والكتاب والناشرين وأمناء المكتبات ورؤساء أقسام الثقافة والإرشاد في آخر صيف عام 1951م، عندما إجتمعوا في واشنطن، وكان الذي يعنيهم ويسيطر على تفكيرهم أن يجيبوا عن هذا السؤال: " لقد أصبحت القراءة في العصر الحديث أمراً حيويا لا يستطيع مجتمع أن يحيا بدونه...أصبحت اليوم حاجة ولم تعد ترفاً، فما الذي يمكن أن نفعله لنشجع الناس على القراءة، ونرغبهم بالإستزادة منها؟".

    أما ما يطرحه العالم العربي، أو بالأحرى مفكرونا ومثقفونا إجتمعوا على دراسة المنظورات الواقعية والمثالية الغربية، بدلا من البحث في البنى المجتمعية الخاصة بنا، كانت لهم إنطلاقة تقليد أعمى، لأن عقولهم قد أعمتها المناصب السياسية، والشهرة والمال، فأصبح الباحث لا ينطق إلا بأفكار الغرب، ولا يتفوه لسانه إلا بالأعجمية، وعندما كنت طالبا في الجامعة، كان أغلب الأساتذة لا يتفوهون بإسم مُنظّر عربي، مثل إدوارد سعيد، أو مؤسس علم الإجتماع ابن خلدون، أو الماوردي وغيرهم الكثير ممن بحثوا ودأبوا في مجال علم الإجتماع والسياسة، وبدلا من ذلك كانت الأسماء التي تُلقى على مسامعي هي: آدم سميث، ميرشايمر، كينيث والتز، جوزيف ناي... هكذا كانت مناهجنا التربوية، وموادنا التعليمية، لأن ذواتنا العربية الإسلامية قد غيّبها المثقفين والمفكرين السُذَّج...

    لهذا كانت تغيظني هذه الأصوات وهذه الألسن التي تتفوه بتلك الأسماء، فكانت أول فكرة تتراءى لي أن أضع مشروعا جديدا – على الأقل – يقوم بتوعية هؤلاء الشباب بأهمية تراثنا الإسلامي في واقعنا، لأن القراءة هي الوسيلة الأساسية للإتصال بين الأفراد والمجتمعات، فهي أداة الإنسان لكسب المعارف والتعلم، وهي أداة المجتمع للربط بين أفراده، وهي أداة البشرية للتعارف بين شعوبها مهما تفرقت أوطانهم وبين أجيالها مهما تباعدت أزمانهم، وأول ما يجب أن نقرأه هو تراثنا الإسلامي، من أجل تنقيته من شوائبه، ومعرفة ماضينا، ونستوعب من خلاله حاضرنا، حتى يتسنى لنا بناء مستقبلنا...

    فإذا كان الكتاب – كما يقول عنه محمد عدنان سالم - هو الخزانة التي تحفظ الخبرات المتراكمة من الأجيال الماضية، فإن القراءة هي المفتاح الذي يتيح الإنتفاع بهذه الخزانة، وهي الوسيلة التي تمكن الخلف مهما كان قزما، أن يطل من فوق كتف السلف مهما كان عملاقا، ليشاهد كل ما شاهده السلف، وأشياء أخرى لم يدركها السلف ولم يشاهدوها، فتتفتح لهم على قدر قراءتهم رؤى جديدة ومفاهيم جديدة، ويضيفونها إلى خزانة معارفهم، ويُغنون بها أفكارهم، فتتطور حياتهم، ويتغلبون على مشكلاتهم، ويرتفع مستواهم، ويتقدمون على من سواهم..تلك هي سنة الله في المجتمعات البشرية: من يقرأ أكثر ينل أكثر، ويرتق أكثر، ورب العزة يقول في محكم تنزيله مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " – سورة العلق – وهذا ما يدل على أن من يقرأ أكثر يُكرم أكثر.

    النقد...وسيلة للفهم والتعمُّق

    النقد في حقيقته هو ثمرة القراءة الناضجة، التي توفر للقارئ ملكة نقدية تؤهله للتمييز بين نقاط القوة والضعف..بين العلم الزائف والصحيح..بين الحقيقة والوهم، والكشف عن التحيز والإدعاء، ولتمحيص الصحة والخطأ في الأفكار.

    وينبغي للقارئ الناقد أن يكون قادراً على معرفة مقدار صحة النص، وهل يتطابق مع الواقع؟ وهل يعبر عنه؟ وهل ثمة ترابط بين عناصر الموضوع؟ وهل يتسم تبويبه بالمنهجية؟ أم تتخلله الثغرات والقفزات؟ وهل وفق الكاتب في عرض أفكاره؟ وما مدى إبداعه؟ وهل جاء بفكر جديد؟ أم كان يجتر أفكاره، أو يكرر أفكار الآخرين؟ وما مدى أمانته العلمية، وخاصة في الإقتباس ونقل النصوص؟

    إن الدقة والعمق في فهم المادة المقروءة، والغوص في المعاني، واستشفاف المقاصد الكامنة وراء السطور، كل ذلك من المطالب الملقاة على عاتق القارئ الناضج، ولن يتيسر له ذلك إلا بوساطة (القراءة البطيئة) التي تتيح له التوقف عند بعض النصوص المستغلقة، والتعابير الغامضة، والتأمل فيها، كما تتيح له فرصة التمتع بنص شعري، أو أدبي، أُعجب ببلاغته وجماله، أو بفكرته الجديدة، فتراه يقف عنده، ويردده ليتذوقه، ويستمتع به، ويحفظه.

    أما إن كان القارئ، يحقق نصاً تراثيا مخطوطاً، أو نصاً علمياً صعباً، فإنه إلى التأني والبطء في القراءة أحوج، إذ ربما اضطره النص إلى التوقف عند سطر واحد، أو كلمة واحدة، أياماً طوالاً، يراجع لأجلها العديد من المراجع، حتى يطمئن إلى صحة ما ذهب إليه، وسابقا كان لي أحد الأساتذة المولعين بالعلم، قد بحث عن كلمة في قصيدة شعرية لمدة تقارب الخمس سنوات، إلى أن حصل عليها وعلى قصتها.

    وقل مثل ذلك في قراءة الدارس الذي يعكف على المواد المقروءة، يطيل فيها النظر، ويكرره، حتى يهضمها، ويعتصر خلاصاتها، ويربط بين أفكارها.

    لذلك؛ خذ من الكتاب ما شئت، إنك تريد أن تقرأ ما يفيدك، فربما كنت ترغب أن تقرأ كتاباً بأكمله بإمعان، أو كنت تريد أن تأخذ عنه فكرة سريعة دون أن تهتم بالتفاصيل، أو كنت تريد أن تقرأ منه فصلا معينا أو فقرة تتعلق بموضوع معين، أو أن تبحث في ثناياه عن موضوع معين...التجربة هي التي تعلمك كيف تصل من الكتاب إلى ما تريد.

    لأنه ليس لدينا وصفة طبية تحوّل عزوفك عن القراءة إلى شغف بها، وإعراضك عنها إلى إقبال عليها..فلا بدّ للخطوة الأولى من إرادة واستعداد، أما الإستعداد فهو موجود لدى كل إنسان بدافع من غريزة حب الإطلاع والمعرفة، وأما الإرادة فهذا شأنك.

    واقعنا...عين الحكمة ومنبع الحقائق

    عزيزي القارئ، أنظر في محيط أسرتك، في حدود مجتمعك الضيق؛ زملائك في الدراسة وأصدقاءك، جيرانك، في المجتمع الواسع؛ موظفين، تجاراً، مهنيين، ستجد أن (الكتاب)، والرغبة في القراءة، والشغف بالمطالعة، لا يشغل حيزاً من الإهتمام، بل قد لا يتعدى من يقرؤون مقالي هذا سوى بضعة من القراء يعدون على أصابع اليد، فضلاً عن أن يكونوا محوراً له، ولا يخطر في بال أحد، فضلاً عن أن يكون هاجساً يحركه، للبحث عن وسائل تحصيله.

    ولا أظن إلا أنك تشاركني هذا الشعور، وأنت تبحث مثلي في محيطك القريب؛ عن عدد المهتمين بالقراءة؛ بين أبنائك، جيرانك، زملائك، أصدقائك؟ كم واحداً منهم يفكر، وهو يخرج من بيته في الصباح، حاملاً معه قائمة مستلزمات طعام اليوم من خضر ولحم وفاكهة مما يشتهون، كم واحداً منهم يفكر أن يضيف إلى قائمة مستلزمات غذاء الجسد، شيئاً من مستلزمات غذاء الفكر والروح؟ بالله عليك أجبني هل يبلغون عدد أصابع اليد الواحدة؟

    بالطبع لا...لكن ماذا لو سعينا نحن بأن نبعث فيهم هذه الروح الشغوفة بحب المطالعة، وكشف الستار عن حقائق كانت مخفية بالنسبة لهم عن القراءة، من فوائدها وأهميتها وأهدافها.. ونعلمهم بأننا في أمس الحاجة إلى غذاء للعقل..بحاجة إلى أدب الأفكار...حتى نحقق تنمية حقيقية..تنمية العقول الراقية...

    ولأننا لو أردنا أن ننظر إلى الموضوع من زاوية التنمية والإصلاح الإجتماعي، والإرتقاء في معارج المدينة والتحضر، سنرى عجز الأفكار عن النمو، نتيجة عجزها عن أن تكون في موضع التداول... قلة من المفكرين هم المبدعون...وكميات متناقضة من الكتب هي التي تصدر... وحفنة من القراء هي التي تتلقى..وقلة ضئيلة هي التي تنتقد، وتحمل الأفكار إلى الآخرين... فأية تنمية وأي إصلاح وأي ارتقاء ندعي بأننا قمنا بتحقيقه؟

    خط الإنطلاق..من أين؟

    تقول فرجينيا وولف: "...لا يوجد في المكتبة سوى كتُلٍ من الكتب، بالإضافة إلى ارتباك يحتشد في دواخلنا؛ روايات وقصائد، كتب تاريخ ومذكرات، كتب علمية وقواميس؛ كتب طُبعت بكل اللغات، وأصدرها رجال ينتمون لكل الأعراق والإثنيات والآراء، نراها تزاحم بعضها البعض على الرفوف؛ وفي الخارج ليس هناك سوى حمارٍ ينهق، ونساء يثرثرن عند الآبار، وثور يجر محرثة ما في حقل من الحقول، يا إلهي! من أين نبدأ؟ كيف يمكن لنا أن نرتب قراءتنا في هذه الأكوام المتعددة..وبذلك نستطيع أن نحصل على المتعة الأعمق والأعرض مما نقرأه؟..."

    ربما لم تستطع فهم مقصدي من هذا المقطع الذي تسرده الروائية فرجينيا وولف، لهذا سأعيد الفقرة بطريقتي الخاصة، حتى يصبح المعنى في ذهنك متكاملا..

    أعلم أنك تتساءل: من أين أبدأ؟ وأي كتاب يجب أن يكون أولا؟ وهل يمكنني فهم ما فيه؟ هل ننطلق من كتب الفلسفة أم كتب التاريخ أم الأدب؟ أيهم له فائدة أكبر؟ .. كل هذه الأسئلة لا تنفعنا، لأننا لسنا هنا بصدد التحصيل العلمي، ولا إختيار المجالات العلمية الأنسب، لأن كل العلوم مترابطة مثل بيت العنكبوت، لا ينفصل إحداها عن الآخر، وإلا سيصبح بيت العنكبوت به خلل...قراءة الكتب لا تحتاج إلى الإهتمام، بل تحتاج إلى همة عالية، وإلى إدراك تام، والسؤال الأهم هو: كيف نقرأ الكتب التي تساعدنا على حل مشكلاتنا في الواقع؟ وبطريقة أبسط: أيُّ الكتب التي ترتقي بنا نحو الأفق من أجل بناء مستقبل واعد؟

    رسالتي إليك أمانة...لا تضيعها

    في ختام هذا المقال، لا يسعني سوى تقديم نصيحة بسيطة، حتى تستطيع أن تضع خطوتك الأولى في عالم القراءة، وأعلم أنك تتساءل كيف نختار الكتاب المناسب؟

    إختيار الكتب التي تتطابق مع تفكيرنا وإهتمامنا شيء بغاية البساطة، والإجابة هي التي كما قدمها سابقا الأديب المسرحي البريطاني برنارد شو، حينما سأله أحد الناشئة، أنه لكي تعرف إهتمامتك، يجب أن تقرأ موسوعة فكرية، فإن وجدت مجالا يثير إهتمامك فإنطلق بالبحث والتعمق فيه، حتى تصل إلى مبتغاك، وتحقق غايتك النبيلة في إثارة المشكلات الكامنة، أو المساهمة في صنع حلول لها.

    ستقول بأن هذا وحده لا يكفي، لأنك لا تعلم كيف تقرأ كتابا، وتسألني كيف نقرأ الكتاب؟

    سبق وأن قدمت لنا فرجينيا وولف إجابة راقية عن هذا السؤال - كيف نقرأ كتاباً كما يجب؟ - وتجيب عليه بالآتي: "...حتى لو استطعت الإجابة عن ذلك السؤال بنفسي، سيظل الجواب محصوراً بي وليس بكم؛ النصيحة الوحيدة التي يستطيع أن يسديها شخص لآخر حول القراءة هي أن لا يتبع أي نصيحة؛ هي أن تتبع حواسك، أن تستخدم عقلك، وأن تتوصل إلى استنتاجاتك الخاصة".

    في الغالب؛ جميعنا نأتي إلى الكتب أول مرة ونحن بعقول مقسمة وضبابية، نبحث وقتها عن الرواية التي حدثت في الواقع، وعن الشعر الكاذب، وعن السيرة الذاتية المغرية، وعن كتب التاريخ التي تؤجج كبريائنا؛ إذا استطعنا إبعاد كل هذه التصورات المسبقة عندما نقرأ، فإن هذه ستكون بداية مثيرة للإعجاب؛ لا تُمْلِ على الكاتب ما يفعله، في محاولة منك لأن تصبح هو؛ كن ذلك الزميل الذي يسانده ويتواطئ معه؛ إذا تراجعت عن ذلك، وأصدرت حكماً مُسبقاً في البداية، ستمنع نفسك من الحصول على أي فائدة دسمة مما تقرأه؛ لكن إن فتحت عقلك بقدر ما تستطيع، ثمة علامات وتلميحات تسبق صفاءً غير محسوس، وتصدر من انعطافات الجمل الأولى في الكتاب لترمي بك إلى وجود شخص آخر مختلف؛ أقحم نفسك أكثر فيما وجدت نفسك، وانغمس في هذا الأمر، لتجد بأن الكاتب العظيم يعطيك، أو يحاول أن يعطيك شيئاً أوضح؛ لأنه يحاول أن يقدم لك خلاصة فكره في مجموعة من الأفكار، قد إكتسبها بعناء من تجربته الشخصية، فهو بذلك يوفر علينا الجهد والوقت، لننطلق نحن أيضا في تكوين ملكة أفكارنا، والبحث عن حلول لكل مشاكلنا التي تقع على عاتقنا، وهذا التفكير الإيجابي، والفكر المستنير هو ما سنتكلم عليه في المقال السابق، فكن على إستعداد، وهيء عقلك، ومرّنه جيدا حتى يصبح عقلا متفتحا..لا عقلا مغلقا..

    ها أنا الآن أُنهي معك جلستي الأولى، وأختم حواري عن القراءة، لأجمع أفكاري في حقيبتي العقلية، وأرحل، بحثا عن الجزء الثاني من المقال، والمتمثل في " المفكر الحكيم"، ثم يليه الجزء الثالث " الكاتب العظيم"..وذلك وفق ما طرحته في العنوان الكبير أعلى هذه الفقرات..

    لذا؛ كن متأهبا وذوهمة عالية، لأنني لن أتوقف عن وخزك بهذه الأفكار، أو لأنني أودك أن ترتقي من هذا القاع المزدحم بالأفكار الساذجة...لن أتوقف حتى تتراءى لي بوادر الإستجابة منك، للبدئ بصنع هذا العالم الذي نطمح إليه، وأعلم جيدا عزيزي القارئ أنني لا أكتب – أبدا – لأصحاب العقول المغلقة التي تضع التقاليد فوق التطور، ويتهربون من القضايا الشائكة خوفا من سلطان جائر، أو سجنا غابر، وتستسلم للخرافات التي ينثرها كتاب اليوم وخطباء المنابر، والذين يعتقدون في الفقر زهدا، وفي الذل عبادة، وفي الخيانة صلاة وتقرب من الله عز وجل، فأنا أكتب لتلك العقول التي ترحب بالأفكار النهضوية..التحررية .. التنويرية، والتي تجترئ على تخطيط المستقبل، وتضع البرامج للحياة، وتدقق في حساباتها، لأنني أعلم يقينا بأن هذا ما أراده الله للإسلام والمسلمين، لأن الآخرة ليست بمنقطعة عن الدنيا، والدنيا هي الباب الذي ندخل به للآخرة، لهذا يقول الله عز وجل في سورة القصص: " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" - (77(- ولا تنس نصيبك من الدنيا، وهؤلاء الذين يصرخون بأعلى أصواتهم، ويتباكون، ويدعون إلى الآخرة، هم سبب مصائبنا، لأن قلوبهم ممتلئة بالدنيا، فأرادوا أن يمتلكوها كما إمتلكها قارون سابقا، فغلفوا أدمغتكم بالآخرة...ووجهوكم حسب نيتكم، فتركوا الجهل يتفشى بينكم كداء الطاعون، حتى أصاب من أصاب، وماتت الأمة بين أيدي هؤلاء الخونة، فراجعوا تاريخكم، وإبحثوا في تراثكم، وأطلبوا العلم لله، وليس لشيء غيره..وأنا على يقين بأن العلم سيحرركم من بؤسكم، وينصركم على ذلكم، ويقربكم من الله..بمعرفة وإدراك تام.

    وهؤلاء..أصحاب العقول المغلقة لا يقبلون معادلة المنطق التي يتقبلها العقل بأريحية تامة، لأنهم إرتضوا لأنفسهم الجهل، ووضعوا الجلباب واللحية والعطور...بما فيها من راحة وترفيه...فوق العقل/الفكر...هؤلاء هم علة تأخرنا.

    ويؤسفني جدا أن أختم قولي بهذا، لأنني أعلم يقينا أيضا أن الكاتب عندما يكون منفردا في كفاحه، سيكون أشبه بالفدائي في ساحة المعركة، ولكن لا يزال الأمل يدق أبوابي، لأنني أشعر بوجود الله بجانبي، فلن يضيع عبدا.كانت نيته لله خالصة..

    قائمة المراجع:

    راضي النماصي، داخل المكتبة خارج العالم: نصوص عالمية حول القراءة، أثر للنشر والتوزيع، السعودية، 2016

    محمد عدنان سالم، القراءة أولا.

    محمد صالح المنجد، كيف تقرأ كتابا، دار الوطن، الرياض، 1995

    طاهري فاطمة، ظاهرة العزوف عن القراءة، مركز جيل البحث العلمي، نقلا عن:

    http://jilrc.com

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية