وقد طلبت المجلة الأسبوعية من القراء العرب ترشيح الشخصيات التي يرونها الأبرز والأنجح في الوطن العربي . من مختلف التخصصات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية وغيرها، وإرسال هذه الترشيحات عبر فاكس المجلة: 4818481-00965 أو بريدها الالكتروني:
وقد راقت لي الفكرة شخصيًا لما فيها من الاحتفاء الواجب والتعريف المفيد بمن لهم أدوار مميزة في مجالات النهضة العربية المنشودة، إذا أن هناك بلا شك نجاحات فردية وإبداعات شخصية متفرقة وسط الفشل الذريع للحكومات العربية والمنظمات الإقليمية، وأردت أن تكون ترشيحاتي لهذا العدد علنية وموجهة بهذه الرسالة المفتوحة لرئيس تحريرها المحترم، أما الشخصيات الثلاث فهي:
الشيخ الشهيد/ أحمد ياسين: فاستشهاده في 22/3/2004 يعد علامة فارقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني، لكونه الشيخ المقعد الكبير وشبه الضرير الذي أقلق الكيان المحتل وأثار رعبه! مما اعتبر لي وللكثيرين من شباب الأمة وفتياتها نموذجًا فريدًا في التضحية والفداء.
هو المجاهد أحمد إسماعيل ياسين المولود عام 1938 ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 1987، تعرض في شبابه لحادث أثناء ممارسته للرياضة نتج عنه شلل كامل في جميع أطرافه.
عمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية ثم خطيباً ومدرساً في مساجد غزة، حتى أصبح في ظل الاحتلال الصهيوني أشهر خطيب عرفه القطاع لقوة حجته وجسارته في قول الحق، كما كان رحمه الله تعالى رئيسًا للمجمع الإسلامي في غزة الذي يعد معلمًا خيريًا وتعليميًا وتشغيليًا مميزًا في القطاع المحتل.
اعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1983 بعدة تهم هي: حيازة أسلحة وتشكيل تنظيم عسكري والتحريض على إزالة الكيان الصهيوني من الوجود، وأعيد اعتقاله في 1989 مع المئات من كوادر حركة (حماس) في محاولة لوقف المقاومة المسلحة، وأصدرت محكمة عسكرية صهيونية عليه حكماً بالسجن مدى الحياة مضاف إليه خمسة عشر عاماً، بعد أن وجهت للشيخ لائحة اتهام تتضمن 9 بنود منها: التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة وتأسيس حركة المقاومة الإسلامية وجهازها العسكري.
وأفرج عنه في 1997 بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بين المملكة الأردنية والكيان الصهيوني ، عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها المجاهد خالد مشعل/ رئيس المكتب السياسي لحركـة (حماس).
أغتيل وهو خارجٌ من المسجد بعد صلاة الفجر، ليختم حياته الزاخرة بالبطولات بعدة طاعات متعاضدة: المشي من وإلى بيوت الله تعالى والرباط على ثغر من ثغور الإسلام والجهاد في أرض الإسراء والاستشهاد في سبيل الله عز وجل! فالله أكبر ولله الحمد، وعلى الخير نلتقي في الجزء الثاني من المقالة حتى نتعرف على ثاني شخصيات العام 2004 العربية الناجحة.