عقد في شهر أغسطس الفائت المؤتمر العشرون للاتحاد الوطني لطلبة الكويت، والمؤتمر هو السلطة العليا في الاتحاد ويملك صلاحيات واسعة، ويتكون الاتحاد – كما هو معلوم - من هيئة تنفيذية واحدة وهيئات إدارية متعددة تدير فروع الاتحاد المختلفة في: الكويت وبريطانيا وفرنسا ومصر والأردن وقريبًا في لبنان والإمارات وغيرهما إن شاء الله. ويشرف المؤتمر الذي يعقد كل سنتين برعاية سمو ولي العهد الشيخ سعد العبد السالم الصباح المادية والمعنوية، كما جرت على ذلك عادة سموه الكريمة حفظه الله ورعاه.
ولم أستطع بحكم عملي السابق مع الاتحاد الوطني لطلبة الكويت (أ.و.ط.ك) ورئاستي لفرع الجامعة فيه أن أفوت فرصة حضور جانب من أيام المؤتمر الثلاثة، والذي عقد تحت شعار (تحديات وطموح) ويمكنني القول بأنه اختيار موفق حقًا وتشكر عليه اللجنة التحضيرية - برئاسة الأخ (نبيل المفرح) وهو الرئيس الحالي للهيئة التنفيذية.
حيث يواجه زملائي وزميلاتي في الحركة الطلابية الكويتية على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والاجتماعية عدة تحديات، أهمها من وجهة نظري ما يلي:
1- التحدي الحضاري: إذ أدى تطور علوم الاتصالات وتيسر وسائل المواصلات وغير ذلك، إلى تحول العالم إلى قرية واحدة تلتقي فيها تقريبًا كل الثقافات والديانات واللغات، وانقسم العالم إلى فريقين رئيسين انغمس الأول منهما في الثقافة الأمريكية المدعومة بالقوة الاقتصادية والعسكرية والإعلامية، أما الثاني فيحاول الصمود في وجه تيار العولمة بل (الأمركة) الجارف، فماذا سيكون موقف الطلاب والطالبات من هذا التحدي؟
2- التحدي التكنولوجي: وقد يرتبط الحديث عنه بشكل أو بآخر بالتحدي الأول، ولكنني أرى استحقاقه للذكر منفصلاً لما له من أهمية، حيث طورت البشرية في السنوات الأخيرة عدة وسائل إعلامية، منها القنوات التلفزيونية الفضائية (الساتلايت) وشبكة المعلومات العالمية (الانترنت)، مما غدا معه الوقوف عند مستوى الصحافة المكتوبة ضربًا من الجمود بل التخلف!
3- التحدي الشرعي: ولا أتكلم هنا عن شريعتنا الإسلامية السمحاء ولكن عن المتغير الإيجابي الذي نشأ بقيام اتحادات وروابط طلابية مختلفة داخل الكويت، ولكن سلبية الوضع – من وجهة نظري – تكمن في نشوء تلك المؤسسات النقابية خارج نطاق الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، رغم كونه الممثل الشرعي والوحيد لطلاب وطالبات الكويت!
ومن الممكن معالجة الوضع عبر توسيع فرع جامعة الكويت ليصبح فرع دولة الكويت، أو استحداث فروع أخرى داخل الكويت كفرع الجامعات الخاصة مثلاً، أو إقامة منظومة أخرى مع الاتحادات خلاف كونها فروع كأن تنشأ لجنة تنسيقية عليا للاتحادات الطلابية.
4- التحدي النقابي: حيث أن أمام الشاب والفتاة في حياتنا المعاصرة العديد من الملهيات المغرية بالانصراف عن الجدية والعمل العام المنظم، فكيف نجذب الطلبة للعمل النقابي الهادف؟ إنه سؤال صغير وبسيط لكنه يحتاج إلى كراسات ضخمة للإجابة عليه.
كما أننا نلاحظ تدني الوعي النقابي لدى الشريحة الإيجابية كذلك، كأن تشارك فئة ما في المؤتمر العام للاتحاد وقد خططت وقررت الانسحاب منه مسبقًا، أو تدخل في عملية ديمقراطية ما ثم تتنكر لنتائجها عندما تأتي بغير ما تريد وتتمنى! وهي ممارسات خاطئة تدل على تغليب البعد الانتخابي الضيق على المصلحة الطلابية.
ولكن مثل هذه الممارسات تقابلها نماذج رائدة اتسمت في الحياد والشفافية، حيث التأم صف طلاب وطالبات كويتيون من بريطانيا والكويت والأردن ومصر، واشتركوا في نقاش هادف وهادئ طوال أيام المؤتمر.
كما ازدانت جلسات المؤتمر بمباركة ومشاركة (د. رشيد الحمد) وزير التربية والتعليم العالي والنواب الأفاضل (د. حسن جوهر) و(د. محمد البصيري) و(د. فيصل المسلم)، إلى جانب (د. رشا الصباح) وكيلة التعليم العالي و(أ. عبد الله الكندري) رئيس جمعية المعلمين الكويتية و(د. بدر الناشي) الأمين العام الحالي للحركة الدستورية الإسلامية وصاحب التاريخ المشرف في اتحاد الطلبة.
وقد أتي البعد الطلابي الإسلامي ليضفي على المؤتمر العشرين للاتحاد الوطني لطلبة الكويت تميزًا، حيث شارك ممثلو اتحادات ومنظمات طلابية من عدة دول منها: السعودية واليمن والبحرين والصومال والجزائر بجانب الجالية المسلمة في القارة الأوربية، والحمد لله أولاً وأخيرا.