يا قمرَ الزمانِ في عليائِه ..
يا سيدَ الأقمار
تختالُ في السماءِ مثلَ الفارسِ المغوار
تجولُ في المدار
تصولُ في المدار ترنو لك الأنظار
تحوطُك النجومُ بالإجلال والإكبار
فأنت أنت ملكُ الأضواءِ والأنوار
وأنت أنت مؤنسُ الجبالِ والوديانِ ..
والغاباتِ والأشجار

إني أتيت سامرا من جملة السمّار
إذا سألتَ من أنا
فإنني شخصٌ بسيطُ الفكرِ والأفكار
أومنُ أنّ الليلَ ..
مهما طال يأتِ بعده النهار
والشمسُ في مدارِها ثابتة
والأرضُ فيه كوكبٌ سيّار
لكنني أخشى إذا ما زدتُ ..
أن تقولَ إني طائشٌ ثرثار
أو إنني قد حدتُ في قولي عن المسار
أو أن بي مساً من الشيطانِ ..
أو أعاشرُ الأشرار

يا قمرَ الزمانِ في عليائِه ..
يا سيدَ الأقمار
لكم تمنيت لوَ ان بيننا شيئا من الحوار
تسمعنُي لآخرِ الطريقِ والمشوار
لكنّ صوتاً هاتفاً يصيحُ بي .. حذار
الدربُ محفوفٌ على طولِ المدى ..
بالخوفِ والأخطار
وإنني أخشى من الأخطار
أخشى إذا غضبت أن يثورَ ..
عاتي الموجِ في البحار
أخشى على الشطآنِ أن يجتاحَها الإعصار
أخشى من التيارِ .. إن سرتُ مع التيارِ
أو معاكساً مسيرةَ التيار
أخشى إذا ما قلتُ شيئا ..
هكذا أو هكذا عليكَ .. أن تُثار

ماذا أقول .. ليس عندي ضابطٌ لما أقولُ
ليسَ لي معيار
إذا ذكرتُ نجمةً من النجومِ ربما تغار
وإن ذكرتُ العطرَ والأزهارَ
قد تشكُّ في محبتي لهذه الأزهار
وإن ذكرتُ الطيرَ قد تعلنُها ..
حرباً على الأطيار

ماذا أقولُ .. هل أقولُ الشعرَ ..
من يدري
فقد تكونُ أيضا تكرهُ الأشعار
أخشى إذا يوما ذكرتُ الحبَّ أن تقولَ إني ..
ماجنٌ لا أكتمُ الأسرار
فالحبُّ مثلما علمتُ .. حاجةٌ ..
غريبةٌ عن هذه الديار
ليسَ لها اعتبار
الحبُّ منذُ كانَ ..
كانَ لعبةً يلهو بها الصغار
محظورة ً.. في عالمِ الكبار
الحبُّ محكومٌ على أحبابِه بالعارِ والشنار
فليذهبِ الحبُّ إلى الجحيمِ ..
وليكنْ مصيرُ تابعيهِ النار

هل أذكرُ التاريخَ في قصائدي
أخافُ أن تقولَ إني مغرضٌ
تقولُ صارَ الشيءُ مراتٍ
وأدعي أنا بأنهُ ما صار
أو أن تقولَ إنني أحالفُ المغولَ والتتار
أو إنني نصرتُ داعساً على الغبراءِ
والمهاجرين في شقائِهم على الأنصار
أو إنني المسؤولُ عن ..
هزيمةِ الأنباط في البتراءِ
والأعرابِ في الأنبار
أو إنني سرقتُ من جبالِك الحجار
وبعتُها للصينِ كي تبني بها
سوراً يكونُ أعظمَ الأسوار

هل أقرأ الأخبار
أخشى إذا يوما فعلتُ أن تقولَ حرّفَ الأخبار
أو إنني ساعدتُ في صنع انقلاب الحكمِ
في بعضٍ من الأقطار
أو إنني أناهض اليمين أو أناصر اليسار
أو إنني لعبتُ في قوائمِ الأسعار
أو إنني كذبتُ في معدلِ الأمطار

ماذا أقولُ .. سيدَ الأقمار
واللهِ لا أعرفُ ما يرضيكَ ..
كي أرضيكَ باختصار
كي أرفعَ الإغلاقَ عن ..
مشاعري .. وأكسرَ الحصار
ماذا أقولُ .. إنني مشوشٌ مبلبلٌ محتار
أنا بسيطٌ سيدي .. أبسطُ مما قد تظنُّ
لستُ بالمكّارِ والغدّار
إذا فعلت الشيءَ عن قناعةٍ
فإنني واللهِ لا أقدّمُ الأعذار

أنا بسيطٌ سيدي
أريدُ أن يكونَ لي إسمٌ على خارطةٍ
ليسَ عليها ذرةٌ من الغبار

لا تخشَ أبجديتي
فإنها بسيطةُ الكلامِ والأهدافِ والأفكار
يا سيدي إن كنتُ قد أخطأتُ
فاغفرْ خطأي .. فاللهُ من أسمائِه الغفّار
إني تركتُ في يديكَ الأمرَ
والتفكيرَ والتدبيرَ والقرارَ والإقرار
لكنَ خوفي أن يكونَ فاتني القطار

شاعر وكاتب فلسطيني

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية