وشوشة قبل البدء:
يقول الله جلّ وعل في كتابه المجيد (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون) سورة الأنفال: 8
تحكي لنا شهرزاد في هذه الليلة السنيّة بعدما رتّلت لنا تلك الآية القرآنية, قائلةً:
لقد ارتشفت خنساوات غزّة الفُضليات, من معين تلك الآية القرآنية الرقراقة, ما بثّ في أرواحهن الخاشعة قوةً روحانية, وبسالة إيمانيّة وشجاعة جهادية,
فانطلقن سيراً على الأقدام مسافة أربعة كيلومترات إلى معبر رفح المصري مُرددات صيحات حماسيّة ثائرة " يالله انصر جندك, يالله انصر جندك, يالله انصر جندك", , وذلك ليبُحن بأسمى آيات النضال النّسوي إبان انتهاكات العدوان الإسرائيلي البغيضة, ولفك الحصار على حدود أراضيهن المحبوسة الأنفاس.
خرجنَ باعتصامٍ نسّوي سلميٌٌّ رمزيّ, ليقولوا للعالم الهاجع على ضفاف الصمت المُطبق " لماذا هذا الصمت, وغزة تموت !, لماذا نبقى في مستشفيات بلا دواء, وبيوت بلا كهرباء, وحياة بلا ماء, معلقين بأمل يحدوه الرجاء!", كما أنّ قائدة مسيرة خنساوات غزّة المناضلات السيدة جميلة الشنطي, أفصحت عن بعض دواعي حماسهن الجهادي قائلةً: نود أن نُبين رفضنا القاطع للإتفاقات الأمريكية الصهيونية السوداء, التي لا تفتأ عن النيل من أراضينا الطاهرة, والتي لم نعُد نحتملها, سنُكسرها, ونحطمها تحطيماً, حتى تشتم مرابعنا رائحة الحريّة البهيجة, وتنبض ربوعنا بروح الحياة الرغيدة.
إلا أن هذه الحماسة المُرفرفة في السماء, سرعان ما أُوقعتْ أرضاً عند وصولهن إلى حاجز المعبر, فالقوات المصرية حاولوا التّصدي لهن برشهن بخراطيم المياه, وضربهن بالهراوات, وإطلاق النار, والتي نجمت عن جروح, وإغماءات, واختناقات, بعثرت تجمعهن النضاليّ, ولكن وعلى الرغم من كل ذلك, إلا أنهن رفضن العودة من حيث أتين, وواصلن الإعتصام مُصممات على أنهن لن يعدن حتى يُفك الحصار عن القطاع.
وقد تحقق مرادهن بعد جهدٍ جهيد, ونالوا شيئاً مما أرادوا على نحو يكفل لأبنائهم, وبيوتهم, ما يُسمى بالحياة !, إلا أنّ حادثة حصار غزّة’ تكشف لنا بمجملها, عن حقائقاً عدة, تسترعي التأمل, والتمعن بماهيّتها, منها:
1. صورة السلام المُزيف الذي تتدثر بجلبابه الولايات المُتحدة الأمريكية, وأصحابها من بني صهيون, بل وتختال به أمام العالم أجمع, غير آبهة لدساتير العدالة الإنسانية, وفرضيات الرحمة البشرية, التي تطالب بالإقتراب منها, وهي في الحقيقة بعيدة كل البعد عنها.
2. تعايش بعض السلطات العربية في جلباب سلامهم المُزيف, وذلك جراء ضعف حجيج المُسلمين في كافة أنحاء المعمورة, وانغماسهم بالتّرهات العصرية المُعلبة بواسطة بني صهيون, والمُرسلة إليهم في ورودٍ شائكة دامية, والتي تثنيهم بطبيعة الحال عن التّصدي الملتهب لتلك الهجمات الهوجاء الشعواء, التي تغض مضاجع مسلمي فلسطين بين الفينة والأخرى, فكما يقول علي الطنطاوي " ما غُلبنا في فلسطين, إنما غٌلبت فينا خلائق غريبة عنا ، خلائق قبسها بعض رجالنا من اعدائنا ، خلائق التفرق و التردد و موالاة الأجنبي "
3. أن الإستمساك بالعروة الوثقى, والتّسلح بالدرع القرآني } واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا {, والهبوب بضراوةٍ وجسارة بوجه العدو, من شأنه أن يُعيد المسلوب منّا شيئاً فشيئاً, كما تجسد لنا ذلك في اللوحة النضالية التي رسمتها خنساوات غّزة اللواتي لم يخنسن.
4. المرأة الفلسطينية أثبتت قدرتها النضالية الفائقة, في الوثوب بوجه مختلف الضروب والكروب, والتّصدي لها ببسالة الرجال, وهذا ما يُعزز دورها الحضاري الهام, في استعادة أرض الإسرار والمعراج, لذا نهمسُ لها بحبٍ: إمضِ قُدماً.
وشوشة أخيرة:
يا طائرَ الدّوح بلّغ أُمة العَربِ ** أني كفرتُ بهذا الصّمت واللعبِ
يا للهوانِ فَعِرضُ العرب منْتهك ٌٌٌ** والشعبُ باتَ أسير الزيفِ والكذبِ
هذي فلسطينُ يا ابن العرْب في نَصب ٍ** والكفرُ يعثو بتُرْبِ القدس والنقبِ
والقدس تصرخ بالإسلام نصرُكُم ** لا بالطبول وبُحِّ الصوتِ في الخطبِ
فبالعقيدة ساد الدينُ وانتشرت ْ** جُندُ الإله تدكُّ الكفر باللّهبِ
وبالعقيدة صار العِزُّ شيمتّنا ** نأبى الهوانّ وخفض الرأس في الكربِ
" عبدالعزيز الرنتيسي "
دعوة لأمة إقرأ:
قراءة كتاب " هتاف المجد ", لعلي الطنطاوي.
دعوة مُخملية لحاملي لواء القضية:
حضور المهرجان الإنشادي الخيري التّضامني " الحُرية لغزة ", الواقع ضمن فعاليات مؤتمر شركة الإبداع الأسرية السّنوي , والذي يحمل هذا العام شعار" الحُريّة طريقُ الرّيادة ", يوم 14.فبراير.2008, في صالة قصر حولي بارك.
وسكتت شهرزاد عن الكلام المُباح, عندما أدركها الصباح !