قال الله تعالى: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} حاثا عباده المسلمين على التنافس والتسابق في الخيرات، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: (سبقك بها عكاشة) للصحابي الذي أراد أن يدعو له النبي صلى الله عليه وسلم بخير سبقه إليه صاحبه رضي الله عنهم أجمعين.
وتطبيقًا لقوله عز وجل وتوجيهه عليه الصلاة والسلام نرى في كل موسم طاعات وشهر خيرات من يتسابق ويتنافس من المسلمين والمسلمات، وشهر رمضان 1427 هجري الجاري لم يكن بعيدًا عن هذه المنافسات الشريفة والمسابقات الطيبة، وفيما يلي بيان بجانب من أبطاله الفائزين إن شاء الله تعالى:
1. أسرة برامج (إيمانيات) السنوي: وهو عبارة عن مجموعة محاضرات رمضانية في قاعات فندقية راقية، يستضيفها سنويًا فندق كويت ريجنسي بالاس في بادرة تميزه عن بقية الفنادق المحلية وصالات الأفراح، وتقوم على البرنامج سنويًا السيدة (شروق الصانع) ولجنة منظمة من المتطوعين والموظفين، وموقعهم الالكتروني هو: www.emanyiat-Q8.net .
وما جعلني أضع هذا البرنامج ضمن أبطال منافسات شهر رمضان الفضيل هو كون القائمين عليه يقدمون مفهوم جديد ومفيد (للخيام الرمضانية) حتى تغدو مكانًا لطاعة الرحمن وإغاظة الشيطان ومنفعة الإنسان، بدلاً عن أماكن اللهو الحرام وإضاعة الوقت الأخرى، فجزاهم الله تعالى كل خير وعوضهم ببركته وكرمه سبحانه.
2. مهرجان (شهر الخير) الأول: وهي فكرة رائعة حقًا وتستحق كل متابعة وتأييد، فهذا المهرجان المحلي عبارة عن مجموعة فعاليات متعددة وفي مجالات مختلفة، تشترك كلها في كونها تنسجم من مكانة الشهر الفضيل والأمور التي يمكن أن نستثمر ساعاته الغالية والقصيرة فيها، مثل المحاضرات الوعظية والمسابقات الثقافية والمعارض الخيرية والفنون الإسلامية والحملات الدعائية التي تدعو إلى الأعمال الفاضلة.
وأنصح الراغبين في معرفة المزيد عن مهرجان (شهر الخير) بالاطلاع على عنوانه الالكتروني: www.shahralkheir.com أو الاتصال على هاتفهم المباشر: 2240777 مع جزيل الشكر لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وشركة الاتصالات المتنقلة وبنك بوبيان الإسلامي وشركة حمد الوزان وأولاده على دعمهم السخي ورعايتهم الكريمة لهذا المهرجان الشامل والرائد في مجاله.
وإن كان القائمون على المهرجان يمثلون شركة تجارية ومشروعًا ربحيًا، إلا أنه لا يوجد ما يمنع إن شاء الله تعالى من مضي الأجر الأخروي جنبًا إلى جنب مع المنفعة الدنيوية وجودة الخدمة وخدمة العملاء وغيرها من معاني الإدارة الحديثة، وما برنامج (منشد الشارقة) الرمضاني على قناة (الشارقة الفضائية) إلا نموذج آخر على برنامج مفيد لجهات عدة: الإمارة العربية والجمهور المشاهد بشغف والشركات الراعية والمنشدين المشاركين، خلاف برنامجي (ستار أكاديمي) و(سوبر ستار) اللذان أضاعا أوقات الشباب وأخلاقهم وأموالهم!
3. مشروع طباعة مصحف المكفوفين: حيث تميزت لجنة زكاة الرقة وهدية في جمعية الإصلاح الاجتماعي بتقديمها هذا المشروع الرمضاني المبدع حقًا، فهو يلامس احتياجًا ماسًا لشريحة منسية غالبًا، وكأن عدم رؤية المكفوفين لنا تجعلهم غير موجودين!
فاللجنة عاكفة في المرحلة الأولى على طباعة 1000 مصحف بطريقة (برايل) للمكفوفين في الكويت ومصر والإمارات وفلسطين، بواسطة مطبعة المرحوم محمد عبد المحسن الخرافي المتخصصة بالطباعة لهم وبالتعاون مع جمعية المكفوفين الكويتية.
جزى الله تعالى اللجنة والجمعية والمطبعة كل خير وكتب لهم كل أجر إن شاء الله سبحانه، ونفع المولى القدير إخواننا وأخواتنا المكفوفين ونفع بهم الأمة الإسلامية إنه سميع مجيب.
4. يوم القدس السنوي على الانترنت: على الرغم من تعدد أقطار المسلمين وتوزع الأمة على دول مختلفة تفصلها حدود سياسية، إلا أن هناك معالم تجمعنا وتوحدنا تأتي قضية (فلسطين) المحتلة وشعبها المحاصر ومقدساتها المغتصبة على رأسها.
لذلك قد بادرت مجموعة من المواقع الالكترونية الإسلامية، وعلى رأسها موقع (الملتقى) وعنوانه: www.al-multaqa.net بتنظيم يوم سنوي من أجل مدينة (القدس) المباركة على شبكة المعلومات العالمية، ويحتفى به سنويًا في يوم السابع عشر من شهر رمضان عبر عدة فعاليات مكتوبة ومسموعة مميزة.
فهذه السنة – وهي الرابعة على التوالي – تضمنت كلمات حية ومباشرة من رئيس الوزراء الفلسطيني أ. إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أ. خالد مشعل ورئيس الحركة الإسلامية داخل فلسطين 1948 الشيخ رائد صلاح وخطيب منبر الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك الشيخ أحمد القطان وغيرهم من المجاهدين والخطباء والسياسيين والأدباء والشعراء.
وعالم (الانترنت) رحب وفسيح ولا يعترف بالحدود السياسية الموضوعة حديثًا على يد الفرنسي (سايكس) والبريطاني (بيكو) وممثلي الدول الاستعمارية الأوربية الأخرى، ولذلك رأينا حاضرين ومحاضرين في هذه الفعالية الالكترونية من فلسطين ومصر ولبنان والأردن والكويت والسعودية والعراق وليبيا وغيرها، فنشكر القائمين عليها في موقع (الملتقى) والداعمين لهم في المركز الفلسطيني للإعلام وموقع د. يوسف القرضاوي وموقع أقصانا وغيرهم، وندعو الجميع لمطالعة موقع اليوم السنوي الالكتروني وهو: www.qudsday.org .
في الختام فإن هؤلاء مجرد أربع أبطال على غير ترتيب من كثيرين تنافسوا وتسابقوا في شهر رمضان المبارك، وإن شاء الله تعالى تشارك الأمة المسلمة كلها كحكومات وجماعات وأفراد في هذه المنافسات السنوية، {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض} صدق الله العظيم، والحمد لله أولا وأخيرًا.