أتوجه بالرجاء للكاتبة الفاضلة حياة الياقوت والمهندس المبدع بشير بساطة وهيئة تحرير ناشري لترك نافذة توصل مباشرة للعدد الرابع من مجلة "كان" التاريخية حيث أن القارئ يحتاج أن يتردد عليها مراراً وتكراراً وسأقول لكم لماذا؟
في العدد الرابع من دورية "كان" التاريخية يأخذنا  رئيس التحرير "أشرف صالح" تحت جناح حمامة زاجلة زرقاء من مطار "منية العقبة" بالجيزة لنحلق عالياً بإزاء اثنين من عمالقة مصر: "عبد المنعم رياض" و" عبد الجواد محمد مسعد"  لنرى البطولة في قمة تجلياتها، دون أن يتيح لنا الوقت لنودع زملاءه الأكارم من مستشارين ومحررين في "كان" يستحقون أن نوفّيهم حقهم من المودة والسلام، ونشد على أيديهم، فهو يسرع بنا لملاقاة فاتنة سُحر بجمالها هي: "كليوباترا" ووصفها د. حسن سليم بأنها "أطهر نساء عصرها" رغم أفلام (الأعداء) السينمائية . وعلى الطريق يترك للدكتورة عائشة محمود أن تحدثنا عن "الأولياء في مصر القديمة".  وفي الإسكندرية يحط بنا مع الحمامة لنرى الدكتور "إبراهيم العلاف" يحدثنا عن بداية صناعة السفن التي انطلقت في العالم من هذه المدينة ابتداء.

وتسرع بنا الحمامة نحو الشرق بعد أن تخلف بعضنا،  ليطير معنا الدكتور صفوت حاتم ليعرض لنا ما جرى بين "أوربا وفلسطين من الحروب الصليبية إلى العصر الحديث" دون أن توقفنا حواجز الغزاة الإسرائيليين. وبعد أن ترتاح الحمامة في قلعة أسامة بن منقذ في "عجلون" ننطلق برفقة الدكتور "علي مصطفى القضاة" ليشرح لنا "المراحل التاريخية لعلم مصطلح الحديث" ونعيش في نعيم علم يتصل بخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم، لنغرق في عالم من نور وحرية وكرامة.

وتتابع الحمامة طيرانها شمالاً لتحط عند الباب الشرقي في دمشق، وتتركنا لنهرع للدكتور "بشار محمد خليف" ليحدثنا حديثاً مخيفاً عن: "شعائر الموت ومعتقداته في الشرق العربي القديم" ولم أكن مندمجاً مع الموضوع حيث أرفض أي حديث عن ملايين السنين، وأصغي لكل المعلومات التي تتحدث عن الأثار المادية الواضحة التي لا يتطلب الوصول إليها حساب زمن تحلل (ذرات الكربون)15! ولقد امتلأت فخراً حين عرفت أن الثورة الزراعية انطلقت من بلادي في منتصف القرن التاسع قبل الميلاد، وأن سكانها عرفوا الري الصناعي وأقنية الري في الألف الخامس قبل الميلاد، والكتابة في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد. ورأيت البعض يقهقه عندما سمع أن هناك قرابين بشرية كانت تقدم في جنائز الملوك، فاستنكرنا ذلك منه، لكنه قال: تصوروا لو أنهم اليوم يقدمون في جنازة الرئيس قرابين بشرية من رؤساء أجهزته الأمنية وكبار اللصوص الذين أثروا في حياته. فلامه البعض منا وضحك الآخرون في سرهم.

ونعود للحمام الزاجل الذي كان يتحفز للطيران، فننطلق معه للشرق، إلى مملكة ماري عندما يعبر نهر الفرات من الشام إلى العراق حيث توجد اليوم مدينتا البوكمال السورية والقائم العراقية وبينهما تل الحريري أو موقع "مملكة ماري إحدى أعظم حضارات العالم القديم في حوض نهر الفرات"  وفيها أقدم ما عرف الناس من آثار تعود للألف العاشر قبل الميلاد. وأبرز آثارها واجهة قصر جميل بلغ أوج جماله في الألف الثاني قبل الميلاد ويقبع اليوم في واجهة المتحف السوري بدمشق. وقد عثر في مكتبة القصر على الأرشيف الملكي، الذي ضم ما ينوف على عشرين ألف لوحة مسمارية. فنظرنا في وجوه بعضنا البعض: أيملك ملوكنا اليوم مثل هذه المكتبات، ولماذا يعانون ويكادون أن يبيضوا وهم يقرؤون خطب المناسبات.

ثم حلق بنا الحمام الزاجل عالياً وطار بنا بعيداً لبلاد لتحكي لنا الأستاذة ريهام المستادي عن: "رحلة قبائل المغول من التمزق إلى التوحد" فتمنينا أن تتوحد قبائلنا العربية من فلسطينية وصومالية وسودانية ويمنية بدون جنكيزخان جديد.

ونعود سريعاً للإسكندرية لنسمع حكايات من تركناهم بها وسافر بهم الحمام الزاجل غرباً لنسمع عن: "المجاعات والأوبئة بتلمسان في العهد الزياني" وعن "نشأة الحركة الوطنية في المغرب" وأخيراً عن:"المجتمع الأندلسي في القرن الرابع الهجري من خلال شهادة مؤرخ معاصر" هو ابن حيان القرطبي حيث نلقي عصا الترحال في ربوعها الباردة لنقضي فيها عطلتنا الصيفية ولنعود لأوطاننا قبل حلول شهر رمضان المبارك

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية