ما أن ينطلق دوي المفرقعات في أحد أحياء المدينة المقدسة، حتى ترد الأحياء المجاورة بإطلاق القنابل الصوتية والألعاب النارية ابتهاجا بشهر رمضان وعيد الفطر السعيد، وتبلغ الألعاب النارية ذروتها في أيام العيد، إذ أصبحت عبئا اقتصاديا على الموطنين وذريعة لجيش الاحتلال للتنكيل بالصبية الذين يلعبون بها بحجة أنه لا يسمح اللعب بها. إن المستوطنون المنتشرون في مخلف أرجاء المدينة لا يروق لهم رؤية مظاهر العيد، وبل لا تروق لهم فرحة الصبة المقدسين خصوصًا داخل المدينة المقدسية، ما يدفعهم لمحاولة التنكيل أو الاعتداء على الصبية الذين يقومون ببيع هذه المفرقعات أو اللعب فيها.
ولكن رغم ذلك لا يخفي الأهالي والمواطنين امتعاضهم وانزعاجهم بسبب هذه المفرقعات النارية إذ أنها بات تسبب مصدر إزعاج لهم، ومصدر خطر على حياة أبنائهم، خصوصا مع التقارير الطبية الصادرة عن مستشفيات المدينة والتي تشير إلى وصل إصابتين يوميا بسبب هذه المفرقات شهر رمضان.
وتشير البيانات الموجودة في قسم الطوارئ في مشافي المطلع والمقاصد بالقدس المحتلة إلى أن المصابين تتراوح أعمارهم بين سعة إلى أثني عشر عاما إلى 12 عاما، ويصابون غالبا بحروق في الوجه واليدين والرجلين وتبلغ نسبة الحروق ما بين درجة أولى وثانية.
كما أشار أحد التقارير في مشفى المقاصد إلى أن احد الحالات التي وردت لقسم الطوارئ كان أباً أصيب بيديه نتيجة منع ابنه من إطلاقها فانفجرت في يديه.
وتقول أمينة النتشة التي كانت تتواجد في المستشفى والتي حضرت لعلاج ابنتها من حروق أصيب بها أثناء ذهابها لأداء صلاة التراويح في الأقصى:"لا يستعمل الأطفال المفرقعات فقط، وإنما الخريس الخاص بتنظيف الأواني، حيث يقوم احدهم بإشعاله مما أدى إلى اشتعال شعر ابنتي".
وكذلك الطفل مصطفى جمال(7 أعوام) حضر إلى مشفى المقاصد وقد أصيب بحروق في بالغة في رجليه عند انفجرت قنبلة نارية كان يضعها في جيبه، في حين أبلغ عن طفل أصيب بحروق بالغة بسبب دخول أجزاء من الخريس المشتعل في عينه.
ويقول حازم زغير مدير مراكز زغير الطبية في مخيم شعفاط شمال القدس أن إطلاق المفرقعات ظاهرة خطرة جدا وتشكل خطورة على المواطنين خصوصا في المخيم المكتظ بالمواطنين، ويضيف أنه وصلت إلى مركزه الطبي أحد المواطنين تسببت المفرقعات في إحداث إعاقة دائمة له في اليد، وأخر أصيب بتشوه في وجده بسبب اللعب بالمفرقعات.
ويؤكد مواطنون المدينة المقدسة أن اللعب المفرقعات بات يشكل عبئا ماليا كبيرا عليهم خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يحيها شعبنا وعدم صرف الرواتب والإغلاق والحصار الذي يفرضه الاحتلال على المدينة المقدسة وسعيه لعزلها عن محيطها العربي.
ويقول المواطن محمود حرباوي (35 عاما) أن أبنائه يقوم بإنفاق مبالغ مالية كبيرة على المفرقعات التي لا تقل ثمن القنبلة الواحدة منها عن خمسة شواقل، ولم يعد بمقدوره منعهم من اللعب بها في ظل قيام أطفال القدس جميعا باللعب فيها دون أن يكون هناك مساعي من أحد لمنعها.
ويطال حرباوي الجهات المختصة والمؤسسات العامة في المدينة المقدسة بالعمل سريعا من أجل نشر التوعية بين المواطنين للتخفيف من مخاطر عبر النشرات والمحاضرات والخطب الدينية في المساجد التي توعي الموطنين بمخاطر هذه المفرقعات وأضرارها.
في ذات السياق يطالب المواطن عزمي أبو زهرة أصحاب المحال التجارية والبسطات بالتوقف عن بين هذه المفرقعات لتفويت الفرصة على الاحتلال الذي يعمد إلى اقتحام المنازل التي تطلق منها ويقوم بالتنكيل بالأهالي هناك بحجة أن هذه المفرقعات ممنوعة.