علينا أن نعمل على توسيع مفهوم كلمة (وطن) عن إطار الصورة الذهنية المحدودة، التي نحصرها في نطاق الدولة التي ولدنا فيها وانتمينا إليها على مر الأجيال فهذا الوطن بمفهومه الصغير. وهناك مفاهيم أخرى تتسع لها هذه الكلمة العزيزة على قلوبنا، فالعالم الإسلامي هو الوطن الكبير لكل مسلم ومسلمة ولذوي الأديان الأخرى الذين عاشوا فيه بمواطنة عادلة ومساواة تامة.

وسلسلة مقالاتي هذه تستهدف التجول في أنحاء الدول المسلمة المختلفة والتعرف على نماذج مبدعة من إخواننا وأخواتنا فيها سواء كانوا أفرادًا أو جماعات، أما مبدع هذه المقالة فهو تجمع أنشئ حديثًا لينسق الجهود الثقافية العربية في عالم التقنية والمعلومة، إنه (اتحاد كتاّب الانترنت العرب).

فقد أسست كوكبة لامعة من الكتاب والأدباء والصحافيين العرب هذا الاتحاد في عام 2005 الجاري، ليعمل على تحقيق أهداف سامية وردت في بيان تأسيسه منها:

1- تعريف المثقفين والإعلاميين العرب بتقنيات (الانترنت) ومجالاتها الواسعة.
2- توعية الشعوب العربية بأهمية الثقافة الرقمية، وتوجيههم للالتحاق بركبها.
3- نشر الثقافة والأدب العربيين باستخدام وسائل العصر الرقمي بما فيها شبكة المعلومات العالمية (الانترنت).
4- توحيد الجهود الفردية المتناثرة للمثقفين العرب على شبكة (الانترنت).
5- رعاية المبدعين والموهوبين العرب وتنمية قدراتهم وإبرازهم رقميًا.
6- الدفاع عن حقوق الملكية الفكرية للكتّاب الذين يمارسون كتاباتهم رقميًا وعلى شبكة (الانترنت).

وإذا ما نظرنا إلى الوسائل التي يستخدمها (اتحاد كتاّب الانترنت العرب) نجدها تتمثل في: إنشاء موقع للاتحاد على شبكة المعلومات العالمية، للتواصل من خلاله مع المثقفين والأدباء العرب وغيرهم حول العالم، إضافة إلى إنشاء مجلة الكترونية تقوم بنشر الثقافة والأدب العربيان عبر (الانترنت)، إلى جانب إقامة الندوات والمؤتمرات والمعارض ذات الصلة بأهداف الاتحاد، وأخيرًا إعلان جائزة للإبداع الأدبي والثقافي على الشبكة العالمية.

أما الكوكبة المبدعة التي أنشأت لنا هذا التجمع المميز في أهدافه ووسائله فهي مجموعة كتّاب وإعلاميين عرب، منهم على سبيل المثال لا الحصر: الروائي الأردني (محمد سناجلة) والشاعر والناقد المصري (أحمد فضل شبلول) والإعلامي العراقي (د. هيثم الزبيدي) والإعلامية الأردنية (بريهان قمق) والأديب المصري (محمد غنيم).

وقد كانت للكويت مشاركة فاعلة في تأسيسه عبر عضوية الكاتبة والصحافية الشابة (حياة الياقوت)، التي ترأس تحرير دار (ناشري) الالكترونية وهي أول دار نشر عربية مجانية على شبكة المعلومات العالمية وعنوانها هو www.nashiri.net

ومن الملاحظ أن الهيئة التأسيسية للاتحاد تشكلت من دول عربية عديدة وهذا شيء ينسجم مع البعد الإقليمي، كما أنها ضمت أعضاء وعضوات من الجنسين وفي شتى مجالات العمل الأدبي والثقافي والإعلامي، مما يبشر إن شاء الله تعالى بعمل متكامل على جميع الأصعدة.

ختامًا لهذا الجزء أقول بأن الإبداع المسلم قد تعددت صوره وتنوعت أشكاله وألوانه، ليشمل السياسة والثقافة والاجتماع والاقتصاد وباقي جوانب الحياة المعاصرة، لكن التحدي الحقيقي يبقى في إبراز مثل هذا التميز وتوحيده وتنظيمه في أطر تنسيقية حتى يحقق الانتشار والاستمرارية ... والحمد لله أولاً وأخيرًا.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية