فجعتَنا أبا محمدٍ وما قمنا بعدُ عن لحدِ شيخنا ولا جفّت مآقي فلسطينِنا عن صاحبيْكَ ساعة
فجعتنا يا أسد الله ويا أسدَ الأقصى ويا سبعَ فلسطينَ عميقاً عميقا
وأثقلتَ علينا فما أسعفتْنا في ترجّلكَ غيرُ آيةٍ من كتاب اللهِ وتكبير ٌوحوقلة ولا نقولُ إلا ما يرضي ربنا
وإنا على فراقكَ لمحزونون ..... يا أيّها الحبيب
رثى الشهيدُ الشهيدَ يا أبا محمد فاعتذرت منا القوافي وأعيتنا الحروف ُ وانفلتت ْ من عقالها
فكيفَ تريدنا أن نرثيكَ وكيفَ ترانا نبكيكَ اليوم قائدا وأخا وصديقا وزميلا وشاعرا وأديبا ًوحبيبا
وأفصحَ البليغُ وأبانَ الفقيهُ وأنارَ العالِمُ وأوسعَ صاحبُ الفكرِ وقدَّم َ البرهانَ فما أبقيتَ ما نغفلُ عنه فيكَ
ولا أبقيتَ ما نستدركهُ عليكَ غارساً وفارسا
لكَ اللهُ يا أبا محمدٍ علماً في من أحبَّ واجتبى
لكَ اللهُ يا أبا محمدٍ ممن بالنواجذِ لزمَ واستمسكَ على حبلهِ فما فرَّطَ ولا زاغَ ولا هوى
لكَ اللهُ يا أبا محمد ...

لكَ اللهُ من مجيدٍ فذٍ في حياته وقضائه ِ
لكَ اللهُ من صادقِ الوعدِ ، غزيرِ الودِّ ، طيِّبِ القولِ وحافظِ العهدِ
لكَ اللهُ يا عبدَ العزيز
استعجلتَ الولادةَ في الشهادةِ حتى تبلغَ مأمنكَ وحلمكَ فصدقتَ اللهَ مُنيةً وأجابكَ في الذي أردت منيَّة ًحباً لمقدمكَ عليه
واخترتَ يومَ الأسيرِ لتفكَّ في استشهادكَ القيدَ عن معصمِ القلوبِ والبصائر ِ علَّها تبصرُ وترى في شهادتكَ وصبرك
وأجبتَ على صلفِ الطاغوتِ فانطلقت روحكَ في غمامِ الرياحيين ِ عائدةً مع الملائكِ إلى فلسطينَ التي اغتصبوا وإلى الدار التي نهبوا وإلى مراتعِ الشباب والصبا ومنى العين والقلبِ في هاتيك الربى ورغم أنوفهم جميعا
قطعوا بفأسِ حقدهم شجر زيتوننا لانهم لا يفهمون لغته ولا يأنسونَ لما يعنيه فامتلأ الترابُ زيتونا قادما واختاروا بوهمهم أن يغتالوا جسدك حتى يغيّبوكَ فذهبت شهيداً وراحوا قتلى على يد من سيمتلأ بهم الوطنُ فدائيين وزيتونيين
وصدقت فهم لا يفهمون إلا لغة الحراب ولا يتخاطبون بغير الخراب
لكَ اللهُ من مرجِ الزهورِ إلى مرجِ الرضوان فما أكرمكَ راحلا ً وماثلا ....

وما بدّلوا تبديلا
فهنا أبناؤكَ وإخوانكَ وأصحابكَ كما كنتَ بينهم يسارعونَ إلى ما وثّقوا به العهدَ فلا تحزن أبا محمد
وهناكَ من أبناءِ الأمةِ التي أحببتَ والتي أقمتَ يومكَ وليلكَ على ندائهم واستنفارِ خيل الله بينهم على الوعد من يعدّ العدة وينادي للقدس بالملايين
أما (عربلوج) فهم كما هم وعلى حالهم الذي تركت أمس القريب بينَ أيدي العلوج فلا حميّةَ الجاهليةِ أدركوا ولا عزة الإسلام ِ أبقوا خيارهم الاستراتيجي هو الخزي والعار وهمّهم الدنيا التي ركلتهم بالوحلِ والشنار
فلا تسأل إلا عن صاحبِ الروح ِ فصاحبُ الجسدِ رتقٌ من الوحلِ لا يصلحُ للنهوضِ وقد أعيتهُ الكسوح

سألت لم اغتالوا شيخنا الجليلْ
واستوثقتَ بما في كتابِ الله عليه دليلا وقلت هم قاتلو الأنبياء ومفسدو الأرضِ وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ولكل أجل كتاب فهم لا يستقدمون ولا يستأخرون إن جاء الكتاب
وقلتَ نوره أسطع من لمع الصواريخ وتمنيت إن جاء الكتاب فبالذي قضى عليه شيخنا وسمع الله من فوق سبع ٍ فأجاب
وسألت فيم تفاوضون وقل لي بربك علام يلهثون
وحذّرتَ من النكوص والقعود وقلت قم للوطن ولا خيار سوى المقاومة فكنت من أوائل القائمين ومن أوضح الصادقين في قوله وما طابقه عمله فصدقت الجوارح عما قرَّ في القلبِ من عظيم الإيمان وصدق اليقين
وحمدتَ الله وأثنيت عليه حيا وقصدت الصّبر وحثثت عليه أبيا وصدحت آذن الليل بالرحيل وأزف الموتُ بالمقيل ِ وأزهر الفجرُ وعلى شروقه القادم ألف دليل
وعلّمت لكي يكون لنا وجود " :
وإذا القلوب توحدت فغدت صفـاً بحبـل الله تعتصمُ فلواؤها النصرُ الأكيدُ فلا فرعونُ يحجبــُه ولا إرمُ "
وستتوحّد القلوب ويقام غزلُ الحبلِ رافعاً لواء الله في أرضِ الرباط أبدا ولو بعد حين ........

ولن نفقدَ بعدُ البوصلة يا عبد العزيز
وسيبقى الشعبُ الذي أحببت على وعيه وتلاحمه بالبندقية حتى كل التراب
وسيبقى نيسان الذي غادرت أبياً عزيزاً حاملاً وصفةَ كسر القيدِ عن المعصم ِ ووفاءَ الحبيبِ إلى وصيةِ الضيغم ِ
ولادة في الشهادة يا أبا محمد
ولادة في الشهادة يا أسد الله
عهدٌ نجدّد فيه ونجدّدُ به ولا نتمنى إلا ما تمنيت فإما حياة تسرّ الصديق وإما ممات يغيظ العدى
اللهم فاكتبنا من الشهداء وأكرمنا على الأحياء واقبلنا من جندك الأوفياء ولا نامت أعين الجبناء ....

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية