في الوقت الذي تكافح وتتصارع الأمم فيما بينها من أجل الاستحواذ على أسرار العلم .. والبحث عن التقنيات العالية لتذليل العقبات الحياتية .. نجد عندنا للأسف الشديد من لا يفقه شيئا في تراكيب الحروف وقراءتها بشكل سليم . إمام موظف في إحدى الدوائر الجزائرية رغم أقدميته فهو لا يحسن قراءة النص الذي بين يديه ولو كان النص بغير العربية مكتوبا لرفع عنه الحرج .. ولقلنا انه معذور في ذلك ولكن النص كان مكتوبا بالعربية الفصحى التي لا يعرف سواها فالرجل يؤم الناس كل سنة أيام التراويح في شهر رمضان وهو يحفظ القرآن "كالماء كما يقال "، ورغم هذا فقراءته لنصوص خطب الجمعة القادمة من مديرية الشؤون الدينية ليست على ما يرام .. وكم وضع هذا الإمام المصلين في حرج .وأنا كاتب هذا السطور أولهم .. عندما يبدأ قراءته أو بالأحرى جمله المبتورة المعاني .. المبهمة التراكيب . بصراحة ما الشعور الذي يمكن أن نبديه حيال كل هذا .. وما الذي بوسعنا أن نقوله ؟
إن الواحد منا يقصد المسجد يوم الجمعة تحديدا من أجل تجديد إيمانه .. ورفع معنوياته الدينية ..
ولكن صراحة تصادمنا مع هذا الصنف من الأئمة يجعلنا نفقد كل حلاوة كانت لزاما علينا إيجادها
داخل بيت الله وأمثال هذا الإمام تعج بهم الساحة و ان اختلفوا فيما بينهم بعض الشيء .هناك إمام آخر من نفس الدائرة لا يحسن القراءة فقط .. بل يفبركها فبركة .. تصوروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " المؤمن كيّس فطن " يقرؤه هذا الإمام " المؤمن كيس قطن "كما يشرحه
ببراعة فائقة إذ يقول : أن المؤمن يجب أن يكون قلبه أبيضا ككيس القطن الشديد البياض . أ لا يوجد ما هو أكبر من هذا إهانة للعلم أولا .. وللذين يرتادون المسجد ثانيا ..؟ إذا كانت
هذه حال الإمام الذي من الواجب أن يكون عليما وحكيما وقارئا جيدا للنصوص. فكيف تكون حال بائع البطيخ إذن ... إنها الأزمة الحارقة. والازمة إذا ما أصابت أمة فهي لا تترك شيئا حتى تجعله قاعا صفصفا .

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية