إن من يمر في شوارع مدينة الكويت يجد ما يسحر لبه من المباني العالية الجميلة ويرى كذلك على النقيض مباني آلية للسقوط تنتشر على نوافذها ملابس ساكنيها والذين لم يجدوا مكاناً لنشر ثيابهم إلا عليها، فعاصمتنا تجمع ما بين سحر مباني نيويورك و كوالالمبور وبين مظاهر شوارع نيودلهي أو كراتشي الفقيرة ، إن المباني القديمة بل الأثرية المنتشرة في أنحاء مختلفة من مدينة الكويت هي تماماً كمثل النقاط السوداء المنتشرة في ثوب أبيض ناصع البياض ، فالناس ترى هذا الثوب متسخ وغير مقبول فهي ترى النقاط السوداء ولا ترى البياض المنتشر في الثوب ولو كان البياض أكثر من النقاط السوداء فالمطالبات سواء من أعضاء مجلس الأمة أو المجلس البلدي لم تسكت لإزالة هذه المباني التي تشوه صورة العاصمة والتي تمخضت عنها حملة العاصمة جديدة . إن الحملة التي تقوم بها بلدية الكويت تحت مسمى " العاصمة جديدة " لتدل على نقلة نوعية في مجال التنمية الإقتصادية والعمرانية فالحملة تهدف من خلال برامجها وخططها أن تجعل مدينة الكويت في عام 2007 مدينة نموذجية متطورة ترمز بحق لعاصمة سياسية وإقتصادية لدولة نفطية ومتطورة كدولة الكويت وذلك من خلال تطوير مدينة الكويت بمبانيها الحكومية وشركاتها الخاصة ومرافقها العامة لتكون صورة مضيئة ورمزمشرق لدولة الكويت في الإعلام الخارجي ولتكون كذلك مهوى لأفئدة السياح العرب والأجانب لزيارة الكويت وكل ذلك يصب في تحريك مياه الإقتصاد الكويتي الراكد والذي يعاني من مشكلات كبيرة وهو في دولة تسبح فوق بحيرة من النفط !
إن على المؤسسات الحكومية والخاصة دعم مثل هذه الحملات والتي تساهم بصورة فاعلة في تطوير البنية التحتية والمرافق العامة للعاصمة وتسهم مساهم كبيرة في دعم الإقتصاد المحلي وتشجيع الإستثمارالأجنبي على الإستثمار الإقتصادي في دولة الكويت وتؤدي الحملة كذلك تسهيل الخدمات الحكومية للمواطن من خلال تطوير المؤسسات الحكومية المختلفة وتقديم الخدمة المميزة له ، وكذلك يتوجب على الحكومة تقديم الدعم الكبير لهذه الفكرة التي تصب بشكل مباشر في تطوير مشاريع التنمية الشاملة في البلاد بدلاً من أن تنفقها على إقامة محطة كهربائية في لبنان أو تعبيد شوارع الخرطوم فالأقربون أولى بالمعروف .
في أواخر الثمانينييات كانت الكويت تشهد قفزة كبيرة من مجال المؤسسي وتقدماً كبيراً في المجال الإقتصادي على مستوى الخليج حتى أطلق عليها الكثيرون ألقاب مختلفة كدرة الخليج وعروس الخليج ولكن ولأسباب عدة ربما أولها هو دخول الأرعن صدام حسين وإحتلاله للكويت من أعاد عجلة التنمية عدة سنوا إلى الوراء ولكن وبتوفيق من الله عزوجل وبإخلاص المخلصين من هذا الشعب بدأـ الكويت تستعيد ماكانتها الإقتصادية بين دول المنطقة والدليل على ذلك هذه الحملة المميزة ،
إن التطور الإقتصادي والتجاري الذي تميزت به في الفترة الأخيرة مدينة دبي كان مشابها بصورة كبيرة للأسلوب الذي تنتهجه بلدية الكويت ومؤسسات الدولة في هذا الوقت من خلال تطوير المؤسسات الحكومية ودعم الشركات الخاصة وتجهيز المرافق العامة والسياحية بكافة التجهيزات التي تجذب الزائرين من مختلف أرجاء المعمورة وتشجيعها أيضاً للإسثمار الأجنبي للإستثمار في دبي من خلال تقديم الخدمات والتسهيلات للمستثمرين الأجانب .
إن هذه الحملات لتفتح الباب واسعاً لحملات أخرى تساهم في مشاريع التنمية الشاملة ولماذا لا يكون هناك حملة لتطوير المراكز التجارية وحملة لتطوير وتجديد الأسواق الشعبية وحملة كذلك لإعمار المساجد والمتاحف وغيرها من الأمور التي تعطي من يزور دولة الكويت نبذة مختصرة عن هذه الدولة المتقدمة ولتعيد للكويت بريقها بين دول المنطقة .