جمعية "البرّ والأخلاق الإسلامية"
تأسست هذه الجمعية في مدينة حلب سنة 1349 هـ. (أواخر عام 1930 م.)، وقد جعلت رسالتها "تثبيت العقائد الإسلامية وتقويتها في نفوس المسلمين، والعمل بأحكام الكتاب والسنّة"، وذلك وفق ما أوردته مجلة "الفتح" التي تلقّت النظام الأساسي للجمعية، ونشرت النبأ بعد شهر واحد من تأسيسها[1].
ولقد أشار الشيخ محمّد راغب الطبّاخ، في ترجمته الذاتية التي كتبها بنفسه، إلى أنه أسّس جمعية "البرّ والأخلاق الإسلامية" بمساعدة بعض تلامذته الذين تخرّجوا من "المدرسة الخسروية"، وخصّ بالذكر منهم: الشيخ مصطفى الزرقا، والشيخ معروف الدواليبي، والشيخ محمّد الحكيم؛ مشيراً إلى أنّ ذلك حصل قبل ثمانية عشر عاماً من تلك الترجمة التي كان تاريخ كتابتها يوم 20 شوال 1366 هـ.، (أيلول/سبتمبر 1947 م.)؛ وأضاف الطبّاخ قائلاً: "لكنّي تركت رئاستها لغيري لأسباب سياسية هي الاحتلال الفرنسي، ثمّ في سنة 1356 (1937 م.) انتخبتُ لرئاستها حتى الآن[2]".
ومن جانبه فقد حدّثني د. مصطفى الزرقا بنفسه[3] أنّه كان قد أنشأ ومعروف الدواليبي "جمعية البرّ والأخلاق الإسلامية"، مع المتعاونين من المشايخ الشباب، في مرحلة آخر العشرينيات أو أوائل الثلاثينيات، وكان لا يزال وقتها طالباً في كُلّيتيْ الحقوق والآداب بالجامعة السورية في دمشق؛ وأشار إلى ما كان للجمعية من نشاط واسع في إقامة الحفلات بالمناسبات الدينية والموسميّة، كغزوة بدر والأمسيات الرمضانية وما إلى ذلك، وما كان لها من دور فعّال في الاتصال بزعماء الأحياء من أجل ترتيب بعض المقاومات من وراء ستار، مثل حظر الخمّارات وتسليط رجال عليها يفاجئونها ويكسّرون موجوداتها وما إلى ذلك.
وعلاوة على الزرقا والدواليبي والحكيم، يمكن أن يضاف إلى مؤسّسي الجمعية الشيخ محمد بلنكو، خريج المدرسة "الخسروية"، وتلميذ الشيخ الطبّاخ، والذي صار مفتياً لحلب من عام 1957 م. ولمدّة عشرة سنوات تاليات[4].
في مواجهة الاحتلال
وعلى الرغم من السمْت "الدينيّ" الذي اتصفت به جمعية "البرّ" في عنوانها ونظامها الأساسي، شأن مثيلاتها من الجمعيات الإسلامية وقتذاك، إلا أنّ أهمّ ما ميّزها من أيام قيامها الأولى، شخصية الشيخ الطبّاخ التي اتّسمت إضافة إلى ضلاعته العلمية، بسعة الأفق وعمق الخبرات وتنوّع الاهتمامات؛ علاوة على تميّز كلّ من الزّرقا والدواليبي، الركنين الفعليين للجمعية، اللذين جمعا بين العلم الشرعي وقد نهلا من مشاربه التقليدية الراسخة، وبين الدراسة الحديثة التي أعرض عنها في تلك المرحلة كثير من "المتديّنين" بحكم هيمنة سلطات الاحتلال الفرنسي على مؤسساتها ومعاهدها، والتخوّف الشديد من أن تذوب الأجيال الجديدة في مخططات "العَلْمَنة" و"الفَرْنَجَة" الرائجة!
وهكذا لم تلبث جمعية "البرّ" الناشئة أن انخرطت في القضايا العامّة، ونشطت في الدفاع عن المسلمين المضطهدين في الأقطار الأخرى، بالتنويه والتنبيه والكتابة والخطابة؛ وعندما شاعت أنباء ممارسات الاحتلال الإيطالي العدوانية في ليبيا عام 1931 م.، كانت في طليعة صفوف الاحتجاجات الغاضبة التي اندلعت في سورية، وقامت بالإبراق إلى "ملوك المسلمين" ضمن فعاليات العلماء والجمعيات والنقابات والصحف الحلبيّة الأخرى تقول: "العالم الإسلامي الباكي المفجوع يستغيث بجلالتكم بمناسبة فظائع إيطاليا بطرابلس الغرب استغاثة الهاشميّة بالمعتصم، هذه الفظائع في ذمّتكم إن لم تغضبوا لانتهاك حرمة الله[5]"؛ كما أرسلت إلى "جمعية الأمم" برقية مماثلة جاء فيها: "نؤكد احتجاج حلب بخصوص فظائع إيطاليا في طرابلس الغرب، منتظرين جهودكم المُثبِتَة بأنّ جمعيتكم جمعية إنصاف للمظلومين لا إسعاف للظالمين"؛ وقد حملت تلك البرقية توقيع الشيخ محمد سعيد الإدلبي بصفته رئيساً للجمعية.
ولم تتوقف جهود "البرّ" عند هذا الحدّ، بل مضت تشارك بحماسة بالغة في الحملة التي انطلقت للحضّ على مقاطعة البضائع الإيطالية، وراحت توزّع على مساجد حلب خطبة الجمعة التي تبيّن الفظائع التي لحقت بالمسلمين على أيدي الإيطاليين[6].
والذي يبدو أنّ نشاط الجمعية الذي ترافق مع تردّي الحالة السياسية والأمنية في سورية الرّازحة تحت الاحتلال الفرنسي، دفع إلى صدور أمر بإغلاقها، ولم يسمح لها بالعودة إلى ممارسة النشاط إلا عقب اتفاق سنة 1936 م. بين "الكتلة الوطنية" والفرنسيين، والذي تضمّن اعترافاً بحقّ البلاد في الاستقلال، وأعقبه قيام حكم وطني فيها؛ وفي هذا الصّدد بعث معروف الدواليبي بصفته أمين سرّ الجمعية، رسالة إلى صاحب صحيفة "الفتح" في القاهرة محبّ الدين الخطيب، مهنئاً برفع حظر دخول الصحيفة إلى سورية، ومشيراً إلى عودة الجمعية إلى متابعة أعمالها الإسلامية بعد مضيّ خمس سنوات على إغلاقها من قبل السلطة الإفرنسية، في نفس الشهر الذي منعت فيه الفتح من دخول سوريا[7]"؛ كما تلقت "الفتح" تهنئة مماثلة من الشيخ كامل أبو صالح، بصفته أمين سرّ الجمعية أيضاً، أشار فيها إلى ما قامت به "البرّ" من طلب السماح بعودة "الفتح" لدخول ديار الشام، حامداً "الله وحده الذي جعل على رأس الحكم في سوريا رجالاً من أبنائها المخلصين العاملين الذين يقدّرون الواجب ويبادرون للقيام به[8]".
وتظهر رسالة تالية نشرتها الفتح" أيضاً، مشاركة الجمعية في الشهور التالية، مع "دار الأرقم" و"رابطة مأذوني المدارس العلمية" بحلب، في توجيه نداء للحكومة السورية والنواب والعلماء والمسؤولين، ناشدتهم فيه بمناسبة رحيل عدد من أبرز علماء المدن السورية، لـ"تدارك ذلك الخطر والخسران، عن طريق إيجاد مدارس علمية دينية راقية لإعداد خلف لأولئك الراحلين.. وتنظيم الأوقاف الإسلامية وجمع معاهدها الدراسية الدينية كلها ضمن نظام واحد.."، وطالب النداء الذي وقّع عليه باسم جمعية "البرّ" الشيخ الطبّاخ" من جديد، بفتح مدارس شرعية في عدد من المدن السورية، وأخرى "لتخريج القضاة والمفتين والمحامين الشرعيين ملحقة بالجامعة السورية"[9]؛ ويؤكد ذلك ما ذكره الشيخ الطباخ من عودته لرئاسة الجمعية بعد رفع الحظر عنها، والتي آلت بعده إلى الشيخ محمّد الحكيم[10].
بين "البرّ" والأرقم"
مع حصول جمعية "دار الأرقم" على رخصتها الرسمية عام 1937 م.[11]، وبحكم العلاقة الوثيقة بين عمر الأميري أبرز مؤسسي هذه الجمعية، وكلّ من الشيخ الطبّاخ وتلامذته الزّرقا والدواليبي والحكيم، شرعت الدّار في استخدام مقرّ جمعية "البرّ" لحفلاتها الكبيرة ومحاضراتها الهامّة التي يضيق عنها مقرّ "الأرقم" المتواضع بمدخل حيّ "باب النصر" وقتذاك، والتي كان أولها حفل افتتاح نادي "دار الأرقم" بتاريخ 3 رجب 1356 هـ. (أيلول/سيتمبر 1937 م.)[12].
ووفقاً لما أعلمني به عادل كنعان، وهو أحد منتسبي "دار الأرقم" ونشطائها منذ عام 1941 م.، فإنّ مقرّ "جمعية البرّ والأخلاق الإسلامية" الذي طالما تردّد عليه، كان بالقرب من "سوق الجرابات"، وعلى جانب الشارع المؤدّي إلى باب الجامع الأمويّ المطلّ على "سوق اسطمبول"؛ موضحاً أنّ لوحة كبيرة باسم الجمعية كانت تعلو باب مقرّها الذي كان عبارة عن قاعة واسعة وحسب، تقام فيها المحاضرات والاحتفالات.
ولقد كان من بعض أبرز ما وصلنا عن نشاطات الجمعية المبكّرة، احتفال أقامته بذكرى الهجرة النبوية عام 1360 هـ. (1941 م.)، ألقى فيه عبد الوهاب العجيلي، الأستاذ الذي انتقل من مسقط رأسه في مدينة "الرقّة" ليُدرّس في حلب، كلمة قال فيها: "..وما هذه الحفلة التي أقامتها جمعية البرّ والأخلاق الإسلامية إلا حلقة من سلسلة الاحتفالات التي لعلنا أحوج ما نكون إليها، ولكنها تمتاز بجلال الشخصية التي هي موضوعها... لقد انقضى ألف وثلاثمائة تسع وخمسون سنة على هذه الهجرة، وذكراها لا تزال ماثلة في أفكار المسلمين والعرب كافة، تتمثل لهم بأجمل صورة، فتوحي إليهم بحقيقة الرّجولة الكاملة التي يتجلّى فيها الاعتداد بالنفس، والصبر على احتمال الألم، وتقديس الواجب، ومعرفة المسئولية عن الواجب.. وأنّ معرفة الحق والاستخفاف بكل شيء من أجله وسيلة لا غنى للإنسان العاقل عنها إذا أراد تهذيب نفسه واستخدام حواسه في سبيل الخير الذي يحتاج إليه هو، كما يحتاج إليه أهله وقومه وأبناء الوطن الذين يعيشون معه فوق أرضه وتحت سمائه، وأبناء الإنسانية جميعاً[13]".
وفي ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاة الشيخ أمين الكيلاني (الحموي) الذي كان يُدرّس في مدينة حلب وينشط في صفوف دعاتها، أقامت الجمعية عام 1942 م. حفل تأبين للفقيد بالتعاون مع "دار الأرقم"، خصّصت له صحيفة "الجامعة الإسلامية" عدداً كاملاً، وأفادت أنّ الحفل حضره "أركان الحكومة من المحافظ ورؤساء الدوائر، ومديرو وأساتذة التجهيز، والمدارس الابتدائية والمدارس العلمية الدينية، وطلاب التجهيز والمدرسة الخسروية، ومختلف طبقات الشعب النيّرة، ووفد كبير من حماة الشقيقة من عائلة الفقيد وغيرها.."؛ وقد ألقى عمر الأميري كلمة "الأرقم" بعنوان "عبرة الموت وعمل العاملين"؛ فيما ألقى الزرقا كلمة جمعية "البرّ" في رثاء الفقيد[14].
وفي حفل المولد النبوي لعام 1362هـ. (1943 م.) الذي أحيته "دار الأرقم" في مقرّ "جمعية البرّ"، تحدّث من الأعلام: القاضي الشرعي الشيخ أنيس الملوحي، والشيخ مصطفى الزرقا، وعمر بهاء الأميري، كما ألقى أحمد مظهر العظمة قصيدة في الاحتفال[15].
ثم لم تلبث أن أقامت جمعية "البرّ" بعد عدّة أسابيع احتفالها الخاصّ بالذكرى، أحياه كلّ من الشيخ مصطفى الزرقا، والقاضي عبد القادر الأسود رئيس محكمة البداية بحلب، والقاضي والأديب إبراهيم العظم من حماة، فالشيخ طاهر النعساني الذي نوّه في كلمته إلى أبرز نشاطات وإنجازات جمعية "البرّ"، من إسعافات متنوعة للمحتاجين، وتعيين واعظ دائم لسجن المدينة، ونشر وتوزيع خطب للجمعة توافق مواضيع وحوادث طارئة بما يلائم حاجات العصر، وفتح مدرستين تؤهلان التلاميذ لتقديم الشهادة الابتدائية، ومراجعة المراجع الإدارية في مناسبات كثيرة لمكافحة المنكرات وتحقيق المصالح العامّة؛ وأوضح اعتزام الجمعية على منع التسوّل بإيجاد ملجأ للعجزة وتوجيه المقتدرين منهم إلى الأعمال المناسبة، مثنياً على محافظ المدينة لما أبداه من تشجيع وتأييد ومناصرة هذا المشروع[16].
وفي العام التالي، وعندما توفّي الشيخ عيسى البيانوني في طريق عودته من تأدية مناسك الحجّ، أقامت له جمعية "البرّ" حفل تأبين تحدّث فيه الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة بالنيابة عن الزرقا الذي حال سفره دون مشاركته في الحفل، كما شارك في التأبين عمر الأميري، والشيخ بكري رجب، والشيخ أحمد القلاش[17].
وفي العام نفسه، عادت الجمعية فأقامت حفلاً للمولد النبوي، تحدّث فيه أحمد رشيد البيك، المجاز في القضاء الشرعي من جامعة مصر، وكان عنوان كلمته: "الديموقراطية والتشريع الإسلامي"، أعقبه عبد الحسيب عدي، المستنطق في حلب، بكلمة عنوانها: "أمثلة من عدل محمّد"[18].
"جبهة صقور محمّد"
والذي يبدو فإنّ تغييراً قد حدث في إدارة الجمعية عام 1945 م. جدّد من مسيرتها، وطوّر في نشاطاتها، حتى صارت لها فرقة من "الفتوّة" تولى قيادتها الشيخ نسيب الرفاعي، الذي كان وقتها مدرّساً في "الكلّية الإسلامية" بحلب؛ ووفق ما أوردته صحيفة "الجامعة الإسلامية"، فقد حملت هذه الفرقة اسم "جبهة صقور محمّد"، وكان ظهورها الأول في الحفل الذي أقامته الجمعية بذكرى "موقعة بدر" في ذلك العام، والذي كان أبرز من خطب فيه كل من الأستاذ الزرقا والشيخ الحكيم؛ وقامت الفرقة باستقبال المدعوّين وعزفت بموسيقاها ألحاناً شجيّة[19]!
وفي العدد التالي نشرت الصحيفة نشيد فرقة "الصقور" تلك، وقدّمت له بالقول: "حينما تقلّدت إدارة جمعية البرّ والأخلاق الجديدة شؤون هذه الجمعية، شكّل الأريب السيد نسيب الرفاعي فرقة سمّاها (جبهة صقور محمّد)، وهم فتوّة طيّبة من شبابنا المتحمّس الذين يعملون بإخلاصهم الفطري ويبغون العلاء تحت راية الإسلام وأهداف سيّدنا الأعظم محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وسلّم، وهذا نشيدهم الذي وضعه لهم رئيسهم السيد الرفاعي قال:
مدى الدُّهــورْ رمزُ الهدى نحنُ الصّقورْ
وللصّقور
جَـنَـاحُ نَــارْ جَـنَـاحُ نـــورْ
* * *
لقدْ دوى صوتُ النبيّْ يهيبُ بالصَّقر الأَبيّْ
أَنِ ازَْدَرِ بالـنُّــوَبِ جاهِـدْ تقدَّمْ وَثِـبِ
لبَّيكَ يا صَـوتَ النَّبيّْ
نحنُ الفِدَا نحن الصُّقورْ
وللصّقورْ
جَـنَـاحُ نَــارْ جَـنَـاحُ نـــورْ
* * *
على هُدى خَير الأنـامْ نموتُ أو نَحيا كـِرَامْ
وإنْ دعا داعي الصِّدامْ في كفِّنا عَضْبٌ حُسامْ
يُـقِـرُّ في الدُّنيا السَّلامْ
وهكذا، نحنُ الصُّقـورْ
وللصّقورْ
جَـنَـاحُ نَــارْ جَـنَـاحُ نـــورْ
* * *
فَيَـا أمانينـا العِذَابْ جُوبي السَّماواتِ الرِّحَابْ
وَبلِّغي، فالمجْـدُ آبْ وكُـلُّـنا شَـدَّ الرِّكـابْ
يمشي على هدْيِ الكْتابْ
مُرَنِّماً: نحنُ الصُّـقـورْ
وللصّقورْ
جَـنَـاحُ نــارْ جَـنَـاحُ نـــورْ[20]
على أنّ فرقة "الصقور" تلك لم تعد تُذكر في الأخبار التالية التي توفّرت عن الجمعية، ربما لعودة الأمور إلى التأزّم من جديد بين الحكومة الوطنية وسلطات الانتداب، وما آلت إليه الأمور من قتل وقصف وعسف اختتمت به فرنسا عهد احتلالها للبلاد؛ وكان آخر ما بلغنا عن نشاطات الجمعية في الحقبة التالية، احتفالها بذكرى المولد في السنة الأولى للاستقلال، وذلك بالمشاركة مع "رابطة العلماء" التي قامت عام 1945 م.، وجماعة "الإخوان المسلمين" التي تأسست في العام نفسه[21]؛ كما كان من أخبار "البرّ" في نفس الفترة، افتتاح فرع لها في مدينة "إدلب"، تولّى رئاسته الشيخ محمد نافع شامي، وضمّت أحد عشر عضواً من صلحاء المدينة[22].
ومع تقدّم الأيام، وتغيّر الأحوال، خبا نشاط جمعية "البرّ" بالتدريج، ربما لأنّ "دار الأرقم" التي تحولت إلى جماعة "الإخوان المسلمين" استقلّت بمركز جديد أغناها عن استخدام قاعة جمعية "البرّ" لنشاطاتها وحفلاتها من جهة، ولأنّ نشطاء الجمعية البارزين ابتعدوا عنها تباعاً، حيث مضى الدواليبي مطالع سنة 1939 م. لإكمال دراسته في فرنسا[23]، وانتقل الزرقا إلى العاصمة دمشق عام 1944 م.، مدرّساً في كلية الحقوق[24]، فيما أُثقل الشيخ الطبّاخ الذي بلغ السبعين برئاسة وعضوية كثير من الجمعيات واللجان على ما لديه من مهام علمية وتعليمية كثيرة؛ وهكذا انتهى حال جمعية "البرّ والأخلاق" إلى الضمور فالانطفاء، ولم يعد يُسمع لها ذكر أو نشاط!
هوامش:
[1] صحيفة "الفتح" ـ العدد 235 ـ العام الخامس ـ 3 رمضان 1349 هـ. (كانون الثاني/يناير 1931 م.) ـ ص11
[2] أورد موقع "رابطة العلماء السوريين" نصّ الترجمة في ركن "تراجم العلماء"، والتي تلت إجازة الطبّاخ للشيخ سليمان الصنيع، بتاريخ 20 شوال 1366 هـ. (1947 م.)، وذلك نقلاً عن أصل الوثيقة المحفوظة بخطّه في مكتبة جامعة الملك سعود.
[3] في حديث مسجّل أجريته معه في مدينة الرياض، بتاريخ 4/11/1996 م.
[4] محمد عدنان كاتبي: "تاريخ الإفتاء في حلب الشهباء" ـ ص287ـ290
[5] صحيفة "الفتح" ـ العدد 249 ـ العام الخامس ـ 19 ذي الحجة 1349 هـ. (أيار/مايو 1931 م.) ـ ص11
[6] مجلة "الاعتصام" الحلبية ـ العدد 9 ـ السنة الأولى ـ رمضان 1348 هـ. ـ كانون الثاني/يناير 1930 م. ـ وفقاً لما أورده فياض العبسو في ترجمة الشيخ محمد سعيد الإدلبي ونشره موقع "رابطة العلماء السوريين" ـ ركن "تراجم العلماء" ـ بتصرّف.
[7] صحيفة "الفتح" ـ العدد 574 ـ العام الثاني عشر ـ غرّة رمضان 1356 هـ. ـ (تشرين الثاني/نوفمبر 1937 م.) ـ ص17
[8] صحيفة "الفتح" ـ العدد 573 ـ العام الثاني عشر ـ 23 شعبان 1356 هـ. ـ (تشرين الأول/أكتوبر 1937 م.) ـ ص17
[9] صحيفة "الفتح" ـ العدد 618 ـ العام الثالث عشر ـ 13 رجب 1357 هـ. ـ (أيلول/سبتمبر 1938 م.) ـ ص8ـ9
[10] "من هو في سوريا" ـ ترجمة محمّد الحكيم ـ ص124
[11] عن تقرير أمين سرّ الدار عمر الأميري في "المؤتمر العام الأول لشباب محمّد صلى الله عليه وسلم" ـ صحيفة "الفتح" ـ العدد 627 ـ العام الثالث عشر ـ 18 رمضان 1357 هـ. (تشرين الثاني/نوفمبر 1938 م.) ـ ص14؛ و"تاريخ الدعوة" ـ من رسائل "لجنة العمال للإخوان المسلمين بحلب" سنة 1956 م.
[12] "تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في سوريا وتنظيماتها الإدارية": من رسائل لجنة العمال للإخوان المسلمين ـ حلب 1956 م.
[13] صحيفة "الجامعة الإسلامية" ـ العدد 87ـ90 ـ السنة 13 ـ المحرّم وصفر 1360 هـ. (1941 م.) ـ ص14ـ15
[14] صحيفة "الجامعة الإسلامية" ـ العدد 111ـ120 ـ السنة 14 ـ 1361هـ (1942 م.) ـ ص41 و47
[15] صحيفة "الجامعة الإسلامية" ـ العدد 121ـ126 ـ السنة 15 ـ 1362هـ (1943 م.) ص72
[16] صحيفة "الجامعة الإسلامية" ـ العدد 121ـ126 ـ السنة 15 ـ 1362هـ (1943 م.) ـ ص85ـ91؛ بتصرّف.
[17] صحيفة "الجامعة الإسلامية" ـ العدد 140ـ144 ـ السنة 16 ـ 1363 هـ. (1944 م.) ـ ص44ـ50 ـ بتصرّف.
[18] صحيفة "الجامعة الإسلامية" ـ العدد 145ـ 150 ـ السنة 16 ـ 1363 هـ. (1944 م.) ـ ص57ـ60
[19] صحيفة "الجامعة الإسلامية" ـ العدد 198ـ 201 ـ السنة 17 ـ 1364 هـ. (1945 م.) ـ ص148
[20] "الجامعة الإسلامية" ـ العدد 202ـ205 ـ السنة 17 ـ 1364 هـ. (1945 م.) ـ ص159
[21] صحيفة "الجامعة الإسلامية" ـ العدد 248ـ252 ـ السنة 19 ـ 1366 هـ. (1947 م.) ـ ص39
[22] ترجمة للشيخ محمد نافع شامي كتبها ولده محمد حسان شامي، ونشرها موقع "إدلب الخضراء" صيف عام 2009 م.
[23] مذكرات الدكتور معروف الدواليبي" ـ ص32
[24] محمد المجذوب: "علماء ومفكّرون عرفتهم" ـ ج2 ـ ص363