المتابع ذو الخبرة أو البصيرة للقنوات التلفزيونية الاسبانية الست الرئيسية يلتقط بسهولة كبيرة السياسة العامة لهذه القنوات ،يمينية التوجهات كانت أم يسارية، ليعثر على خط واضح تماما للفكر الذي تريد أن تبثه هذه القنوات بين الجمهور، وعلى الرأي الذي تريد أن تفرضه على الشعب، حتى يخرج الناس إلى نواديهم فيرددون ماجاء في هذه القنوات ترديد الببغاوات ، ويعملون وبصورة تطوعية مجانية على نشر الفكر الذي تروج له ومن حيث يعلمون أو لايعلمون.

في هذه الملاحظة التي تبدو بسيطة تكمن كل المهمة الإعلامية لوسائل الإعلام اليوم ، والمتمثلة في صناعة رأي عام ، وتوجيه شارع معين ، وزرع فكر خاص واضح لدى شريحة معروفة من الناس ، فإذا تساءلنا عن طريق المقارنة عن الدور الذي تقوم به قناة الجزيرة في هذا السياق لوجدنا الأمر لايخرج كثيرا عنه مع اختلاف جوهري ، فقناة الجزيرة وخلال الأعوام الثلاثة عشر الماضية لعبت دورا رائدا في صناعة الرأي العام في المنطقة العربية ولدى الجاليات المهاجرة من هذه المنطقة المنتشرة في أرجاء المعمورة ، وليس إلا أن نتابع الدور بالغ الخطورة والأهمية لبرنامج واحد من برامجها لدى السنوات الأولى لانطلاقها ، وهو برنامج الاتجاه المعاكس ، الذي استطاع بمهارة فائقة أن يغير الرأي العام للشارع العربي وخلال ساعتين فقط ويجيشه بشكل كامل لصالح الانتفاضة الفلسطينية ، بل لقد استطاع فيصل القاسم في حلقة  واحدة بُثت بمواكبة انتفاضة الأقصى أن يعيد تركيب الموقف العربي الموحد من القضية بعد أن تسببت "أوسلو" في تفكيككه وتشرذمه .

بالطبع لقد لعبت الصورة في هاتيك الأيام دورا رئيسيا في إعادة التشكيل والترتيب والتعبئة ، لكن الصورة وحدها لاتكفي لتشكيل المواقف ، وترتيب الأولويات ، وتجييش الأمم، كان لابد مع صورة إعدام الطفل الشهيد محمد الدرة من إدارة للمعركة الفكرية ، ولقد قام فيصل القاسم بدور تاريخي في تلك المرحلة لايمكن إغفاله ولاالمرور عليه ، دور إعلامي رائد في قناة تلفازية رائدة ، بدت – وأقول بدت- قادرة على صناعة الرأي العام ، وتحريك الشارع .

في زيارة لي الى عيادة طبيب عربي في مدريد ، استمعت إليه باهتمام وهو يفند بالتفاصيل الدقيقة الموقف التركي من المنطقة ، وفي نقاش جامعي مفتوح طرح حوار حاد عن دور حزب الله في المعركة مع اسرائيل اليوم ، كاد ينتهي باقتتال وتشابك بالأيدي بين أكاديميين وبعض طلبة الدراسات العليا في العلوم السياسية، وأثناء الأيام السوداء التي عاشت فيها الأمة سقوط بغداد هذا الأخير ، وأثناء مروري على مسجد في مدريد حضرت نقاشات حياً وعنيفا جدا بين مجموعة من النساء شبه الأميات ممن يعملن جميعهن في مهنة تنظيف المنازل ، وكان ذلك النقاش مشحونا بالتحليلات العميقة ، وبطبيعة الحال كيلت في تلك الجلسة جميع أنواع السباب والشتائم لحكامنا " الذين تقاعسوا عن نصرة القضية الجديدة- القديمة"!!، الحال نفسها كانت سائدة في باحة ذلك المسجد بين مجموعة من الفتيان لاتتجاوز أعمارهم الثالثة عشرة من العمر بعضهم تحزب مع صدام ، وآخرون شتموه وشمتوا فيه، ونشب بين الفريقين صراع ودفع ورفس وضرب !! .

القاسم المشترك بين هذه الشرائح جميعها كانت قناة الجزيرة ، لقد أصبحت الجزيرة في مدريد ، وليس في بغداد ولادمشق ولابنغازي ، المحرك للمشاعر ، والملهم للأفكار ، بل الصانع الرئيس للرأي العام الناطق بالعربية ودون منازع ، لقد جعلت الجزيرة الطبيب المختص وطالب الدكتوراه في أهم فروع العلوم الانسانية يتحدثان بنفس الفكر والرأي الذي يتحدث به أطفال الجالية أو نساءها ممن لايعرفن الكتابة ولا القراءة ! ، هذه القدرة المخيفة على صناعة الرأي لم تتواكب مع وضوح الهدف والرؤية لدى قناة الجزيرة . لقد تحول الشارع العربي في أغلبيته إلى مجموعات محاورة في برنامج الاتجاه المعاكس ، ليس في استديوهات الجزيرة ولاعبر الأقمار الاصطناعية ، ولكن في النوادي والمقاهي والمدارس والمساجد ، شيء رائع هو قدرة الجزيرة على إحياء روح الحوار ، ولكنه من المحزن أن لايكون لدى الجزيرة الخطة اللازمة لبث أخلاقيات الحوار بين الناس وتثبيتها بين جمهورها ، والأكثر لفتا للانتباه هو عدم القدرة حتى الآن على لعب دور قيادي حقيقي في ضبط  فكر واضح يمكن الترويج له بدأب وثبات. هل يكمن السبب في أن الجزيرة لاتريد هذه السياسة الإعلامية ولا هذا الدور ؟، أم أنها لاتمتلك هذه الرؤية ؟ ، أم أنها تمتلكها ولاتستطيع الإعراب عنها؟.

الفرق بين أن تفرض على الجمهور رؤية وحيدة  ، وأن تطرح على الساحة كل الرؤى الموجودة ، هو الفرق بين الديكتاتورية والديمقراطية ، قدرة جهة إعلامية ما على فرض رأيها على الناس عن طريق الألاعيب غير الديمقراطية باسم الديمقراطية -كما يفعل الإعلام اليوم في طول أوربة وعرضها- ،هو أكبر عملية غسيل دماغ عرفتها البشرية في تاريخها !!، وتماثلها في ذلك بعض الأنظمة العربية التي تستعمل الإعلام كأداة جبارة في ترسيخ الفكر الذي تريد فرضه ، ورسم صورة عارية عن الصحة عنها وعن خدماتها ورجالاتها !!، أما أن يتمكن الإعلام من اللعبة الديمقراطية بحيث يقدم كل وجهات النظر عن طريق قيادات فكرية واجتماعية وسياسية قادرة على إقناع الناس ، فهو الدور الرائد الذي قامت به بعض الحكومات الأوربية في عهود ماقبل الحادي عشر من سبتمبر ، بحيث تمكنت في إعلامها من تحقيق المعادلة شبه المستحيلة بين طرح الأفكار المختلفة وبين ترك المجال للجمهور ليمارس حريته في الاعتقاد وتبني الأفكار التي تناسبه ، وذلك دون اللجوء إلى الألاعيب غير الديمقراطية التي صارت تمارس اليوم بشكل مكشوف أفظع مافيه عدم قدرة الناس على رده ولا الوقوف في وجهه ، بسبب السطوة الهائلة لوسائل الإعلام في العصر الحديث ، اللهم إلا مااتصل بالانترنيت وماأصبحت توفره من تعددية حقيقية ، ومن كشف منظم "للفاشيين" – العنصريين الاستئصاليين- المندسين في صفوف الإعلاميين في مختلف دول الاتحاد الأوربي .

لعل الدور الذي لعبته قناة الجزيرة لم يكن هذا ولاذاك ، لقد طرحت الجزيرة فكرا ورأيا ومواقف ، في تعددية لم تعهدها المنطقة العربية من قبل في إعلامها لا على المستوى الخاص ولا العام ، تعددية غير مسبوقة ،على صعيد الانتماآت الدينية ، والطائفية ، والسياسية ، والقطرية ، وحتى القومية ، وجيشت الشارع العربي لها ،لكنها تركت هذا الشارع يتيما ، بعد أن وجد نفسه في موقف عجز لايحسد عليه بسبب الغياب الموجع للقيادات الفكرية والشعبية الحقيقية التي يثق بها الناس ، والتي تستطيع أن تأخذ بأيديهم في مثل الساعات الحالكات التي مرت بها الأمة في العقد الأخير ، ولايمكن بحال من الأحوال أن نلقي باللائمة في هذا الأمر على الجزيرة وحدها كمؤسسة صانعة لصناع الرأي بالضرورة !، فالمنطقة العربية تعاني أصلا من قحط مؤلم في هذه القيادات بسبب من الاستبداد الذي تعيشه منذ خمسين عاما ، كما بسبب من فشل العملية التربوية جملة وتفصيلا على المستوى الرسمي والشعبي .

لقد كانت قناة الجزيرة في السنوات العشر الأولى من تاريخها ودون منازع الجهة "الشعبية" الوحيدة التي كان الناس يثقون بها وبما تبثه من خبر ورأي وتحليل - كما حدث بعيد غزو العراق وإعادة احتلاله- ، فعلى سبيل المثال لقد أنقذت الجزيرة الأمة من الانهيار النفسي بما قدمته من ثبات خمسة أو ستة شخصيات هامة من كبار علماء الأمة وقياداتها الفكرية أثناء ذلك الغزو ، الذي كان أشدّ على الناس من صحوة مابعد الخامس من حزيران ، عندما اكتشفوا اللعبة القذرة التي مارسها عليهم الإعلام العربي الذي حول الهزيمة الساحقة المخزية إلى نصر رنان ، مازال يرن ويطنّ في آذان جيل كامل حتى بعد مرور أكثر من أربعين عاما عليه!!.

لكن الأمر اختلف بعيد ركوب قناة الجزيرة موجة "حزب الله" من جهة ، ومن جهة ثانية طريقتها في تغطية أحداث غزة الأخيرة ، والصراع الفلسطيني- الفلسطيني .

هناك فرق كبير بين أن تنتصر للحق الأبلج وبين أن تصبح أحد أطراف لعبة من حيث تدري أو لاتدري ، هناك فرق كبير جدا بين أن تغطي أحداث مذبحة وبين أن تلهب مشاعر أمة دون أن تقدم لها الحلول ، أمة عاجزة تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة حدود ومعابر مغلقة بقوات عربية مسلحة ، ليس في وجه الفدائيين والمجاهدين والأسلحة ، ولكن في وجه القطن والشاش والدواء والبطانيات والحليب والقمح!!.



صناعة الرأي ..وصناعة صناعه

لعل المشكلة الأساسية تكمن في هذه الشريحة من بعض"صناع الرأي" والذين قدمتهم الجزيرة للشارع العربي على أنهم قيادات فكرية متميزة ، ليسقطوا في الامتحانات الحقيقية ، والتي لم تنتبه الجزيرة الى خطورتها ، لكن رد فعل المشاهد العربي كان عليها "عربيا صرفا" ، تمثل في انصراف المشاهد عن "الثقة" في صمت وريبة وخيبة أمل!! ، عندما يخرج في الجزيرة وبشكل يومي رجل يدغدغ عواطف الملايين بمدح القاعدة ورجالها والترويج لهم وكأنهم قد فتحوا القدس أو غيروا ما بالأمة من ذل، وتترك له كل المجالات ليقول مايريد ويسب من يريد ، ثم يراه الجمهور متلعثما أمام أول محنة نزلت على يدّ "القاعدة" في البلد الذي يقيم به، ويسقط  جاثيا على ركبتيه – إعلاميا- أمام المشاهد وعلى الهواء مباشرة ، فهذه كارثة إعلامية وبكل المقاييس ، لم تنتبه الجزيرة الى وقعها على المشاهد ، ربما يمرّ مثل هذا الحدث على المشاهد الإسباني – وأتحدث عن الاسباني لأني  مراقبة عن كثب للموضوع في اسبانية- بسسبب نوعية وطبيعة المشاهد الإسباني ، أما المشاهد العربي فلايمكن أن يمرّ عليه حدث مثل هذا مرور الكرام ، الشارع العربي شارع مُسيس ، يسبق كل منظريه ومفكريه في الإحاطة بملابسات الأحداث ، لقد سبق الشارع العربي الحركات الاسلامية مجتمعة في تمثل الصحوة ، وسبق وسائل الإعلام العالمية مجتمعة في فهم ملابسات قضية "الارهاب العالمي" التي طرحت على الساحة منذ مطلع هذا القرن بطبعتها الأمريكية ، ولابد من الاعتراف أن بعض صناع الرأي في الجزيرة في بعض الأحيان ليسوا على مستوى ماتتطلبه الأمة من رؤى وأهداف ، بعضهم ثبت أنهم كانوا أجراء لدى النظام العراقي السابق ، وعرف بهذه الفضيحة القاصي والداني –ممن يستعمل الانترنيت على الأقل- ، ولكن الجزيرة لم تلتفت الى هذه القضية ومضت في استضافتهم وهم يجعجعون بفكر لاقومي ولااسلامي ،لاشرقي ولاغربي ، وكأن الهدف هو الجعجعة وحسب ، التصفيق للقضية كثيرا مايؤذيها ، القضايا لاتحتاج الى سياسات التهييج والتصفيق ، القضايا تحتاج الى التحليل والحلول ، كما تحتاج الى الصدق والنزاهة .

إصرار الجزيرة على استضافة نفس صناع الرأي بنفس الأفكار المعومة ، ونفس الأساليب التهريجية والتهييجية ، دون رؤية واضحة ولاهدف دقيق ولا سلوك دؤوب لتغيير أساليب التفكير في الأمة ،كما تغيير أخلاقيات الحوار وأدب الخلاف فيها ، كان خطأ فاحشا ، زاد منه الإصرار على عرض يومي ثابت لما يكتبه بعض هؤلاء الرجال والنساء أنفسهم في الصحافة ، إلى درجة الاختناق أتحفتنا وتتحفنا الجزيرة بأقوال بعض هؤلاء الناس ، لايمكن أن يمضي يوم واحد دون أن تستعرض لنا الجزيرة – والقنوات المستنسخة عنها- مقالاتهم ، تفندها ، تلونها ، تعيدها بحذافيرها بكرة وعشية!!، حلقة مفرغة من الجعجعة ، واللعب على حبال القضية ، لأن هذه أقصر طريق اعلامية عربية للشهرة ونيل المكاسب !! ، أن تسب الحكام هو أمر سهل ميسور خاصة إن فُتحت أمامك أبواب قناة بحجم قناة الجزيرة الفضائية و...على مصراعيها ، ودون سبب مفهوم!، وافتتحت لك صحفا ينفَق عليها بالملايين من جهات معروفة أو خفية ، هكذا صُنِعت في الجزيرة شريحة من "صناع الرأي" الذين تخرج الآلاف لاستقبالهم في بعض المطارات العربية!! وليس لديهم من ميزة إلا خروجهم في قناة الجزيرة ويوميا للسباب والشتيمة !! ، بينما لايخرجون في حقيقة الأمر عن كونهم أبواقا لفكر عقيم لم يأت الأمة بجديد ، ولم يغير شيئا من واقعها الذليل ، لقد أصبحت الجزيرة حكراً على بضعة أسماء مابين قوميين واسلاميين ، يتبادلون فيم بينهم الأدوار حسب المقامات اللازمة ، ولكن لايجد معظمهم أية مصداقية حقيقية في الشارع العربي ، إما لأنه افتُضح أمامه بمواقفه غير المتوازنة ، وإما لأن الشارع لايثق به لتاريخه المعروف ، وإما وبكل بساطة لأنه لايمكن الضحك على كل الناس لكل الوقت ، فمن لايقدم للناس فكرا ينمون به ويعينهم على تلمس جنبات الطريق سرعان مايسقط ، ولو أصرت كل وسائل الإعلام في العالم على تلميعه وفرضه على الناس وكتبت تحت اسمه ألفاظ ، مثل "مفكر" ، و"صحفي " ، و"كاتب" !! .

تزخر الساحة الإعلامية العربية بمئات إن لم نقل الآلاف من أصحاب الفكر والقلم والرأي ممن كان ينبغي للجزيرة بإمكانياتها المذهلة أن ترصد لهم فريقا من أساتذة الجامعات للبحث عنهم وعن الأفكار التجديدية لديهم ، بهدف تشكيل عصبة ممتازة مختارة لاستخراج فكر جديد وطرق جديدة لبث الوعي وتحفيز إرادة التحرر والرغبة في التغيير لدى جماهير هذه الأمة ، فدور الإعلام اليوم أخطر بكثير ممايمكننا أن نظن ، دور الإعلام في أمة أكبر من دور الطغاة الذين يسترهبون أعين الناس بسحر عظيم !!، لقد أصبح الإعلام أداة ذات سطوة عظمى يسخر لمهام عظمى – سلبا أو ايجابا- في تاريخ البشرية ، تختلف باختلاف الجهات التي تستحوذ عليه ، صناعة الرأي العام  اليوم وبسرعة زمنية فائقة من خلال وسائل الإعلام ، أصبحت موازية لتشكيل الضمير العام والذاكرة الجمعية لأمة من الأمم أو شعب من الشعوب خلال مئات السنين ، أصبحنا ومن خلال الإعلام نشهد ولادة دول لم يكن لها وجود "منظور" على خرائط السياسة العالمية والمحلية ، ولعب الإعلام أدوارا بالغة الخطورة في إحياء قوميات بدت مندثرة ، ولغات أوشك أن يعفي الدهر عليها كتابة وقراءة على الأقل ، وطوائف أصبحت تعامل نفسها ويعاملها الآخرون كقوى دولية عظمى ، وكل هذا بعض مما ساهم في قيامه الإعلام الناطق بالعربية من دور هدام في جسد "الأمة" خلال العشرين عاما الأخيرة فقط– وليس إلا أن نرى مافعل الإعلام بموضوع مباراة رياضية فحوله إلى داحس والغبراء بين شعبين شقيقين- ، ولكننا وفي الاتجاه المعاكس وبالإعلام كذلك وعن طريق قناة الجزيرة بالذات استطعنا أن ندخل ولأول مرة لعبة سطوة الإعلام العالمية ، وأصبح الصوت الإعلامي العربي مسموعا بالضرورة في مختلف أروقة السياسة العالمية ، وأضيفت قناة الجزيرة –ورغم أنوف كثيرين شرقا وغربا- إلى قائمة القنوات التي لايستقيم لصحفي عمل دون أن يمرّ عليها ولو مرة واحدة يوميا ، وأصبح كثيرون يستجدون أن تنشر لهم "الجزيرة نت " ولو مقالا واحدا في حياته باللغة الانكليزية أو مترجما ، هذا على الصعيد الإعلامي العالمي ، أما على الصعيد العربي ، فإن ماقامت به قناة الجزيرة من عمل جبار يتعلق بصناعة الرأي "العربي" العام أو "الناطق بالعربي" عموما ، لم يكن على مستوى بعض من صنعتهم الجزيرة من "صناع للرأي" ، لمّعت أسماءهم بسبب من انتماآتهم الوطنية أو الحركية أو الحزبية ، وليس بسبب من قدراتهم الحقيقية على تقديم فكر ينهض بالإنسان والأمة .

لايمكن أن نفي قناة الجزيرة كظاهرة – بالمعنى العلمي للكلمة- حقها في أربع أو خمس حلقات من الكتابة الصحفية ، فما قامت به الجزيرة وتقوم لايخرج عن كونه دورا تاريخيا هاما تسنمته خلال السنوات الأولى من تاريخ ولادتها ، ويحتاج إلى دراسة وبحث وتمحيص وصدق في النصيحة ونزاهة في القول، ورجاؤنا أن تنهض الجزيرة في السنوات القادمة بمزيد من الوعي والعمل ومحاولة تلافي الأخطاء ، والبحث عن البدائل

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية