درست في أمريكا فترة أربعة سنين والآن قد رجعت إلى الكويت الحبيبة بعدما أنهيت الدراسة الجامعية. وإليكم أنقل المشاهد الإيجابية التي رأيتها في تلك البلد. في يوم كانت الأمطار والرياح شديدة وأنا أقود السيارة عائدا من الجامعة إلى البيت إذ بإشارات المرور تنطفأ والطريق مزدحم بالسيارات. هنا توقعت أن تدب الفوضى بسبب انقطاع الكهرباء في الشارع وإلا فكيف سيتصرف الناس؟ العجيب أن إشارات المرور تحولت إلى اشارة وقوف وصارت الإشارات الأربع عبارة عن تقاطع ينظمها اشارات الوقوف والسير يمشي بالدور والناس متفاهمين وكأنهم مدربين لهذه المشكلة. أعجبتني مقولة لإدارة المرور الكويتية " قيادتك لمركبتك رمز حضارتك".
*********
أخذت مادة اسمها "قانون التجارة" ومدرس هذه المادة له ثقل في الجامعة لكونه محامٍ معروفاً. أخذت المادة بعد أحداث سبتمبر مباشرة فكانت قضايا الأحداث هي محور حديث الفصل. ومن القضايا المضحكة التي ذكرها لنا هي أن شبابًا أمريكان قاموا بضرب مجموعة من الكورييون لأنهم ظنوا أنهم عرب!
وذكر أيضا هذا المحامي أنه يقوم بالدفاع عن شباب سعوديين تم اتهامهم بأنهم ارهابيين ويقول أنه يدافع عنهم بالمجان لأنه لا يرضى بالظلم وهو مستعد للدفاع مجانا لأي عربي يضطهد في أمريكا!.
***********
درست مادة أحياء عند دكتور ملحد وكانت القاعة كبيرةً تسع 250 طالبًا. وفي أول يوم أحضر فيه إلى الفصل أفاجئ أن المدرس حوّل المادة من احياء إلا عداء للإسلام. وقال عن محمد عليه الصلاة والسلام الكثير من الأقوال الباطلة. وأنا تمالكت نفسي وكنت أسجل كل ما يقول في ورقة وانتظرت حتى انتهت الساعة ثم ذهبت إليه وقلت له أنني أريد أن أعقب على كلام قاله في الفصل ورحب فيني وبدأنا نتناقش ونتحاور وذهبت معه إلى مكتبه وبدأت أتردد عليه وكونت علاقة طيبة معه. وبعد عام صادفته في النادي الصحي للجامعة فقال لي صالح تعال: أتعرف توماس فريدمان قلت له: نعم هو كاتب معروف يكتب في نيويورك تايمز فقال: إنه كتب مقالة عن الإسلام وقال كلام باطل فما سكت عنه ولم أرض مما قال فرديت عليه ردًا يعجبك. فسبحان مغير الأحوال!