في كافة المدن العربية، بإمكانك أن تصعد بسيارتك على الرصيف لتغير اتجاهك، لأنك - ما شاء الله - كثير المشغوليات، ولا وقت لديك للدوران حيث ينبغي الدوران، وتستطيع أيضا أن تقود سيارتك عكس حركة السير دون خوف من العواقب، لأن شرطة المرور عندنا لا تظهر إلا بعد وقوع الفأس على الرأس، ولو كنت صاحب "ظهر" أي مسنودا، ولو برقم لوحة مميز ف"ما عليك" حتى لو كانت هناك كتيبة من شرطة المرور من حولك!! وفي العديد من الدول العربية لم تصدر قوانين تلزم السائقين والجالسين في المقاعد الأمامية في السيارات بربط أحزمة الأمان، لأن الموضوع "قيد الدراسة"، ونحن ما درسنا شيئا إلا ضيعناه وضعنا معه، ثم لماذا الدراسة والمسألة بكل بساطة تتعلق بسلامة البشر؟ كل ما يتطلبه الأمر هو إعطاء الناس مهلة شهرين لتزويد السيارات القديمة بأحزمة وبعدها يبدأ تغريم المخالفين لقانون ربط الحزام،.. وطبعا كل حركة معها بركة، وبالتالي يمكن إعطاء شخص متنفذ رخصة استيراد أحزمة بالملايين ليجمع الملايين، وكما نقول بارك الله في من نفع واستنفع، وهي مقولة صرنا للأسف نستخدمها في معرض تقديم وقبول الرشاوى المكشوفة والمستترة (العمولات)، في إحدى الدول العربية التي تلزم السائقين بربط الأحزمة، يقوم بعض الشبان بدهن قمصانهم بخطوط مائلة من الكتف الأيسر حتى الفخذ الأيمن مما يوحي للناظرين بأنهم يرتدون الأحزمة!! أي سذاجة وأي غفلة أن يتحايل إنسان على أمر يتعلق بمصلحته وعافيته!!
في السويد أوقف شرطي الأسبوع الماضي رجلا وحرر له غرامة لأنه رآه يستخدم هاتفه الجوال أثناء قيادة السيارة، ولكن الرجل أخرج الجوال من درج السيارة، وأثبت للشرطي أن آخر مكالمة أجراها من ذلك الهاتف كانت في الليلة الفائتة، فسأله الشرطي: ولكنني رأيتك واضعا يدك اليمني على أذنك لمسافة طويلة، فقال الرجل إنه يفعل ذلك دائما.. أي إنها حركة عصبية اعتاد عليها،.. عندئذ أصر الشرطي على تغريمه من منطلق أن الغرض من تحريم استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة هو إرغام السائق على استخدام يديه الاثنتين في القيادة!! ومثلت كاثرين نيكون أمام محكمة أمريكية بعد أن ضبطتها الشرطة وهي ترضع طفلها أثناء قيادة السيارة، ودافعت عن نفسها بأن الطفل صرخ من فرط الجوع، فلم تجد مناصا من إرضاعه وهي ممسكة بعجلة القيادة بيد واحدة!! كانت تلك مخالفة جسيمة لأن المرأة عرضت حياتها وحياة طفلها للخطر، والقانون ينص على أن تذهب المرأة للسجن، ولكن القاضي رأى أن في ذلك قسوة على الطفل فحكم عليها بالحبس المنزلي لثلاثة أشهر لا تغادر خلالها البيت، وترضع طفلها "على مزاجها"! وفي منطقة الخليج فشل نظام هواتف السيارات القديم المعروف بـ"ماتس"، وهي هواتف تماثلية، لأن جميع المشتركين في الخدمة كانوا يعتبرون استخدام الهواتف فور ركوبهم سياراتهم فرض عين، ومن ثم كانت الشبكات تتعرض للضغوط والاختناقات وتعجز عن تمرير المكالمات!! ولو كانت حكوماتنا تعرف مصالحها لجعلت من استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة مخالفة، ولامتلأت خزائنها بالنقود بحيث تختفي عجوزات الميزانيات خلال سنة واحدة!!!

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية