لقد أصبحت الترجمة جزءًا لا يتجزأ من متن اللغة. ولا بد للمترجم أن يكون على معرفة تامة بلغتين على الأقل إلى درجة الإتقان الذي يعني معرفة حقيقية بالثقافة Culture المكونة للغة التي يتم التعامل معها. لأن الترجمة ليست فقط ترجمة كلمات وجمل وعبارات وإنما هي نقل لعادات وتقاليد وأمثال تؤثر حتما في ترجمة النصوص الخاصة بهذا المجتمع أو ذاك. فمثلا لو أخذنا المترادفات في أي لغة ما التي يبدو للوهلة الأولى أنها تشترك في معنى واحد تماما وأنّه لا فرق بين لفظين مترادفين في المعنى. ولو صح ذلك فيما يخص اللغة العربية على إطلاقه لما وردت المترادفات في القرآن الكريم في مواضع مختلفة. فمثلا ورد ترادف (أقسم وحلف) في قوله تعالى:"وأقسموا بالله جهد أيمانهم" وقوله: "يحلفون بالله ما قالوا، ولقد قالوا كلمة الكفر". وكذلك ترادف (بعث وأرسل) في قوله تعالى:"وما كنّا معذبين حتى نبعث رسولا"، وقوله:"وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين".
فلو رجعنا أيضا إلى فقهاء اللغة الأقدمين لنغرف من علمهم ونستعرض بعض الأمور التي توصلوا إليها. فمثلا يفرق ابن جني في كتابه الخصائص بين كلمتين هما: الكلام والقول كما يلي: "فأما الكلام فكل لفظ مستقل بنفسه، مفيد لمعناه، وهو الذي يسميه النحويون الجمل، نحو زيد أخوك، وقام محمد، وضرب سعيد، وفي الدار أبوك، وصه، ومه، ورويدا، وحاء، وعاء، في الأصوات، وحس ولب، وأف وأوه. فكل لفظ استقل بنفسه وجنيت منه ثمرة معنا، فهو كلام." "وأما القول فأصله أنه كل لفظ مدل اللسان به تاما كان أو ناقصا. فأما التام هو المفيد، أعني الجملة وما كان في نحو معناها من صه وإيه. والناقص ما كان بضد ذلك نحو زيد ومحمد وإن وكان وأخوك، إذا كانت الزمنية لا الحدثية. فكل كلام قول وليس كل قول كلاما." ومن أكثر الدلائل على الفرق بين الكلام والقول هو إجماع الناس على أن يقولوا القرآن الكريم كلام الله ولا يقولون القرآن الكريم قول الله.
وكذلك يفرق بين الحقيقة والحق. فالحقيقة عنده هي:"ما وضع من القول موضعه في أصل اللغة حسنا كان أو قبيحا، والحق ما وضع موضعه من الحكمة، فلا يكون إلاّ حسنا، وإنما شملهم اسم التحقيق لاشتراكهما في وضع الشيء منهما موضعه من اللغة والحكمة."
يقول أبو هلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية:"الشاهد على أنّ اختلاف العبارات والأسماء يوجب اختلاف المعاني إذ الاسم كلمة تدل على معنى دلالة الإشارة وإذا أشير إلى الشيء مرة واحدة فعرف الإشارة إليه ثانية وثالثة غير مفيدة وواضع اللغة حكيم لا يأتي فيها بما لا يفيد فإن أشير منه في الثاني والثالث إلى خلاف ما أشير إليه في الأول كان ذلك صوابا فهذا يدل على أنّ كل اسمين يجريان على معنى من المعاني وعين من الأعيان في لغة واحدة فإنّ كل واحد منهما يقتضي خلاف ما يقتضيه الآخر وإلاّ لكان الثاني فضلا لا يحتاج إليه". وإلى هذا ذهب المحققون من العلماء وأشار إليه المبرد في تفسير قوله تعالى:"لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"، فعطف "منهاجا" على "شرعة" لأنّ الشرعة لأول الشيء والمنهاج لمعظمه. واستشهد على ذلك بقولهم: "شرع فلان في كذا وكذا إذا ابتدأه وانهج البلى في الثوب إذا اتسع فيه",
ففي الأصل، إذن، أن تنفرد كل كلمة بمعنى خاص بها ولكن قد يحدث التباس في بعض المفاهيم بين لفظين متقاربين في المعنى، مثل: جلس- قعد، أبصر- رأى، نظر- شزر ... إلخ. وذلك بسبب عدم ملاحظة فروق الدلالة على الذات أو الصفات، أو الخصوصية والشمول، أو التباين، أو اختلاف العصر والبيئة، أو زيادة المعنى وهو ما يعرف في الدراسات اللغوية المعاصرة بـ (ظلال المعاني) nuisances.
وفيما يلي مجموعة من الفروقات اللغوية بين مترادفات شائعة الاستعمال بالاعتماد على كتاب الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري وعلى لسان العرب لابن منظور وعلى كتاب الخصائص لابن جني وغيرها من كتب اللغة:
• الفرق بين السؤال والطلب
قد فرق بينهما بأن السؤال يكون بالفعل والقول. والسؤال يستدعي جوابا إما باللسان أو باليد. والطلب: قد يفتقر إلى جواب، وقد لا، وكل سؤال طلب، وليس كل طلب سؤالا.
• الفرق بين العقاب والعذاب
الفرق بينهما أن الأول يقتضي بظاهره الجزاء على فعله المعاقب، لأنه من التعقيب والمعاقبة. والعذاب ليس كذلك إذ يقال للظالم المبتدي بالظلم إنه معذب. وإن قيل معاقب فهو على سبيل المجاز لا الحقيقة. فبينهما عموم وخصوص.
• الفرق بين العهد والوعد
إن العهد ما كان من الوعد مقرونا بشرط نحو قولك إن فعلت كذا فعلت كذا وما دمت على ذلك فأنا عليه، قال الله تعالى " ولقد عهدنا إلى آدم " أي أعلمناه أنك لا تخرج من الجنة ما لم تأكل من هذه الشجرة، والعهد يقتضي الوفاء والوعد يقتضي الإيجاز، ويقال نقض العهد وأخلف الوعد.
• الفرق بين الكائن والثابت
إن الكائن لا يكون إلا موجودا ويكون ثابت ليس بموجود وهو من قولهم فلان ثابت النسب معنى ذلك أنه معروف النسب وإن لم يكن موجودا ويقال شئ ثابت بمعنى أنه مستقر لا يزول، ويستعمل الثبات في الأجسام والأعراض وليس كذلك الكون.
• الفرق بين النصرة والإعانة
إن النصرة لا تكون إلا على المنازع المغالب والخصم المناوئ المشاغب، والإعانة تكون على ذلك وعلى غيره تقول أعانه على من غالبه ونازعه ونصره عليه وأعانه على فقره إذا أعطاه ما يعينه وأعانه على الأحمال ولا يقال نصره على ذلك فالإعانة عامة والنصرة خاصة.
• الفرق بين الإحساس والإدراك
يجوز أن يدرك الانسان الشئ وإن لم يحس به، كالشئ يدركه ببصره ويغفل عنه فلا يعرفه فيقال إنه لم يحس به، ويقال إنه ليس يحس إذا كان بليدا لا يفطن، وقال أهل اللغة كل ما شعرت به فقد أحسسته ومعناه أدركته بحسك، وفي القرآن " فلما أحسوا بأسنا " وفيه " فتحسسوا من يوسف وأخيه " أي تعرفوا بإحساسكم.
• الفرق بين الإطناب والإسهاب
الإطناب هو بسط الكلام لتكثير الفائدة وهو ضرب من البلاغة أمّا الإسهاب فهو ضعف.
• الفرق بين الإباء والامتناع
الإباء هو شدة الامتناع، فكل إباء امتناع وليس إباء، ويدل عليه قوله تعالى:"ويأبى الله إلا أن يتم نوره ". وقوله تعالى: " إلا إبليس أبى واستكبر ". فإن المراد هو شدة الامتناع في المقامين.
• الفرق بين المحال والممتنع
المحال هو ما لا يجوز كونه ولا تصوره، مثل قولنا: الجسم أسود أبيض (في حال واحدة). والممتنع هو ما لا يجوز كونه ويجوز تصوره في الوهم، مثل قولنا للرجل: عش أبدا، فيكون هذا الممتنع لأنّ الرجل لا يعيش أبدا مع جواز تصور ذلك في الوهم.
• الفرق بين الاستطاعة والقدرة
الاستطاعة هي انطباع الجوارح للفعل. والقدرة هي ما أوجب كون القادر عليه قادرا. ولذلك لا يوصف الله تعالى بأنه مستطيع، ويوصف بأنه قادر. والاستطاعة أخص من القدرة، فكل مستطيع قادر وليس كل قادر بمستطيع.
• الفرق بين البيان والبرهان والسلطان
هي نظائر، وتختلف حدودها. فالبيان هو إظهار المعنى للنفس كإظهار نقيضه. والبرهان هو إظهار صحة المعنى وإفساد نقيضه. والسلطان هو إظهار ما يتسلط به على نقيض المعنى بالإبطال.
• الفرق بين الكذب والإفك
الكذب منه الفاحش القبيح وغير الفاحش القبيح. أمّا الإفك فهو الكذب الفاحش القبيح، مثل: الكذب على الله ورسوله.
• الفرق بين المدح والتقريظ والثناء
المدح يكون للحي والميت. التقريظ لا يكون إلاّ للحي وعكسه التأبين الذي لا يكون إلاّ للميت. وأمّا الثناء فهو تكرار المدح.
• الفرق بين الاختصار والإيجاز
الاختصار هو إلقاؤك فضول الألفاظ من الكلام المؤلف من غير إخلال بمعانيه. ولهذا يقولون: قد اختصر فلان كتاب فلان أي أنه أدّى معانيه في أقل مما أدّاه المؤلف. فالاختصار إذن يكون في كلام قد سبق حدوثه وتأليفه.
الإيجاز هو أن يبنى الكلام على قلة اللفظ وكثرة المعاني، فيقال مثلا: أوجز الرجل في كلامه أي إذا جعله على هذا السبيل. أمّا إذا اختصر كلامه أو كلام غيره فيعني إذا قصّره بعد إطالة.
• الفرق بين الاختيار والاصطفاء
إن اختيارك الشئ أخذك خير ما فيه في الحقيقة أو خيره عندك، والاصطفاء أخذ ما يصفو منه ثم كثر حتى استعمل أحدهما موضع الآخر واستعمل الاصطفاء فيما لا صفو له على الحقيقة.
• الفرق بين الشتم والسّب
الشتم هو تقبيح أمر المشتوم بالقول وأصله من الشتامة وهو قبح الوجه، ورجل شتيم أي قبيح الوجه. أمّا السّب فهو الإطالة في الشتم.
• الفرق بين الإحسان والفضل
إن الإحسان قد يكون واجبا وغير واجب، وأمّا الفضل فلا يكون واجبا على أحد وإنما هو ما يتفضل به من غير سبب يوجبه.
• الفرق بين الإنعام والإحسان
إن الإنعام لا يكون إلا من المنعم على غيره لانه متضمن بالشكر الذي يجب وجوب الدين، ويجوز إحسان الانسان إلى نفسه تقول لمن يتعلم العلم أنه يحسن إلى نفسه ولا تقول منعم على نفسه، والإحسان متضمن بالحمد ويجوز الحامد لنفسه، والنعمة متضمنة بالشكر ولا يجوز شكر الشاكر لنفسه لأنه يجري مجرى الدين ولا يجوز أن يؤدي الانسان الدين إلى نفسه.
• الفرق بين اللوم والذم
إن اللوم هو تنبيه الفاعل على موقع الضرر في فعله وتهجين طريقته فيه، وقد يكون اللوم على الفعل الحسن كاللوم على السخاء والذم لا يكون إلا على القبيح واللوم أيضا يواجه به الملوم، والذم قد يواجه به المذموم ويكون دونه، وتقول حمدت هذا الطعام أو ذممته وهو استعارة ولا يستعار اللوم في ذلك.
• الفرق بين اللوم والذم والعتاب والتثريب
اللوم هو تنبيه الفاعل على موقع الضرر في فعله وتهجين طريقته فيه. وقد يكون اللوم على الفعل الحسن كاللوم على السخاء. اللوم يواجه به الملوم.
الذم لا يكون إلاّ على القبيح. وقد يواجه به المذموم وقد يقال في غيبته.
العتاب هو الخطاب على تضييع حقوق المودة والصداقة وفي الإخلال بالزيارة أو ترك المساعدة وما يشبه ذلك. ولا يكون إلاّ لمن له صلة من المودة.
وأمّا التثريب فهو التوبيخ والتعنيف ولا يكون إلاّ على فعل قبيح.
• الفرق بين الخطأ والخَطاء
الخطأ هو إصابة خلاف ما يقصد ويكون قبيحا أو حسنا. والخطاء هو تعمد الخطأ ولا يكون إلاّ في القبيح.
• الفرق بين الأبدي والأزلي
الأبدي هو المصاحب لجميع الأزمنة، محققة كانت أومقدرة في جانب المستقبل إلى غير النهاية. والأزلي هو المصاحب لجميع الثوابت المستمرة الوجود في الزمان.
• الفرق بين الإزالة والتنحية
إن الإزالة تكون إلى الجهات الست، والتنحية هي الإزالة إلى جانب اليمين أو الشمال أو خلف أو قدام، ولا يقال لما صعد به أو سفل به نحي وإنما التنحية في الأصل تحصيل الشئ في جانب ونحو الشئ جانبه.
• الفرق بين الخطأ واللحن
الخطأ يكون في القول والفعل. وأمّا اللحن فلا يكون إلاّ في القول. فنقول مثلا: فلان لحن في كلامه ولا يقال (لحن في فعله).
• الفرق بين القراءة والتلاوة
القراءة تكون للكلمة الواحدة فصاعدا. والتلاوة لا تكون إلاّ لكلمتين فصاعدا.
وذلك أن الأصل في التلاوة هو إتباع الشيء بالشيء. يقال تلاه أي تبعه. فتكون التلاوة في الكلمة يتبع بعضها بعضا ولا تكون في الكلمة الواحدة.
• الفرق بين الركون والسكون
إن الركون هو السكون إلى الشئ بالحب له والإنصاف إليه ونقيضه النفور عنه والسكون خلاف الحركة وإنما يستعمل في غيره مجازا.
• الفرق بين الاسم الشرعي والاسم العرفي
الاسم الشرعي هو ما نقل عن أصله في اللغة فسمي به فعل أو حكم حدث في الشرع، مثل: الصلاة والزكاة والصوم والكفر والإيمان والإسلام ...، وكانت هذه الأسماء تطلق قبل الشرع على أشياء كالصلاة على أن معناها الدعاء. ثم كثر استعمالها في معناها الشرعي حتى صارت تستعمل للدلالة على معناها الأصلي وهو الدعاء مجازا. والاسم العرفي هو ما نقل عن معناه بعرف الاستعمال مثل قولنا: دابّة. حيث كان في الأصل اسم لكل ما يدبّ على الأرض أي يمشي عليها. ثم صار في العرف اسما لبعض ما يدبّ وهو بعض الحيوان.
• الفرق بين القدر والقضاء
القضاء عبارة عن وجود الصورالعقلية لجميع الموجودات بإبداعه - سبحانه - إياها في العالم العقلي على الوجه الأكمل بلا زمان على ترتيبها الطولي الذي هو باعتبار سلسلة العلل والمعلومات. والعرضي الذي باعتبار سلسلة الزمانيات والمعدات بحسب مقارنة جزئيات الطبيعة المنتشرة في أفراد أجزاء الزمان، كما قال تعالى: " وإن من شئ إلا عندنا خزائنه ". والقدرعبارة عن ثبوت جميع الموجودات في العالم النفسي الفلكي على الوجه الجزئي مطابقة لما في مواردها الخارجية الشخصية مستندة إلى أسبابها الجزئية واجبة بها، لازمة لاوقاتها المعينة. كما قال عزوجل: " وما ننزله إلا بقدر معلوم."
• الفرق بين الأمارة والعلامة
الأمارة هي العلامة الظاهرة.
• الفرق بين الصعود والارتفاع
إن الصعود مقصور على الارتفاع في المكان ولا يستعمل في غيره ويقال صعد في السلم والدرجة ولا يقال صعد أمره، والارتفاع والعلو يشترط فيهما جميع ذلك، والصعود أيضا هو الذهاب إلى فوق فقط، وليس الارتفاع.
• الفرق بين الانتظار والتربص
التربص هو طول انتظار.
• الفرق بين الفطنة والذكاء
الفطنة هي ضد الغفلة ورجل مغفل أي لا فطنة له. والذكاء هو تمام الفطنة ويقال: ذكت النار أي تم اشتعالها. وسميت الشمس ذكاء لتمام نورها. والتذكية تمام الذبح. ففي الذكاء معنى زائد على الفطنة.
• الفرق بين الفطنة والكيْس
الكيْس هو سرعة الحركة في الأمور والأخذ فيما يعني منها دون ما لا يعني، يقال: رجل كيِّس إذا كان يسرع الأخذ أو الإلتفات إلى ما يعنيه أو يهمه ويترك الفضول أي ما لا يعنيه.
• الفرق بين الاستماع والسمع
الاستماع هو الاستفادة من المسموع بالإصغاء إليه لفهم ما يقال. والسمع هو إدراك المسموع وهو أيضا اسم الآلة التي يسمع بها.
• النسيان والسهو
النسيان يكون عمّا كان، فتقول: نسيت ما عرفته ولا تقول سهوت عما عرفته.
السهو يكون عمّا لم يكن، فتقول: سهوت عن السجود في الصلاة.
• الفرق بين الظن والشك
الظن رجحان أحد طرفي التجويز. ويجوز أن يقال إنّ الظن قوة المعنى في النفس من غير بلوغ حال الثقة الثابتة. والشك استواء طرفي التجويز لأن الشك هو اجتماع شيئين في العقل.
• الفرق بين الشك والارتياب
الارتياب هو شك مع تهمة.
• الفرق بين الموت والقتل
القتل هو نقض البِنْيَة الحيوانية. ويقال لمن حبس الإنسان حتى يموت: إنَه قتله على سبيل الاستعارة لأنَّه لم ينقض البنية. وأمّا الموت فهو ينفي الحياة مع سلامة البنية ولا يكون إلاّ من فعل الله.
• الفرق بين الوهَن والضعف
الوهن هو أن يفعل الإنسان فعل الضعيف، فنقول: وهن فلان في الأمر إذا أخذ فيه أخْذَ الضعيف. ومنه قوله تعالى:"ولا تَهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون" أي لا تفعلوا أفعال الضعفاء وأنتم الأقوياء. والضعف هو ضد القوة وهو من فعل الله تعالى كما أنّ القوة من فعل الله.
• الفرق بين الفناء والنفاد
النفاد هو فناء آخر الشيء بعد فناء أوله. ولا يستعمل فيما يفنى جملة أوله مع آخره في آن واحد. ولذا يقال: فناء العالم ولا يقال نفاد العالم، ويقال: نفاد الزاد ولا يقال فناؤه.
• الفرق بين الشجاعة والبسالة
الشجاعة هي الجرأة والشجاع هو الجريء المقدام في الحرب ضعيفا كان أو قويا. والبسالة من البَسْل في اللغة هو الحرام. فكان الباسل حرام أن يصاب في الحرب بمكروه لشدته فيها وقوته.
• الفرق بين القديم والعتيق
القديم يقال: إنّ دخول أحمد الدار أقدم من دخول عليّ ولا يقال أعتق منه.
والعتيق هو الذي يدرك حديث جنسه. فيكون بالنسبة إليه عتيقا، وأن يكون شيئا يطول مكثه ويبقى أكثر مما يبقى أمثاله مع تأثير الزمان فيه، فيسمى عتيقا. ولهذا يقال إنّ السماء عتيقة وإن طال مكثها لأنّ الزمان لا يؤثر فيها ولا يوجد من جنسها ما تكون بالنسبة إليه عتيقا.
• الفرق بين الحسد والغبط
الغبط هو ان تتمنى أن يكون مثل حال المغبوط لك ولا تريد زواله عنه.
الحسد هو أن تتمنى أن تكون حاله لك وأن يزول ما عنده. ولهذا ذُمَّ الحسد ولم يُّذَم الغبط.
• الفرق بين المعاداة والمخاصمة
المخاصمة هي من قبيل القول. والمعاداة هي من أفعال القلوب. ويجوز أن يخاصم الإنسان غيره من غير أن يعاديه ويجوز أن يعاديه ولا يخاصمه.
• الفرق بين الاضطراب والحركة
الاضطراب هو حركات متوالية في جهتين مختلفتين. وهو افتعال من ضَرَبَ، ويقال: اضطرب الشيء كأنّ بعضه ضرب بعضا. ولا يكون الاضطراب إلاّ مكروها. فيقال: اضطربت السفينة. وأمّا الحركة فليست مكروهة.
• الفرق بين القط والقد
القط هو القطع عَرْضا. والقد هو القطع طولا. وكل شيء قطعته طولا فقد قددته.
• الفرق بين البخس والنقصان
البخس هو النقض بالظلم. والنقصان يكون بالظلم وغيره.
• الفرق بين العذاب والألم
العذاب هو الألم المستمر. والألم قد يكون مستمرا وغير مستمر، فمثلا: قرصة البعوضة ألم وليست عذابا. ولكن إن استمر ذلك تقول: عذّبني البعوض الليلة. فكل عذاب ألم وليس كل ألم عذاب.
• الفرق بين القنوط واليأس
القنوط أشد مبالغة من اليأس.
• الفرق بين الذل والضّعَة
الضعة لا تكون إلاّ بفعل الإنسان بنفسه. ولا يكون بفعل غيره وضيعا كما يكون بفعل غيره ذليلا. وإذا غلبه غيره قيل هو ذليل ولا يقال هو وضيع.
• الفرق بين الاستكبار والتكبر
الاستكبار هو طلب الكبر من غير استحقاق. وأمّا التكبر فقد يكون باستحقاق. ولذلك جاز في صفة الله تعالى المتكبر. ولا يجوزالمستكبر.
• الفرق بين الذل والصغار
الصّغار هو الاعتراف بالذل والإقرار به. وإظهار صغر الإنسان وعكسه الكِبْر وهو إظهار عظم الشأن.
• الفرق بين الذل والخزي
الخزي هو ذل مع افتضاح.
• الفرق بين المزاح والاستهزاء
المزاح لا يقتضي تحقير من يمازحه ولا اعتقاد ذلك. وأمّا الاستهزاء فيقتضي تحقير المُسْتَهْزَأ به واعتقاد تحقيره.
• الفرق بين المزاح والهزل
الهزل يقتضي تواضع الهازل لمن يهزل بين يديه. والمزاح لا يقتضي ذلك.
• الفرق بين الرئيس والزعيم
الزعامة تفيد القوة على الشيء، ومنه قوله تعالي:"وأنا به زعيم"، ثم قيل للرياسة الزعامة. وزعيم القوم رئيسهم لأنه أقواهم وأقدرهم على ما يريده.
• الفرق بين الجبلّة والناس
الجبلة اسم يقع على الجماعات المجتمعة من الناس حتى يكون لهم معظم وسواد وذلك أن أصل الكلمة الغلظ والعظم ومنه قيل الجبل لغلظه وعظمه ورجل جبل وإمرأة جبلة غليظة الخلق وفي القرآن " واتقوا الذي خلقكم والجبلة الاولين ". وقال تعالى " ولقد أضل منكم جبلا كثيرا " أي جماعات مختلفة مجتمعة أمثالكم والجبل أول الخلق جبله إذا خلقه الخلق الاول وهو أن يخلقه قطعة واحدة قبل أن يميز صورته ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها " وذلك أن القلب قطعة من اللحم وذلك يرجع إلى معنى الغلظ.
• الفرق بين الابتلاء والاختبار
الابتلاء لايكون إلا بتحمل المكاره والمشقة. والاختبار يكون بذلك وبفعل حسن. فيقال: اختبره بالإنعام عليه ولا يقال ابتلاه بالإنعام عليه ولا هو مبتلى بالنعمة.
• الفرق بين السنَّة والعادة
العادة هي ما يديم الإنسان فعله من قِبَل نفسه. والسنَّة تكون على مثال سبق.
• الفرق بين الرياء والنفاق
النفاق هو إظهار الإيمان مع إسرار الكفر.
الرياء هو إظهار جميل الأفعال رغبة في حمد الناس لا في ثواب الله تعالى.
• الفرق بين القيمة والثمن
القيمة هي المساومة لمقدار المُثَمَّن من غير نقصان ولا زيادة. والثمن قد يكون بَخْسا وقد يكون زائدا. فكل ما له ثمن مملوك وليس كل مملوك له ثمن.
• الفرق بين المزاح والمجون
المجون هو صلابة الوجه وقلة الحياء. وهي كلمة مولّدة ظهرت في العصر العباسي.
• الفرق بين الحُزْن والكرب
الحزن هو تكاثف الغم. والكرب هو تكاثف الغم مع ضيق الصدر.
• الفرق بين الحزن والكآبة
الكآبة هي أثر الحزن البادي على الوجه. ومن ثم يقال: عليه كآبة ولا يقال علاه حزن أو كرب. لأنّ الحزن لا يُرَى ولكن دلالته على الوجه تسمى كآبة.
• الفرق بين الكتاب والسِّفْر
السفر هو الكتاب الكبير.
• الفرق بين الهنيء والمريء
الهنيء هو الخالص الذي لا تكثير فيه. ويقال ذلك في الطعام. والمريء هو المحمود العاقبة.
• الفرق بين الرسوخ والثبات
الرسوخ هو كمال الثبات والشاهد في ذلك أنه لا يقال حائط راسخ لأن الجبل أكمل ثباتا من الحائط. وقال تعالى:"والرّاسخون في العلم" أي الثابتون فيه.
• الفرق بين أخمد النار وأطفأها
الإخماد يستعمل في الكثير. والإطفاء يستعمل في الكثير والقليل.
يقال: أخمدت النار وأطفأت النار. ويقال: أطفأت السراج ولا يقال أخمدت السراج.
• الفرق بين الرجوع والإياب
الإياب هو الرجوع إلى منتهى المقصد. والرجوع يكون لذلك ولغيره. فيقال: رجع فلان إلى بعض الطريق ولا يقال آب إلى بعض الطريق.
• الفرق بين المجلس والمحفل
المحفل هو المجلس الممتلئ من الناس.
• الفرق بين الدُّنُو والقرب
الدنو لا يكون إلا في المسافة بين شيئين، فيقال: داره دانية ومزاره دانٍ.
القرب يستعمل في ذلك وفي غيره. فيقال: قلوبنا تتقارب ولا يقال تتدانى. ويقال: هو قريب بقلبه ولا يقال دانٍ بقلبه.
• الفرق بين الغنيمة والفيء
الغنيمة هي اسم لما يؤخذ من أموال المشركين بقتال. والفيء هو ما يؤخذ من أموالهم بقتال وغير قتال. ولهذا قالوا: إن الجزية والخراج من الفيء.
• الفرق بين المدح والإطراء
الإطراء هو المدح في الوجه. المدح يكون مواجهة وغير مواجهة.
• الفرق بين الصفة والنعت
النعت هو لما يتغيّر من الصفات. والصفة هي لما يتغير ولما لا يتغير من الصفات وهي أعم وأشمل من النعت.
• الفرق بين الصفة والحال
الصفة تفرَّق بين اسمين مشتركين في اللفظ. والحال هي زيادة في الفائدة والخبر.
• الفرق بين الخبر والحديث
الخبر هو القول الذي يصح وصفه بالصدق والكذب ويكون الإخبار به عن نفسك وعن غيرك. والحديث هو في الأصل ما تخبر به عن نفسك.
• الفرق بين القصص والحديث
القصص هو ما كان طويلا من الأحاديث ويُحَدَّث به عن سلف. قال تعالى:"نحن نقصُّ عليك أحسن القصص". والحديث يكون عمَّن سلف وعمَّن حضر ويكون طويلا وقصيرا.
• الفرق بين الإنكار والجُحْد
الجحد هو أخص من الإنكار وذلك أن الجحد إنكار الشيء الظاهر. قال تعالى:"بآياتنا يجحدون"، فيجعل الجحد مما تدل عليه الآيات ولا يكون ذلك إلاّ ظاهرا. والإنكار هو إنكار كل ما كان خافيا. قال تعالى:"يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها". فجعل الإنكار للنعمة لأنّها تكون خافية. ويجوز أن يقال: الجحد هو إنكار الشيء مع العلم به والإنكار يكون مع العلم وغير العلم.
• الفرق بين التأويل والتفسير
التفسير هو الإخبار عن أفراد آحاد الجملة. وأمّا التأويل فهو الإخبار بمعنى الكلام.
• الفرق بين الشرح والتفصيل
الشرح هو بيان المشروح وإخراجه من وجه الإشكال إلى التجلّي والظهور. ولهذا لا يستعمل الشرح في القرآن. والتفصيل هو ذكر ما تضمنّه الجملة على سبيل الإفراد. ولهذا قال تعالى:"ثم فصلّت من لدن حكيم خبير". ولم يقل شرحت.
• الفرق بين السبب والشرط
السبب يُحْتاج إليه في حدوث المسبب ولا يحتاج إليه في بقائه. وأمّا الشرط فيُحْتاج إليه في حال وجود المشروط وبقائه.
• الفرق بين التفكر والتدبر
التدبر هو تصرف القلب بالنظر في العواقب. والتفكر هو تصرف القلب بالنظر في الدلائل.
• الفرق بين القياس والاجتهاد
القياس هو حمل الشيء على الشيء في بعض أحكامه لوجه من الشبه. والاجتهاد هو أعم من القياس لأنّه يحتوي على القياس وغيره.
• الفرق بين العلم والمعرفة
المعرفة هي أخص من العلم لأنّها علم بعين الشيء مفصلا عما سواه.
والعلم يكون مجملا ومفصلا.
• الفرق بين العلم واليقين
العلم هو اعتقاد الشيء على ما هو به على سبيل الثقة. واليقين هو سكون النفس بما علم. ولهذا لا يجوز أن يوصف الله تعالى باليقين.
• الفرق بين الإدراك والإحساس
الإدراك هو أن يدرك الإنسان الشيء وإن لم يحس به. والإحساس هو كل ما تشعر به فقد أحسسته.
• الفرق بين البعض والجزء
البعض ينقسم ويقتضي جمعا. والجزء لا ينقسم ويقتضي كلا.
• الفرق بين القصم والفصم
القصم هو الكسر مع الإبانة، يقال: قصمت الشيء أي كسرته كسرا.
والفصم هو كسر من غير إبانة، يقال: انفصم الشيء انفصاما إذا تصدع ولم ينكسر.
• الفرق بين القطع والفصل
الفصل هو القطع الظاهر ولهذا يقال: فصل الثوب. والقطع يكون ظاهرا وخافيا كالقطع في الشيء.
• الفرق بين الاستواء والانتصاب
الاستواء يكون في الجهات كلها. والانتصاب لا يكون إلاّ علوا وارتفاعا.
• الفرق بين الاختلاف والتفاوت
التفاوت يكون كله مذموما ولهذا نفاه الله تعالى عن فعله، فقال:"ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت". والاختلاف ليس كله مذموما، كقوله تعالى:"وله اختلاف الليل والنهار".
• الفرق بين الجسد والبدن
البدن هو ما علا من جسد الإنسان. وأمّا الجسد فهو جسد الإنسان كله.
• الفرق بين النصيب والحظ:
النصيب يكون في المحبوب والمكروه. يقال: وفاه الله نصيبه من النعيم أو العذاب. والحظ هو اسم لما يرتفع به المحظوظ ولهذا يذكر على جهة المدح. فيقال: فلان محظوظ وله حظ.
• الفرق بين الشُّح والبُخل
الشح هو الحرص على منع الخير. والبخل هو منع الحق.
• الفرق بين الفقير والمسكين
الفقير هو الذي لا يسأل. والمسكين هو الذي يسأل.
• الفرق بين الحاجة والفقر
الحاجة هي النقصان ولهذا يقال الثوب يحتاج إلى خزمة وفلان يحتاج إلى عقل وذلك إذا كان ناقصا ولهذا قال المتكلمون إن الظلم لا يكون إلا من جهل أو حاجة أي من جهل بقبحه أو نقصان زاد جبره بظلم الغير، والفقر خلاف الغنى فأما قولهم فلان مفتقر إلى عقل فهو إستعارة ومحتاج إلى عقل حقيقة.
• الفرق بين النصير والولي
الولي هو أن تكون الولاية بالإخلاص والمودة. والنصير هو أن تكون النصرة بالمعونة والتقوية.
• الفرق بين الضرّاء والبأساء
الضراء هي المضرة الظاهرة. والبأساء هي الضراء ومعها خوف. وأصلها البأس وهو الخوف. فيقال: لا بأس عليك أي لا خوف عليك.
• الفرق بين السرعة والعجلة
السرعة هي التقدم فيما ينبغي أن يُتَقدَم فيه وهي محمودة ونقيضها مذموم وهو الإبطاء. وأمّا العجلة فهي التقدم فيما لا ينبغي أن يتقدم فيه وهي مذمومة ونقيضها محمود وهو الأناة. فيقال: إنّ في العجلة الندامة وفي التأنّي السلامة.
• الفرق بين الحفظ والحماية
الحماية تكون لما لا يمكن إحرازه وحصره، مثل: الأرض والدار، فيقال: هو يحمي الأرض والدار. والحفظ يكون لما يحرز ويحصر. فيقال: يحفظ نقوده ومتاعه.
• الفرق بين الكفالة والضمان
الكفالة تكون بالنفس. والضمان يكون بالمال.
• الفرق بين السماء والفلك
قال ابن قتيبة: السماء كل ما علاك، فأظلك، ومنه لسقف البيت " سماء " وللسحاب " سماء ". قال عزوجل: " ونزلنا من السماء ماء مباركا ". وكل في فلك يسبحون " وسماه تعالى فلكا لاستدارته. ومنه قيل: فلك المغزل. وللفلك قطبان: قطب في الشمال وقطب في الجنوب، متقابلان.
• الفرق بين الزيْغ والميْل
الزيغ لا يكون إلاّ الميل عن الحق. يقال: فلان من أهل الزيغ ويقال أيضا: زاغ عن الحق. والميل هو عام في المحبوب والمكروه.
• الفرق بين العُتُوّ والفساد
العتو هو كثرة الفساد.
• الفرق بين الطغيان والعتو
الطغيان هو مجاوزة الحد في المكروه مع الغلبة والقهر. والعتو هو المبالغة في المكروه ولكنه دون الطغيان.
• الفرق بين الحرام والسُّحْت
السحت هو مبالغة في صفة الحرام. ولهذا يقال: حرام سحت ولا يقال سحت حرام.
• الفرق بين السن والضرس
يظهر من كلام اللغويين أنهما مترادفان - ويظهر من إطلاقات الأخبار وغيرها اختصاص السن بالمقاديم الحداد، والضرس بالمآخير العراض. وجعل السن حادا لأن به يقع الفرض، وجعل الضرس عريضا لان به يقع الطحن والمضغ.