ألطف صورة يمكن رسمها؛ صورة يد طوَّقت ذراع طفل أشعلَ في اللب جمرات حب تبرق أملاً. يد الحاكم تمتد برفق لتحضن راحة يد طفل بعطف أبوي ساحر، فتومض بنقاء ناصع يفتقده كثير من الناس حول العالم.
فما أروع القيادة عندما تحنو على أبنائها، وما أجمل الأبناء عندما تكلّل هاماتهم تيجان القيادة.. ومن المؤكد أنَّ شاعرنا الصغير حمد جمال بوناشي يستحق التقدير على ما قدمه من قصيدة بمناسبة تكريم سمو أمير البلاد للمعلم، حيث قدم إثباتاً جديداً على ما تختزنه الطفولة من قدرات باهرة تنبض بالحياة والألق.. فكيف وقد جاء التكريم على هذا المستوى؟
حمد في عمره الصغير الذي يبلغ 12سنة نشأ على حفظ كتاب الله تعالى، كرّس وقته لحفظ الشعر العربي الأصيل، ولم يشغل نفسه بما لا ينفع. ولعل كثيراً من أطفالنا يشبهون صديقنا حمد.. ولديهم العديد من المواهب والعطاءات.. وكثير منهم برز في مجالات شتى، نرى بعضهم وقد تفوق في المدارس والأندية، ومنهم من حفظ كتاب الله كاملاً، ومن برع في العلوم والرسم والرياضة والأدب.. وتلك اليد الحانية، التي طوقت ذراع حمد، هي اليد نفسها التي تشق الطريق أمام هؤلاء للسير قدماً نحو الهدف بثقة وأمل.. وحمد كان يمثل كلّ أطفال الكويت.. وعندما لمستْ يده يد القائد كان يصافحه نيابة عن كل أطفالنا المبدعين، ليس ذلك فحسب.. بل كان حمد يمثل كل من أحب الطفولة وزاد عنها.. وعمل من أجلها.. من آباء وأمهات، ومعلمين ومعلمات، ومسؤولين سياسيين ووزراء ونواب، وأدباء وشعراء، وأشخاص عاديين.. تسلمَ حمد «الوسام» عنهم. فتحية إلى والد حمد ووالدته لما بذلاه من جهد واضح يكاد المرء يلحظه بكل نبرات حمد ونظراته.. ومن خلالهما ولأمثالهما، نرفع الهامات فخراً بكل أم وأب يجاهدان من أجل أولادهما. أبدع حمد فاستحق الثناء.. وأيُّ ثناء يصغر بعد التكريم الذي ناله عن جدارة.. وبعد سنوات سيتذكر حمد هذا اليوم الخاص جداً في حياته، فيفخر كثيراً بما حدث، مثلما نحن فخورون به كفخر أسرته الصغيرة.. وستكون هذه اللمسة الأبوية مهمازاً له ولأنداده للانطلاق نحو العلا. فأعدوا يا أطفال الكويت العدة وانطلقوا.. فلن يسبقكم إلى المجد أحد.