لا أقصد من مقالي هذا التشاؤم أو التشكي و التشفي , إنما محاولة  لتحليل حال الموظف الحكومي خاصا و أن هناك دراسة تشير بأن إنتاجية الموظف الكويتي لا تزيد عن 20 دقيقة في الأسبوع رغم  أن مجموع ساعات الدوام الأسبوعي 27 ساعة , و كذلك نسبة الموظفين الحاصلين على تقرير سنوي  امتياز يفوق90% من مجموعة موظفين الحكومة في دولة الكويت , و مجموع المواطنين العاملين بالقطاع الحكومي من مجموع الموظفين 90% , فهل يعقل أن يكون أغلب الشعب الكويتي منتج وفعال و حاصل على امتياز و لكن أي معاملة بسيطة يستهلك إصدارها أشهر و في أفضل الحالات أسبوع ؟ 

و هل يعقل أن توقيع بسيط من مسئول يستغرق أشهر ... هذا التخبط الوظيفي يرجع لسبب أساسي هو نفسية و ثقافة الموظف الحكومي و باعتقادي أن هناك أربع أنواع من الموظفين الحكوميين:

1. موظف تربى و تعلم في مدارس الحكومة و عولج في مستشفياتها و استنزف مرافقها فهوى يستنشق هواء حكومي و بالتالي أصبح صناعة حكومية 100% و يحمل مؤهلات حكومية عالية من ناحية الكسل و التخبط و الفوضى و التلقي ... فهنيئة للحكومة على هذه العقلية الفذة فهوة سهل الانقياد كسول في الأداء , يقضي وقته في تصفح الجرائد و تجريب المطاعم .

2. .موظف نصف مجتهد كان طالب يحلم في مستقبل باهر و حياة وردية و عطاء و إنتاجية لا محدودة و لكنة أنصدم في الواقع و أصابه شلل الإحباط فأصبح يتشكى و ينتقد و يتأفف و يحلم و يتمنى.


3. موظف سوبر مجتهد : يرى أن العمل في الحكومة استثمار فاشل و هدر للطاقات فتنحى عنة و لجأ إلى القطاع الخاص و استهلك طاقته في العمل المنتج مما انعكس على شخصيته فأصبح أكثر فاعلية في المجتمع و في حياته .


4. الصابر المحتسب : يرغب في التغيير و لكنة يحسب الخطوات و يعمل أكثر من ما ينتقد هو يعلم بمكامن الخلل و لكنة لا يفصح لمجر الكلام إنما يعمل بصدق للتغيير و يرى أن التغيير مجموعة من الخطوات مدروسة المتكاملة و ليس مجر اصطدام مع الواقع .

مع النكسة الاقتصادية القائمة و تزايد الاهتمام بدور القطاع الحكومي مما يتطلب جهود أكثر و هذه الجهود متمثلة في تغير نظرتنا نحو العمل الحكومي و كذلك تغيير ثقافة و نفسية الفرد و ثقافة و نفسية الفرد لا تتغير إلا بالتعليم و التربية فرئيس الوزراء الماليزي عندما سأل عن سر تطور ماليزيا عقب بأن ماليزيا زادت نسبة ميزانية التعليم إلى 80% مما يعني صناعة فرد منتج و بالتالي موظف منتج.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية