ها أنا أعاود الالتقاء بك أخي القارئ الكريم كي نتعرف على شخصية عربية ناجحة أخرى أرشحها بلا تردد كي تكون ضمن شخصيات 2004 العربية الأكثر نجاحًا، ألا وهي:
حاكم الشارقة/ الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي: ويكفي لندرك جانب من تميز هذه الشخصية العربية الفذة أن نستمع إلى د. بدر الرفاعي - أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وهو يقول: ( كان سموه ومازال أحد رموز الثقافة العربية نظرا للدور الرائد والفريد الذي لعبه كحاكم عندما حول امارة الشارقة إلى إحدى مراكز الاشعاع الحضاري والثقافي، ويكفي أن نلقي نظرة سريعة لكم الأبنية الثقافية والعلمية والتراثية، وكذلك إلى عدد المهرجانات الفكرية والفنية مثل معرض الشارقة للكتاب وأيام الشارقة المسرحية وغيرهما، لنتلمس هذا الدور العظيم والبناء). حيث تحولت في عهد سموه إمارة الشارقة إلى منارة من منارات الثقافة العربية، إذ امتلأت بمؤسسات العلم والثقافة مثل: جامعة الشارقة ومعهد الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة ومعهد الشارقة للفنون المسرحية وكلية الشارقة للبنات ومتحف الشارقة للتراث والمتحف الإسلامي إضافة إلى مراكز الشباب ومنتديات الفتيات وغيرها من المؤسسات التعليمية التي حرص إنشائها لتساهم في دفع مسيرة البناء والتنمية، كما حافظ د. القاسمي على الهوية المعمارية الإسلامية لإيمانه بتأثير طابع العمارة على طبع الإنسان ووجدانه.
وأقتبس جانبًا آخر مما قاله د. الرفاعي بحق الشيخ د. القاسمي حيث يقول: (عندما نتحدث عن سموه كمثقف كبير فإننا بالتأكيد لا يمكننا إعطاؤه حقه في هذه العجالة، لكن يكفي أن ننظر إلى إصداراته المتعددة التي أثرى بها المكتبة العربية خاصة في مجالي التاريخ والابداع المسرحي، ثم ننظر إلى مسؤولياته الجسام في إدارة شؤون بلده لنعرف مدى الجهد المضني الذي يبذله ليقتطع جزءا من وقته الثمين ليقدم لنا كل هذه الإصدارات).
إذ أثرى سموه حياتنا الفكرية والثقافية بالعديد من الإصدارات المهمة منها (بيان الكويت) الذي جمع فيه سيرة أمير الكويت الأسبق مبارك الصباح، ولم تشغل د. سلطان القاسمي مسؤولياته الكبيرة عن مواصلة البحث والدراسة، فحصل على دكتوراه في فلسفة التاريخ بتقدير امتياز عام 1985 ودكتوراة في فلسفة الجغرافيا السياسية عام 1999 من جامعتين بريطانيتين مختلفتين.
فإن كان أحمد شوقي بك هو ( أمير الشعراء ) العرب فلا شك عندي بأن الشيخ د. سلطان القاسمي هو ( أمير الثقافة ) العربية والإسلامية دون منازع، وفقه المولى القدير لكل خير وصرف عن سموه كل شر ... اللهم آمين، ونلتقي على خير في الجزء الثالث والأخير من هذه المقالة.