عنوان هذا المقال هو اسم ( سابق ) لمسرحية هزلية كويتية من يجري عرضها خلال أيام عيد الفطر المبارك ! وقد سعدت بقراءة التقارير التي تتحدث عن تحفظ الجهة المختصة بالرقابة على اسم هذه المسرحية ، وذلك لوجود الاعتراضات التالية لي عليها :

1- إسلامياً : إن ما يجري بالفلوجة وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع المقاومة العراقية وأساليبها ، ليعتبر مأساة إنسانية بكل معنى الكلمة قد نختلف على المتسبب بها ولكننا قطعاً متفقون على أن الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال المسلمين يذهبون ضحيتها ! واستخدام اسم هذه المدينة العراقية في عمل كوميدي على هذه الشاكلة يعد استفزازاً صارخاً لمشاعر المسلمين في الكويت والعراق وغيرهما من البلدان .

2- عربياً : عندما يقف الحزب الإسلامي العراقي وهيئة العلماء المسلمين والسيد مقتدى الصدر وقطاعات مختلفة من الشعب العراقي ضد الهجوم الأمريكي على تلك الفلوجة ، فإن ذلك يعني وجوب الحذر عند التعامل مع هذه القضية تأييداً أو رفضاً .

كيف لا ؟ والعراق - بإجماع كل الأطراف والطوائف والتيارات - مازال يفتقد لحكومة ديمقراطية منتخبة .

3 – وطنياً : إن استفزاز مشاعر المتعاطفين من كل ضحية بيئة تسقط في الفلوجة خصوصاً وفي العراق عموماً ، بغض النظر عن اختلافنا في تحديد المسؤول عن سقوط تلك الضحية ، لهو مساس بالوحدة الوطنية داخل الكويت والمصالح الوطنية خارجها .

أما القول بأن هذا الهجوم مشروع على مقاومة خارجة على القانون الدولي فهو أمر أختلف معه تماماً ، وتعارضه معي : الأمم المتحدة والمواثيق الدولية والشرائع السماوية .

وإن كان استخدام اسم ( كويتي في الفلوجة ) متوقع من شريحة الفنانين الذين قاموا بإعداد مثل هذا العمل الهزلي ، إلا أن موقف مجلس الثقافة والفنون ووزارة الإعلام كان غريبٌ للغاية !

فقد كان اعتراضهم على كلمة ( كويتي ) وليس على استخدام كلمة (الفلوجة ) ، وهي المدينة العراقية التي يتساقط الأبرياء فيها كل يومٍ بدون ذنبٍ اقترفوه ، ولذلك تفتق ذهن الجهة المختصة عن تغيير الاسم إلى ( حب في الفلوجة ) !

وهذا يمثل استفزازاً سافراً للمشاعر الإسلامية واستهتاراً واضحاً بالشعور القومي والوحدة العربية وتضييعاً بخساً للمصالح الوطنية ، ولا بد من وقفة جادة تجاه هذه المسرحية الساخرة طالما لم ينتهِ عرضها حتى الآن .

ختاماً : لقد طالب الحكماء دوماًً بتقديم الأفعال التي تعكس الصورة الإيجابية والحقيقية لدولة الكويت تجاه القضايا الإسلامية والعربية ، ولكن يبدو أن البعض مصرون على إغراقنا بمستنقع الكراهية والأحقاد ! اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون .

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية