رأيته معنى و المعاني هي حجة الله في نفوس المؤمنين... رأيته روح و الأرواح هي السر الغامض المستعصي....و رأيته عاطفة و العاطفة هي لغة الأذكياء و داء العقول التعبة من جرف الحياة و من قرأ الجانب العاطفي للإسلام للشيخ محمد الغزالي سيفهم أنا لا إسلام إلا باكتمال العاطفة و نضوجها.... و لأنة لرمضان معنى مقدس شريف فلا بد من أن نحياه بروح تليق بقداسته و تراعي خصوصيته.... لذا لم أجد في نفسي شعور أقوى من الحمد في عظمته.... الحمد الله الذي قررت أن تعيش أنفاسي كل دقائق رمضان تسبيح لمجدة ... الحمد الله الذي جعل نفسي راضيا و رضاها بعطائه و إلوهيته ... الحمد لله الذي نقل نفسي من القباحه إلى الجمال بهداه .... الحمد الله الذي عقلني و علمني برشده. الحمد هو شعور ناضج لأنه اعتراف بالجميل و الاعتراف بالجميل هو الاعتراف بالعجز و الضعف و الكسل أحيانا , و هو ثورة النفس على أنانيتها و انتصارها على علة الهوى و المزاج... و الحمد هو الشعور الخالد و الباقي مابقيت الروح في الجسد ... الحمد ثورة مختلفة لأنها هادئة ساكنة و لكنها مشتعلة متلهفة... الحمد تغير النفس و فرارها من فقرها إلى غنى الله ... فالحمد الله الذي وهبني فأكرمني و ما منعني إلا ليعزني... و الحمد لله الذي عقلني بسعة ملكوته و لم يسجنني بضيق النفس و إتباعها ... و الحمد الله إني لم أتعب في معرفة ديني فوهب لي أما و أبا غذوني إخلاص و سقوني توحيد... و الحمد الله على نعمة الأصحاب فلم أفتر يوما إلا أعانوني و لم أخطأ إلا قوموني .... هذه دعوة بأن نعيش رمضان هذه السنة بالمعاني و الشعور و أن تكون أفعالنا ترجمة لأجمل مشاعرنا لله... كل رمضان و أنتم أقرب لله و كل رمضان و أنتم أكثر رضا و سعادة بقرب الله.