رجل بقامتك لا ينحني..
كنت الوحدة زمن الانقسام، والأمل يوم اليأس..
منك تعلمنا الكثير، وما زلنا، خافوك فقتلوك، أدركوا ما معنى أنك تحب الحياة
تريد دحر آلة الموت، وتفتيت تمنياتهم بتدمير لبنان على رؤوس الناس، فتجرعت السم..
وأنت تعلم، من أجل أن تحمي الوطن، ومع ذلك قتلوك..
في هذه الأيام من شهر فبراير، يوم اغتيالك كانت ضحكاتك الرنانة تزعجهم، تبقر بطونهم
تنزع قلوبهم نزعا، جندوا زبانيهم أو (زبالتهم) ليقتلوك، ونسوا أن الشهيد لا يموت..
وكان الموت زلزالا لم يستيقظوا منه بعد.. المحكمة يا رفيق أرواحنا وبسمة جراحنا تنتظرهم.. نحن نسأل ولا يجيبون ماسر هذا الرفض
الجنوني للمحكمة.. فيقولون من أجل سطور قليلة لا تتجاوز صفحة..
عجيب أيها الشهيد.. أوكلمات قليلة تجعلهم يفعلون كل ذلك، يتجمعون كلهم في محفل واحد ضد
دمك.. ضد كشف قتلتك..
الاعتراض على بعض البنود لا يستوجب كل هذا الرفض المقيت.. إلا اذا كان وراء الأكمة ما
وراءها..
تمتد قامتك شاؤوا أم أبوا، علمت الجميع كيف يكون الإخلاص للوطن.. إلا هؤلاء الذين لا
يعني لهم الوطن سوى ضاحية،وليس المقصود ضاحية في وطن، بل ضاحية لوطن آخر..
أو للوطن نفسه، ولكن بشرط، أن يدخل الجميع تحت عباءتهم.. لم يعرفوا يوما يا سيدي معنى
التعددية، يدعون الصدق والأمانة والشرف، يتهمونك بأنك سرقت الوطن..
نعم،، سرقت.. سرقت قلوب الناس المخلصين.. وبغضك أصحاب المصالح الضيقة على أنواعها،
وكرهك أصحاب الالتزامات الخارجية الكريهة.. ثم يتشدقون بالدين والوطنية..
آه يا سيدي، صدق من قال: ما أفصح العاهرة عندما تحاضر في الفضيلة...
هل أنت يا سيدي من سمح لألوف من الناس باغتصاب أرض ليست لهم..
هل أنت يا سيدي من يرفض دفع الكهرباء الذي يصرف في قصرك الكبير في قريطم..
هل أنت من يزور الحقائق، ويبيع نفسه للآخرين..
هل أنت من كان يزرع الأفيون ويتاجر به..
هل أنت من اختلس أموال الدولة في وادي أبو جميل.. بما يقدر بمليار دولار..
هل أنت من كان يفاخر بسرقات السيارات ويأخذها الى منطقة معروفة ويفككها، أو يتصل بصاحب
السيارة ليبيعها له منة جديد..
هل أنت من أسس جيشا اسمه جيش لبنان الجنوبي وكانت عناصره من قريطم..
هل أنت من عملت كانتونا ومنعت الدولة من الدخول اليه.. وحتى جابي الكهرباء لا يستطيع..
مرة عندما وزعت الزيت على الناس اتهموك وسحبوك الى المخافر.. وهم يوزعون أموالهم
(النظيفة) دون حساب..
أنت من وزعت الأموال على كل الطوائف ويتهمونك بالطائفي، بينما هم ينزعون أصحاب الأرض من
أهلها ويملون الفرز الطائفي المعروف..
ما نقول بعد يا سيدي، القصة طويلة .. والحكاية لا تنتهي..
وكما قلت: ما أفصحها عندما تحاضر.
في ذكراك الثانية ما زلنا معك.. والمحكمة ستأتي ولو بعد حين، ولتكن وفق البند السابع
وحتى العشرين.. لن نتوقف عن السير على طريقك.. مهما كثر المتمذهبون وأصحاب الفتن. ستبقى
رمزا حيا في قلوبنا.. نشتاق اليك يوما بعد يوم،وغدا أكثر من اليوم.. لن ننساك،، لأنك
معنا قبل أن نكون معك..