في فيلم "صمت الحملان"، أدى الممثل البريطاني الويلزي الكبير أنتوني هوبكينز، دور "الدكتور هانيبال ليكتر"، آكل لحوم البشر الذي كان يتلذذ بأكل كبد وكلى ضحاياه، وتقاسمت معه البطولة جودي فوستر، وهي بالمناسبة خريجة جامعة هارفارد التي لا يدخلها إلا من كان ذا شكيمة أكاديمية قوية، ولعل بعضكم يذكر أن الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان كاد أن يروح فيها بسبب فوستر هذه، بعد أن أطلق عليه النار جون هينكلي ليلفت نظر فوستر إلى نفسه، لأنه كان يهيم بحبها، ولحسن حظنا لم يكن العرب وقتها يحملون الجينات الإرهابية، وبالتالي لم تزعم أمريكا أن من قام بمحاولة قتل ريجان هو "يوحنا هيكل"، وأنه من أصل ليبي (كانت ليبيا وقتها المسؤولة الوحيدة عن الكوارث الطبيعية والصناعية وثقب الأوزون"،.. ولا يستطيع مشاهدة أفلام هانيبال إلا ذو أعصاب حديدية، لأن مشاهدها مروعة ومقززة،.. ثم اعتقلت الشرطة الألمانية آرمِن ميويز الذي اعترف بقتل وأكل بريند جيرغن براندس، والحكاية كما قرأها معظمكم، أو شاهدها على شاشات التلفزيون بدأت بأن ميويز وهو مبرمج كمبيوتر، نشر إعلانا على الإنترنت يعلن فيه عن رغبته في أكل آدمي يكون قوي البنية ويتراوح عمره ما بين 18 و 30 سنة،.. وكان ميويز قد قرأ في مواقع "آكلي لحوم البشر" على الإنترنت أن لحم الإنسان، مثل لحم البهائم، يكون صعب المضغ كلما كان المأكول متقدما في السن، وأمام المحكمة التي تريد أن تحاكمه بتهمة القتل العمد (لأنه ليس في القانون الألماني - بداهة- نص يحرم أكل لحوم البشر، لأن ذلك لم يرد في ذهن واضعي القوانين لا في ألمانيا ولا في كمبوديا).. المهم أبلغ ميويز المحكمة أنه تلقى رسالة من براندس وهو مهندس رقائق كمبيوتر يزعم فيها أن عمره 37 سنة، وأنه لا يمانع في أن يذبحه ميويز ويأكله!! كان براندس في واقع الأمر في الثالثة والأربعين ولكنه كان يطمح في أن يؤكل فطرح سبع سنوات من عمره، ولما لم يجد ميويز عروضا من أشخاص أكثر شبابا ليتولى أكلهم، اتصل ببراندس الذي أتاه على وجه السرعة!!!! (يفترض أنك أدركت الآن أن زاويتي اليوم ليست منفرجة بأي درجة، وأنصحك بالتوقف عن قراءتها إن لم تكن من هواة أفلام الرعب لأن ما سيأتي في الجمل التالية في منتهى البشاعة).. ذنبك على جنبك: شهدت المحكمة شريط فيديو يقوم فيه ميويز بقطع العضو التناسلي لضحيته براندس، وقليه بالزيت، ثم أكله!! براندس صاحب العضو المقطوع أيضا شارك في الأكل، وبعدها بقليل ذبح ميويز براندس بعد أن أخذ منه إذنا بذلك، وقام بتقطيع لحمه حسب الطريقة المشروحة في مواقع الكانيباليين (أكلة لحوم البشر) على الإنترنت، واحتفظ به في الثلاجة حيث ظل يأكل منه لعدة أشهر (الموقع ينصح بعدم أكل مخ الإنسان لأن طعمه غير طيب)،... والأكثر إخافة في الأمر أن ميويز أبلغ المحكمة أن في ألمانيا وحدها نحو 800 عضو في جماعات أكل لحم البشر!! أما المفرح في الأمر فهو أنه ما من جهة زعمت حتى الآن أن من بينهم عربيا، وبالتالي فإن تلك الجماعات تعتبر مجرد شواذ وليسوا قتلة أو إرهابيين!