منذ نعومة أظافرنا ومنذ دخولنا للمدرسة ونحن ندرس عن الفصول الأربعة الصيف الخريف الشتاء والربيع، وكنا ندرس مزايا كل فصل وصفاته. ومن الفصول التي تتصدر المشهد دائما فصل الصيف والربيع، حيث إن الصيف يستمتع الناس في البحر وفي الشواطئ الجميلة حول العالم وبحمامات الشمس والملابس الملونة الجميلة، أما بالنسبة للربيع فكان دائما يرتبط بجمال الورود والأزهار والجو المعتدل. بينما فصل الخريف كان مظلوما ودائما يستخدم ككناية عن كبر السن وبداية الشيخوخة وانتظار الموت.
منذ صغري وأنا أعشق السفر والترحال، فكلّ تفاصيل السفر تسعدني من التخطيط إلى الاستعداد إلى مرحلة إعداد حقيبةالسفر إلى مرحلة إنهاء إجراءات السفر ومن ثمّ الفندق ومن ثمّ التخطيط للرحلات داخل الوجهة السياحيّة، هناك دائما متعة ولذّة في كل شيء بل فائدة في كل خطوة، وهناك مشاعر حزن كانت تتولّد لدي عند انتهاء الإجازة والعودة إلى الوطن. وأنا صغيرة كنت أعتقد أنّها مشاعر طفوليّة ستنتهي عند الكبر.
في هذا الصيف كنت في زيارة إلى منطقة البحيرات في بريطانيا، وهناك حجزت في رحلة لرؤية العشر بحيرات الموجودة في تلك المنطقة، وأثناء الرحلة توقّف بنا المرشد السياحيّ عند حديقة دفن فيها الشاعر المشهور William Wordsworth. وعند مدخل الحديقة كان هناك مخبز صغير لبيع بسكويت الزنجبيل Bread، ولقد تفنن المرشد السياحيّ في وصف هذا البسكويت وكيف هو من ألذّ المخبوزات في هذه القرية Casmary وأننا يجب أن نتذوّقه لأنّه وصفة شهيرة اشتهرت بها هذه القرية، ووجدت طابورا طويلا مصطفًّا لشراء هذا البسكويت فقلت في نفسي لا بد أنّه لذيذ جدّا فوقفت معهم في الطابور حتى أشتري هذا البسكويت، وعند وصول دوري سألتني كم قطعة تريدين؟ فطلبت ٦ قطع وذلك بناء على كلام المرشد ورؤية كل هؤلاء الناس الواقفين بالدور لشرائه، وبعد الشراء والتجوّل في الحديقة ورؤية قبر الشاعر المعروف Wordsworth. ركبنا الحافلة مرّة أخرى للانتقال إلى مكان آخر وأثناء جلوسي في الباص مددت يدي إلى داخل الشنطة لأتذوّق بسكويت الزنجبيل وأنا أمنّي نفسي بالطعم اللذيذ الذي سيدخل فمي، ومع أوّل قضمة لسعتني حرارة الزنجبيل ولكني واصلت المضغ مدّة، ثمّ قلت لنفسي امم إنّه ليس بتلك اللذّة التي وصفها، فهو كطعم أي بسكويت عاديّ، وربّما لدينا في الكويت ما هو ألذّ منه بكثير، لم أكملها، ووضعتها داخل الكيس مرّة أخرى، ثم وضعتها في الشنطة.
يحتفل العالم في 23 يونيو من كل عام باليوم العالمي للخدمة العامة، وذلك تكريمًا لجهود الموظفين العموميين في جميع أنحاء العالم، وتقديرًا لمساهماتهم في بناء المجتمعات وتقدمها.
وتعود جذور يوم الخدمة العامة إلى عام 2003، عندما صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتخصيص يومٍ سنويٍ للاحتفال بجهود الموظفين العموميين.
جاء هذا القرار إيمانًا من قبل الأمم المتحدة بأهمية الخدمة العامة ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الحكم الرشيد وتحقيق الازدهار لمختلف المجتمعات، كان هذا القرار نتيجة لجهود في هذا الصدد، من أبرزها:
أولا: بدأت فكرة الاحتفال بيوم الخدمة العامة تتبلور في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، من خلال نقاشاتٍ ومبادراتٍ دوليةٍ مختلفةٍ، ركزت على أهمية دور الموظفين العموميين في التنمية.
ثانيا: أصدرت الأمم المتحدة في عام ١٩٩٨ تقريرًا بعنوان "الخدمة العامة في القرن الحادي والعشرين"، دعا إلى اتخاذ خطواتٍ ملموسةٍ لتحسين أوضاع الموظفين العموميين وتعزيز قدراتهم.
خدعوك فقالوا إن الإدارة علم وفن معا، وهو ما أدى إلى مشاكل في إدارة العديد من المنظمات وقصور في إدارتها وبالتالي تراجع أدائها المؤسسي؛ بسبب أن هذه المنظمات أديرت بأسلوب الهواة وليس بأسلوب احترافي وباسلوب التجربة والخطأ، وحتى وإن تحققت الفاعلية Effectiveness في تحقيق أهدافها، فيكون ذلك على حساب الكفاءة Efficiency والتي تعني ببساطة تحقيق الأهداف بأقل موارد ممكنة وفي أقرب وقت ممكن.
نسمع كثيرًا كلمات مثل: يعجز اللسان عن التعبير، أو الكلمات لا تعبّر عمّا يجول في خاطري، أو الموقف جعلني غير قادر على الكلام، وغيرها من التعابير والكنايات التي تعبّر عن شدّة الصدمة، أو شدّة الإعجاب. ولكن لأوّل مرّة في حياتي أحسّ بمعنى هذه الكلمات، لأوّل مرّة أحسّ بقوّة الفقد، ولأوّل مرة أحسّ بقوّة الألم. الألم الذي تحسّ معه أنّك غير قادر على التنفّس، الألم الذي تحسّ معه بأنّك غير قادر على الردّ. ألمٌ يمنعك حتّى من سماع كلمات المواساة؛ لأنّ كلمات المواساة غير كافية. لم تكن خالتي التي فارقت الحياة منذ أيّام شخصًا عاديًّا. كانت تمثل كل القيم الجميلة في حياتي، كانت هي الحبّ والحنان والابتسامة والاحتواء والأمان. رغم فقدي لوالديّ في سنّ صغيرة إلّا إنّني لم أشعر يومًا باليتم، وذلك لأنّها ربّتني واحتوتني وعوّضتني عن كلّ فقد وألم. هي تمثّل قيمة الحبّ غير المشروط، لا تريد من وراء محبّتها أيّ مقابل. لا أتذكّر أنّها في يوم من الأيّام آذت أحدًا. كانت حنونة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، حنونة حتى على الحيوانات، وكانت تعشق القطط بشكل كبير.
بنفسجي، موف، أرجواني، باذنجاني كلها أسماء لدرجات من اللون البنفسجي لون الملوك كما يطلق عليه وسبب تسميته بلون الملوك هو صعوبة استخراج هذا اللون في الماضي فلقد كان يستخرج من نوع معين من الحلزونات فكلمة اسمه حلزون الموركس ولذلك فإن عمل رداء مصبوغ باللون البنفسجي كان يتطلب صيد آلاف من الحلزونات لذلك كان هذا اللون مقتصر على الملوك والطبقة الراقية في المجتمع وبسبب غلائه نجد أن اللون البنفسجي لا يتواجد في أعلام الدول، وذلك الى أن اكتشف الكيميائي وليام هنري بيركن بالصدفة تركيبة اللون البنفسجي وذلك عند محاولاته اختراع علاج الملاريا حيث سجل براءة اختراع لهذا اللون وربح منه الملايين وترك الجامعة ومنذ ذاك الوقت لم يعد اللون البنفسجي مقتصرا على الملوك والنبلاء بل اصبح متوافرا لعامة الشعب. ورغم استخدامه من قبل عامة الشعب إلا أن هذا اللون لازال لديه هيبه وتأثير يختلف عن بقية الألوان كلها وربما يرى البعض بان روعة التاج البريطاني تعود الى الماسة الكبيرة التي تزينه والتي تعود الى الفترة التي استعمرت فيها بريطانيا الهند، ولكن بالنسبة لي روعه التاج البريطاني تعود الى لونه البنفسجي المتألق. هذا اللون يتناسب مع معظم الألوان ويضفي على كل شيء فخامة ورقى.
ليس من عادتي أن اكتب عن موت الملوك والشيوخ والأمراء، حتى لو كنت معجبة بسيرتهم الذاتية وأدائهم السياسي، ولكني لا أعرف لماذا وجدت نفسي اكتب بعد إذاعة خبرة وفاة قائدنا وراعي مسيرتنا الشيخ نواف الأحمد الصباح. وربما الكتابة تجعلني أعبر عما يجول في خاطري تجاه هذا الإنسان الذي لم نر خلال فترة حكمه إلا كل خير كان إنسانا متواضعا زاهدا قليل الكلام هادئا ويملك حبا كبيرا وعشقا لهذه الأرض. ورغم فترة حكمه القصيرة إلا أنه امتلك قلوب شعبه بطيبته وقربه من الله سبحانه وتعالى، كان حريصا على الصلاة في أوقاتها في مسجده مسجد بلال بن رباح يدخل المسجد دون موكب ودون حراسة يصلي بين الناس وكأنه واحد منهم. وفي أيام شبابه كان يحضر احتفالات الكويت في العيد الوطني ويشارك في رقصة العرضة الشهيرة حاملا السيف ومشاركا للشعب أفراحهم، لم نر منه إلا كل خير وحب وتواضع وزهد. وفي أيامه الأخيرة عفا عن كل الكويتيين المحكومين بقضايا رأي وقضايا سياسية دون أية شروط ودون أن يطلب منهم الاعتذار، وحتى خلال فترة تنفيذهم للحكم وبعضهم لاجئ سياسي في دول أخرى لم يتم التعرض لأهلهم في الكويت بأية مضايقات أو ضرر. هذا الإنسان مر ولم يضر نسأل الله أن يرحمه وأن يتقبله قبولا حسنا وأن يحفظ كويتنا من كل شر وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان.
الصفحة 1 من 78