علـى مدى الأسبوعين الفائتين أودعت منطقـة ( مشرف ) * عدداً من أبنائها البررة في ثرى الوطــن الغالي ، وهم أولئـك الشباب الذين قامــت القــوات البعثية الغازية في 21/10/1990 م باعتقالهم واعتقال عوائلهـم بعدهم بفترة وجيزة .
وقد أنعم الله تعالى على تلك العوائل المرابطة من شيـوخ ورجال ونساء وأطفال ( مشرف ) الصامدة بالفرج والتحرير من سجون نظام بغداد البائد ، كما أنعم الله عز وجل على أسراهم الأعزاء بنيل مرتبة الشهادة في سبيله سبحانه . والشهادة ثمرة عظيمة لأداء فريضة الجهاد في سبيل الله ، قال الله جل وعلا في فضلها : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ، بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم الله من فضله ، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ، ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ، وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في بيان حفظ الله تعالى للشهداء : ( ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة ) فالحمد لله على ذلك ، وهاهو الشاعر يقول في فضل الشهادة :
ما لنا نخشى الشهادة وهي تـاج للعبـــادة
قَتْلُنــا فــي الله خلـــدٌ بل وحسنـى وزيـادة
ما لنا نخشى الشهادة وهي قربى وسعادة
كل حــي سيــوافــي ساعة الموت معــاده
وقد شرفني إبنا العم شاهين وفهد بكونهما عضوين في مجموعة ( مشرف ) للمقاومة والتي كتب الله تعالى لأعضائها الشهادة ، وزادني شرفاً أنهما ابنا عمي الأسير والمرابط / أحمد ماجد الشاهين الذي اختاره الله إلى جواره في سنة 2003 م المنصرمة، وكيف لا أتشرف بذلك ! والرسول عليه الصلاة والسلام قد قال : ( يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته ) .
وتجدر الإشارة إلى أن ما قدمته ( مشرف ) للكويت هو واجب وطني تسابقت مناطق الكويت كافة في أدائه ، ولكنني أتباهي به لكونه باب عظيم من أبواب الخير تميزت به منطقتي العزيزة ، والله تبارك وتعالى قد قال وقوله الحق : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) .
وفي الختام أوجه خالص مواساتي بل مباركتي للعائلة الكريمة ولعوائل شهداء مجموعة ( مشرف ) خصوصاً وشهداء الكويت الحبيبة عموماً ، وأسأل الله تعالى أن يتقبل شهداءنا في الفردوس الأعلى ، وأن يشفعهم فينا ويلحقنا بهم في جنان الخلود ، وأن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين جميعاً ، والحمد لله أولاً وأخيراً .
_____________________
* مشرف : منطقة سكنية كويتية .