إذا كان الشهيد أحمد ياسين ود. سلطان القاسمي هما الشخصيتان العربيتان الأبرز من وجهة نظري، فلا يمكنني حقيقة التأمل في عام 2004 المنصرم دون إضافة شخصية ثالثة مبدعة هي:

الداعية المبدع/ أ. عمرو خالد: فقد تجاوز هذا الشاب المسلم الصورة التقليدية التي يحاول الإعلام إلصاقها بالوعاظ والمتدينين، ليقدم لنا مثالاً حيًا من العقلانية والإيجابية والواقعية في فهم الإسلام وتقديمه للآخرين، ونجح بذلك في تجميع آلاف الشباب المسلمين حول أفكاره الطيبة حتى أصبح موقعه الالكتروني amrkhaled.net هو الموقع الشخصي الأول على مستوى العالم وفي المرتبة 550 ضمن سائر المواقع الالكترونية. وبعملية حسابية بسيطة يمكن القول بأن عدد من استمعوا له (مباشرة) في رحلاته المكوكية المستمرة قد جاوزوا 150 ألف نسمة حول العالم، ولديه ما يزيد على 140 محاضرة صوتية مسجلة على شرائط كاسيت أو أقراص مدمجة، وقدم ما يزيد عن 230 حلقة من برامجه التلفزيونية المتتابعة كان معظمها على قنوات ART الفضائية، وتعتبر برامجه منهجًا مدروسًا في إقناع الأمة المسلمة بإمكان تحقيق النهضة المنشودة وتدريب عملي على البدء بذلك فعلاً.

بالإضافة إلى مئات الكتب المطبوعة والمقالات الأسبوعية والشهرية المنشورة في مجلات عربية مختلفة مثل: كل الناس المصرية واليقظة الكويتية وفواصل السعودية والمرأة اليوم الإماراتية.

وقد وقع أ. عمرو خالد مؤخرًا اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية لمكافحة التدخين في الوطن العربي ضمن جهوده التوعوية والتنموية المختلفة، وقد نال في مايو 2004 جائزة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين من منظمة الصحة العالمية تقديرًا لدوره الكبير في مواجهة هذه الآفة عبر برنامجه (صناع الحياة) الذي مازالت تعرضه قناة (إقرأ) الفضائية، ألا يستحق هذا المسلم النموذج – حفظه الله تعالى وثبته – كل تقديرٍ منّا وعرفان!

في الختام: هؤلاء المميزون الثلاثة كانوا برأيي أبرز الشخصيات العربية في عام 2004 المنصرم، أما أولهم فكان شهيدًا كافح طول حياته رغم إعاقته من أجل تحرير وطنه وشعبه ومات من أجل ذلك، وأما الثاني فحاكم لم تشغله أعباء الإمارة وتستهويه بهرجتها ومغرياتها عن تنمية عقول أبناء إمارته الفتية وتزويدهم بكل ما ينفعهم، وأما الثالث فداعية لدين الله الخالد ينتهج ( الحكمة والموعظة الحسنة ) في كل خطواته وكلماته ... والحمد لله أولاً وأخيرًا.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية