أبت إرادة الله إلا أن يعود الشيخ عبد الله العلي المطوع رحمه الله إلى ربه ، ليكمل مسيرة قافلة الدعاة الذين أمضوا طوال عمرهم في خدمة الدعوة الإسلامية في مختلف محافلها، فكان العم المطوع مثالاً يحتذى في مجال الدعوة إلى الله، خرّج زمرة من الرجال الذين يحملون الإسلام، لاسيما وأنه من أسرة طالما سعت إلى تمكين شرع الله تعالى في الأرض تطبيقاً لقول الله تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) (85) (آل عمران). إن إرادة الله شاءت أن تقبض روحه في أيام مباركة ترفع فيها الأعمال وهو شهر شعبان المبارك ، لتحضر جنازته قلوب مؤلفة تودع شيخاً طالما سعى إلى تربيتهم تربية إسلامية وزودهم من معين زاد الرسول صلى الله عليه وسلم . لقد فقدت فيه الأمة داعية من دعاتها، ولا نقول إلا ما قاله الشاعر:
كن عن همومك معرضــاً وكِل الأمور إلى القضا
وانعــــم بطــول سلامــــة تسليـك عمـا قــد مضى
لقد شرفت بمقابلة العم عبد الله العلي المطوع مرات عديدة في أكثر من محفل لا أذكر له سوى تذكيره بخدمة الإسلام والمسلمين ، وأكثر ما كنت اسمع عنه رحمه الله محاربته الشديدة للربى وآكله ، فلقد كنت بزيارة قمت بها أنا أخي عبد الإله ابن الراحل رحمه الله وذلك في فترة سابقة لتصوير فلم وثائقي لرجالات الكويت الذين عملوا في التجارة وأخلصوا عملهم وذلك في مقر عمله بشركة " علي عبد الوهاب " وتحدث فيها رحمه الله عن بداياته مع التجارة وحرصة الشديدة على خدمة العمل الإسلامي ومحاربة الربي وقد عرض ذلك الفلم الوثائقي في أحد أنشطة الإتحاد الوطني لطلبة الكويت ضمن سلسلة من رجالات الكويت أذكر منها العم عبد العزيز الغنام حفظه الله .