رفعت الحركة الدستورية الإسلامية – حدس – شعار مميزًا في الانتخابات النيابية التي تجري حاليًا في دولة الكويت، وهو (معًا للإصلاح ... لمحاربة الفساد وتحقيق العدالة)، وهو شعار يواكب هذه المرحلة بصورة حقيقية حيث أن الشعب كله قد سئم الظلم والفساد ويطالب بالعدل والإصلاح، وما التظاهرات التي أبرزها موضوع تقليص الدوائر الانتخابية إلا مظهر على ذلك (الشعور الوطني) إن صحت التسمية؛ ولنتمعن سويًا في مفردات هذا الشعار السياسي: معًا للإصلاح: تحمل هذه العبارة معنيين هامين، الأول منهما تبرزه كلمة (معًا) فهو دعوة للتكاتف والتوحد بدل التشرذم والتصارع، وما أعلنته الحركة الدستورية والحركة السلفية من اتفاق على دعم مرشح واحد في عدة دوائر انتخابية كان مبهجًا لكافة المخلصين في العمل الإسلامي، وكان تجمع التسعة والعشرين نائبًا قبل ذلك مظهرًا آخر لا يقل عنه روعة.
إن الشباب والفتيات سباقون دائمًا فقد رأينا داخل جامعة الكويت خلال السنوات الماضية – بفضل الله تعالى – تنسيق كامل بين قائمتي الائتلافية والاتحاد الإسلامي ولا يزال قائمًا، كما رأينا من تجمعات (نبيها خمس) و(تجمع الكويت) و(شباب ضد الفساد) البرتقالية أروع صور التعاون خلال الشهرين الماضيين وما زالت باقية ولله تعالى الحمد والمنة.
والمعنى الآخر تبرزه كلمة (للإصلاح) وتعني تحقيق الاستقامة في جميع مسارات الحياة العامة في بلدنا العزيز، حتى يضبط المجرمون ويرتدع المفسدون ويعيش الناس آمنين مطمئنين على حاضرهم ومستقبل أولادهم، فالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإداري وغيره مطلب كل صاحب عقل رشيد وفطرة سليمة وغيرةٍ على الأرض والعرض.
لمحاربة الفساد: لا شك بأن الحركة الدستورية الإسلامية لا تعني بكلمتي الإصلاح والفساد مظهرًا واحدًا، فالفساد السياسي والاقتصادي والتعليمي والصحي والإداري وغيره كله في السوء سواء و(ملَّة الفساد واحدة)، ولذلك رأينا المرشحين والنوّاب الحكوميين والطائفيين والسرّاق والراشين والمفسدين يتجمعون في مظهر عجيب ومنظر غريب، ولكنه غفلوا بأن اجتماعهم هذا قد وحَّد الحركات الإصلاحية بكافة أطيافها وجميع توجهاتها وسيجعل المفسدين ينكشفون معًا إن شاء المولى القدير، وقد أعجبتني كثيرًا اليافطة البرتقالية لتجمع (شباب ضد الفساد) التي تقول بكل وضوح:
أخي جاوز (المفسدون) المدى ،،، فحق الجهاد وحق الفدا
وتحقيق العدالة: هو أمر الله عز وجل حيث قال: {إن الله يأمر بالعدل}، وهو صوت الحكمة إذ قالوا (العدل أساس الملك)، كما أن دستورنا يقرر أن (العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع) في المادة السابعة منه، فعلام يظلم البعض الآخرين؟ وكيف نقبل أن تصادر أقلية متنفذة حقوق أغلبية مغلوبة على أمرها بحضرها وبدوها وسنتها وشيعتها وتكتلاتها وتياراتها!
(العدل) هو اسم من أسماء الله تعالى الحسنى، وهو مطمح كل المحكومين من الحكام والمسؤولين في مختلف المناصب والمراكز، والناس تريد ممارسة حرياتها وتحصيل حقوقها دون ظلم أو احتكار، فلماذا يستعبد المفسدون الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا!
وفي الختام فإن هذا الشعار نداء الحركة الدستورية الإسلامية إلى الشعب الكويتي الثابت على الولاء لدينه ووطنه ودستوره في كل الظروف، وعلينا أن نلبي نداء (حدس) بأعلى صوت ونجيبه أبلغ جواب، بأن نوصل كل (عدل) مؤتمن و(مصلح) ثقة إلى قاعة الأمير الراحل عبد الله السالم يرحمه الله تعالى في مجلس الأمة الكويتي.
وما النواب السابقين: د. ناصر الصانع ود. فيصل المسلم ود. محمد البصيري ود. وليد الطبطبائي ومحمد المطير وغيرهم، والمرشحين الحاليين: د. جمعان الحربش ودعيج الشمري وجمال الكندري وخضير العنزي وغيرهم إلا نماذج حقيقية تدلل على ما أقول، فهم – والمرشحين الإصلاحيين كلهم – قد رفعوا الشعارات وقدموا البراهين وشمروا عن ساعد الجد ... فهلا حذونا حذوهم وكنا عونًا لهم؟ وجه صوتيك أخي الناخب كليهما وأصوات من حولك من أهلك وأصحابك وجيرانك للقوي الأمين، قبل ألا يبقى ما نخاف عليه من النهب أو الإفساد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.