نسمع كثيراً عن تخصيص العديد من الجوائز وحفلات التكريم للشخصيات التي كان لها إسهامات واضحة في خدمة الإسلام والمسلمين سواء أكان ذلك على المستوى المادي أو الدعوي أو الإعلامي أو العلمي أو أياً كان شكل تلك الاسهامات. وبلا شك أن مثل هذه الجوائز والمهرجانات تعتبر بادرة طيبة وتترك انطباعاً ايجابياً في نفوس الذين حصلوا عليها, ومحفزاً كبيراً لغيرهم للمساهمة كلٌ في مجاله وتخصصه في سبيل رفعة الإسلام وخدمة المسلمين.
نسمع كثيراً عن تخصيص العديد من الجوائز وحفلات التكريم للشخصيات التي كان لها إسهامات واضحة في خدمة الإسلام والمسلمين سواء أكان ذلك على المستوى المادي أو الدعوي أو الإعلامي أو العلمي أو أياً كان شكل تلك الاسهامات. وبلا شك أن مثل هذه الجوائز والمهرجانات تعتبر بادرة طيبة وتترك انطباعاً ايجابياً في نفوس الذين حصلوا عليها, ومحفزاً كبيراً لغيرهم للمساهمة كلٌ في مجاله وتخصصه في سبيل رفعة الإسلام وخدمة المسلمين.
وأود في مقالي هذا أن أسلط الضوء على شخصية مسلمة لها مكانتها الكبيرة ومعجبيها الكُثر في مختلف أنحاء العالم ألا وهي اللاعب الماليِّ المسلم (فريدريك كانوتي) لاعب نادي أشبيلية الأسباني الذي أسر قلوب معجبيه بمهاراته الرائعة ومستواه الراقي في مجال كرة القدم, وفي الوقت نفسه ألهب مشاعر المسلمين وأثار أشجانهم بتحليه بالأخلاق الإسلامية وتمسكه بتعاليم دينه, وبسبب مواقفه المشرفة اتجاه قضايا أمته وتفاعله معها والتي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية المختلفة. فقد عُرف عن هذا اللاعب قيامه بقطع التمارين والذهاب إلى أداء الصلاة ضارباً بعرض الحائط ما يلقاه من انتقادات في سبيل ذلك... كما أنه اللاعب الوحيد الذي لايلبس شعار الشركة الراعية لناديه الاسباني لأنها تروج للعب القمار وقد تفهم ناديه هذا الأمر ورضخ لطلبه..
ولعل القضية الأبرز في هذا الصدد هي مساهمته في حماية وإنقاذ أحد المساجد في أسبانيا من الهدم والإزالة بسبب انتهاء عقد الأرض التي يقع عليها هذا المسجد حيث قام (كانوتي) بشراء الأرض التي يقع عليها هذا المسجد بقيمة (نصف مليون) دولار من حسابه الخاص... ومؤخراً وأثناء مباراة جمعت فريقه مع فريق (ديبورتيفو لا كارونيا) ضمن مسابقة كأس ملك اسبانيا عَبَّر هذا اللاعب وأمام العالم أجمع عن تضامنه مع ما يحدث في مدينة غزة الفلسطينية التي تتعرض للقصف والتدمير من قبل الكيان الصهيوني وذلك من خلال ارتدائه لقميص أسود مكتوب عليه كلمة "فلسطين " بعدة لغات قام بالكشف عنه بعد تسجيله لأحد أهدافه في تلك المباراة غير آبهٍ لما سينتج عن هذا الفعل من انتقادات أو حتى عقوبات رياضية أو مالية قام الإتحاد الاسباني لكرة القدم بفرضها بعد المباراة.الأمر المؤكد أن شخصيةً مثل اللاعب (فريدريك كانوتي) تمتلك من الشهرة الدولية والثقل والأهمية الكبيرة في عالم كرة القدم التي يتابعها غالبية سكان الأرض وخاصة فئة الشباب ما يؤهله لإن يكون رمزاً لكثير من عشاقه ومعجبيه والذين تتجاوز أعدادهم الملايين من المسلمين ومن غيرهم, ويجعل من تصرفاته ونشاطاته محط اهتمام ومتابعة وسائل الإعلام العالمية بمختلف توجهاتها وميولها, وبالتالي فإن تحليه بالأخلاق الإسلامية ومجاهرته بها في بلاد الغرب يمثل دعاية عظيمة للإسلام ودعوة غير مباشرة لهذا الدين بصورة قد تتجاوز في فائدتها جهود الكثير من الدعاة والمصلحين .
كما أن تبنيه لمواقف أمته الإسلامية وقضاياها المختلفة يشكل في حد ذاته دعماً قوياً يتفوق في نفعه على الكثير من الجهود الدبلوماسية والمؤتمرات والقمم العربية والإسلامية. ما ذكرته عن هذا اللاعب لا يوفيه حقه ولابد من العمل على تكريمه والإشادة به على المستوى الإسلامي والعربي, أو على أقل تقدير ترشيحه للفوز بإحدى الجوائز التي تُخصص لذوي الجهود البارزة في خدمة الإسلام والمسلمين؛ لإنه أهلٌ لذلك ويستحقه هذا في المقام الأول.
ووقوفاً بجانبه ضد الحملات التي تشنها بعض المؤسسات ووسائل الإعلام المعادية للإسلام أو تلك الموالية للصهيونية والتي تحاول تشويه صورته حيناً ووصمة بالعنصرية للدين الإسلامي حيناً آخر, وهو الأمر الذي يحتم علينا تشجيعه ودعمه وإيصال رسالة له مفادها أن ما يقوم به من تمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وشعائره, ومن مناصرة لقضايا أمته هو محل تقدير وفخر واعتزاز لدى كل مسلم حتى ممن لا يعرف كرة القدم ولا يتابعها.