أكفان تمشي على الأرض كُتب على أحدها الحرية باللغات الثلاث وعلى الآخر الإنسانية، وعلى الثالث الأمل، وآخر المستقبل، وبينما حمل الآخرون كلمات كالأرض والحياة والشجر.
كل تلك الأكفان سارت بين عشرات المتضامنين الإسرائيلين والأجانب إضافة إلى أهالي قرية بلعين والقرى المجاورة للتنديد بجدار الفصل العنصري الذي شرعت سلطات الاحتلال قبل قرابة أربعة أشهر ببنائه في محيط القرية في محاولة لسرقة أراضيها ووضمها للمستوطنات الإسرائيلية القريبة. سرعان ما وصلت المسيرة التي انطلقت عقب صلاة الجمعة إلى موقع الحفريات وهناك كانت أعواد المشانق في انتظار تلك الأكفان التي علقت عليها لتظهر كجثث معدمة على أعواد المشانق التي يشرع الاحتلال في إقامتها والمتمثلة بجدار الفصل العنصري.
أهالي قرية بلعين قرروا هذه المرة تفويت الفرصة على العشرات من جنود الاحتلال الذي احتشدوا لقمع المسيرة السلمية المنددة بجدار الفصل العنصري والمطالبة بالحرية والاستقلال، وعملوا على امتصاص استفزازات جنود الاحتلال المتكررة في محاولة منهم لحماية أنفسهم من رصاص الاحتلال الذي قد يتطاير في كل مكان.
عند الثالثة مساءا انتهت المسيرة وتفرق المحتشدون ليتبين أن عددا من الشبان الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب هم من ارتدوا تلك الأكفان في تعبير منهم عن استيائهم من الصمت الدولي على جدار الفصل العنصري الذي يقتل كل ما هو فلسطيني في كل مكان من أنحاء الضفة الغربية.
عبد الله أبو رحمة منسق لجنة مقاومة جدار الفصل العنصري في القرية أكد أن الأهالي انتهجوا المقاومة السلمية كوسيلة لحماية أرضهم التي يحاول الاحتلال سرقتها بالجدار فكان في الأسابيع الماضية مسيرة للأطفال، وأقدم بعض المتضامنين الأجانب والمزارعين على ربط أنفسهم بأشجار الزيتون، وراح أخرون يقفلون على أنفسهم براميل حديدية في محاولة منهم لمنع جرفات الاحتلال من مواصلة عملها الذي يدمر أراضهم.