... قالت الفرق بيننا و بينكم أننا نملك الأمل... بالنسبة لنا كل يوم هو أمل جديد و كل يوم تشرق فيه الشمس هو بمثابة حياة جديدة , فأي مرض جديد نقول سوف نجد له دواء و أي حرب تحدث نقول سوفا تهدأ و يبدأ السلام و أي إحباط شخصي هو تحدي لكي نكون الأفضل, و انتهى الجواب و لحرارة النقاش لم يفهم أحد من الحضور الجواب و أعترف أني كذلك لم أفهم ما كانت تقصد ..
و لكني اليوم عندما شاهدت رئيس الولايات المتحدة باراك أباما يلقي خطابة الأول كأول رئيس أسود للولايات المتحدة أدركت ما هو الأمل و أحسست الفرق بين طريقة تفكيرنا و تفكيرهم... نحن نستسلم لليأس و هم يبنون من اليأس قصرا... نحن نلتفت للوراء لنتغنى بأمجادنا و هم يرون اليوم مشروع تنومي للغد... و استوعبت ما كان يرمي له مارتن لوثر كنج جونيور بمقولته " إنني أحلم بيوم يعيش فيه أطفالي الأربعة في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".
فهم يحلمون و لكننا نتمنى و فرق بين الأمل و التمني... انتصار بارك أوباما شأن أمريكي لا يعنينا و يكفينا من المشاكل ما يشغلنا عن غيرنا و لكنه يمثل انتصاره الأمل للشعوب المنكوبة و للفرد المقهور, فبعد مئة سنة من الصراع العنصري يتحقق العدل و المساواة و لا نعلم بعد كم سنة سيتحقق لعالمنا العدل و لا أعلم هل سنكون ممن يرون عالمنا العربي و الإسلامي في مصاف الدول المتقدمة و لكن ما أعلمه علم اليقين أننا نملك الأمل لغد أفضل.