على مدى ستة أيام متتالية عقدت شركة الإبداع الأسرية مؤتمرها السنوي الخامس، وذلك تحت رعاية وزير الطاقة الشيخ أحمد الفهد الصباح، وقد حمل مؤتمر هذا العام شعار هام هو: التوازن والاعتدال ... هوية أمة! والرسالة واضحة من وراء هذا الشعار، وهي أن هوية الأمة المسلمة تقوم على الاعتدال لقوله عز من قائل: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} وعلى التوازن لقوله سبحانه وتعالى: {والسماء رفعها ووضع الميزان، ألا تطغوا في الميزان}.
وقد أتت الرسالة في وقتها برأيي الشخصي، حيث أنه في هذا الزمان قد كثر المزايدين والمتشددين، بحجة أن زيادتهم هي زيادة في الدين وأن تشددهم هو تشدد في الطاعات، بينما حديث الرسول عليه الصلاة والسلام واضح في الرد عليهم في كل زمان ومكان حين قال: (من رغب عن سنتي فليس مني).
وقد ساهم في إيصال رسالة المؤتمر عبر عدة محاضرات وندوات ودورات، مجموعة من رموز الفكر الإسلامي الذي تميزوا بشمولية الفهم وتجدد الطرح وأصالة المبدأ، مثل: د. عصام البشير ود. عائض القرني ود. طارق السويدان ود. عمر عبد الكافي، بجانب ثلة من المتخصصين التربويين مثل: د. طارق الحبيب ود. حمود القشعان ود. إبراهيم الخليفي ود. محمد الثويني.
وقد رقق القلوب ورطب الأجواء وشنَّف الآذان طوال أيام المؤتمر الذي امتد من السبت 11/3 وحتى الخميس 16/3 القارئ ذو الصوت الندي محمد جبريل من جمهورية مصر، حيث كان يرتل يوميًا آيات كريمة من القرآن العظيم سواء خلال الصلوات المقامة أو في الفترة المخصصة لذلك، فجزى الله الشيوخ الأفاضل والأساتذة الكرام خير الجزاء وأحسنه.
والشكر موصول لمديرة الشركة المنظمة ورئيسة اللجنة التحضيرية أ. بثينة الابراهيم، الذي تحرص كل عام على تقديم مؤتمر تثقيفي وتربوي ودعوي أصبح معلمًا حضاريًا سنويًا بكرم من الله تعالى، وقد رأيت في مؤتمر هذا العام وفودًا عربية تشارك فيه من: مصر والبحرين والسعودية والإمارات والأردن.
لي عودة إن شاء الله تعالى مع جانب من الإبداعات المضافة إلى مؤتمر شركة الإبداع الأسرية في هذا العام، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى بروز الحاجة إلى جهة تنسق مواعيد إقامة وأسماء ضيوف الحملات التوعوية والمؤتمرات الجماهيرية والتخصصية التي تعقد في الكويت.
فليس من الحكمة أن يقيم مجلس الأمة ووزارة الأوقاف واتحاد الطلبة ومركز النبلاء وشركة الإبداع ومشروع ركاز وغيرهم احتفالات في فترة زمنية واحدة ومحدودة لم تتجاوز الأسبوعين! في بلد صغير المساحة وقليل السكان مثل الكويت.
صحيح أن مؤتمر (التوازن والاعتدال) الذي تابعته وسردت جانبًا من فعالياته قد لاقى إقبالاً جماهيريًا كبيرًا، وصحيح كذلك أن الحملات والمؤتمرات الأخرى نجحت أيضًا في استقطاب جمهور كبير بفضل الله سبحانه.
إلا أن الاستفادة كان من الممكن أن تعم وتتضاعف لو تعاقبت الجهات والشركات المنظمة في مواعيدها ولم تتضارب، وهذا من غير الممكن أن يحدث إلا بوجود جهة معينة تتولى تنسيق المواعيد وأسماء الضيوف، ولعل عملها يتطور مستقبلاً ليشمل ترتيبات الرعاية المالية والمعنوية لتلك البرامج النافعة إن شاء الله تعالى.
ختامًا: أحببت في هذا المقال أن أعدد بعض جوانب المؤتمر الناجح الذي استفدت واستمتعت في المشاركة ببعض فعاليته وحضور البعض الآخر منها، كما أردت أن أوصل رسالة إلى المهتمين نحو ضرورة تكفل جهة ما بإعداد رزنامة ثقافية وتوعوية موحدة للحملات والمؤتمرات في دولة الكويت، والحمد لله أولاً وأخيرًا.