أن نسمع من الناس البسطاء عبارات اللامبالاة والحث على انغلاق الكويت على قضاياها المحلية ، هو شيء متوقع منهم - وإن كان غير مقبول ولا معقول - فهو إحدى التأثيرات السلبية الباقية للاحتلال العراقي الظالم لأرض الكويت المسلمة والمسالمة .

أما أن نسمع ذات اللهجة الانعزالية من شخصيات عامة مثل رئيس إحدى السلطات الثلاث في الدولة و رئيس تحرير إحدى الصحف اليومية الخمس ، فهذا شيء غير متوقع وغير مقبول في آنٍ واحد ! وقد صدرت مثل هذه الدعوات غير الموفقة لتحاول إيقاف مظاهر التضامن الشعبية النبيلة والحكومية الخجولة ، مع أهالي الفلوجة خصوصاً والشعب العراقي عموماً ، ومن تلك المظاهر الإيجابية ما يلي :

1- تشكيل اللجنة البرلمانية للتضامن مع الشعب العراقي .
2- بيان القوى السياسية الإسلامية ( سنية / وشيعية ) ضد الهجوم على الفلوجة .
3- مداخلة النائب د.وليد الطبطبائي الشجاعة بفضائية ( العربية ) دفاعاً عن حق العراقيين بمقاومة الاحتلال.
4- قافلة الإغاثة الكويتية للشعب العراقي المتضرر من الهجوم الأمريكي على مدينة الفلوجة .

وقد أعجبتني مثل هذه التحركات الشعبية من عدة جوانب لعل أبرزها :

أولاً - أنها استنكرت الممارسات الوحشية التي ارتكبها البعض بحجة مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق، أسوة باستنكارها للممارسات البشعة التي يقترفها الجيش الأمريكي هناك .
ثانياً - لم تأخذ منحى طائفي بل ركزت على البعد الوطني والعربي والإسلامي العام للشعب العراقي ، وأن ما مس الفلوجة اليوم قد مس النجف بالأمس .
ثالثاً - تنسجم مع حقيقة وواقع كون العراق دولة تربطها بالكويت علاقات جوار ومصالح تجارية وسياسية وصلات اجتماعية وطيدة .

ختاماً : إن كان لسان حال بعض الانعزاليين يردد ( لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم ) تجاه ما يحدث في العراق ، فإن لسان حال مصلحة الكويت وروابط العروبة وأخوة الإسلام قد أعلنها بأن : ( مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
______________________________

* إحنا شكو ! : عبارة استنكارية باللهجة الكويتية تعني ( ما دخلنا نحن ! ) .

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية