إن (قانون الجذب) في علم النفس يقرر أن الإنسان يجذب إليه ما يهتم به حقًا، وذلك عبر توجيه حواسه المختلفة نحو ذلك الشيء، فمثلاً تجد من يفكر بشراء سيارة معينة دون غيرها، يظنها فائقة الانتشار والشعبية بسبب انتباهه إلى كل سيارة مطابقة تمر عليه في الشارع يوميًا!
ومن المفيد أن نحاول معًا استخدام ذلك القانون النفسي لجذب المبدعين والمميزين من حولنا سواء كانوا أشخاص أو مؤسسات، والأفضل أن نتبع هذا الجذب بعبارات الدعم وأفعال التأييد لذلك المبدع أو تلك المميزة في مجالات الخدمة العامة من حولنا. ودعونا في هذا المقال الجديد من سلسلة (مبدعون من وطني) نلقي الضوء على تجمعين مبدعين في تبنيهما للقضايا الإسلامية الهامة، ونبدأهما مع (تجمع نصرة الحجاب).
أسس هذا التجمع في القارة الأوربية عام 2004 من أجل حماية حق كل امرأة مسلمة في ارتداء الحجاب الإسلامي طبقًا لمعتقداتها الدينية المكفولة في الشرائع الدولية والدساتير الوضعية، وذلك وفق ما جاء في رؤيته المنشورة على موقعه الإلكتروني www.prohijab.net وهو يتضمن صفحات مفيدة بلغات عالمية مختلفة من بينها اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية.
وأهداف هذا التجمع كما هو واضح من اسمه تتمثل في مواجهة حظر الحجاب في بعض البلدان: كالحظر الذي قررته (فرنسا) في مدارسها الحكومية و(تركيا) في جامعاتها وبرلمانها و(تونس) في دوائرها الرسمية.
ومحاولة منع انتشار حظره في دول أخرى، وتنسيق الجهود المبذولة من أجل ذلك، وفي تغيير الصورة النمطية السلبية عن المرأة المسلمة، وتحريرها من كل أشكال التمييز العنصري أو الديني.
وقد انضمت عشرات الجمعيات والروابط الإسلامية إلى (تجمع نصرة الحجاب) ومن بين أعضائه كل من الرابطة الإسلامية وجمعية المرأة المسلمة البريطانيتين، وقد أعلن تجمع نصرة الحجاب عن اعتباره يوم 4/9 من كل عام يومًا عالميًا للدفاع عن حق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب، وذلك تضامنًا مع الطالبات المسلمات الممنوعات من تحصيل العلم وهن محجبات في (فرنسا)!
أما التجمع الإسلامي الآخر فهو (مجلس العمل الموحد) في باكستان، وأحد أوجه إبداعه كونه يتألف من ستة أحزاب إسلامية مختلفة، منها أحزاب سنية وأخرى شيعية! وهي: الجماعة الإسلامية وجماعة أهل الحديث وجمعية علماء الإسلام جناح فضل الرحمن وجمعية علماء الإسلام جناح سميع الحق والحركة الجعفرية وجمعية علماء باكستان.
وقد نجح التجمع الذي أسس في 2001 في دمجها في واجهة واحدة أصبحت وبلا منازع الكتلة الثانية في البرلمان الباكستاني، كما أنه يقود حكومة إقليم الحدود الشمالية الغربية في باكستان، ويشترك مع الحزب الحاكم في إدارة إقليم آخر.
وحول فكرة هذا التجمع المميزة يقول الشيخ قاضي حسين – رئيس الجماعة الإسلامية في باكستان بحديث نشرته (المجتمع) الكويتية قبل شهرين: (هذه ليست فكرة جديدة فوحدة الأمة أمنية جميع المسلمين في العالم، وقد أصبحت هناك اليوم حاجة كبيرة إلى التغلب على الخلافات الموجودة بين مختلف الجماعات الإسلامية لمواجهة التحديات العصيبة).
في الختام أتمنى لكل من (تجمع نصرة الحجاب) و(مجلس العمل الموحد) كل نجاح في تحقيق الآمال العريضة المعلقة عليهما، كما أشكر المبدعين الأوائل في كلا التجمعين على كسرهما لحاجز المألوف من أجل خدمة أبناء وبنات وطني الكبير ... الإسلام، ودعونا جميعًا نشاركهم الأجر عبر المساندة الفعلية والقدوة العملية والدعوات القلبية لهما بالحفظ والسداد.