ليسمح لي الإخوة في قائمة "الوسط الديمقراطي/ جامعة الكويت" بأن أقتبس شعارهم الدائم، مستبدلاً الكلمتين الأخيرتين منه بكلمتي (الإرهاب والتطرف) ومكونًا منه عنوان هذه المقالة.
حيث أنني أؤمن أن للإرهاب أشكالاً شتى وللتطرف صورًا متنوعة، يجب الوقوف ضدها جميعًا دون تمييزٍ أو تبريرٍ لأيٍّ منها دون الآخر، وأبتدئ مقالتي بالدعوة لرفض التطرف ومحاربة الإرهاب الذي ينتسب زورًا وبهتانًا لديننا الإسلامي العظيم، أما الصور الأخرى من الإرهاب والتطرف الواجب رفضها فتتمثل بالتالي: 1- التطرف الإعلامي ضد تعاليم الدين وأخلاق المجتمع: حيث نلاحظ في الفضائيات الرسمية والخاصة – إلا من رحم ربي سبحانه – تطرفًا في مخالفة تعاليم الدين وتحدي أخلاق المجتمع، وهو ما يعد أحد أبرز أسباب انحراف فئة من الشباب والفتيات وكثرة الجرائم والمخالفات في مجتمعنا.
2- الانحياز الصحفي ضد التيار الإسلامي: فما تشهده صحفنا اليومية الخمس من محاباة للتيار الليبرالي الحاقد على حساب التيار الإسلامي، يمثل تطرفًا وانحيازًا لشريحة ضئيلة ضد قطاع عريض من المجتمع الكويتي المحافظ، خصوصًا وأن دولة الكويت لم تشهد فتح باب تراخيص الصحف منذ مدة جاوزت الربع قرن!
3- التطرف الإباحي والخلاعي في المجتمع: حيث أنه كما توجد لدينا فئة (أفرطت) في تعاملها مع النصوص والأوامر الإسلامية الحنيفة، ففسرتها على شكلٍ منافٍ لحقيقتها الإنسانية والواقعية الصالحة لكل زمان ومكان، فإن هناك فئة (فرطت) في تطبيق تلك النصوص وانتهكت الأوامر المقدسة وارتكبت المحرمات وروجت للإباحية والخلاعة في المجتمع الكويتي، وما ظهور جماعة من "عباد الشيطان" وانتشار المسكرات والمخدرات، إلا بعض صور هذا التطرف الذي لا يقل في خطورته عن التشدد الإسلامي.
وكم كان مميزًا تعامل مجلس الوزراء الكويتي مع ظاهرة الإرهاب، حيث قرر المجلس تشكيل لجنتين: إحداهما لدراسة ومعالجة التطرف الديني والحوادث الإجرامية التي ارتبطت به مؤخرًا، والثانية لدراسة ومعالجة التطرف اللا أخلاقي الذي أصاب فئة – قليلة ولكن تهمنا– من شباب وفتيات هذا الوطن، حيث دل تشكيل هاتين اللجنتين على وعي الحكومة بشمولية مفهوم التطرف والإرهاب الذي تحاول الدوائر اليمينية والصهيونية ربطه قسرًا بالإسلاميين!
ختامًا : أسأل الله تعالى أن يحفظ الكويت وأهلها من كل مظاهر الإرهاب وجميع أنواع التطرف، وأن يعمر دارنا وسائر ديار المسلمين بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والله أكبر ولله الحمد.
ومضة: إن الخطأ أكبر الخطأ، أن تنظم الحياة من حولك، وتترك الفوضى في قلبك! (مصطفى الرافعي).