الكويت رائدة عربيًا وإسلاميًا على صعيد الفعاليات النافعة، سواء كانت ثقافية أو إدارية أو تنموية، عبر عشرات المراكز التدريبية والمؤسسات الرسمية والشعبية ذات الخدمات المجتمعية الراقية.


وما تواجد أشهر المدربين العرب في الوطن إلا مظهر من مظاهر هذه الريادة، من أمثال: د. طارق السويدان ود. نجيب الرفاعي ود. أيوب الأيوب ود. صلاح الراشد ود. إبراهيم الخليفي ود. بشير الرشيدي.

وإنني أدعو المواطنين والمقيمين والزائرين لانتهاز أي فرصة لحضور فعالية نافعة، فإن لم تخرج منها بأي معلومة جديدة فإنك ستنعش ذاكرتك وتوسع بها صداقاتك مع الإيجابـييـن من أمثالك.

لكني عندما دعيت لحضور محاضرة (إنصاتك نجاحك) للباحث محمد النغيمش –عضو حملة الإنصات الدولية، تعجبت كثيرًا وتساءلت: كيف يمكن أن يتكلم إنسان عن الصمت وأن يعبر بالكلمات عن الإنصات؟ ولكن حضوري للفعالية أجاب على تساؤلاتي كلها بحمد الله تعالى، ثم بفضل المادة المميزة التي قدمها المحاضر لنا، ومن بينها توضيحه أن الإنصات لأي صوت يمر بأربع مراحل، هي سماع الرسالة أولاً ثم تفسيرها ثانيًا وتقييمها ثالثًا ويأتي الرد عليها رابعًا.

كما بين الباحث النغيمش باقة من فوائد الإنصات للآخرين، وقد دونت من بينها التالي: تعلم شيء جديد، التأكد من معلومة، تقييم المتحدث والحديث، إظهار الاهتمام بالآخرين، توفير الوقت عبر التركيز، تطوير المستمع لشخصيته، التمكن من طرح أسئلة جيدة، الاستمتاع بالأحاديث وكسب محبة المتحدثين.

ثم تكلم المحاضر عن الوسائل التي تساعدنا على الإنصات للآخرين، ومنها عدم الانشغال بإعداد الرد أثناء حديث الآخرين، وتنويع الحواس المستخدمة في الإنصات مثل النظر والسمع وكتابة النقاط المهمة.

ومن وجهة نظري أن (الكبر) هو السبب الأول الذي يمنع البعض من الانصات للآخرين، فالمتكبرون لا يقبلون الحقائق من غيرهم، ويعتبرون أنفسهم أعلى مكانة من البقية! وهو الخلق التي نفـَّر منها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (الكبر بطر الحق وغمط الناس)، أي إنكار الحق واحتقار الآخرين.

وأوضح الباحث محمد النغيمش أن جعل الناس ينصتون لنا ممكن، عبر تحديد الهدف من كلامنا مسبقـًا وتوضيحه للمستمعين، وتوزيع نظراتنا بينهم، وإشراكهم معنا في الحديث، والبدء بالاستماع لهم حتى يقابلوا ذلك بحسن استماعهم لنا.

وبين المحاضر أن 40% من أوقاتنا نقضيها بالانصات، سواء كان للأهل أو الأصدقاء أو قنوات التلفاز والإذاعة أو غيرها، فلماذا لا ننشغل بتقييم وتطوير جودة إنصاتنا مثلما نفعل مع كتابتنا وأحاديثنا؟ وهو سؤال يحمل فكرة منطقية عليها البدء بتبنيها فورًا في حياتنا الخاصة والعامة.

شكرًا للباحث النغيمش على محاضراته وكتاباته المميزة والنافعة، وللأخ عزام العميم مدير مشروع (استثمر) الوطني لتشجيع الاستثمار المحلي، فالمحاضرة كانت ضمن فعاليات المشروع. و(استثمر) يستهدف نشر الثقافة الاستثمارية، وتعزيز ثقة المواطنين باقتصادهم المحلي، وخلق جيل جديد مهتم بالاستثمار، وغرس الأخلاقيات المطلوبة أثناء ممارسته، وفقًا لما بينه المدير/ العميم في كلمة تدشين المشروع، وبإمكاننا معرفة المزيد عن أهدافه ووسائله عبر موقعه الالكتروني: www.estathmer.org .

ختامًا فإنني استفدت كثيرًا من ذهابي لتلك المحاضرة القيمة، وفخور للغاية بالحملات والفعاليات والشخصيات المميزة التي يزخر بها وطني الكويت، والحمد لله أولاً وأخيرا.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية