«من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم»

قال أبو حسرةَ العنيد، في شأنِ عصرِ الواحدِ السعيد، والحيُّ في هرجٍ مرجْ، ينظرون إلى ما جاءِ بهِ من عجٍّ وغنجْ، بوركتَ يا تحفةَ الزّمان، يا وحيد العصرِ والأوانْ، فلقد جئت بما لم تستطعهُ الأوائل، وفزت على كل ا هو لامس دونَ حائل، ولو أوكلَ أمركَ إليَّ، لخرجتُ بكَ على كلِّ الدنيا وفورَ الهديّةْ، فقد برعتَ للهِ درُّكَ، في كلِّ ما يصنِّفكَ فيهِ وحيدَ صركَ، يا جميل المحيا، وبهيَّ الطلعةِ سميّا ، أما بعد النظرِ ، فعندكَ نه خيرُ الخبرِ، والدلائل كثرُ، والشواهدُ حضرُ..

   في عهدك الميمونْ، تقاتلَ الأخوةُ والمؤمنونْ، وهدمت في الأقصى الحجارة،
وضاعت السمّعةُ وصارتِ الأعداءُ جارة، وتولّى أمرنا الغلمان، وتقدّم
بالفتوى الولدانْ، وصارت فتحنا "فتحية"، وأجّرنا لشيلوك البندقية، وتساقط
الأطفالُ كالمطر، وأحرقت الجامعاتُ ومحاريبُ الدرس والنّظر، واستبيحت
الأعراض ، وتفشّت الأمراض، وصار الحالُ بلا كرامات، وتواثبَ اللصوصُ في
فرحاً بالغنائمِ والمحرّمات، وأصبحت ألوان الخطوط، نكتةَ العالمِ ولعبة
الأخطبوط، فكيفَ لا تريدنا أن لا نفرح، وعن حكمتك العظيمةِ أن نبرحْ ، ولا
نعادي من قال خيرَ تلفْ، لمن قضى بالسمِّ ونزفْ، وكانَ أوَّل المهماتْ،
إغفال غيبته في اللافتاتْ، سعيدونَ نحنُ، وبكم لا انقضت المحنُ والإحنُ،
ناشدوكَ بالمزيدْ، فما توانيتَ عن إبداع الجديدْ، وحنظلةُ يقرؤك السلام،
ويقول لك إلى الأمام يا مقدامْ....!

   أما ربعُ بني سحارة، فقد ثبت أنهم عندنا في الحارة، وما كانوا يوماً في
غيرها فلا باستعارة، ولا حتى بطي وطعج العبارة، قوات تنفيذية ، ولحى صارت
مطية، يقولون بنصر الوطن والناس، ولا مانع من طاعة الوسواس وسفك دماء
الأنجاس، فهؤلاء ألدُّ الأعداء بالتمام والكمالْ، ولا جواب لهم إلا السيف
وقهر الرجالْ، فالشعارات عزيزة، والإقصائية غريزة، ولا مانع من سفك الدماء،
وحل العرى العصماء، فكله من أجل الكرسي، ولا بأس بمخادعة النفسِ، يقولون
بالألسنْ، ما تكذِبهُ الأيدي والأعينْ، وفي سبيل الله قمنا، لكننا في سبيل
الحكم قاتلنا، والأحجية بسيطةْ، لا تحتاج ُ وسيطةْ، كل الأمر حلال، طالما
هو في رضا الدلالْ، نفوسٌ وتقواها، في قتل أخوتها نجواها،لا بارك الله
بقاتلٍ ومقتولْ، فكلاهما إلى جهنّم منقولْ....!

    ليست فلسطينُ بمتاع، ولا أثاث بيت عندكم لو ضاعْ، وكلكم غير مؤتمنين،
وأثبتم أنكم صنف المجانين، لا أهنأ لكم الله بالا، ولا أقرَّ لكم حالا، أما
أولادها فلا يرفعون زناداً، إلا بوجه عدوٍ ظلَّ واحداً واحداً، فمن رفع على
غيره، كانَ مساوياً له في حكمه، لا فتوى غير هذهِ الأخيرة، ولو ألقى
معاذيره، وقالت ولا زالت تقولْ، لا تحسبوا عليَّ الحميرَ والعجولْ، فأولادي
هم المخلصونْ، ولا شأن لي إن كثر المدّعونْ، فليتقاتل المرتدونْ، وليشمت
الشامتونْ، لا فصائل ولا فصائليةْ، فلسطين وحدها وللفلسطينية، حسبنا الله
بهم جميعاً، بما أودوا وما بددوا تضييعاً، ولا قبل ولا بعد.. 

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية