أصرت إبنتي لولوة على مرافقتها للإطلاع على فعاليات المؤتمر الوطني العام، وشددت على أنها تريد أن تعرف مستقبل بلدها، رافقتها ، وما إن وصلنا حتى تفرقنا وذهبت هي بعيداً لتتنقل بين الناس تسأل وتحاور وتناقش ..
أما أنا بدأت في اقتناص بعض الملاحظات ، وأقدم لكم بعضاً منها:
شدني الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام عن النجاح الباهر الذي حققته مسرحية (الكويت مشروع أمة) ، والذي كان برعاية وإنتاج جمعية الإصلاح الإجتماعي ، وشارك في بطولته الفنان حسين عبدالرضا والفنان طارق العلي والفنان عبدالعزيز المسلم وعبدالرحمن العقل والفنانة القديرة حياة الفهد وسعاد عبدالله وانتصار الشراح.
اللافت في المسرحية هو المشروع الكبير والعظيم الذي تبناه وطرحه القطاع الفني في جمعية الإصلاح والذي يدور حول توحيد جهود الكويتيين على مشروع أمة تقوم على سواعده دولة الكويت العالمية.
وعبر مدير قطاع الفنون والآداب في جمعية الإصلاح الشيخ عمر جعفر، عن سعادته البالغة في أن القطاع استطاع تحقيق رؤية الجمعية كجمعية نفع عام إجتماعية إصلاحية شاملة وجامعة.
والجدير بالذكر أن الشيخ دعيج الخليفة صاغ كلمات اللوحات الغنائية وتصدى لتلحينها الفنان أ.أنور عبدالله ، أما الغناء فكان لعبدالله الرويشد والفنان محمد الحسيان.
والجميل الخبر الذي نقله لي أحد أصدقائي القيادي المعروف في جمعية إحياء التراث الإسلامي عن المشروع التوعوي البيئي الجماهيري " محمية " والذي يهدف لزيادة الوعي البيئي لدعى شباب والنشئ في المجتمع الكويتي ، وقال القيادي التراثي (وهو أحد أبناء عائلة السلطان الكريمة): أن هذا المشروع يأتي ضمن الأهداف الإستراتيجية التي رسمتها جمعية إحياء التراث الإسلامي تماشياً مع الخطة الإستراتيجية للدولة وباقي جمعيات النفع العام لزيادة الوعي الثقافي والذوقي لدى شباب "المسلمين" ، خصوصاً أن منظر المخلفات في الشواطئ، وكذلك عدم الإلتزام بالنظام والعشوائية باتت تشكل تلوثاً "بصرياً" مزعجاً للمواطنين والمقيمين.
والجدير بالذكر أن الجمعية استطاعت تنظيم 9 محاضرات توعوية مختلفة في مختلف المراكز التجارية في الكويت وكانت أهم المواضيع التي حوتها هي ( إحترام قواعد المرور-الإلتزام بالنظافة في الأماكن العامه-المحافظة تناسق المظهر للفرد المسلم- ضرورة رصف الأحذية في الأرفف عند مداخل المساجد- ومحاضرة لا تصفط بالدوار لأداء الصلاة- إلخ).
واختتم السلطان تصريحه بأن الجمعية إنتهت من وضع تصور الحملة التوعوية الجماهيرية القادمة وهي تحت شعار ( لا ضرر ولا ضرار) وهي تقوم على مبدأ إحترام الحرية الشخصية والأدب في الخلاف والتناصح، كذلك إيصال مفهوم أن الخلاف " رحمة " للمسلمين وأن الفرد يسعه ما لا يسع الجماعة.
وأثناء حديثنا مع القيادي بجمعية أحياء التراث تصادف مشاركة أحد قياديين الجمعية الثقافية الإجتماعية (الشيعة) لفعاليات جمعية إحياء التراث، وقال سيد عبدالصمد نائب مدير الجمعية :
أسعدنا اليوم أخواننا في إحياء التراث بهذا النشاط الوطني والإسلامي الكبير، والذي أحيا في نفوس الأمة روح الأدب والثقافة من جديد، وتابع عبدالصمد حديثه عن آخر أنشطة الجمعية الثقافية:
وضعنا الآن الخطوات النهائية لمشروع " المعسكرات الشبابية " وجاءت فكرة هذا المشروع نتجية ثمرة التعاون واللقاءات التنسيقية المتكررة مع جمعيات النفع العام مثل الإصلاح الإجتماعي والتراث والخريجين حول ضرورة تنظيم مخيمات ربيعية كشفية تقوم بإعداد الشباب والفتيات " كل فئة في مخيم منفصل" إعداد نفسي وبدني وثقافي و وطني عالي ، لنعد بذلك شباب الأمة على أقصى درجات التحمل والمسئولية، خصوصاً في ظل التوترات الخارجية وخصوصاً بعض التهديدات التي تواجه الكويت من دول مجاورة، وتشمل التدريبات (تدريبات بدنية في اللياقة والتحمل-تدريبات على فنون ومهارات الدفاع عن النفس-تدريبات حول فنون المفاوضات والإقناع-تدريبات حول فنون الإعتماد على النفس) هذا بالإضافة للمحاضرات الثقافية الدينية والإجتماعية والتي يحاضر فيها : أ.د عجيل النشمي بجانب الشيخ حسين المعتوق ، والدكتور طارق السويدان ود.يوسف الزلزلة، أما في الجانب النسائي فتحاضر كل من أ.خديجة المحميد وأ.خولة العتيقي ، وأ.بثينة الإبراهيم ود.ابتهال الخطيب.
وأضاف أن الأولوية للتسجيل هم المنتسبين لجمعيات النفع العام وقد خصصت لكل جمعية مقاعد متساوية، وسيتم فتح باب التسجيل في بداية الشهر القادم.
وأخيراً إلتقينا بالأستاذ الرفيق هلال وائل مدير العلاقات الثقافية في جمعية الخريجين وعضو المنبر الديمقراطي والقيادي في التحالف الوطني الديمقراطي، وفي البداية صرح أ. وائل :
بارك جهود الأخوة في الجمعيات الثقافية وجمعيات النفع العام ، ونشيد بجهودهم نحو تنمية وتطوير المجتمع الكويتي ثقافياً وفكرياً و" دينيا ً" ، وأشاد بأن الدراسة الأخيرة التي قامت بها " الخريجين" حول حالة المجتمع الكويتي ، أن النتائج أثبتت إزدياد معدل الرقي الأخلاقي والإلتزام الديني مع إزدياد عالي في معدل إحترام الحريات الشخصية، وذكر السيد وائل على هامش حديثنا أن الخريجين ستبدأ أسبوعها الثقافي تحت عنوان " الأسرة كيان الوطن " وقال بأنه أثبتت آخر الدراسات العلمية في الدول المتقدمة، أن المحافظة على النسيج الإجتماعي والأخلاقي في المجتمعات أكبر دافع للأفراد في بذل الجهد لتطوير مجتمعاتهم، ودلل على ذلك بأنه منذ عصر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى هذا اليوم وباستقراء بياني أن الأزمات التي تمر بالأمة توازيها أزمات أسرية وإجتماعية، مما يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا تنمية ولا تطور حضاري ناجح ومتزن مع اختلال توازن الأسرة والفرد من الجانب الجسدي والروحي والعقلي والقلبي.
أما لجنة مسلمي أفريقيا فقد أعلنت أنها ستفتح الباب قبل بداية الصيف لشباب وفتيات الكويت للمشاركة في حملة الإغاثة الكويتية لجنوب أفريقيا، وقالت اللجنة في بيان لها : أن التربية الدينية ليست مجرد عبادات حركية، بل هي تربية على حبي الخير للبشرية مساعدة الناس بلا مقابل، وشددت على أن استراتيجية اللجنة أن يقوم الشباب والنشئ الكويتي من باب التطوع بجمع الاموال وتوزيعها بأنفسهم في فترة الصيف كنوع من التدريب ومعايشة آلام العالم البشري خارج حدود الكويت.
وهنا مر علينا الشيخ فؤاد الرفاعي صاحب مركز (إنما المؤمنون إخوة) مبتسماً وممسكاً بيده الأخرى الشيخ عباس المهري وكيل المرجعيات الدينية وكانوا يلاطفون إبنتي لولوة (المتوجسة من مستقبلها) ويعدونها بمستقبل مشرق يضعون لبنات بنيانه لتكمل هي المسير ولاحظت فرحها بهذه الإجابات والسرور الذي دخل على قلبها عندما اطمأنت أن الكويت بيد " أمينة " ، وما إن اقتربت لمشاركتهم أحاديثهم الودية، حتى رن منبه الاستيقاظ وأنا أسمع عبارة " حي على الفلاح" و " الصلاة خير من النوم".