قال الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: "المسلم من سلم النَّاس من لسانه ويده، والمهاجر من هجر نهى الله عنه"، كما قال عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه"، وكذلك قال عليه الصلاة والسلام: "المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وسب هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دماء هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته وهذا من حسناتِه فإن فَنِيَت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار”. فالدين المعاملة؛ والعبادات مهمة، ولكنها تكون بين العبد وربه؛ أما أساس الحياة فهو المعاملات بين الخلائق؛ ومن ثم جاء الدين الإسلامي كسائر الديانات لإصلاح العلاقات بين العبد وربه من جهة، وبين الخلائق بعضهم البعض من جهة أخرى. وجاء الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ليؤكد على أنه بُعث ليتمم مكارم الأخلاق. والله سبحانه وتعالى قد يغفر للعبد تقصيره وذنوبه مع الله، ولكنه لا يغفر ما يرتكبه من إثم تجاه الناس حتى يسامحوه. فجوهر الدين هو الأخلاق؛ حيث ذكر عليه الصلاة والسلام بأنه من لم يدع قول الزور والعمل فلا حاجة إلى صيامه. كما ذكر بأنه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمُت، وبأنه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره.
كما تحدث عليه الصلاة والسلام عن أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة وأن الكلمة الطيبة صدقة، وأن ممشى في حاجة أخيه كانت خيرا له من الاعتكاف في المسجد. ولقد سُئل الحبيب محمد عليه أفضل الصلاة والسلام عن امرأة تصوم وتؤدي صلاة القيام ، ولكنها تؤذي جيرانها؛ فأخبر بأنها في النار. كما ذكر عليه الصلاة والسلام بأنه لا يؤمن أحد حتى يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه. ولقد ذكر الرسول محمد عليه الصلاة والسلام: رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع وإذا اشتَرى وإذا اقتضى. يقول الله تعالى : "إنَّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا" ويقول الله في محكم كتابه: "فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" الإسلام دين السلام والرحمة؛ لذا تحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
وأخيرا حافظ على مشاعر الآخرين واحترمهم، وعاملهم كما تحب أن يعاملوك ويعاملوا أسرتك.
التدقيق اللغوي لهذه المقالة: أفنان الصالح